غالبًا ما يتردد على مسامعك هذه الأيام الحوسبة السحابية أو Cloud Computing أو لاحظت نقاشات في الشبكات الاجتماعية حول هذا الموضوع.
إذا كنت تتساءل عن تعريف الحوسبة السحابية وتريد أن تعرف أيضا أكثر عنها فأنت في المكان الصحيح، تابع القراءة لنجيب عن كل تساؤلاتك.
ما هي الحوسبة السحابية؟
المصدر: shutterstock
تُعرّف الحوسبة السحابية بأنها تخزين البيانات وخدمات الحوسبة والوصول إليها عبر الإنترنت، حيث لا يخزن أي بيانات على جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص بك.
إنه التوافر عند الطلب لخدمات الكمبيوتر مثل الخوادم وتخزين البيانات والشبكات وقواعد البيانات وما إلى ذلك، والغرض الرئيس منها هو إتاحة الوصول إلى مراكز البيانات للعديد من المستخدمين، يمكن لهم أيضًا الوصول إلى البيانات من خادم بعيد.
عندما تسافر عبر حافلة أو قطار تأخذ تذكرة إلى وجهتك وتبقى في مقعدك حتى تصل إلى وجهتك، وبالمثل يأخذ الركاب الآخرون أيضًا التذاكر ويسافرون معك في الحافلة نفسها، ولا يزعجك المكان الذي يذهبون إليه، عندما تصل إلى وجهتك تنزل من الحافلة وتشكر السائق، تشبه الحوسبة السحابية تلك الحافلة تمامًا، فهي تحمل البيانات والمعلومات لمستخدمين مختلفين وتسمح باستخدام خدمتها بأقل تكلفة.
جاء مصطلح "السحابة" من تصميم الشبكة الذي استخدمه مهندسو الشبكات لتمثيل مواقع أجهزة الشبكة المختلفة والاتصال البيني، كان شكل تصميم هذه الشبكة مثل السحابة.
أنواع الحوسبة السحابية
هناك أربعة نماذج سحابية مختلفة يمكنك الاشتراك فيها وفقًا لاحتياجات العمل، فيما يلي أنواعها المختلفة:
- السحابة الخاصة: يتم نشر موارد الحوسبة لمؤسسة واحدة معينة، وتستخدم السحابة بشكل أكبر للتفاعلات داخل الشركات، حيث يمكن إدارة موارد الحوسبة وامتلاكها وتشغيلها من قبل المنظمة نفسها.
- سحابة المجتمع: يتم توفير موارد الحوسبة للمجتمع والمنظمات.
- السحابة العامة: يستخدم هذا النوع من السحابة عادةً لتفاعلات نوع B2C (شركة إلى المستهلك)، هنا تكون الموارد الحاسوبية مملوكة ومدارة من قبل الحكومة أو مؤسسة أكاديمية أو مؤسسة تجارية.
- السحابة المختلطة: يمكن استخدام هذا النوع من السحابة لكلا النوعين من التفاعلات سواء B2B (من شركة إلى شركة) أو B2C (شركة إلى مستهلك)، تسمى طريقة النشر هذه السحابة المختلطة لأن موارد الحوسبة مرتبطة ببعضها البعض بواسطة سحابة مختلفة.
متطلبات الحوسبة السحابية هي كالتالي ومن دونها لا يمكن بناء سحابة رقمية.
- أجهزة الكمبيوتر.
- أجهزة التخزين.
- اتصال الإنترنت.
- البرمجيات.
- أنظمة التشغيل.
- المنصة الافتراضية.
التكنولوجيا والبنية التحتية وراء السحابة غير مرئية، من غير المهم ما إذا كانت الخدمات السحابية تعتمد على HTTP أو XML أو Ruby أو PHP أو غيرها من التقنيات المحددة بقدر ما هي سهلة الاستخدام وعملية بالنسبة للمستخدمين.
أمثلة الحوسبة السحابية
لقد جربنا جميعًا خدمات الحوسبة السحابية في وقت ما، وبعض الخدمات السحابية الشهيرة التي استخدمناها أو ما زلنا نستخدمها هي خدمات البريد مثل جي ميل وخدمات البريد المختلفة مثل ياهو وأوتلوك.
في أثناء الوصول إلى خدمة البريد الإلكتروني، يتم تخزين بياناتنا على خادم سحابي وليس على جهاز الكمبيوتر الخاص بنا.
يمكن للمستخدم الفردي الاتصال بالنظام السحابي من أجهزته الخاصة مثل سطح المكتب أو الكمبيوتر المحمول أو الهاتف المحمول.
ومن أمثلة الحوسبة السحابية أيضا خدمات التخزين السحابي Google Drive, Dropbox, Box, SkyDrive وكذلك التطبيقات السحابية Google Docs, Photoshop Express وأنظمة التشغيل السحابية مثل Google Chrome OS.
مزايا الحوسبة السحابية
مع زيادة مستخدمي الكمبيوتر والجوال، أصبح تخزين البيانات أولوية في جميع المجالات، تزدهر الشركات الكبيرة والصغيرة اليوم على بياناتها وقد أنفقت مبلغًا ضخمًا من المال للحفاظ على هذه البيانات.
للاستمرار في المنافسة يتطلب ذلك دعمًا قويًا لتكنولوجيا المعلومات ومركزًا للتخزين، لكن لا تستطيع جميع الشركات تحمل تكلفة عالية للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الداخلية وخدمات الدعم الاحتياطية.
بالنسبة لهم تعد الحوسبة السحابية حلاً أرخص، ربما نجحت كفاءتها في تخزين البيانات والحساب وتكلفة الصيانة الأقل في جذب أعمال أكبر أيضًا.
تقلل من طلب الأجهزة والبرامج من جانب المستخدم الشيء الوحيد الذي يجب أن يكون المستخدم قادرًا على تشغيله هو برنامج واجهة أنظمة الحوسبة السحابية، والذي يمكن أن يكون بسيطًا مثل متصفح الويب، وتتولى الشبكة السحابية الباقي.
تعمل الحوسبة السحابية على تسخير الأعمال الصغيرة بشكل فعال ذات موارد محدودة، وتمنح الشركات الصغيرة إمكانية الوصول إلى التقنيات التي كانت في السابق بعيدة المنال، وتساعد الشركات الصغيرة على تحويل تكاليف الصيانة إلى ربح.
في خادم تكنولوجيا المعلومات الداخلي، عليك أن تولي الكثير من الاهتمام والتأكد من عدم وجود عيوب في النظام حتى يعمل بسلاسة، وفي حالة حدوث أي خلل فني فأنت مسؤول مسؤولية كاملة، سيطلب ذلك الكثير من الإهتمام والوقت والمال للإصلاح، بينما من خصائص الحوسبة السحابية أن مزود الخدمة هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن التعقيدات والأعطال الفنية.
فوائد الحوسبة السحابية
نظرًا لوجود العديد من مزودي الخدمات السحابية في السوق اليوم، توفر الحوسبة السحابية أسعار تنافسية جدا، ما سيساعد الشركات والأفراد على تخزين البيانات بسلاسة دون الحاجة إلى مساحة كبيرة أو ميزانيات ضخمة.
باستخدامها وإنترنت الأشياء، يمكن تخزين البيانات في السحابة للرجوع إليها لاحقًا والتحليل المتعمق وتحسين الأداء، ويرغب العملاء والشركات في تحميل التطبيقات والخدمات بسرعة وبجودة ممتازة، نتيجة لذلك ستتمتع الشبكة بسرعات تنزيل وتحميل أسرع.
توفر أيضا مجموعة متنوعة من الخدمات، بما فيها النظام الأساسي كخدمة (PaaS) والبرمجيات كخدمة (SaaS) والبنية التحتية كخدمة (IaaS) على شكل برامج رائدة، وهذه الخدمات ضرورية لتحقيق أهداف العمل.
أشارت العديد من الدراسات والتقييمات إلى أن الحوسبة السحابية ستكون تقنية مهيمنة قريبًا، حيث تمثل حلول الخدمات السحابية أكثر من 60٪ من عبء العمل.
من جهة أخرى فإن البيانات المحفوظة على الخوادم السحابية آمنة خصوصا من الشركات العملاقة التي تعمل على تأمين البيانات وتطوير أساليب التشفير، ولمنع الهجمات الإلكترونية تستخدم الخدمات السحابية ضمانات أفضل للأمن السيبراني وتفرض ممارسات أمان أفضل، نتيجة لذلك ستكون الشركات قادرة على التركيز على واجبات أكثر أهمية ولن يقلق أيضا الأفراد حول خصوصيتهم.
تساعد كذلك هذه المنصات على تخفيض نفقات إنشاء البنية التحتية المادية وتركيبات البرامج بشكل كبير، كما يصبح تحليل البيانات وتفسيرها مؤتمتًا وافتراضيًا بالكامل ما يلغي الحاجة إلى التدخل البشري.
ويمكن للحوسبة السحابية أن تزود أعضاء الفريق في أي مكان في العالم بتعاون سريع وسهل وموثوق، ويمكن لأي عضو في الفريق الوصول إلى الملفات الموجودة على السحابة في أي وقت لمراجعة التعليقات أو تحديثها أو تلقيها.
تطبيقات الحوسبة السحابية
المصدر: shutterstock
يمكن استخدام خدماتها من قبل الفرد لتلبية الاحتياجات الشخصية أو من قبل شركة أو مؤسسة، دعونا نلقي نظرة على العديد من أمثلتها:
1- تطبيقات فنية أو الجرافيك
يمكن استخدام هذه التطبيقات لتصميم الكتب والبطاقات والصور الإبداعية الجذابة، إنها تساعد في صنع تصاميم إبداعية فورية.
يمكن بعد ذلك استخدام هذه التصميمات لإنشاء وطباعة بطاقات صغيرة، كما توفر خدمات تحرير احترافية، ويمكن تكوينه أو تثبيته كتطبيقات سطح مكتب بسيطة على أجهزة الكمبيوتر الشخصية للمصممين، ويعد Adobe Creative Cloud أبرز مثال على ذلك.
2- تطبيقات التخزين السحابي
منصة تخزين الملفات عبر الإنترنت هي مثال على تطبيق سحابي، هناك العديد من منصات تخزين الملفات عبر الإنترنت التي تمكن المستخدمين النهائيين من استضافة الملفات والمستندات ومقاطع الفيديو والصور على السحابة.
توفر هذه التطبيقات للمستخدمين النهائيين واجهة مستخدم بسيطة لاستخدام وعرض وتحميل المستندات من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المحلية الخاصة بهم إلى هذه المواقع.
يمكن الوصول إلى خدماتها هذه مجانًا ومدفوعة، عندما يدفع المستخدمون النهائيون رسوم اشتراك شهرية أو سنوية يمكنهم الوصول إلى الخدمات المتميزة، وتعد Media Fire من أبرز هذه التطبيقات.
3- تطبيقات تخزين البيانات السحابية
يقدم نموذج الحوسبة السحابية في الوقت الحاضر العديد من تطبيقات تخزين البيانات، تمكن المستخدمين النهائيين من تخزين المعلومات في السحابة، ويمكن أن تكون هذه السحب إما سحابة عامة أو سحابة خاصة.
يمكنك تخزين البيانات والملفات والصور على هذه السحب، من خلال القيام بذلك تسمح الحوسبة بمشاركة المعلومات والتعاون، ويمكن استخدامها لتخزين النسخ الاحتياطية، وتعد DropBox, OneDrive, Box, Mozy أبرز تلك التطبيقات.
4- تطبيقات الشبكات الاجتماعية
تيح العديد من تطبيقات الوسائط الاجتماعية المستندة إلى السحابة للمستخدمين الاتصال في الوقت الفعلي، كما أنها توفر واجهة للتعاون.
يمكن القيام بذلك من أي مكان في جميع أنحاء العالم، كل دقيقة تسمح هذه التطبيقات لملايين المستخدمين النهائيين بالاتصال في وقت واحد، ومن أبرز الأمثلة فيس بوك وتويتر.
5- تطبيقات التعاون والاجتماعات
تقدم معظم خدمات الحوسبة السحابية خوادم افتراضية تسهل تسهيلات الانتقال إلى الاجتماعات، فهي توفر مؤتمرات الفيديو والدردشة الحية، وتُمكِّن تطبيقاتها المستخدمين النهائيين من بدء الاجتماعات، ومن أبرزها Zoom.
عيوب الحوسبة السحابية
بطبيعة الحال هناك إيجابيات وسلبيات للحوسبة السحابية والأخيرة هي التي سنسلط الضوء عليها في هذا الجزء من المقال:
1- مشاكل في الأداء ببعض الوقت:
عندما تعمل في بيئة سحابية، فإن تطبيقك يعمل على الخادم الذي يوفر الموارد في نفس الوقت للشركات الأخرى، قد يؤثر أي سلوك جشع أو هجوم DDOS على أداء التطبيق أو الخدمة أو يمنعك من الوصول غليها.
دائمًا ما تكون تقنية السحابة عرضة للانقطاع والمشكلات الفنية الأخرى، حتى قد تواجه أفضل شركات مزودي الخدمات السحابية هذا النوع من المشاكل على الرغم من الحفاظ على معايير عالية للصيانة.
يجب أيضًا مراعاة أنه أحيانا قد لا تعمل المنصة، وذلك لأن مزود خدمة السحابة الخاص بك قد يواجه انقطاع التيار الكهربائي، والاتصال بالإنترنت المنخفض، وصيانة الخدمة، وما إلى ذلك.
2- مشاكل أمنية في السحابة
عيب آخر أثناء العمل مع خدمات الحوسبة السحابية هو مخاطر الأمان، قبل اعتماد التكنولوجيا السحابية يجب أن تكون مدركًا جيدًا لحقيقة أنك ستشارك جميع المعلومات الحساسة لشركتك أو الشخصية الخاصة بك مع مقدم الخدمة لجهة خارجية، وقد يصل المتسللون إلى هذه المعلومات.
3- دون اتصال إنترنت لا وجود لبياناتك
الاتصال الجيد بالإنترنت أمر لا بد منه، لا يمكنك الوصول إلى السحابة بدون اتصال بالإنترنت، علاوة على ذلك ليس لديك أي طريقة أخرى للوصول إلى بياناتك.
4- مشاكل مع مزود الخدمة
يحد العديد من مزودي خدمة التخزين السحابي من استخدام النطاق الترددي لمستخدميهم، لذلك في حالة تجاوز مؤسستك النطاق الخاص بها، فقد تكون الرسوم الإضافية مكلفة للغاية.
من جهة أخرى تفشل شركات الحوسبة السحابية في تقديم الدعم المناسب للعملاء، علاوة على ذلك، يريدون أن يعتمد مستخدمهم على الأسئلة الشائعة أو المساعدة عبر الإنترنت، والتي يمكن أن تكون مهمة شاقة للأشخاص غير التقنيين.
من جهة أخرى يمكن لمزود الخدمة حظرك ومنعك من الوصول إلى حسابك إذا خالفت بعض الشروط أو انتهكت سياسة الخدمة.