نقد فيلم الإفتتاح•

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد فيلم الإفتتاح•

    ◆ كان- 5
    • نقد فيلم الإفتتاح•
    Le Deuxiéme Acte ★★+
    افتتح دورته السابعة والسبعين يوم الثلاثاء بالفيلم الفرنسي «الفصل الثاني» لمخرجه كوينتن دبيّو. ما توقعناه هنا، قبل يومين، لجهة الأسباب التي دعت لاختياره تبدّت واضحة خلال مشاهدته.
    إنه كوميديا هادفة تدور حول أكثر من شأن من خلال جلسة حوار طويلة حول مائدة في مطعم ريفي (يسبقها مشهد حوار طويل آخر لإثنين من ممثليه يسيران فوق طريق ريفية). إسم المطعم «الفصل الثاني» (والعنوان بذاته يحمل معاني أخرى قد تخرج عن كونه إسم مطعم لتدخل في اللعبة المسرحية أو كبداية جديدة لشخصياته). لكنه أيضاً واحداً من تلك الأفلام التى على المرء أن يتشرّب الثقافة الفرنسية كاملة لكي يرتفع تقديره به.
    جلسة الحوار تطرح مسائل مثل ما هو الموقع الذي يحتله الفنان حيال مشاهديه؟ ما هي التزاماته؟ ثم ما الذي يحدث على صعيد علاقة صادمة بين المثقفين والذكاء الصناعي؟ متى وأين سيجد المثقف، والسينمائي على وجه الخصوص، نفسه يواجه كياناً لا يسمح له باستخدام مُلكيته الفنية؟
    عند نقطة معيّنة يوجه الممثلون كلامهم للمشاهدين عبر النظر مباشرة إلى الكاميرا مخترقين ما يُعرف بالجدار الرابع (على أساس أن الجدران الثلاث الأخرى هي التي تحيط بموقع التصوير يمنة ويسرى وإلى العمق الخلفي).
    علاوة على ذلك، وبغياب حكاية فعلية، تمثل شخصيات الفيلم (ڤنسنت ليندون وليا سيدو ورفاييل كوينار ولوي غارل) أنفسها في أكثر من مشهد. يدخلون ويخرجون من شخصياتهم الخيالية إلى شخصياتهم الفعلية حسبما يرتأي السيناريو لتأكيد إن ما يتولون تقديمه هو جزء من حياة داخل حياة أخرى.
    يلعب المكان بحد ذاته هذا الدور فالمطعم يؤدي دور المسرح الذي يلتقي فيه الجميع لمناقشة موضوع يتمدد طولاً وعرضاً ولو ليس بالعمق الكافي لتحويل هذا العمل إلى فعل كلاسيكي من نوعه كما كان حال فيلم فرنسوا تروفو الشهير «ليلة أميركية» (1973).
    هناك تطوّر في بعض الشخصيات، أو بالأحرى، تبلور يندرج تحت عنصر الإكتشاف. غويلوم (ليندون) يكشف عن طينته الليبرالية المشحونة بالإنفعال بينما نجد فلورنس (سيدو) تنتهي وقد قاربت على الإنهيار من ضغوط عاطفية تقاومها حباً في تحقيق رغبة لم تعد تستطيع احتواءها. هذا كله قبل أن يكشف الفيلم عن لعبته كاملة إذ هو نوع من تلك الأعمال التي تراها كما هي ثم تكتشف إن كل شيء مقصود كونها فيلم داخل فيلم.
    أحد معاني العنوان يقترح أن المخرج دبيّو ينتقل من خلفية سابقة (لم تخل من أعمال مثيرة للإهتمام بدورها) صوب مرحلة جديدة بمعنى أن هذا الفيلم قد يكون بداية جديدة أو مفترق طريق لاختيارات أخرى.
    كل ما سبق لا يعني أن الفيلم مثل أبيض ناصع مثل مسحوق «تايد». هو من النوع المبني على الحوار عوض الشغل على الأسلوب والصورة. النقاد الأجانب يحبون هذا النوع. بالنسبة لي هو فعل ضد السينما.
يعمل...
X