حاربوها لكونها أنثى.." ملكة المنحنيات" والعراقية التي أصبحت أسطورة الهندسة المعمارية في العصر الحديث..
ولدت زها حديد في كنف أسرة عراقية ميسورة سنة 1950 بالعاصمة العراقية بغداد، من والد تقلد مناصب سياسية رفيعة في خمسينيات القرن الماضي بالعراق أتاح لها الانفتاح وهي بعد صغيرة على عوالم السياسة والفكر والاقتصاد، ووالدتها وهيجة الصابونجي الكاتبة والرسامة، والتي ترجح الكثير من الكتابات أنها ألهمت ابنتها وأنها السبب في ولعها بالفن والتصميم والهندسة.
وقد ساهم قضاؤها معظم طفولتها في بغداد وهي أحد أهم العواصم العربية التي تضم تحفا معمارية وأثرية خالدة في اهتمام زاها حديد بالتصماميم المعمارية والفنية، وهو ما جعلها تنتقل لدراسة الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم الانتقال للعاصمة البريطانية لندن سنة 1972 للدراسة في “جمعية الهندسة المعمارية ( التي تعتبر أقدم مدرسة للهندسة في بريطانيا.
وبدأت زاها حديد العراقية الأصل و البريطانية الجنسية حياتها العملية سنة 1977، كما عملت في التدريس بكلية الجمعية المعمارية. وفي سنة 1980 أنشأت مكتبها المعماري الخاص في لندن، والذي يشغل اليوم أكثر من 350 شخصًا.
عرفت تصاميمها الهندسية شهرة عالمية، وهو ما جعل الكثير من الدول والحكومات تتسابق على تصاميمها وأفكارها المبهرة، وبالتالي صممت ما يزيد عن 900 تصميم لمشاريع في ازيد من 40 دولة عبر العالم. ففي سنة 1994، تم اختيار تصميمها لمبنى دار خليج كارديف للأوبرا Cardiff Bay Opera House في ويلز بالمملكة المتحدة. وفي عام 1998، حققت نجاحًا باهرًا عندما تم اختيار تصميمها لمركز روزنتال للفن المُعَاصِر Rosenthal Center for Contemporary Art. وكان هذا أوَّل مشاريعها بالولايات المتحدة الأمريكية. كما تم اختيارها لتصميم ملعب الرياضات المائية استعدادا لاستقبال العاصمة البريطانية للألعاب الأولمبية سنة 2012.وفي عام 2012، تم اختيار تصميمها للاستاد الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو.
حصدت زها حديد العديد من الجوائز العالمية الشهيرة، وخلفت قبل وفاتها معالم معمارية وفنية بديعة كان ٱخرها ملعب الوكرة لكأس العالم 2022 أو “استاد الجنوب” الذي يشبه تصميمها المراكب الشراعية والذي صممته زها حديد قبل وفاتها، ورأى النور سنة 2019.
وتشير بعض التقارير أن " ملكة المنحنيات " كما تصفها مجموعة من المجلات والجرائد العالمية، سبق ورفضت في بعض الجامعات العربية، وتعرضت في بداية حياتها العملية لمجموعة من النكسات، قبل أن تتجاوز شهرتها الٱفاق وتصبح واحدة من أساطير الهندسة المعمارية عبر التاريخ، واحدى أكثر الحكايات الملهمة للنساء عربيا ودوليا.
لم تتزوج زها حديد ولم ترزق بأطفال، وتُوفِيَّت في مارس 2016، في أحد مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية إثر إصابتها بأزمة قلبية.
أجي تفهم القانون