كتاب (التكوين الجمالي في التصوير الفوتوغرافي)..د.عبد الرحمن الزراعي

تكوين الصورة الفوتوغرافية – ترجمة: د.عبدالرحمن الزراعي

تكوين الصورة الفوتوغرافية

::::::::::::::::::::::::::::::::

إن تكوين الصورة الفوتوغرافية لا يعتمد على الكاميرا أو العدسة، ولو اقتنيت أغلى الكاميرات، إن ذلك يعتمد فقط على معرفة قواعد التكوين، وتطبيقها، أو حتى كسر تلك القواعد إذا لزمت الحاجة.

حين تتعلم كيفية التكوين سيؤدي ذلك إلى أن تكون صورك أكثر جاذبية، وسيغذي حسك البصري على كيفية اختيار أفضل زاوية عندما تقوم بالتصوير.

إن إتقان القواعد الأساسية للتراكيب يعني المزيد من التحكم في صورك الفوتوغرافية، ومع مرور الوقت، ستتمكن أيضا من رؤية الصورة وتحديد التقنية التي تم استخدامها فيها، وتجربتك ستكون أكثر متعة.

قاعدة الفراغ



هذه قاعدة أساسية في التصوير الفوتوغرافي. في التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية، على سبيل المثال، من خلال التصوير في الهواء الطلق، نتعامل مع مساحات شاسعة من المساحة.

يجب أن تتعلم كيفية التحكم في توزيع مساحات الصور، ويمكنك تقسيم المساحة إلى مساحة موجبة وسالبة، ببساطة، ضع المساحة السلبية في التصوير هي المساحة التي تحيط بالهدف الرئيسي، والمساحة الإيجابية للموضوع الرئيسي.

وبهذه التقنية، لا يكون هدف المصور إلى التركيز على الموضوع الرئيسي فحسب، بل يمكنه أيضًا خلق إحساس بالحركة، فهو يؤسس متنفس لحركة عين المشاهد، ويقترح اتجاهاً لحركة الموضوع الذي يمكن أن ينتقل إليه الهدف الرئيسي.

على سبيل المثال، إذا كان الموضوع يتحرك يسارًا في المشهد، فستشغل المسافة السالبة جهة اليسار من المشهد، وسيتم وضع الموضوع جهة اليمين في هذه الحالة.

وهكذا يعمل الدماغ عند التعامل مع الصور، إنه يتصور أن الهدف يتحرك نحو المساحة الفارغة، ومن الطبيعي أن تقع عين المشاهد على الهدف أولاً ثم تنتقل إلى المساحة السلبية أو ما يمكن تسميته متنفس الحركة.

وبهذه الطريقة، يمكنك وضع الموضوع في الجانب الذي يقابل حركته ويتناسب مع اتجاهه ليعطي الصورة نوعاً من الحدث والإثارة.

قاعدة التثليث



قد يخبرك المصور الفوتوغرافي الخبير أن قاعدة التثليث هي المكان الذي يجب البدء فيه عند تعلم التكوين في التصوير الفوتوغرافي.

ربما كان هذا أول شيء تعلمته عندما قررت أن أقوم بتحسين تصويري الفوتوغرافي، فالتقنية بالفعل سهلة وقوية وتعمل على تحسين صورك على الفور من خلال جعل التكوينات أكثر توازنًا وإثارة للاهتمام.

ويمكن أن تعمل بشكل جيد بدمجها مع قاعدة المتنفس، ولفهم هذه القاعدة بشكل أفضل من المفيد وضع شبكة وهمية على الصورة، تقوم بتقسيم الصورة إلى 9 أجزاء.

وتتكون قاعدة الثلث من خلال وضع الموضوع الرئيسي في أحد التقاطعات الأربعة للشبكة الوهمية.

في المثال السابق، وضعت عين الحيوان على إحدى تلك النقاط، وحسب الدراسات، تقوم عين المشاهد بالتنقل في الصورة بدءاً من نقاط التقاطع هذه ثم تنتقل إلى مركز الصورة.

لذا تحاول هذه القاعدة تسهيل طريقة عرض الصورة، وفي المناظر الطبيعية ستكون هذه الشبكة مفيدة في ضبط موضع خط الأفق، واستخدام أحد خطوط الشبكة في ثبات الصورة وعدم اختلالها.

لذلك عند تطبيق هذه القواعد ستتعرف على نقاط القوة أو الجذب في الصورة، وتعرف أين مكانها بالتحديد، وتصبح بذلك عملية التصوير أمراً اعتيادياً.

الخطوط الإرشادية



تعد الخطوط الإرشادية أحد العناصر الأساسية في التصوير الفوتوغرافي، وبعض المصورين يحب اللعب على هذا الوتر حتى يعطي إحساسا حقيقياً بالسيطرة على مكونات الصورة.

فالممرات مثلاً تقود العين باتجاه الداخل وتتجاوز الموضوع إلى ما وراءه، وهذا يخلق عمقاً في الصورة.

ومن ثم فمن اليسير التعرف على الخطوط الإرشادية في الطرق التي تقودك إلى مكان ما في الطبيعة، وهذه الخطوط تهيؤ للمشاهد تتبع الموضوع الرئيسي في المشهد وإمكانية التعرف عليه، وخلق اهتمام شديد لهذا الموضوع.

من خلال ربط المقدمة بالخلفية فإن الخطوط الإرشادية ستساعد في إنشاء عمق للصورة، وهذا يعطي المشهد المزيد من الاهتمام والمساعدة في صنع معنى لها.

وتقريبا في كل مكان من الطبيعة يمكنك أن تجد خطوطاً إرشادية، كالطرق والأنهار والشواطئ والكثبان الرملية والجسور، وما إلى ذلك.

وبمجرد وجود الخطوط الإراشادية، ستحتاج إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية استخدامها، فإذا كان لديك موضوع رئيسي، فحاول وضعه بالقرب من نهاية الخطوط وإذا كنت تصور منظراً طبيعياً فقم بربط المقدمة بالخلفية مع خلال تلك الخطوط، وخلق إحساس قوي بالمنظور الذي سيجعل الصورة أكثر جاذبية بسبب التنقلات البصرية الناشئة من خلالها.

لذلك من المهم التذكير بأن خلق معنى للصورة أمر في غاية الأهمية وذلك لا ينشأ إلا من خلال ربط العناصر الرئيسية في تكوين المشهد.

فائدة المقدمة



طريقة أخرى فعالة وأقل كفاءة من سابقتها لخلق العمق وإضافة تأثير بصري إلى الصورة وهي صنع مقدمة أو واجهة للمشهد.

وهذا الأمر سيعطي الصورة تأثيراً ثلاثي الأبعاد وهو تأثير غالباً ما يكون مفقوداً في الصورة، فعندما تكون وسط الغابة وتحاول التقاط صورة جميلة فإنك ستحتاج إلى أن تكون قادراً على ترجمة المحيط ثنائي الأبعاد، وإيجاد طرق مّا لتوصيل العمق إلى المشاهد.

أنت بحاجة إلى استخدام هذا المحيط بعناية عندما لا تريد أن تصبح المقدمة الخاصة بك هي الهدف الرئيسي، وفي الوقت نفسه تريد أن تكون مؤثرة بدرجة كافية للاهتمام، لذا لابد أن تجد شيئاً ملفتاً للنظر وأن تعمل على تحسين القيمة الجمالية للتركيب.

في الصورة أعلاه، تمدّ الأحجار المغطاة بالطحالب الخضراء الصورة بالتوازن والعمق اللازمين في ثبات المشهد وبروز قمة الجبل واستقراره، كما يساعد لون الصخور وتباينه على إضافة قيمة إلى لون المياه وإعطاء حيوية للأماكن الداكنة وعمل على توازن الصورة وتماسكها.

لاستخدام هذه التقنية، تحتاج إلى أن تبدأ التفكير فيما يعرف بالطبقات .

بإضافة كائن ذي قيمة أمام موضوعك، فإنك تقوم بإنشاء طبقات متعددة في الصورة، وتساعد هذه العناصر في جذب الانتباه إلى الموضوع الرئيسي الذي يضيف العمق إلى التكوين.

الشعور بالحجم



ومرة أخرى فإن أحد التحديات الرئيسية التي يمثلها التصوير هي نقل الأبعاد الثلاثية والعمق إلى الصورة، ففي تصوير المناظر الطبيعية، نحتاج للشعور بحجم المكان إلى شخص يتم عرضه في وسط مساحة شاسعة مفتوحة الأفق.

طريقة أخرى لفعل هذا، وهي إضافة عناصر تكوينية ذات أحجام معروفة إلى المساحة الخاصة بك لتزويد المشهد بحجم العناصر في الصورة وإعطاء المشاهد نقطة مرجعية لفهم العناصر الكبيرة والعناصر الصغيرة في المشهد، ولا تستطيع عين المشاهد ان تدرك حجم جسم أو شجرة أو جبل أو دون مرجعية.

في هذه الصورة، يمكن معرفة حجم المشهد بمقارنته بحجم الشخص الذي يبدو صغيراً أمام مشهد مفتوح كهذا.

فبدون العنصر البشري في هذه الصورة، لن يكون حجم المشهد والمساحات الشاسعة واضحة للعيان، ولن يدرك المشاهد يتسائل ضخامة العناصر المكونة، مما يؤدي إلى أن يكون المشهد أقل جاذبية، وأضعف مصداقية.

وجاء قميص الشخص باللون الأساسي ليخلق تبايناً مع المحيط الذي حوله حتى يساعد على صنع تركيز وجذب للانتباه ليصبح نقطة مرجعية في الصورة.

وجهة نظرك



عندما تلتقط صورة، دائما فكر في المكان الذي ستصور فيه موضوعك، وكما قلت في البداية، لا يهم مدى تكلفة المعدات، فلن تتمكن الكاميرا من القيام بالمهمة بدون مجهود منك.

لا تستطيع الكاميرا أن تصف المكان الذي يُراد تصويره، ولا إخبارك أين تقف أو أين تتجّه عدستك.

إن لوجهة نظر المصور تأثير كبير على الصورة النهائية.

وبتغيير وجهة نظرك لن تكتسب صورك تكويناً أكثر جاذبية فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تساعدك على تطوير صورك الأخرى التي تم التقاطها في الموقع نفسه.

من خلال تغيير وجهة نظرك، لن تكتسب صورتك تركيبًا أكثر جاذبية فحسب، بل يمكنها أيضًا مساعدتك على التقدّم من الصور الأخرى التي يتم التقاطها في الموقع نفسه.

خاتمة

مارس القواعد المختلفة للتكوين واستمتع أثناء القيام بذلك.

اكتشاف تقنيات التكوين المختلفة لن يصنع منك مصوراً متمكناً فحسب، بل سيجعلك تبدأ في التعرف على العناصر في الطبيعة بشكل لم يسبق أن لاحظته من قبل.

بمجرد أن تتقن هذه التقنيات، ستتحسن صورك بشكل كبير، وستحصل على المزيد من المتعة في التقاط الصور حيث سيكون لديك تحكم أكثر.

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

وفي الأخير إذا كنت تحب هذا المقال، فكر في مشاركته مع أصدقائك، فهذا يعني لي الكثير!

لا تتردد في الكتابة في التعليقات أسفل أي نصائح قد تكون لديك حول كيفية تأليف الصور بشكل أفضل وإرسال الصور إلى، أود أن أراها!

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

ترجمة : د. عبدالرحمن الزراعي

الرابط الأصلي للمقالة:


الكاتب zraiee