تويت
من خلال عملي في مدينة اوغاريت مدة ثلاثون عاما و اهتمامي ومتابعتي للدراسات والابحاث التي نشرتها البعثة الأثرية العاملة فيها عن تاريخ واكتشافات مدينة أوغاريت خاصة عن فترة الأحداث الأخيرة من حياتها والنهاية الأليمة والكارثية التي حدثت لها ..ينتابني تسآؤل كما ينتاب غيري من المختصين والاثريين عن سبب بقاء مدينة اوغاريت بعد دمارها خالية ومهحورة من السكان نهائياً لمدة نحو ألف عام ..
أنه أمر غريب فعلاً لمجرد افتراض أن المدينة تعرضت لهجوم وللأحتراق..
وبما أن الشواهد الكتابية حول هذا الأمر مفقودة حالياً فإن الآثار المادية يمكن أن تشير للمشكلة ..
حيث هناك فرضية ترى أن التدمير والأحتراق اللاحق كانت نتيجة هزة أرضية عنيفة فالهزات الأرضية في المنطقة الساحلية من سورية كانت عديدة ولا يقبل تفسير بقاء المدينة خالية وعدم بنائها بعد ذلك إلا إذا كانت الهزة الأرضية قد غيّرت شروط الحياة في منطقة أوغاريت ..لأن المدن كانت تبنى من جديد بسرعة نسبياً .. خاصة بعد تعرضها لكوراث أو تعرضها لغزوات أو إحتلال من قبل أعداء..
أما في أوغاريت أقول: لربما كانت البنية الإقتصادية أو البنية التكونية للمنطقة قد تأثرت بشكل كبير وخاصة مينائها الرئيسي "مينة البيضا"..؟..أو أن الظروف العامة لكسب الرزق تغيّرت لفترة طويلة ..؟..
على أية حال لم تستبدل مدينة أوغاريت بأي مركز آخر في المنطقة حتى الفترة الهلينستية عندما إزدهرت اللاذقية خلال بدايات عصر الحديد أصبحت مدن سورية أخرى تقع أبعد الى الجنوب مسيطرة في المشرق ..
وربما كانت سلسلة معقدة من الحوادث والتطورات مسؤولة عن عدم إعادة إحياء وإعمارمدينة أوغاريت على الأطلاق ..
ربما السنوات القادمة وأعمال الكشف والتنقيب الأثري المستقبلي لمدينة أوغاريت و الدراسات والابحاث وترجمة ما تبقى من رقم لم تترجم حتى الآن تكشف لنا عن الغموض والجدل و الأسباب التي أدت الى ذلك وفك لغز دمار مدينة أوغاريت خاصة خلال فترة الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد ..نحن بانتظارها ..
المصادر والمراجع العلمية
دراسة تحليلية لي من خلال الإطلاع على تقارير البعثات التتقيبية الأثرية العاملة في اوغاريت خلال السنوات الماضية
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم.