"ربيع بيروت" يطلق دورة جديدة هي الأولى بعد رحيل مُؤسِّسته
المهرجان يسعى إلى مواكبة الحداثة في الإبداع وإنعاش الحياة الثقافية والفنية في لبنان.
الخميس 2024/05/30
حدث فني يضيء المدينة
بيروت - تعود الأضواء إلى ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية مساء الخميس في انطلاق مهرجان “ربيع بيروت” بعرض سلسلة “زيارة” التسجيلية في موسمها الثامن الذي يوثق علاقة 12 فنانا لبنانيا بالمدينة بينما تغيب عنه للمرة الأولى مؤسسته الإعلامية الراحلة جيزال خوري.
وهذا المهرجان الذي انطلق في العام 2009 بمبادرة من جيزال خوري كتحية سنوية لذكرى اغتيال زوجها الصحافي سمير قصير في الثاني من يونيو 2005، درج على اختيار أعمال فنية متنوعة في برنامجه تعرض للمرة الأولى في لبنان. ويتضمن المهرجان إلى جانب عرض 12 فيلما قصيرا من سلسلة “زيارة،” مسرحية “صمت” للمسرحي الكويتي سليمان البسام، إضافة إلى حفلة موسيقية يحييها الفنان اللبناني زياد سحاب “تحية لفلسطين وأهلها”، ويختتم بحفلة في العشرين من يونيو.
وتعكس هذه الدورة الجديدة شخصية خوري “بالأقوال والأفعال”، على ما قالت مديرة المهرجان الممثلة رندا الأسمر في تصريح إعلامي لها بالمناسبة. وأعربت الأسمر عن تمسكها بإقامة المهرجان “أكثر من أيّ وقت مضى إذ كان عزيزا على قلب جيزال خوري” التي توفيت في الخامس عشر من أكتوبر الماضي عن 62 عاماً على إثر صراع طويل مع مرض السرطان.
وكانت خوري ارتأت منذ تأسيسها للمهرجان “ألا تكون ذكرى سمير قصير خطابات وأشعارا وأن يكون حدثا فنيا يضيء المدينة، وهدية لأهلها”، بحسب الأسمر، لذا يتيح حضور أنشطته مجانا. وأشارت إلى أن هذا المهرجان كان بالنسبة إلى خوري “رمزا لتفكير سمير قصير بأن بيروت هي المنارة الحرة في المنطقة ثقافيا وفنياً وستبقى". وقالت الأسمر "أردنا أن تكون نسخة المهرجان هذه السنة تحية حب لبيروت التي ما تزال تختنق وفلسطين التي تستمر فيها المجازر وجيزال التي غابت عنا".
◙ المهرجان هذه السنة تحية حب لبيروت التي ما تزال تختنق وفلسطين التي تستمر فيها المجازر وللراحلة جيزال خوري
واختير محيط تمثال الشهداء التذكاري في وسط بيروت لافتتاح المهرجان بسلسلة “زيارة” الوثائقية التي تعرض على شبكة الإنترنت، لما لهذه الساحة من دلالات رمزية وتاريخية، إذ كانت خط تماس خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، وشهدت عام 2005 تظاهرات احتجاجية ضخمة ضمت لبنانيين من مختلف الطوائف عقب اغتيال رئيس
الحكومة رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير من العام نفسه وللمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. ثم شهدت عام 2019 تظاهرات احتجاجية طالبت برحيل الطبقة الحاكمة.
وأوضحت منتجة “زيارة” دنيز جبور أن خيار إقامة العرض الأول لهذا الموسم في ساحة الشهداء “هو لرمزية هذه الساحة التي تحمل رسائل مهمة، من ثورات مختلفة ومن أفكار متباينة، ونشعر بالحزن حين نرى أضواءها مطفأة خالية كأننا في مدينة أشباح".
وفي حلقات الموسم الثامن من السلسلة الوثائقية، يتناول فنانون لبنانيون من مختلف الاختصاصات “علاقتهم بهذه المدينة التي كانت مساحة كبيرة للحريات والجمال والفن والثقافة وكيف تحولت مع الحرب والأزمة الاقتصادية (..) وكل ما عاشته من حروب ونزاعات. تدمرت وتشوهت، ولكن دائماً يبقى فيها أمل”، على ما قالت جبور. وتنقل المخرجة موريال أبوالروس “بلغة سينمائية شاعرية” شهادات هؤلاء الفنانين في 12 حلقة تبلغ مدة كل منها 5 دقائق. وقالت جبور “لأننا نكرم مدينة بيروت أحببنا أن نكون في هذه الساحة لنعيد إليها الحياة ولو لليلة واحدة".
و”ربيع بيروت”، الذي صار مهرجانا عالميا ثقافيا وفنيا، هو في الأصل عنوان لإحدى أشهر مقالات سمير قصير الأخيرة. قدّمت الدورة الأولى في حزيران 2009، واستمر في تقديم دورات متتابعة سنويا، وكان للمهرجان منذ انطلاقته صدى قوي لدى الجمهور والإعلام، لاسيما وهو أول مهرجان من نوعه في العاصمة بيروت، علاوة على أن العروض المشاركة تتناول مختلف فنون العرض (مسرح، رقص، موسيقى كلاسيكية وهيب هوب، الخ) والفرق الفنية المحلية والأجنبية تقدّم عروضها للمرة الأولى في بيروت.
ويسعى المهرجان إلى مواكبة الحداثة في الإبداع وإنعاش الحياة الثقافية والفنية في لبنان، ويعرف سنويا إقبالا كبيرا من الشباب الذين يرغبون بالاستمرار في التواصل مع كل ما يرمز إليه فكر سمير قصير. كما فتح الدخول المجاني الذي ينتهجه المهرجان المجال لكافة الناس من مختلف المستويات المعيشية لحضور حفلاته وفعالياته، بينما تأتي استمرارية المهرجان بفضل الدعم المادي والمعنوي من قبل الأصدقاء والجهات الراعية وخاصة المجتمع المدني.
المهرجان يسعى إلى مواكبة الحداثة في الإبداع وإنعاش الحياة الثقافية والفنية في لبنان.
الخميس 2024/05/30
حدث فني يضيء المدينة
بيروت - تعود الأضواء إلى ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية مساء الخميس في انطلاق مهرجان “ربيع بيروت” بعرض سلسلة “زيارة” التسجيلية في موسمها الثامن الذي يوثق علاقة 12 فنانا لبنانيا بالمدينة بينما تغيب عنه للمرة الأولى مؤسسته الإعلامية الراحلة جيزال خوري.
وهذا المهرجان الذي انطلق في العام 2009 بمبادرة من جيزال خوري كتحية سنوية لذكرى اغتيال زوجها الصحافي سمير قصير في الثاني من يونيو 2005، درج على اختيار أعمال فنية متنوعة في برنامجه تعرض للمرة الأولى في لبنان. ويتضمن المهرجان إلى جانب عرض 12 فيلما قصيرا من سلسلة “زيارة،” مسرحية “صمت” للمسرحي الكويتي سليمان البسام، إضافة إلى حفلة موسيقية يحييها الفنان اللبناني زياد سحاب “تحية لفلسطين وأهلها”، ويختتم بحفلة في العشرين من يونيو.
وتعكس هذه الدورة الجديدة شخصية خوري “بالأقوال والأفعال”، على ما قالت مديرة المهرجان الممثلة رندا الأسمر في تصريح إعلامي لها بالمناسبة. وأعربت الأسمر عن تمسكها بإقامة المهرجان “أكثر من أيّ وقت مضى إذ كان عزيزا على قلب جيزال خوري” التي توفيت في الخامس عشر من أكتوبر الماضي عن 62 عاماً على إثر صراع طويل مع مرض السرطان.
وكانت خوري ارتأت منذ تأسيسها للمهرجان “ألا تكون ذكرى سمير قصير خطابات وأشعارا وأن يكون حدثا فنيا يضيء المدينة، وهدية لأهلها”، بحسب الأسمر، لذا يتيح حضور أنشطته مجانا. وأشارت إلى أن هذا المهرجان كان بالنسبة إلى خوري “رمزا لتفكير سمير قصير بأن بيروت هي المنارة الحرة في المنطقة ثقافيا وفنياً وستبقى". وقالت الأسمر "أردنا أن تكون نسخة المهرجان هذه السنة تحية حب لبيروت التي ما تزال تختنق وفلسطين التي تستمر فيها المجازر وجيزال التي غابت عنا".
◙ المهرجان هذه السنة تحية حب لبيروت التي ما تزال تختنق وفلسطين التي تستمر فيها المجازر وللراحلة جيزال خوري
واختير محيط تمثال الشهداء التذكاري في وسط بيروت لافتتاح المهرجان بسلسلة “زيارة” الوثائقية التي تعرض على شبكة الإنترنت، لما لهذه الساحة من دلالات رمزية وتاريخية، إذ كانت خط تماس خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، وشهدت عام 2005 تظاهرات احتجاجية ضخمة ضمت لبنانيين من مختلف الطوائف عقب اغتيال رئيس
الحكومة رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير من العام نفسه وللمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. ثم شهدت عام 2019 تظاهرات احتجاجية طالبت برحيل الطبقة الحاكمة.
وأوضحت منتجة “زيارة” دنيز جبور أن خيار إقامة العرض الأول لهذا الموسم في ساحة الشهداء “هو لرمزية هذه الساحة التي تحمل رسائل مهمة، من ثورات مختلفة ومن أفكار متباينة، ونشعر بالحزن حين نرى أضواءها مطفأة خالية كأننا في مدينة أشباح".
وفي حلقات الموسم الثامن من السلسلة الوثائقية، يتناول فنانون لبنانيون من مختلف الاختصاصات “علاقتهم بهذه المدينة التي كانت مساحة كبيرة للحريات والجمال والفن والثقافة وكيف تحولت مع الحرب والأزمة الاقتصادية (..) وكل ما عاشته من حروب ونزاعات. تدمرت وتشوهت، ولكن دائماً يبقى فيها أمل”، على ما قالت جبور. وتنقل المخرجة موريال أبوالروس “بلغة سينمائية شاعرية” شهادات هؤلاء الفنانين في 12 حلقة تبلغ مدة كل منها 5 دقائق. وقالت جبور “لأننا نكرم مدينة بيروت أحببنا أن نكون في هذه الساحة لنعيد إليها الحياة ولو لليلة واحدة".
و”ربيع بيروت”، الذي صار مهرجانا عالميا ثقافيا وفنيا، هو في الأصل عنوان لإحدى أشهر مقالات سمير قصير الأخيرة. قدّمت الدورة الأولى في حزيران 2009، واستمر في تقديم دورات متتابعة سنويا، وكان للمهرجان منذ انطلاقته صدى قوي لدى الجمهور والإعلام، لاسيما وهو أول مهرجان من نوعه في العاصمة بيروت، علاوة على أن العروض المشاركة تتناول مختلف فنون العرض (مسرح، رقص، موسيقى كلاسيكية وهيب هوب، الخ) والفرق الفنية المحلية والأجنبية تقدّم عروضها للمرة الأولى في بيروت.
ويسعى المهرجان إلى مواكبة الحداثة في الإبداع وإنعاش الحياة الثقافية والفنية في لبنان، ويعرف سنويا إقبالا كبيرا من الشباب الذين يرغبون بالاستمرار في التواصل مع كل ما يرمز إليه فكر سمير قصير. كما فتح الدخول المجاني الذي ينتهجه المهرجان المجال لكافة الناس من مختلف المستويات المعيشية لحضور حفلاته وفعالياته، بينما تأتي استمرارية المهرجان بفضل الدعم المادي والمعنوي من قبل الأصدقاء والجهات الراعية وخاصة المجتمع المدني.