نوافذ مسافاتية:
( نوافذُنا مُشرَعةٌ لنسيمِ المَحّبَةِ و عطور ورود الجمال...!)
نافذة إستذكارية شعرية:
نصّان وصورة نادرة:
شاعران التقيتُ بهما ذات يوم وكان الشعر حبل الوصل واللقاء...!
بقلم: مسلم الطعان
الصورة (أدناه) التي نشرتها الصديقة والأخت الشاعرة رسمية محيبس زاير للشاعرين الراحلين كزار حنتوش ورحيم مزهر الغالبي( رحمهما الله)، الأول هو زوجها(على يسار الصورة) الذي ما زالت وفية لذكراه ومنجزه الابداعي ولكلّ كلمة تقال عنه ، وهو في حقيقة الأمر شاعر كبير لم ينصفه النقاد، كما يستحق، بدراسات مهمة تتناول منجزه الشعري الثر، والثاني (على يمين الصورة) هو ابن مدينتها( الشطرة الفيحاء ) الشاعر الشعبي الجميل والإنسان النبيل رحيم مزهر الغالبي.
النص الأول....
التقيت بالشاعر الراحل كزار حنتوش( رحمه الله) لقاءا عابرا في عدة مرات منها عندما كنت طالبا في الدراسات العليا في منتصف الثمانينيات وتحديدا في مقهى حسن عجمي في شارع الرشيد الذي كنت أرتاده في صباحات أيام الجمعة بعد زيارتي لشارع المتنبي والمكتبات هناك وشراء بعض الكتب المستعملة الخاصة بالأدب الانجليزي من مكتبة الفلفلي. كنت التقي بكزار في المقهى بمعيّة حسن النواب ونصيف الناصري والشاعر الراحل كمال سبتي (رحمه الله)، وهم المعروفون بصخبهم وأصواتهم العالية ومشاكساتهم وحواراتهم الساخنة في الأدب والحرب والحياة. وعلى العكس منهم كان كزار هادئاً للغاية، مبتسماً ومتأملاً ومدخنًّا شرهاً وقارئاً نهماً. ثمّة لقاءات أخرى جمعتني بالشاعر كزار حنتوش أحدها في مدينة الناصرية، ولقاء آخر في بغداد عندما ذهبنا لإجراء انتخابات اتحاد الأدباء والكتاب في العراق/ المركز العام. في بحثي المتواصل عن أوراق منسية ومبعثرة هنا وهناك في دفاتري القديمة وجدت قصيدة بعنوان ( بوّابات) كنت قد أهديتها للشاعر الراحل أبي سلام وها آنذها أضعها بين أيديكم أحبتي وأنشرها لأول مرة.
القصيدة: بوّابات....!
شعر: مسلم الطعان
الإهداء:
الى الشاعر كزار حنتوش
مَرميَّاً كالأحزانِ
كنتُ أنا:
في بوّاباتِ الأوجاع ْ
مرميَّاً كالآهاتِ
الحبلى
كنتُ أنا:
في دهليزِ الأضلاع ْ
منتظراً كنتُ أنا:
أوراقَكَ في شَغَفٍ
كي تقطرَ:
ضوءَ حنينٍ شعريّ
يوقفُ عتمةَ عُمرٍ
تغرقُهُ العتمةُ حدَّ القاع ْ
مصلوباً مثلكَ كنتُ أنا:
كالنَغمَةِ:
في وَتَرٍ مقطوع ْ
أبصرُحلمَكَ:
تمضغُهُ الأحشاءُ لهيباً
تجتّرُكَ دربٌ:
تُفضي لدروبٍ شتّى
لكنَّكَ مثليَ مصلوباً تبقى:
كالنَغمَةِ:
في وَتَرٍمقطوع ْ
يا صعلوكَ الزمنِ المفجوع ْ
بجوعِ جياعٍ يبكونَ الجوع ْ
مَرميَّاً كالأحزانِ
ستبقى مثليَ
يغرُقُك العُشق ْ
تودِعُ أسرارَكَ في حاناتٍ:
لا تتقنُ فَنَّ الصِدق ْ....!
الخميس الموافق/12/8/1993
الثانية والنصف صباحا
الناصرية/ ذي قار
النص الثاني...
في أمسيات وملتقيات عديدة في الناصرية ، التقيت بالصديق الشاعر الشعبي الراحل رحيم مزهر الغالبي ( رحمه الله) الذي كان يعمل موظفا في محكمة الناصرية في بنايتها العتيدة المقابلة لجسر النصر وبستان حجي زامل، وهو من عائلة شطرية يساريةٍ مناضلة شهد لتاريخها النضاليّ الناصع القاصي والداني في الشطرة عاشقة الغرّاف الأبدية والتي كانت تسمّى ( موسكو الصغيرة)، وقد ربطتني علاقة صداقة وأخوة حميمية لم تزل قائمة والحمد لله مع شقيقه الأديب خليل مزهر الغالبي. في أحدى أيام الجمعة وكنت كالعادة أجئ من مدينة البكر ( مدينة الصدر حاليا) الى مقاهي ومكتبات شارع الجمهورية وشارع الحبوبي للالتقاء بالأصدقاء الأدباء والفنانين والأساتذة الجامعيين والمدرسين والمعلمين، ولشراء الكتب والمجلات والصحف العراقية والعربية، التقيت بالشاعر رحيم الغالبي وتحديدا في ( فلكة الحبوبي) الحالية، وبعد العناق وأداء طقوس التحية قال لي رحمه الله بالحرف الواحد: ( وين أدور عليك يامسلم؟) قلت له: خير يا صديقي رحيم...ها آنذا أمامك بشحمي ولحمي..قل لي: شتريد وأنا حاضر)..شكرني وقال لي: يا أخي أنا مهتم بصفحة الأدب الشعبي في مجلة ( صوت الفلاّح ) وقد نشرت بيتاً من الدارمي مطالبا بعض الشعراء بإرسال الرد على هذا الدارمي وجاءت الردود مخيّبه للآمال فخطرت أنت على بالي وقررت أن أستفز شاعريتك فماذا تقول: قلت هات بضاعتك وسأجرّب حظي في هذه اللعبة الدارمية الخطيرة..ضحكنا معا ثم ودعّني قائلاً: أنت أهل لها يامسلم..سأنتظر الرد على أحرّ من الجمر...كتبت في وقتها أكثر من رد وعندما سلمتها له رحمه الله طار من الفرح وقال لي هو هذا الرد اللي أريده) واليكم بيت الدارمي وردودي عليه.
بيت الدارمي:
غركًان أجر غركًان طحت إبْمصيبه
غرَّكًني يُمَّه اوياه من ردت أجيبه...!
ردود مسلم الطعان:
غركًان أجر غركًان من يغركً أغركً
صرت إبنفَسْ ويَّاه بس يشهكً أشهَكً
غركًان أجر غركًان ما عندي حِيله
صار الحملْ حملين كًلّي إشيشيله
غركًان أجر غركًان من يفحط أفحَط
ذَبني الوكت ويّاه حصوه بوسط شَط...!