الكفرون ... عروس عذراء تستحم بماءالينابيع..و تجيب سؤال زوارها: كيف سيكون شكل الجنّة؟
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
الكفرون حلم في سماء مفتوحة، ألّفته الطبيعة لكل شخص يبحث عن النقاء فيتساءل زائروها عند التردد عليها في كل مرة: كيف سيكون شكل الجنة؟
على سفوح منطقة جبلية خلّابة تتربع قرية "الكفرون" على بعد48كم من "طرطوس" وعلى السفح الجنوبي لجبل "ظهره الشكاير"الى الشمال الشرقي من "صافيتا" على بعد 16 كم منها..و3 كم جنوب شرق منطقة"مشتى الحلو"..
وترتفع عن سطح البحر 600 متر، وتتميز بمناخها المعتدل على مدار السنة، ما جعلها بلدة سياحية من الطراز الأول، فشتاؤها ماطر معتدل، وصيفها لطيف منعش..
.
اشتق اسمها من الآرامية وتعني الحارة، وهي تجمع لسبعة كفارين هي ☆ كفرون رفقة ☆ وكفرون حيدر ☆ وكفرون بدره ☆ وكفرون زريق ☆ وكفرون نبع كركر ☆ وكفرون بور ☆ وكفرون سعد..
.
وتتبع للكفرون قرى (دوير المليحة - وادي المجاور - والكفارين السبعة)، كما سيتم إلحاق (حفة الموارنة - وبقطو - وحكر كابر - ومهيري الموارنة) بها.
.
وتتبع هذه القرى كلها لمحافظة طرطوس وتحيطها الغابات الخضراء من الجوانب كافة،
ويبلغ عدد سكان القرية نحو 8000 نسمة معظمهم من المسيحيين أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية ويوجد العديد منهم في الاغتراب، وتزخر القرية ببساتينها وأشجارها المثمرة، كما تعتمد المنطقة على الزراعة والسياحة
.
سكنها الفينيقيون والرومان والبيزنطيين، فهناك العديد من الآثار البيزنطية التي لا تزال تشهد على عراقة وأصالة هذه المنطقة كالقناطر الحجرية و آبار المياه التي صنعت على النمط الروماني القديم.
.
"الكفرون" إحدى القرى الكنعانية السورية القديمة، والعريقة تدل على ذلك بقايا الآثار الموجودة في موقعها القديم في منطقة مزار "الشيخ عبد الله"، فالمذبح الموجود حتى الآن والآخر غير الكامل المنحوت في الصخر يرجع إلى ذلك التاريخ حيث كانت عبادة السوريين لآلهة المطر «أتارغاتيس» ومذابحها التي تقام على قمم الجبال واسعة الانتشار في المنطقة
.
وتتميز ببيئتها العذراء، وتطغى عليها مقومات جمال الطبيعة الساحرة؛ نظراً إلى غنى المنطقة بالينابيع العذبة التي تنبثق من الصخور المكسوّة بأشجار الغار والزيتون، ويطلقون عليها اسم بلد التفاحيات..
.
يطلّ عليها من الغرب جبل السيدة الذي يحضن آثاراً فينيقية وصليبية، يقصده الزوار والمغتربون والسيّاح العرب والأجانب على تنوع ثقافاتهم،
قدسية المكان جعلت منه وجهة سياحية دينية، حيث يزور الجبل سنوياً أكثر من 50 ألف زائر.
وتنفتح إلى الجنوب الغربي على واد تجري فيه أنهار الشيخ حسن الدائمة الجريان ونبع العروس ووادي العديدة المغطى بأكمله بالأشجار المثمرة والدائمة الخضرة.
.
تتعانق الجبال والوديان على طول الطريق المؤدي إلى "الكفرون" وتتداخل البساتين والأنهار والينابيع العذبة في لوحة ربانية عكست حنو الطبيعة وكرمها مع اندماج الحضارة، قديمها وحديثها، لينعكس ذلك على مجتمع متحضر منفتح على الثقافات، فابن "الكفرون" إنسان محب لبيئته، مغرم بها، متعلم، جذوره ممتدة في أرضها وطموحه وعلمه وعمله وصل إلى أقاصي الأرض، ومهما بعد وغاب يعود حاملاً حنينه وعطاءه لأهل قريته،
وقد انجبت الكفرون العديد من الأدباء والأطباء والفنانين في الوطن والمهجر ، وقامات وشباب وشابات كثر يرفدون المجتمع بطاقات تساهم في بنائه وتعاضده.
.
تتميز الكفرون بمقوماتها السياحية والطبيعية، حيث تنساب الينابيع بين صخورها المكسوة بالغار والزيتون، منها "نبع الشيخ حسن" في "كفرون حيدر" المعروف بمياهه العذبة الطبيعية التي تعتبر رافداً أساسياً لنهر "الأبرش" الذي يصب في بحيرة الباسل،والذي يسقي 14ضيعة.. إضافة إلى نبع "الشير" ،
.
وهناك ينابيع غزيرة أخرى في البلدة منها: 《الشير • وكركر• والحومة
• والصحن • وفرشلو • وغبيسي • والصوراني • والسارود • والعروس • ونبع وادي العديدة》 ، وكلها تشكل مع غيرها روافد نهر الأبرش
بالإضافة إلى بحيرة باطنية مهمة جداً في المنطقة تسمى "الحومة"، وبمجرد زيارتها تتولد في النفس مشاعر الدهشة من غرابة منظر فيضان الحومة، ولا معلومة مؤكدة عن عمقها أو امتدادها، ويعدّها بعض السكان من عجائب ينابيع المنطقة، وهي عبارة عن تجمع من الماء الواقع في الأراضي الزراعية لقرية "كفرون بدرة"، ويترقبها أهل المنطقة في كل شتاء وعند اكتمال منسوب المياه الجوفية تطفو المياه منها تلقائياً وتجري لتصب في نهر "الأبرش"، وهنا يشعر أهل المنطقة بالراحة لوصول معدل وفير من الأمطار.
.
تتميز المنطقة بجمال معماري أثري يجذب السياح، ومنها (جسر الكفرون) الذي شيده الفرنسيون، بالإضافة إلى العديد من (آثار تدمر الكفرونية) التي بدأ بناؤها منذ عام 1894، والتي أسست لتكامل مقومات الجمال في الكفرون، جمال التاريخ الموشّح مع تداخل البناء الحديث، فأصبحت المنطقة مقصداً لمتعهدي البناء، وانتشرت الجمعيات السكنية التي تخضع أبنيتها ومشاريعها لتنظيم وفق قانون يراعي الطبيعة الجبلية ما ساهم في نشاط النهضة العمرانية، وأصبحت سطوح الأبنية تتناغم بلونها القرميدي الزاهي مع خضار الأشجار والجبال،
.
بعيداً عن التكلف والضوضاء، يتناغم سكان القرية الجبلية مع جمال الطبيعة، حيث ترتاح النفس لرؤية هذه المناظر واللوحات، فتجد منهم الحفاوة والوجه البشوش والروح الطيبة واللطف والكرم، صفات تشرّبوها من نقاء بيئتهم الخلّابة.
الكفرون أسرة كبيرة كريمة عمل أفرادها عبر الأجيال على مساندة بعضهم البعض، فعلى الرغم من التعددية الدينية فيها ، فانه يسود الرابط الأخوي والمحبة والتسامح في البلدة، فالكنيسة تعانق بمبادئها عادات المسلمين في القرية، حيث يعيش أهل الكفرون حياتهم الاجتماعية بتفاصيلها اليومية ، ويتشارك الأهالي في الأحزان والأفراح والطقوس الدينية، ففي شهر رمضان، يقوم المسيحيون بإعداد العزائم لجيرانهم المسلمين ويصومون معهم أحياناً، كما يتشارك المسلمون إخوانهم المسيحيين طقوس صيامهم وأعياد الميلاد والبربارة وعيد السيدة وغيرها، فتمتلئ أيامهم بالمناسبات والأعياد السعيدة، فالجميع إخوة يجمعهم رابط المعاملة والانتماء لأرضهم.
إنه طريق اندماج الحضارات، وتعانق الأديان، حيث لغز الاندماج بين الإنسان والطبيعة التي لم تستطع أضواء المدينة ومزاياها الحضارية أن تغري سكانها بالانتقال إليها لأنهم اعتادوا الجيرة الحسنة والطبيعة الساحرة التي تجعلك تعيش كل يوم قصة جديدة على تلك الأرض.
.
يعتمد سكان المنطقة على العمل ضمن المنشآت السياحية وإيجار البيوت الاصطيافية التي يقصدها السياح، وتقتصر السياحة في المنطقة على أشهر الصيف الثلاثة، فبعد أن عرفت السياحة طريقها إلى الكفرون منذ نحو 75 عاماً، نشطت حركة المطاعم والفنادق والمتنزهات الشعبية التي تستوعب السياح والمصطافين، إضافة إلى عدد كبير من الاستراحات الشعبية والمتنزهات الموزعة على الجداول وضفاف الأنهار.
.
المجتمع الكفروني مجتمع منفتح على الزوار والوافدين، وقد برز ذلك في فترة الحرب السابقة، حيث فتحت الكفرون أبوابها للمتضررين من كل أنحاء سوريا، ومدت الجمعيات الخيرية والمجتمع الأهلي جسور المحبة والمساعدة لهم، ومنهم من عاد إلى مسقط رأسه بعد تحسن الأوضاع الأمنية ومنهم من بقي فيها، واللافت أنّ أحداً لم يغادرها إلّا وترك شيئاً من روحه في أرض الكفرون الساحرة للنفس والعقل.
.
يذكر أن الكفرون من المناطق العريقة في التاريخ السوري القديم، وأول من سكنها الفينيقيون ومن ثم الرومان بعدما سيطروا على سوريا بين الأعوام (333- 395) قبل الميلاد.
ودخلت المسيحية المنطقة في القرن الثاني الميلادي على يد البيزنطيين،
.
جمال الطبيعة الموشاة بالتاريخ
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
. يطلق البعض على بيوتها القديمة التي تتميز بشكل بنائها اسم «آثار تدمر الكفرونية» وتذكر المصادر التاريخية أن أول من سكنها هم الفينيقيون ومن ثم الرومان..
وتتميز بوجود عدة مغاور فيها وقبور للنساك على كل تلة محيطة بها ويعود ذلك للقرن الثاني الميلادي.
.
و«الكفر» بفتح الكاف وتسكين الفاء كلمة آرامية تعني حارة وبالدقة حارة عائلة معينة والواو والنون تفيدان التصغير أو الجمع وقد انتقلت «الكفرون» من موقعها القديم إلى مكان آخر صار الآن امتداداً للقرية الحالية ويعرف قديماً باسم «المينا»، و«المقيل» حالياً،
وتسمية «المينا» تعود إلى صناعة الفخار المطلي بالمينا الذي كان يصنع في المكان ولا تزال القطع والكسر الفخارية تدل بوضوح على ذلك ثم انتقلت تدريجياً إلى موقعها الحالي في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي.
.
يحيط ببلدة الكفرون ثلاثة جبال رئيسية هي:
☆ جبل السيدة العذراء:
وهو بركاني مخروطي قاعدته كلسية ،يقع في الجهة الشمالية الغربية للكفرون بارتفاع 600 متر عن سطح البحر، وعليه آثار فينيقية وصليبية، منها السور المتهدم الأطراف الذي يحيط بقمة الجبل والكنيسة،
وأيضاً على قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود للعهد البيزنطي وهي الآن مزار،
ويقام على جبل السيدة سنوياً حفل فني بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، في 15 آب من كل عام، يحضره عدد كبير من السياح والمصطافين من داخل سورية وخارجها.
.
☆ جبل السايح:
يمتد من الغرب إلى الشرق مقابل قرى "الكفارين"، وتغطي قمته غابة صغيرة بنيت عليها مجمعات الشاليهات الجبلية الحديثة.
.
☆ جبل السن: الواقع في الجهة الشرقية لقرية نبع كركر.
.
ذأرضها خصبة للزراعة، تكثر فيها أشجار التفاح و اللوزيات والحمضيات و الزيتون والكرمة بالاضافة لذلك يقوم السكان بزراعة الخضروات والبقوليات بأنواعها.
.
إن مقومات الجمال في الكفرون وتنامي السياح والمصطافين والوافدين إليها جعلها مقصداً لمتعهدي البناء، فانتشرت الجمعيات السكنية التي تقسم أبنيتها ومشاريعها وفق نظام يراعى الطبيعة الجبلية لتلك المنطقة، فهناك مجموعة مشاريع فيلات رابية الكفرون، وهي عبارة عن 100 من القصور والفيلات والشقق المبنية بالحجر الأبيض، وهناك حوالي 800 شقة سكنية.
.
يذكر أن الأمية انتهت في قرية الكفرون منذ أواخر القرن التاسع عشر، يضاف إلى ذلك الجو الشاعري الذي أنجب كتاباً وشعراء ومبدعين لهم حضور قوي..
.
يمكن الوصول إلى الكفرون عبر طرق عديدة،
▪︎حيث ترتبط بحمص عبر اتجاهين:
• طريق الاوتوستراد الدولي
• وطريق ناحية شين،
▪︎كما ترتبط بصافيتا بأكثر من طريق،
▪︎ وهي بوابة مشتى الحلو
.
اقيم فيها طرق تنظيمية في المناطق السياحية المشادة حديثاً وفي منطقة الجمعيات ومناطق المقاصف، أهمها الطريق الواصلة بين مدخل الكفرون وحي مارلياس وصولاً إلى الجمعيات وطريق المقاصف نبع الشيخ حسن وصولاً إلى منطقة البساتي.
.
¤ ومن معالم كفرون الأخرى:
* سلاسل صخور الكفرون الشامخة:
هذه الصخور الشامخة بموقعها المألوف تعطي رونقاً عجيباً إلى منظر الكفرون في كل الاتجاهات، منها سهلاً ومنها مرتفعاً، فيعد اسمها "الكفرون الصخرية".
.
* جسر الكفرون:
شيده الفرنسيون، ويعد من أشهـر ما يميز الكفرون عن غيرها بمظهره القديم فوق نهر جميل، يقصده الناس للتمتع بمنظره و الجلوس على ضفافه .
.
* الحومة:
هي بركة أو تجمع من الماء الواقع في الأراضي الزراعية لقرية "كفرون بدره" في بقعه هي الأخفض في منطقة "كفرون بدره" و"نبع كركر"، وهو منخفض من الأرض وسطه بركة من الماء.. صخرة كبيرة من جهة وتربة من الجهة الأخرى،
نمت حولها أشجار دلب عملاقة تشابكت جذورها ضمن الماء واستندت أغصانها على بعضها البعض في الهواء لتترك المكان فيما يشبه المساء الدائم وأشجار السنديان والغار والبطم المحيطة صنعت مع بعضها عجائبا في السماء، و بمجرد الوصول إليها يتولد في نفس المشاهد خليط من مشاعر الخوف و الدهشة و الغرابة من منظر الحومة
ويعدها بعض السكان من عجائب الدنيا، حيث لا يتجاوز قطرها في فصل الصيف (1.5 – 2) م وبعمق غير محدد تقريباً، وتتحول في فصل الشتاء وبعد مجموعة من الليالي الممطرة إلى سيل كبير بعد أن تتجمع فيها عدة مجاري للمياه لا تظهر إلا في فصل الشتاء.
.
وأكثر هذه الروافد جمالاً هو "الشرشار" الذي ينحدر من الجبل المواجه للقرية والمعروف باسم "جبل السايح" على شكل شلال كبير ويكون صوت الشرشار مسموع في أنحاء القرية وربما كان هذا هو سبب تسميته بهذا الاسم.
وفي مصدر آخر:
هي حوض ماء حاولنا سبر عمقه فبلغ أكثر من / 40/ يارد و على بعد أقل من كيلو متر ينبع "نبع الشيخ حسن"، مياهه من نفس حوض الحومة، ومياهه معدنية ثقيلة، يسقي عدة قرى بالداسطة إضافة لقرية "الكفرون" المؤلفة من (رفقة، زريق و حيدر)، والتي كانت سابقا تشرب من مياه الشير العذبة الذي ينبع من قرية "المهيري".
.
يبقى للتنوع البيئي وعذرية الغابات طابعها المميز وألقها الخاص الذي توج الكفرون بتاج الصحة وندعو الجميع للاقتداء بها نموذجاً للنظافة والأناقة واللباقة أيضاً.