
الحلقة العشرون: مواقع تواصل اجتماعي، أم فرص استثمارية؟ 20/21
المليار دولار، خلف الباب
تحدثنا في وقت سابق كيف تحولت مواقع تواصل اجتماعي كالفيس بوك إلى استثمارات ضخمة لرجال اعمال ومستثمرين أذكياء، استخدموا بيانات المستخدمين لتحقيق أرباحهم الطائلة! ماذا عن غير المستخدمين لمواقع تواصل اجتماعي على الحواسيب؟
مواقع تواصل اجتماعي… وتطبيقات! “الواتس آب WhatsApp”
في عالم التطبيقات الواتس آب هو المثل الأبرز لتحوّل مواقع تواصل اجتماعي إلى استثمارات ضخمة! إذ بناءً على مبدأ الخدمة

الواتس آب (أحد تطبيقات ومواقع تواصل اجتماعي انتشرت بشكل واسع) الذي أطلقه موظفَيْن سابقَيْن في شركة “ياهو Yahoo” يتنافس مع خدمات رسائل أخرى، إلا أنه استطاع أن يكون بالطليعة بعد أن تمكّن من تأمين تبادل 10 مليارات رسالة يومياً في آب/أغسطس 2012، وفي 13 حزيران/يونيو 2013 أعلنت الشركة عبر حسابها على تويتر أن سجلّاتها اليومية الجديدة وصلت إلى 27 مليار رسالة! يزيد عدد مستخدمي الواتس آب اليوم عن 600 مليون شخص حول العالم، بعض هؤلاء الأشخاص يستخدمون الواتس آب لتسيير أعمالهم أو على شكل مواقع تواصل اجتماعي لتواصلهم مع معارفهم وأقربائهم، لكنهم غير مهتمّين فعلاً بمواقع تواصل اجتماعي كالفيس بوك ولا يملكون حسابات خاصة عليه، أو أن حساباتهم على الأقل غير مفعّلة! لكن، من الأمور التي أصبح اليوم بإمكان شركة الفيس بوك كمالك جديد القيام بها، هي أن تصدر تحديثاً إذا ما شاءت تجبر بموجبه كل مستخدم أن يستعمل حسابه الخاص على فيس بوك للولوج إلى تطبيق الواتس آب، كما فعلت سابقاً حين اشترت “أنستغرام”، وتكون بذلك قد أرغمت هؤلاء الأشخاص على فتح حسابات جديدة على المنصة الرئيسية –فيس بوك- أو تفعيل حسابتهم القديمة، ما يزيد بالتالي من مستخدمي الموقع الأساسي ويسمح له بالمحافظة على مكانته.
المزيد.. مع الألعاب!! “كاندي كراش Candy Crush”

يمنح بعض التطبيقات اللاعب خياراً آخر هو دعوة أصدقاء له لتحميل التطبيق نفسه، أو دعوتهم عبر مواقع تواصل اجتماعي مختلفة، الأمر الذي يزيد من عدد المستخدمين، ويزيد من فرص إيجاد أشخاص مستعدّين للدفع! يسارع بعض الأشخاص في التعبير عن امتناعهم عن الدفع لقاء هذه الخدمة، ومنهم من يعتقد أن من يقومون بالدفع لقاء خدمات كهذه هم قلة بسيطة، وهذا الأمر صحيح بالفعل، إذ إن الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص تتراوح نسبتهم بين 5 و8 بالمائة فقط، إلا أن هذه النسبة الضئيلة نسبياً تشكل عدد هائلاً من الأشخاص عند مقارنتها مع مئات ملايين اللاعبين للعبة ما! هذه النسبة من المستخدمين كانت كفيلة بتأمين عائد للعبة “كاندي كراش” بلغ 1.9 مليار دولار أميركي عام 2013 وأرباح صافية بقيمة 568 مليون دولار على ما أعلنت الشركة المالكة نهاية ذلك العام، معلنة أن متوسط عدد اللاعبين الذين قاموا بدفع مبلغ 5.6 سنتات بلغ حوالي 124 مليون لاعب! من أبى أن يشارك في الدفع، شارك بالعمل بكدّ ليشكّل من جديد رافعة لهذه اللعبة ويسهّل انتشارها ويزيد من تماسك نظامها وبنيته.
مجدداً، جميعنا، جميع مستخدمي هذه المواقع سواء كانت مواقع تواصل اجتماعي أو تطبيقات هم موظفون لدى هذه الشركات ومن دون مقابل!
نتابع ضمن سلسلتنا: “المليار دولار خلف الباب” لنعرف: هل هذه الطريقة الحديثة كليًا في جني الأرباح الطائلة لا تزال فعّالة؟ هل بإمكاننا نحن أيضًا أن نجني ثروات كهؤلاء، من مواقع تواصل اجتماعي عبر الانترنت؟