تعريف المسرح الذهني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعريف المسرح الذهني

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تعريف_المسرح_الذهني.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	11.2 كيلوبايت 
الهوية:	216761 تعريف المسرح الذهني

    ما هو المسرح الذهني؟
    المسرح الذهني أو مسرح الأفكار أو المسرح الساكن كما يطلق البعض عليه[١]، هو ذلك المسرح الذي يهتم بتصوير تطور الوعي الذاتي للقارئ أو المتلقي بتوجيه أعماله مباشرًة إلى عقل وذهن القارئ[٢]، إذ تتراءى الفكرة التي يطرحها الكاتب أو المؤلف في هذا النوع من الفن بالصراع الذي يدور في المسرحية، ولا تكتمل أركان تلك الفكرة حتى ينتهي الصراع القائم بين الأطراف، فالفكرة هنا ليست المقصودة أو أنها الهدف المنشود من المسرحية، وإنما هي تقع بالمحصلة بالأحداث الجارية والصراع القائم بين الأطراف المتناقضة فيها.[٣] لذلك فإن المسرح الذهني يقوم في الأساس على تنامي الأفكار في ذهن القارئ، وهو بالتالي لا يعتمد على أداء الممثلين على خشبة المسرح، لذا نجده يخلو من ظاهرة الحركة الخارجية والصراع، ويهدف في نهاية الأمر إلى خلق أو إيجاد عالم افتراضي فوق العالم الواقعي، وهو عالم الإنسانية رفيع المستوى، والذي نجده في صحف التاريخ، وكتب الأساطير، والرموز.[٣]

    أما المسرح التقليدي فهو نوع من أنواع الفنون الأدبية، إذ يستخدم الممثلين لرواية قصة معينة تلقي الضوء على مواقف من الحياة الواقعية، بحضور جمهور من الناس ليشاهد مباشرًة أداء هؤلاء الممثلين، فتتكون لديه ردة فعل مباشرة.[٤]

    سمات المسرح الذهني يتمتع المسرح الذهني بالعديد من السمات ولعل من أهمها ما يأتي: فكرة الصراع ما يميز المسرح الذهني أن فكرة الصراع تدور في الأساس في ذهن المؤلف أو كاتب العمل، وعليه فإن الأفكار التي تدور في مخيلته غالبًا ما تتصارع فيما بينها من قضايا فلسفية وميتافيزيقية، وهو حوار درامي يتصف بكثير من الحيوية، ثم يحاول الكاتب نقله على شكل حوار يظهر بعمل فني، ويبدو أن هذا الأمر الذي أصبح سمة ملازمة للمسرح الذهني، كان السبب وراء امتناع الناس وانصرافهم عن هذا النوع من الفن، إذ يرون أنه يفتقر إلى فكرة الصراع العادي المتعارف عليه في باقي الأعمال، والذي يشعر المتلقي به مباشرة، وقد يتوقع القادم من الأحداث فيه.[٥] شخصيات المسرحية من سمات المسرح الذهني أنه يمنح شخصيات المسرحية مكانة مميزة، ففي الغالب هذه الشخصيات هي التي تتحمل عبء صراع الأفكار القائم في ذهن المؤلف أو كاتب المسرحية، ولكن يبدو في كثير من الأحيان أن هذه الشخصيات غير نابضة بإيقاع الحياة الواقعية، وبالتالي فهي غير قادرة على أن تؤثر أو تتأثر بذلك الصراع، خلافًا لما هو الحال عليه في المسرح الفكري أو الرمزي، الذي دائمًا ما يعالج الأفكار والقضايا التي يطرحها الكاتب أو المؤلف، بالعديد من الشخصيات التي تحاول أن تخدم الصراع والبناء الدرامي للعمل المسرحي ككل.[٦] الفرضيات الفكرية أو الذهنية إذ إن الكثير من المسرحيات ذات الطابع الذهني تقوم بالأساس على فرضيات فكرية أو ذهنية يفترضها الكاتب أو المؤلف وتكون مبنية على قصص دينية أو أسطورية، ثم يقوم بمعالجة النتائج التي تنتج عن تلك الفرضيات في حال تحققها على أرض الواقع، ثم يعرض تلك النتائج وفق طبيعة رؤيته هو للحياة وللقيم التي تكون سائدة فيها وقت وقوع الفرضية، ويبدو أن هذا الأمر هو الذي يبعد هذا النوع من المسرحيات عن النجاح المتوقع عادة إذ إن في أغلب الأحيان يعجز الممثل عن إيصال الفكرة المقصودة إلى الناس مما يجعلها ذات نجاح محدود مع الجمهور عند عرضها عليه.[٦] القضايا التي يعالجها المسرح الذهني القضايا والمواضيع التي غالبا ما يتطرق إليها المسرح الذهني عديدة وحقيقية وهي عبارة عن صورة لواقع يتبادر إلى ذهن المؤلف ويشغله فترة من الفترات، وغالبًا ما يعتريه بعض الغموض وعدم الوضوح.[٦] جدلية الزمن والذات الإنسانية. القدرة والحكمة. الفن والحياة. تطورات الحياة. رائد المسرح الذهني توفيق الحكيم ولد الكاتب والروائي الكبير توفيق الحكيم بتاريخ 9 أكتوبر عام 1898م، في مدينة الاسكندرية إحدى المدن الكبرى لجمهورية مصر العربية، والده كان يعمل في القضاء المصري،[٧] أما والدته فتنتمي إلى أصل تركي،[٨] وعائلته من الملاك للأراضي في مدينة الإسكندرية، وكان توفيق الحكيم محبًا للأدب، وفي سن الشباب بدأ يحضر الكثير من العروض المسرحية لا سيما للممثل الكبير جورج أبيض، ثم كان يحاول كتابة بعض المسرحيات القصيرة ويلقيها على مسامع زملائه في المدرسة الثانوية، وبعد إكمال هذه المرحلة التحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، ويبدو أنه لم يكن راغبًا في تلك الدراسة على نحو كبير فاتجه إلى دراسة اللغة الفرنسية، ثم بدأ الكتابة تحت اسم مستعار تجنبًا لغضب العائلة التي يبدو أنها لم تكن موافقة على الاتجاهات الأدبية لابنهم.[٧] بعد إكماله لدراسة القانون وحصوله على شهادة البكالوريوس عام 1925م، ولم يكن قد حصل على أية وظيفة في هذا المجال فقرر السفر إلى باريس لمدة 3 سنوات، وفي تلك الفترة شجعه صديق والده السيد (أحمد لطفي السيد) وهو شخصية عامة وسياسي معروف في مصر، على إكمال الماجستير والدكتوراه في القانون في جامعة السوربون، وقد أمضى توفيق الحكيم وقت لا بأس فيه في قراءة المسرحيات وحضور العروض المسرحية يبدو أنه كان يعد نفسه للعمل في المسرح على الرغم من أنه لم يدرس الدراما والمسرح رسميًا، ولكن تلك الحال لم تستمر فقد أجبره والده على قطع رحلته والعودة إلى مصر وفور عودته عانى توفيق الحكيم من صدمة ثقافية لما وجد عليه الحال في مصر وظل يعاني من ألم الحنين لتلك السنوات التي قضاها في باريس.[٧] في أثناء وجوده في مصر عمل بصفة نائب للمدعي العام في الفترة من 1982م ولغاية 1934م، وكان يتنقل بين مدينة الاسكندرية ودمنهور ودسوق، وهي مدن كبيرة مراكز إقليمية، وقد استلهم من تلك التجربة بعض الأفكار التي دعته لكتابة روايته (يوميات نائب في الأرياف)، التي نشرت عام 1937م، وناقش فيها الهوة الحاصلة بين عقلية الفلاح المصري والمنظومة القانونية في مصر تلك المنظومة المستند إلى قانون نابليون الذي اعتمدته مصر وبين إقامة العدل والمساواة، توفي توفيق الحكيم في عام 1987م بعد أن قضى حياة طويلة في الأدب والثقافة العربية.[٧] أدب توفيق الحكيم مرت سنوات الأديب الكبير توفيق الحكيم بالكثير من المحطات والمراحل وكانت على النحو الآتي: التأثيرات والمساهمات في الفترة (1919- 1952)م ساهم توفيق الحكيم في مجال الدراما والقصة القصيرة والرواية في الفترة ما بين ثورة 1919م في مصر ضد القوات البريطانية وثورة 1952م مساهمة محدودة، لا سيما وأنها فترة اتسمت بالكثير من الصعود والهبوط في مجال الأدب والرومانسية، وقد كان هناك الكثير من المحاولات لإخراج جميع أنواع الفنون الأدبية المصرية من هيمنة الأفكار الغربية التي كانت مسيطرة عليها بسبب وجود المستعمر، وفي عام 1928م، وأصدر توفيق الحكيم روايته التي تحمل عنوان (الروح)، وهي رواية كلاسيكية كانت قد تنبأت بثورة يوليو التي قادها جمال عبد الناصر.[٧] وفي عام 1933م، نشر توفيق الحكيم أول مسرحية له بعنوان (أهل الكهف)، وكانت عبارة عن مسرحية فلسفية أسست لما يُعرف بالمسرح الفكري أو العقلي، واستندت في طبيعتها إلى قصة أصحاب الكهف التي وردت في القرآن الكريم، كما عمل في ذات الوقت بصفة كاتب في جريدة الأهرام المصرية والتي تعد من كبرى الجرائد المصرية في ذلك الوقت، وما تزال تحتل هذه المرتبة حتى يومنا هذا، فعمد إلى كتابة العديد من المقالات ذات الطابع التحليلي للواقع السياسي المصري، وسخر بشكل لاذع من تلك الأوضاع، وكان هذا العامود متابعًا من القارئ المصري والعربي على حد سواء، وهو الأمر الذي يبدو أنه أثر كثيرًا في عقول مجموعة من الضابط الشباب في الجيش المصري.[٧] التأثيرات والمساهمات في الفترة (1952- 1967)م بعد قيام ثورة يوليو 1952م، انتخب توفيق الحكيم ليكون عضو في أكاديمية الآداب واللغات المرموقة (المجمع اللغوي) وفي عام 1958م حصل على تكريم رفيع المستوى مخصص لكبار الشخصيات والقادة من الأجانب من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، وذلك تقديرًا للدور الذي لعبه الحكيم في مجال الأدب والثقافة، إضافًة إلى العمل المميز له (عودة الروح)، التي يبدو أنه أثر في الرئيس عبد الناصر كثيرًا.[٧] أصبح توفيق الحكيم أحد أهم الشخصيات في مجال الأدب العربي، خاصة في مجال المسرح الخاص به، والذي ابتدعه وأوجده بطريقة مبتكرة، إذ أوجد تقليدًا أدبيًا خاصًا به في مجال الدراما العربية، مستخدمًا تقنيات جديدة ولغة عربية فصحى تختلف كثيرًا عما كان سائدًا حينها في الأعمال المسرحية، وأيضًا شهدت هذه المرحلة إنتاجه للكثير من الأعمال مثل (الصفقة) عام 1956م والتي تعلقت باستغلال الفلاحين للعمل في الأراضي الزراعية، ومسرحية (يا طالع الشجرة) عام 1960م، التي حققت نجاحًا كبيرًا، ومسرحية (مصير صرصار) 1966م و(بنك القلق) عام 1967م، وغيرها من الأعمال المميزة.[٧] موقف توفيق الحكيم من المرأة من المعروف في الأوساط الثقافية المصرية وكذلك العربية، أن توفيق الحكيم كان معاديًا للمرأة كثيرًا، ويبدو أن هذا الاتجاه كان جزءًا من مشاريعه الأدبية والكتابية، فعلى الرغم من أنه قرر الزواج في وقت متأخر ويبدو أنه غفر للمرأة بعض الأخطاء، فإنه ظل مستمرًا على موقفه الرافض والمعادي لها، فهو يرى أن المرأة بمثابة زهرة الفن والثقافة والمجتمع، ولكنها زهرة لا تخلو من الأشواك التي يعلق بها الرجل، فتسبب له مشكلات جمة.[٨] وقد بدا هذا الموقف العدائي واضحًا في مسرحيته الساخرة والمثيرة للجدل (المرأة الجديدة) التي راح يسخر وبشدة من حركة تحرير المرأة التي قادها قاسم أمين، ولم يتمكن الحكيم بعد ذلك الأمر من التراجع عن موقفه تجاه النساء، ولكنه في الوقت ذاته ظل شخصية محترمة ومحل احترام غالبية الناس، ولا يزال تأثيره في مجال الدراما العربية موجودًا حتى يومنا هذا.[٧] رأي النقاد في أدب توفيق الحكيم بسبب الآراء التي أخذ ينشرها توفيق الحكيم عن فترة حكم الرئيس عبد الناصر، والتي وصفها بالقاسية في العديد من كتبه ومقالاته، أدى هذا الأمر إلى استياء كبير لدى الكثير من اتباع التيار الناصري من الكتاب والنقاد والمفكرين، وعلى أثره شنوا هجومًا شرسًا عليه، ولكن الحكيم ظل ثابتًا على موقفه وآرائه التي طرحها، فهو لم يكن على استعداد بعد بلوغه سن السبعين أن يتراجع عن شيء كان قد قاله عن قناعة وإيمان عميق، وأيضًا لم يكتفِ بذلك، فبعد موت الرئيس عبد الناصر وتولي الرئيس محمد أنور السادات زمام الأمور في مصر، أخذ الحكيم يجمع توقيعات لدعم موقف طلاب الجامعات المتظاهرين ضد الرئيس للمطالبة بالحرية والديمقراطية، فاستاء أنور السادات منه وأطلق عليه (حقيبة الرياح القديمة تلك).[٩] لم تكن تلك فقط المعارك التي خاضها توفيق الحكيم مع السلطات السياسية التي كانت تحكم مصر، بل تعدى الأمر ليكون الصدام هذه المرة مع الشيوخ ورجال الدين الذين قرروا أن يشنوا عليه هجمة شرسة، بعد أن كتب الحكيم سلسلة مقالات في الأهرام بعنوان (سؤال من ولي الله) التي تخيل فيها الحكيم نفسه وهو يتحدث إلى الذات الإلهية، فاتهموه بالتجاوز على مقدسات الإسلام، وأن العمل هذا يتضمن الكثير من الإهانة لتلك المقدسات، ولكن ذلك الهجوم لم يوقفه عن المضي في طريقه الذي رسمه وواصل الكتابة حتى وافته المنية في عام 1987م.[٩]

    أشهر مسرحيات توفيق الحكيم من أشهر مسرحيات الكاتب الكبي توفيق الحكيم ما يأتي: مسرحية بجماليون: وهي مسرحية كتبها توفيق الحكيم في عام 1942م، وقد استوحى فكرتها من الأسطورة الإغريقية ومن لوحة زيتية رآها في متحف اللوفر لبجماليون وحبيبته جالاتيا، والثانية من مسرحية لبرنادو شو، وهي مسرحية تعالج قضية غاية في الأهمية ألا وهي الحرية الإنسانية، التي يدافع عنها الإنسان، والمقيدة بإطار العقيدة الإلهية على عكس الوجوديين، الذين يرون أن حرية الإنسان حرية مطلقة.[١٠] مسرحية صلاة الملائكة: وهي مسرحية كانت قد صدرت في عام 1941م، وهي جزء من كتاب يحمل عنوان (سلطان الظلام)، وتضمن الكتاب إضافًة إلى هذه المسرحية أربع قصص قصيرة كانت جميعها مُكرّسة للدفاع عن مبادئ الديمقراطية، والتصدي لدكتاتورية هتلر وطغيانه، إذ استحوذت فكرة الحرب والسلام على جزء كبير من الإنتاج الفني والسياسي والفكري للحكيم، نظرًا لأنه عاصر أكبر حربين كونيتين، كما شهد الكثير من حروب التحرير في آسيا وإفريقيا، ولم يتخلف يوم عن المطالبة بضرورة شيوع السلام والمحبة بين بني البشر.[١٠] مسرحية الرجل الذي صمد: وهي مسرحية اجتماعية جاءت ضمن مجلد (مسرح المجتمع) مع عشرين مسرحية أخرى، بعد أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945م، والتي أخذت تناقش حياة نموذج من الموظفين الشرفاء، وتتعرض للعديد من الحوادث التي تقع معه، فهو رجل شريف لم يضعف أمام الرشوة التي عادة ما تشكل نقطة ضعف لدى الموظفين الحكومين، وقلة الرواتب والأجور الممنوحة لهم، بشخصية صالح بيك القاضي المتقاعد، الذي أصبح يشغل منصب رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ.[١٠] مسرحية لكل فم: وهي مسرحية كتبها توفيق الحكيم عام 1963م، وتقوم فكرتها على أساس قضية حياة الإنسان، هل هي أحقية أم لا تعدو سوى كونها حلمًا في ضمير الإنسانية، وفيها يدعو الحكيم الإنسان إلى الحفاظ على تفتحه الفكري بالوعي بكل التحولات والتغيرات التي تحدث في حياته، وشن فيها حربًا على جميع العادات الذهنية التي تميل إلى الرتابة والتكرار.[١٠] مسرحية بنك القلق: تدور أحداثها حول العيوب والمشكلات النفسية التي انتشرت في المجتمع المصري بعد الثورة وقبيل هزيمة 1967م، إذ أصبح القلق داء العصر في هذه الفترة، وأصبح أغلب الناس يشكون منه بشخصيتين؛ هما: آدم وهو مثال للعقل المفكر، وشعبان وهو مثال للإنسان العاطفي، ليفتح الحكيم بنك القلق الذي يتعاملان فيه مع هذا المرض، والذي بدأ يتسلل في حياة كل منهما.[١٠] الكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم هو ذلك الإنسان الذي تخلى عن دراسة القانون ليتحول إلى الفن والأدب، وبدأ بكتابة المسرحيات وهو شاب، ولكن بدأت أعماله تأخذ منحًى جديدًا بعد عودته من فرنسا، فراح يكتب المسرحيات متعددة الجوانب، والاهتمامات الفكرية، والتأملية، التي تضم أروع الحوارات، وظهرت الهوية المصرية في كثير من أعماله، كما كان يهيمن على كتاباته الواقعية والرومانسية.
يعمل...
X