27/11/2019
محمد رحمن بور-إيران
بالفيديو: مغارة علي صدر الإيرانية.. أكبر مغارة مائية في العالم
تستقطب إيران بفضل موقعها الجغرافي وتنوع طبيعتها وسهولها الشاسعة وجبالها التي تحوي كهوفا ومغارات فريدة؛ أعدادا كبيرة من السياح؛ مما منحها ميزات خاصة مقارنة ببلدان أخرى في العالم.
وتمثل مغارة علي صدر في مدينة كبودرآهنك (غربي إيران) واحدة من عشرات المغارات الموجودة في إيران، التي يعود تاريخ تكوينها -حسب المؤرخين- إلى العصر الجوراسي (135-190 مليون سنة)، وهي أكبر مغارة مائية في العالم، وتستخدم القوارب للتنقل داخلها. تاريخ تكوين المغارة يعود إلى العصر الجوراسي (135-190 مليون سنة) (الجزيرة)
اكتشاف المغارة
تقع مغارة علي صدر -التي اتخذت اسمها من القرية المتواجدة فيها بمحافظة همدان- على ارتفاع 2180 مترا من سطح البحر، واكتشفتها مجموعة من متسلقي الجبال القادمين من مدينة همدان عام 1960م.
وتتضمن مغارة علي صدر ممرات مائية طويلة وبحيرات واسعة، تتيح للسياح التنقل بالقوارب، وممرات خاصة للتجول في تفرعاتها والتمتع برؤية التشكيلات الصخرية وترسبات كلسية استغرقت مئات آلاف السنين لتبدو بالشكل التي هي عليه اليوم كمزيج من الغرابة والجمال الساحر.
ويقول الوكيل السياحي في شركة سياحية لمغارة علي صدر مسعود ملكي في حديثه للجزيرة نت "فتحت المغارة أبوابها أمام السياح عام 1991 ميلادية، وتبلغ المساحة التي اكتشفت من المغارة حتى الآن نحو 11 كيلومترا، افتتح منها فقط ثلاثة كيلومترات أمام السياح، الذين يصل عددهم إلى سبعمئة ألف سائح في السنة".
المساحة التي اكتشفت من المغارة حتى الآن تبلغ نحو 11 كيلومترا مربعا (الجزيرة)
وأشار ملكي إلى أن درجة الحرارة في المغارة ثابتة طوال السنة على 14 درجة، مما وفر مناخا ممتعا للسياح، وهي بمعزل عن الطقس الخارجي باردة صيفا ودافئة شتاء، في حين يتغير عمق المياه في المغارة من نصف متر إلى 14 مترا حسب المنطقة، ويصل ارتفاع سقفها عن سطح الماء في أعلى منطقة إلى أربعين مترا تقريبا.
أكبر مغارة مائية
ونوه ملكي إلى أن المغارة أدرجت عام 2008 ضمن قائمة آثار التراث الطبيعي الوطني في إيران، وتنتظر دورها لتندرج ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، وتعد أكبر مغارة مائية في العالم يمكن التجول فيها بالقارب، ومن أكثر عشر مغارات يتردد عليها السياح عالميا.
وتتميز مياه مغارة علي صدر بنقاوتها، ويتسنى للعين المجردة رؤية أحجارها المرمرية حتى عمق عشرة أمتار تقريبا، فضلا عن خلوها من أي طعم، وخلوها من الكائنات الحية كالأسماك والكائنات المائية بسبب وجود الأملاح فيها، وغياب ضوء الشمس والحرارة عنها، في حين تستخدم مياهها لري الأراضي الزراعية في المنطقة.
مغارة علي صدر أكبر مغارة مائية قابلة للتنقل بالقوارب(الجزيرة)
ويتحدث سينا (أحد السياح في مغارة علي صدر) عن تجربته في زيارة المغارة في حديثه للجزيرة نت "لقد أحببت زيارة المغارة والتنقل فيها بالقارب، وأخذتني الدهشة عندما شاهدت تصاميم غريبة بأشكال مختلفة مثل الطيور والحيوانات والعبور في تفرعات واسعة في هدوء ساحر، بالإضافة إلى طقسها المنعش واللطيف".
وتتميز المغارة أيضا بطقسها النقي والخفيف على الصدر صيفا وشتاء، وذلك بفضل عملية التدوير الجيد للهواء فيها، وذلك لعدم وجود أي نوع من الغازات السامة التي تشعر الإنسان بضيق التنفس خلال تجوله في المغارة.
كائن حي
تنمو مغارة علي صدر وتتبدل كالكائن الحي، وتختلف وتتغير حجم تشكيلاتها عبر الزمن، ويزيد ارتفاعها ميلليمترا واحدا كل مئة سنة لتنحت أجمل التجوفات الصخرية، وتتشكل أعظم اللوحات الكلسية التي ينحني أمامها عظماء الرسامين والنحاتين إجلالا.
المغارة تتضمن ممرات مائية طويلة وبحيرات واسعة تتيح للسياح التنقل بالقوارب(الجزيرة)
وتهدي مغارة علي صدر زوارها لحظات مفعمة بالهدوء والأحاسيس والإثارة، خاصة عند عبور الأنفاق والدهاليز والممرات الطويلة، التي تجعل الناظر إليها مسحورا بجمالها وتفردها، وتبث في نفسه هدوءا لا مثيل له بعيدا عن توترات الحياة اليومية.
وأسهم إنشاء الفنادق والمطاعم والأسواق العديدة بجوار مغارة علي صدر، وبعث الأماكن السياحية في مدينة همدان مثل كنجنامة (نقوش حجرية) ومقبرة ابن سينا؛ في تدفق السياح من مختلف المناطق لزيارة المغارة طوال العام.
المصدر : الجزيرة