أبرز لوحات فان جوخ، تعرف عليها!
فنست فان جوخ، رسام هولندي من مواليد 30 مارس عام 1853 زاندرت، هولندا، وتوفيَ في 29 يوليو عام 1890 في فرنسا، يعد أحد أشهر الفنانين العالميين، وأشهر فناني المدرسة ما بعد الانطباعية في الفن التشكيلي، وشاعَ فنه أكثر بعد وفاته وخاصةً في أوائل القرن العشرين،[١] وسنوات نشاطه الفني كانت قصيرة وامتدت لعشر سنوات فقط من عام 1880 إلى عام 1890.[٢] وخلال هذه الفترة أكمل فان جوخ أكثر من 2100 عمل فني، تتنوّع بين لوحات زيتية وأخرى مائية، وله الكثير من الأعمال الفنية الشهيرة التي بيعَت بملايين الدولارات.[٣]
لوحة ليلة النجوم Starry Night
هذه اللوحة من أشهر لوحات فان جوخ، رسمها عام 1889 في ملجأ كان يقيم فيه في سان ريمي بفرنسا، وكان ذلك قبل وفاته بعامٍ واحد، وبعد رسمها ترك رسالة لشقيقه ثيو كتب فيها "هذا الصباح، رأيت الريف من نافذتي قبل شروق الشمس بوقت طويل، ولم يكن هناك شيء سوى نجمة الصباح، التي بدت كبيرة جدًا".[٣]
وكانت اللوحة مرسومة بالألوان الزيتية على قماش، تصوّر قرية وسماء في الليل، وكانت مرسومة على شكل دوامات تتخللها دوائر من اللهب ذات لون أصفر، وشجرة سرو كبيرة، يُعتقد أنها ترمز للجسر بين الحياة والموت، وتوجد لوحة ليلة النجوم اليوم في متحف الفن الحديث في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.[٣]
لوحة عباد الشمس Vase With Twelve Sunflowers
من اللوحات الشهيرة لفان جوخ، ورسم منها أكثر من نسخة، أربع منها كانت في عام 1888 وواحدة في عام 1889، وهي لوحة زيتية مرسومة على قماش، تصوّر ذبول زهرة عباد الشمس الصفراء الموضوعة في إناء، ويطغى على اللوحة اللونان الأصفر والبرتقالي ودرجاتهما، ونسخ اللوحات موجودة اليوم في عدة متاحف في لندن، وأمستردام، وطوكيو، وميونيخ، وفيلادلفيا.[٣]
لوحة أزهار السوسن Irises
رسمَ فان جوخ لوحة أزهار السوسن في عام 1889 في سان ريمي في باريس، واستهلمها من الورود وأزهار السوسن التي كانت موجودة في حديقة المصح الذي كان يقيم فيه، وتعد لوحة أزهار السوسن واحدة من أغلى اللوحات في العالم، وبيعَت مقابل 53.9 مليون دولار أمريكي.[٣] وتوجد عدة نسخ أخرى منها، ومن الجدير ذكره أن الأزهار في اللوحة كانت باللون البنفسجي وكانت خلفيتها بألوان بنية وأرجوانية وخضراء وصفراء.[٤]
لوحة بورتريه الطبيب غاشيه Portrait of Dr. Gachet
رسم فان جوخ أكثر من 43 لوحة ذاتية (بورتريه) وكان من أشهرها لوحة الطبيب غاشيه، التي بيعَت بمبلغ 82.5 مليون دولار أمريكي.[٣] وشخصية هذه اللوحة هو الطبيب غاشيه الذي اعتنى بفان جوخ في الأشهر الأخيرة من حياته، وتوجد من هذه اللوحة نسختان موثَّقتان رسمهما فان جوخ في شهر يونيو من عام 1890 في أوفيرس، ويظهر الطبيب غاشيه في اللوحة وهو جالس مائل الرأس، يسنده بيده اليمنى الموضوعة على طاولة أمامه، وكان ذو ملامح حزينة.[٥]
وكتب فان جوخ رسالة لشقيقه ثيو حول هذه اللوحة قائلًا: "لقد رسمت صورة السيد غاشيه بتعبير حزين، والذي قد يبدو لمن يرونه كوجه عبوس، حزين ولكنه لطيف، وواضح، وذكي، هكذا يجب أن تُرسم الصور الذاتية، هناك وجوه جديدة يمكن النظر إليها لفترة طويلة، وربما يُنظر إليها بشوق بعد ذلك بمائة عام".[٥]
لوحة آكلو البطاطس THE POTATO EATERS
رسمَ فان جوخ لوحته الشهيرة هذه في عام 1885، وكانت هذه اللوحة بمثابة تحفة فنية له، عززت من مكانته كرسام وأكسبته شهرة واسعة حينها، وتصوّر اللوحة غرفة مظلمة نوعًا ما مُضاءة بمصباح زيتي، يوجد فيها خمسة أشخاص جالسين حول طاولة مربعة الشكل يأكلون البطاطس، وهم عبارة عن أربع نساء ورجل واحد،[٦] وصوّرت هذه اللوحة الواقع القاسي لسكان الريف، وأظهر فان جوخ شخصياته في اللوحة بوجوه خشنة وأيادٍ عاملة متعبة، صوّرهم كأنهم حرثوا أرضهم للتو ليأكلوا البطاطس منها، ويُذكر أن هذه اللوحة رُسمت بالألوان الزيتية على قماش.[٧]
لوحة رصيف المقهى أثناء الليل Café Terrace at Night
رسم فان جوخ لوحته الشهيرة هذه في عام 1888، جعل فيها الليل أكثر حيوية من النهار وملونًا بألوانٍ زاهية مبهجة، واعتمد في هذه اللوحة على غزارة الألوان وحدّتها، وتصوّر اللوحة مقهى موجود على يسارها تعلوه مظلة بلون أصفر وله باب أزرق بنفسجي، وأمامه رصيف وشارع ممتد إلى السماء الزرقاء الداكنة المرصّعة بالنجوم، ورسم فان جوخ بعض الأشخاص الجالسين بالمقهى، وقال أحد النقاد إن فان جوخ حاكى في هذه اللوحة لوحة العشاء الأخير لدافنشي؛ لأن الشخصيات الرئيسية فيها تشبه إلى حد كبير شخصيات العشاء الأخير المتمثلة بالرسول عيسى الموجود في المنتصف وحوله تلاميذه الاثني عشر، وهو ما صوّره فان كوخ في لوحته وجعل خلفيتهم فيها صليب.[٨]
ولعل أبرز ما يميز هذه اللوحة التناقض بين الألوان الدافئة كالأصفر والأخضر والبرتقالي، واللون الأزرق الداكن والسماء المليئة بالنجوم المشعة، وعلى الرغم من أن اللوحة ليلية إلا أنها لم تحتوِ على لون أسود، ومن الجدير ذكره أن المقهى الذي رسمه فان جوخ في هذه اللوحة ما زال موجودًا إلى اليوم واسمه مقهى فان جوخ.[٨]
لوحة حقل القمح والغربان Wheat Field With Crows
يُعتقد أن فان جوخ أكمل لوحته هذه في شهر يوليو من عام 1890، ويعتقد أيضًا أنها آخر عمل فني له أكمله في نفس شهر وفاته، وتُعرض اللوحة اليوم في متحف فان جوخ في مدينة أمستردام في هولندا، وهي لوحة زيتية على قماش كبير، تصوّر حقل قمح وسماء مظلمة، تعطي المشاهد انطباعًا بالشرّ والكآبة، فتحتوي اللوحة أيضًا على غُربان متناثرة، يطير كل منها بشكل عشوائي، وتشتهر هذه اللوحة ببساطتها بالمقارنة مع لوحات فان جوخ الأخرى.[٩] ومع هذا استخدمَ فيها ألوانًا قوية ومتناقضة، فدمج بين السماء الزرقاء الداكنة واللون الأصفر البرتقالي الصارخ لحقول القمح، مع اللونين الأحمر والأخضر اللذين يصوّران المسارات والعشب التي تتخلل حقول القمح.