الضمير... قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الضمير... قصة قصيرة

    الضمير...
    قصة قصيرة
    ولد بلا جسد ، الحاضرون سمعوا صراخا ، دون أن يروا وليداً ، صريخه بدا كصوت الهواء العاصف ، أطلق على نفسه اسم وليد ، يقف طويلا امام المرآة ، يحرّك يدية ورجليه ، يحرّك رأسه ، لكنه لايرى نفسه ، وكلّما يمر من امام المرآة يعيد نفس الفعل، حتّى ايقن أنّه يشبه الهواء ، موجود دون ان يراه احد ، كان يتمنّى لو أن أحدا في هذا العالَم يناديه بإسمه ، لكن لا أحد..
    في المدينة العريقة ، يشارك الحمائم البيضاء طيرانها ،خلف المداخن ، لكنها لاتشعر به ، تعلّم من البلابل كيف يُغرّد ، لكنّه اضاع وجوده في إختلاط الاصوات ، هل أنا شيء مهم ؟ أنا لاشيء ، لاأشعر بنفسي ، ولا أحد يشعر بي ، ولابد ان أفعل شيئا ، ليكون لي جسدي الخاص ..
    ينساب ليلا في الأزقة والدروب ، يسمع البكاء والنحيب ، يصدران من بعض البيوت ، والضحك والقهقهات من بيوت اخرى ، يسمع التأوهات آه من ألم الفقد وألم الجوع ، وآه من لذة الأستمتاع ، أسرار خلف الجدران ، يتطلّع اليها يرصدها ،يتأثّر بها ويتأوّه مع المتأوّهين ، لكنّه لايستطيع أن يفعل أكثر من ذلك..
    في الثلث الأخيرمن الليل ، مرّ وليد على رجل يُحدّث نفسه ، ياقوتة حمراء ،اغمسها بخليط زيت الورد وعسل النحل ، إلعقها أربعين يوما على الرّيق ""وفعلتُ !!
    تجمع ماء الغيث في طست ، تمزج فيه زيت السّندروس ، وزيت خشب الصّندل ، وزيت الاوكالبتوس ، ثم تضعه على نار هادئة ، وتغتسل به انت وزوجتك ليلة الجمعة وفعلنا!!
    لم يترك هو وزوجته وصفةً إلا فعلوها ، للحصول على وليد ، كان وليد يتمنى لو أنّه يتجسد ، فيأكل ويشرب ويعمل كبقية الناس ..
    مع شهقة الفجر ، شعرانه يتسلل الى رئتي الزوجة ، ثمّ دمها ، ليصل إلى رحمها ، كان الزوج سعيداً ، وهو يرى بطن زوجته يكبر، وكذلك الزوجة تشعر بالفرح يغمرها حين يتحرّك الجنين ،..
    استهل وليد صارخا بعد أن أكمل تسعة شهور ، وشكر الله أن منحه جسداً.
    اسماعيل آل رجب
يعمل...
X