قراءة نقدية مبسّطة
في المجموعة القصصية
....(فياغرا )
للكاتب كريم صبح
*( فياغرا )هي اصطياد ماهو شارد ، ووصف بواعث النفس بطريقة غير معتادة ، والأتيان بحالات الغرائبية غير المألوفة ، وتجارب السّارد في هذه الحياة ، التي ما أن تحلو قليلا حتى تصاب بالمرارة كثيرا ،.تلك الحبة الزرقاء لم تكن هي المقصودة بذاتها ، وان كان القاص جعلها عنوانا مثيرا لمجموعته القصصية ، فذلك لادائها الوظيفي وتأثيرذلك الاداءعلى معنويات الانسان وحياته العملية وحركته اليومية في المجتمع.
*هذه المقدّمة قد تواكب جرأة الكاتب ، في كشف زيف الناعقين بالتحفظ، وازدواج تركيبتهم الشخصية وبناءهم النفسي فهم يظهرون القداسة والعصمة ، ويضمرون الشّيطنة ،ديدنهم هو البحث عن المتع واللذائذ بشراهة ،على حساب الوقت والمكان اللذين من المفترض ان يُكرس حيزا منهما لخدمة المجتمع .
*حينما يكون عالمنا موصوفا بالفوضى ،ترى الواقعية باعتيادها مُرّة ،يلازمها الشعور بالضياع والحرمان ، وانقطاع الامل ، وزيادة الضغط النفسي ، وانعدام وسائل التنفيس عن النفس ،يكون الانفجار الى الداخل ، وهنا يتصدّى الكاتب للصورة ، وكأنها فوتوغراف ، ويسخّرها لتكون وكأنها عوالم مختلقة ترى من خلالها انماطا تقليدية قلبت واقعها فصارت تجريدا ، وهنا عليك ان تتهيأ لعالم تلجه اول مرة مثل سائح يحطّ في مدينة صاخبة لم يألفها من قبل في أسفاره ، فالقارئ الحاذق لايقف فقط على شاطئ مايكتبه القاص كريم صبح بكلماته ومفرداته وحدها وعليه ان يغوص في اعماق الصّورة السّردية ، لعله يظفر بمخلوق جديد ، معنى جديدا او شكلا غرائزيا لم يكن مألوفا، والاّ كيف سيكون اكتشاف الابداع وتلمّس المتعة في الحواس.
* (فياغرا )..عندما ينفلت المجتمع ، وتتعدد المسالك ، وتضيع الملامح، يُضل الانسان طريقه ، وقد يهوي في منحدرات سحيقة ، وقد يلج ظلاما دامسا ، لايجد فيه بصيصا من الضوء ، ينحرف الفرد حين ينزوي بفرديته ويعيش دون ضمير جماعي ماثل للأنظار في اعين الجميع ، ولن اذهب بالقارئ الكريم بعيدا في تبيان الابعاد الوجودية ، لقصص الكاتب ، وساتناول بالقراءة بشكل اجمالي فكرة النصوص . حيث ان البيئة التي تناولها الكاتب بالسرد ، تكاد تتشابه في شخوص اغلب قصص هذه المجموعة ، كما ان الحبكة والثيمات واسلوب السرد والصورة المعبرة والبنائية السردية البسيطة والواضحة ، هي من سمات هذا الكاتب المبدع.
*1- الخداع المبرر بالفقر والعوز في قصة(زوج الام)..لتبرير زواج ام البطل من صديقه من اجل العيش واشباع الرغبة الجنسية.
*2-التفاوت الطبقي في ( الارستقراطي ) او شاهد القبر عممه الكاتب ليس فقط على الاحياء انما على اصحاب القبور.
*3- في قصة (بطل) صلة الحيوان بالانسان وبالعكس والعلاقه الحميمية بينهما في تصوير ليلي مطير بحث عنها حتّى عثر عليها فارتمت قطته في احضانه الدافئة.
*4- (ليس حسابا بالمعنى الدقيق انا عراقي، ومارأيتِه كان انهماكا في جدولة اوجاعي)عبارة لخّصت محتوى قصة ( سندباد ) على الشاطئ الاسباني حين تهيأت له فرصة الفوز بأنثى شقراء فاضاعها بالحديث عن الاوجاع والاحتلال الامريكي للعراق ، والاحتلال الامريكي قضية شائكة كان الاجدر ببطل القصّة ان يتناساها ريثما يحقق متعته بما متوفر لديه من مال حتى لو كذب عليها.
*5- اما قصة ( فياكرا ) التي هي محور المجموعة فهي الحبّة الزرقاء اجبرته زوجته على ابتلاعها قهرا لينتصب لها الشبق وتتحرّك لتصريف الطاقة التي خلّفها اكل البصل في احشائها.
*وكذا يستمر الكاتب في سرد مجموعته القصصيه المؤلّفة من (73 ) قصّة الواحدة تلوالاخرى ، بين متوسطة الطول وقصيرة وقصيرة جدا ، لتحكي في مجملها معاناة المجتمع المسحوق، وابطال قصصه وهم يعانون من وطئ الظروف في الواقع الذي خلّفه الاحتلال وصار يتوالد شقاءا وحرمانا وقهرا ومعاناة ،بمرور الوقت ، وباستمرار ، قصص عبارة عن ، واقع يفرز المعاناة والالم والبحث عن متنفسات للنفس وسط هذا الزحام. رحلة البحث في الامكنة التي تتوافر فيها الحياة النظيفة.الحياة الحرّة الكريمة وابسط مطالب العيش .
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب
في المجموعة القصصية
....(فياغرا )
للكاتب كريم صبح
*( فياغرا )هي اصطياد ماهو شارد ، ووصف بواعث النفس بطريقة غير معتادة ، والأتيان بحالات الغرائبية غير المألوفة ، وتجارب السّارد في هذه الحياة ، التي ما أن تحلو قليلا حتى تصاب بالمرارة كثيرا ،.تلك الحبة الزرقاء لم تكن هي المقصودة بذاتها ، وان كان القاص جعلها عنوانا مثيرا لمجموعته القصصية ، فذلك لادائها الوظيفي وتأثيرذلك الاداءعلى معنويات الانسان وحياته العملية وحركته اليومية في المجتمع.
*هذه المقدّمة قد تواكب جرأة الكاتب ، في كشف زيف الناعقين بالتحفظ، وازدواج تركيبتهم الشخصية وبناءهم النفسي فهم يظهرون القداسة والعصمة ، ويضمرون الشّيطنة ،ديدنهم هو البحث عن المتع واللذائذ بشراهة ،على حساب الوقت والمكان اللذين من المفترض ان يُكرس حيزا منهما لخدمة المجتمع .
*حينما يكون عالمنا موصوفا بالفوضى ،ترى الواقعية باعتيادها مُرّة ،يلازمها الشعور بالضياع والحرمان ، وانقطاع الامل ، وزيادة الضغط النفسي ، وانعدام وسائل التنفيس عن النفس ،يكون الانفجار الى الداخل ، وهنا يتصدّى الكاتب للصورة ، وكأنها فوتوغراف ، ويسخّرها لتكون وكأنها عوالم مختلقة ترى من خلالها انماطا تقليدية قلبت واقعها فصارت تجريدا ، وهنا عليك ان تتهيأ لعالم تلجه اول مرة مثل سائح يحطّ في مدينة صاخبة لم يألفها من قبل في أسفاره ، فالقارئ الحاذق لايقف فقط على شاطئ مايكتبه القاص كريم صبح بكلماته ومفرداته وحدها وعليه ان يغوص في اعماق الصّورة السّردية ، لعله يظفر بمخلوق جديد ، معنى جديدا او شكلا غرائزيا لم يكن مألوفا، والاّ كيف سيكون اكتشاف الابداع وتلمّس المتعة في الحواس.
* (فياغرا )..عندما ينفلت المجتمع ، وتتعدد المسالك ، وتضيع الملامح، يُضل الانسان طريقه ، وقد يهوي في منحدرات سحيقة ، وقد يلج ظلاما دامسا ، لايجد فيه بصيصا من الضوء ، ينحرف الفرد حين ينزوي بفرديته ويعيش دون ضمير جماعي ماثل للأنظار في اعين الجميع ، ولن اذهب بالقارئ الكريم بعيدا في تبيان الابعاد الوجودية ، لقصص الكاتب ، وساتناول بالقراءة بشكل اجمالي فكرة النصوص . حيث ان البيئة التي تناولها الكاتب بالسرد ، تكاد تتشابه في شخوص اغلب قصص هذه المجموعة ، كما ان الحبكة والثيمات واسلوب السرد والصورة المعبرة والبنائية السردية البسيطة والواضحة ، هي من سمات هذا الكاتب المبدع.
*1- الخداع المبرر بالفقر والعوز في قصة(زوج الام)..لتبرير زواج ام البطل من صديقه من اجل العيش واشباع الرغبة الجنسية.
*2-التفاوت الطبقي في ( الارستقراطي ) او شاهد القبر عممه الكاتب ليس فقط على الاحياء انما على اصحاب القبور.
*3- في قصة (بطل) صلة الحيوان بالانسان وبالعكس والعلاقه الحميمية بينهما في تصوير ليلي مطير بحث عنها حتّى عثر عليها فارتمت قطته في احضانه الدافئة.
*4- (ليس حسابا بالمعنى الدقيق انا عراقي، ومارأيتِه كان انهماكا في جدولة اوجاعي)عبارة لخّصت محتوى قصة ( سندباد ) على الشاطئ الاسباني حين تهيأت له فرصة الفوز بأنثى شقراء فاضاعها بالحديث عن الاوجاع والاحتلال الامريكي للعراق ، والاحتلال الامريكي قضية شائكة كان الاجدر ببطل القصّة ان يتناساها ريثما يحقق متعته بما متوفر لديه من مال حتى لو كذب عليها.
*5- اما قصة ( فياكرا ) التي هي محور المجموعة فهي الحبّة الزرقاء اجبرته زوجته على ابتلاعها قهرا لينتصب لها الشبق وتتحرّك لتصريف الطاقة التي خلّفها اكل البصل في احشائها.
*وكذا يستمر الكاتب في سرد مجموعته القصصيه المؤلّفة من (73 ) قصّة الواحدة تلوالاخرى ، بين متوسطة الطول وقصيرة وقصيرة جدا ، لتحكي في مجملها معاناة المجتمع المسحوق، وابطال قصصه وهم يعانون من وطئ الظروف في الواقع الذي خلّفه الاحتلال وصار يتوالد شقاءا وحرمانا وقهرا ومعاناة ،بمرور الوقت ، وباستمرار ، قصص عبارة عن ، واقع يفرز المعاناة والالم والبحث عن متنفسات للنفس وسط هذا الزحام. رحلة البحث في الامكنة التي تتوافر فيها الحياة النظيفة.الحياة الحرّة الكريمة وابسط مطالب العيش .
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب