وادي المجاوي(وادي المجاور- المجاوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وادي المجاوي(وادي المجاور- المجاوي


    وادي المجاوي(وادي المجاور- المجاوي)
    ××××××××××××××××××××××××××××××
    تقع القرية على بعد حوالي 4 كم من بلدة "مشتى الحلو" و حوالي 18 كم عن مدينة "صافيتا" و لا يزيد بعدها عن "طرطوس" الساحلية عن 150 كم..
    .
    تفترش منازها سفوح جبل "السيدة" الأثري المقدس ممتدة على التلال و الروابي الخضراء , و قد استقى الأقدمون لها هذا الأسم بسبب مجاورتها لذلك الجبل
    .
    وتنتشر بساتينها متكاتفة ومثقلة بكل أنواع الثمار , أما الظلال الوارفة فهي ثمرة النباتات الكثيفة وأشجار الدلب التي تحنو فوق الأنهار المحيطة بها, اذ يحضنها نهران كما تحضن الأم وليدها بذراعيها:
    ☆ فمن الشمال الغربي تنساب مياه "نبع العروس" لتلتقي مع موقع "ملتقى النهرين" مع مياه "نبع الشيخ حسن" الذي تداعب مياهه الصخور من الجنوب الشرقي باتجاه الشمال الغربي حيث يلتقي النهران بمحبة ويوحدان الدندنة والخرير باتجاه البحر سابقا" و الى سد الباسل حاليا.
    .
    و لا نغالي القول اذا تحدثنا عن الأهمية التاريخية لهذه القرية المتواضعة والتي لا يزيد عدد سكانها عن 1500 نسمة فالأمورالعظيمة تستقي عظمتها من أهميتها وليس بالضرورة من حجمها
    .
    تذكر المراجع التاريخية بأن هذه القرية تم بناؤها في العهد البيزنطي و في عهد ملك القدس "بيبرس" وهناك مجال للتكهن بأنها تعود للعصر الروماني وما يدعم هذا التكهن وجود الآثار على قمة "جبل السيدة" الذي تتربع القرية على سفوحه الغربية..
    و ذلك الجبل البازلتي بصخوره و المخروطي بشكله تتربع على قمته التي تعلو حوالي 500 م عن سطح البحر (كنيسة قديمة مع سور ضخم) يحيط بقمة الجبل , و كلاهما مبنيان بالحجر الكلسي الأبيض مع ملاط الكلس و ذلك خلافا" لطبيعة صخور الجبل البازلتية السوداء
    .
    وما يدفعنا للتكهن بأن تلك الآثار تعود للعصر الروماني هو وجود مجموعة من الآبار المحيطة بموقع الكنيسة وداخل السور وهي مبنية بشكل عقود حجرية تحت الأرض و كانت تستخدم لتخزين المياه اما بنقلها من الأنهار المجاورة بالوسائل المعهودة آنذاك أو تخزين مياه الأمطار و اما كما تقول بعض المراجع بأن الرومان أنشأوا أقنية مطورة من مواقع أكثر ارتفاعا" من جبل "السيدة".. و كانت المياه تنساب بالراحة الى تلك الآبار و هذا الاحتمال مرجح لان التاريخ يقف باحترام أمام عظمة الرومان في مجال البناء والأقواس و جر المياه عبر الأقنية المطمورة الى مسافات بعيدة وحيث بات مؤكداً بأن "تدمر" قد جروا لها المياه عبر أقنية تمتد عشرات الكيلومترات و بعض المصادر تتحدث عن جر المياه من عاصي حمص الى تدمر عبر تلك الأقنية .
    .
    أضف إلى ذلك بأنه من المعروف بأن معظم الكنائس و الأديرة القديمة قد بنيت على أنقاض المعابد الوثنية بعد إعلان المسيحية ديناً رسمياً للإمبراطورية الرومانية في عهد الإمبراطور "قسطنطين الكبير" عام 325 م ..
    إذاً القرية اكتسبت أهميتها التاريخية من عاملين أساسيين:
    ☆- الأول وجود جبل السيدة الشاهق ومن المعروف تاريخيا بأن الرومان والبيزنطيين كانوا يختارون الجبال الشاهقة لبناء القلاع والمعاقل العسكرية والمعابد الملحقة بها وذلك لصعوبة وصول العدو إليها ولكونهم يطلون منها على جميع المناطق المجاورة المنخفضة و بالتالي يستطلعون العدو ويتمكنون منه..
    وما يؤيد هذه النظرية بالنسبة ل(جبل السيدة) كونه يتوسط عدة مواقع عسكرية أثرية محيطة به من كل الاتجاهات تقريبا فهو يتوسط ▪︎"برج صافيتا" و "قلعة المرقب" من الغرب و الشمال الغربي
    ▪︎ و "حصن سليمان" من الشمال الشرقي
    ▪︎و قلعة الحصن من الجنوب الشرقي
    وكانت تلك المواقع المرتفعة تستخدم لتبادل الاشارات بين الجيوش بواسطة النار التي كانت واسطة الاتصال الوحيدة.
    ☆- والثاني : وجود الأنهار المحيطة بها و هما كما ذكرنا "نبع العروس" و "نبــــــع الشيخ حسن".
    وكان الإنسان القديم يسكن في جوار المصادر المائية لتلبية احتياجاته كالشرب و الغسيل وري المزروعات
    وقد وسع أهالي القرية القدماء نشاطهم الفكري والعملي واستثمروا مياه النهرين لأكثر من تلك الاستخدامات المألوفة إذ قاموا ببناء الطواحين لطحن الحبوب و الحصول على الطحين وكذلك لطحن وعصر الزيتون و الحصول على الزيت لبعديه الغذائي و الروحي و ذلك بالاستفادة من طاقة المياه الساقطة من مكان مرتفع إلى مكان منخفض و لهذا نجد حتى الآن بقايا وآثار لتلك الطواحين العديدة التي كانت منتشرة على امتداد النهرين ومنها "طاحون بولس" و "طاحون حنا" و"طاحون أبو درة" و"طاحون الصهيونية" ...ألخ
    .
    وهذا الموضوع أعطى القرية تاريخا وأهمية اقتصادية إذ كان الناس يتقاطرون إليها من مناطق بعيدة لطحن مواسمهم من القمح والذرة والزيتون ويتبادلون مع أهالي القرية السلع والمنتجات فكل يعطي الآخر مما لديه ويأخذ منه ما يحتاج وغالبا ما كان التبادل بدون نقود أي أن كمية معينة من هذا النوع تبادل بكمية معينة من نوع آخر..وأسقطنا التاريخ على حضارة اليوم فيمكننا القول بأن قرية وادي المجاور كانت مركزا تجاريا بامتياز .
    .
    ونتيجة لمجمل تلك العوامل التي هيأت القرية لتلك المنزلة المرموقة تاريخيا وبسبب وجود الكنيسة الأثرية على قمة جبل السيدة وكذلك وجود كنيسة أثرية أخرى في القرية مبنية بطريقة الأقواس الحجرية الرومانية والتي يعود تاريخ بنائها إلى العهد البيزنطي الذي انتهى عام /1543/ وقد جرى ترميمها العديد من المرات وآخر ترميم كما هو محفور على عتبة بابها الرئيسي حصل عام /1887/ ونتيجة لكل تلك العوامل السابقة فقد أصبح الوادي المحيط بالقرية والممتد حولها حوالي /10/ كم مفعما بالأنهار والأشجار أصبح مقرا وموئلا للنساك والكهنة والمتعبدين فكثرت فيه المعابد القديمة والكنائس .
    وتذكر بعض المراجع بأن ذلك الوادي كان يسمى "وادي الضباب" لكثرة ما كان يتم إشعال البخور والزيت المقدس في أماكن العبادة.
    .
    بعد انتهاء العهد البيزنطي من الشرق عام /1543/ وبدء عصر الدولة الإسلامية كانت القرية كباقي قرى ومدن الشرق المسيحي تعيش حياة متأرجحة ما بين رضى الحاكم حينا وغضبه حينا آخر ..
    وقد تعرضت القرية لعدة غزوات خلال عهد الإمبراطورية التركية وكذلك خلال فترة الإنتداب الفرنسي ولهذا نجد الكثيرين من أبنائها في المهجر وخاصة أمريكا ودول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين..
    وما يدل على أهميتها التاريخية أيضا فإن السلطان العثماني "سليم الأول" وحوالي عام /1520/ أصدر فرمانا يقضي بدفن جميع الأموات المسيحيين من حدود حماه وحتى الساحل السوري في مقبرة "وادي المجاور" , وظل هذا الأمر رائجا حتى بدايات القرن العشرين.
    .
    كما أن بعض الوثائق المحفوظة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية تتحدث عن المطالب التي كان يقدمها كهنة قرية "وادي المجاور" إلى السلطات الفرنسية يعبرون فيها عن احتياجات الناس كما أن العديد من أبنائها سيقوا إلى (استانبول) للخدمة العسكرية الإجبارية في الجندرما التركية فمنهم من قضى هناك ومنهم من عاد بعد انهيار الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس.
    .
    أما اليوم فالحضارة التي لامست ريفنا الجميل فقد تركت بصماتها على القرية ، فالبيوت القديمة التي كانت متاخمة للأنهار والوديان استبدلت بالبيوت الحديثة والفيلات وانتقلت إلى الهضاب والروابي وبدأت تزحف بإتجاه قمة الجبل لتطل من هناك على التراث القديم والجمال الأخاذ.. وبنيت المدارس وذهب العديد من أبناء القرية إلى المعاهد والجامعات وأصبحت الشهادة الجامعية أمرامألوفا وليس كالماضي نادرا ..
    كما انتشرت المنتزهات على ضفاف الأنهار وخاصة منطقة ملتقى النهرين وأصبح الهاتف من أفراد عائلة كل بيت وبدأ الكومبيوتر والإنترنيت يتربع في صدر المكاتب والصالونات كما تم بناء كنيسة جديدة في القرية منذ حوالي خمسين عاما وتم عام 2004 بناء مغارة من الحجارة الطبيعية في ساحة الكنيسة يتوجها تمثال للسيدة العذراء بارتفاع يزيد عن /2/م وأصبحت المغارة محجا للمتعبدين ومعلما للسياح والزائرين.
    ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
    سوريا قربانة السما





يعمل...
X