مسيرة الموسيقار:محمد الأمين"ود الأمين"مواليد عام 1942م.مطرب ورائد للموسيقى السودانية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الموسيقار:محمد الأمين"ود الأمين"مواليد عام 1942م.مطرب ورائد للموسيقى السودانية.

    رحيل يعمق الأحزان.. "ود الأمين" رائد تجديد الموسيقى السودانية

    تميز المطرب الراحل محمد الأمين بقدرات صوتية ولحنية متفردة وكان يلحن غالبية أغانيه (مواقع التواصل)النور أحمد النور
    16/11/2023

    الخرطوم- تعمقت أحزان السودانيين التي أشعلتها الحرب المندلعة منذ 7 شهور، برحيل الموسيقار الكبير محمد الأمين "ود الأمين" (81 عاماً) الذي يعتبر رائد تجديد الموسيقى السودانية وأحد أبرز المطربين الذين عرفتهم الساحة الفنية في البلاد خلال العقود الستة الأخيرة وأطلق عليه مطرب "الحب والحرية" كما يلقب بـ "الباشكاتب".

    وساد حزن عريض في البلاد على آخر المطربين العمالقة الذي كان الأكثر حضوراً وإبداعا وتنوعا خلال العقود الستة الأخيرة وساهم في تشكيل الوجدان السوداني عبر العشرات من الأغنيات الخالدة الوطنية منها والعاطفية، وأسهم أيضاً في تجديد أغاني التراث وقدم ابتهالات دينية وجدت رواجاً واسعاً لخروجها من الطريقة التقليدية التي كانت تؤدى بها.

    وتحسر كثير من المغردين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على رحيل محمد الأمين في الولايات المتحدة -التي ذهب إليها مستشفياً ووري جثمانه الثرى هناك- بعيدًا عن الوطن، الذي غنى له لأهله وثوراتهم وتطلعاتهم للحرية والرفاهية.
    النشأة والتطور:

    ولد محمد الأمين في فبراير/شباط 1942 في قرية ود النعيم قرب مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان، ويعد أحد أيقونات الغناء والموسيقى السودانية المعاصرة، ومن أكثرهم صيتاً، وله دورٌ كبيراً في تطوير الموسيقى السودانية ونشرها خارج بلاده.

    ويرى الموسيقار الفاتح حسين أن نشأة محمد الأمين في ولاية الجزيرة -التي تعد سوداناً مصغراً- وتأثره بفنون تلك المنطقة التي جمعت الطيف الثقافي والاجتماعي ساهم في تشكيل ثقافاته الغنائية والصوفية المتنوعة.

    كما يتميز المطرب الراحل بقدرات صوتية ولحنية متفردة، وكان يلحن غالبية أغانيه والقليل جداً منها لحنها له آخرون، وأي لحن يحمل بصماته الفنية التي لا تشبهها أي بصمات أخرى ولعل هذا هو السبب في قلة المقلدين الشباب له حسب الموسيقار حسين.

    مطرب الثورات:

    وكان أول ظهور جماهيري لمحمد الأمين في نهاية ستينيات القرن الماضي عبر أغنية "أنا وحبيبي" التي ظلت لسنوات طويلة تتصدر الأغنيات الأكثر تفضيلا لدى عشاق الموسيقى السودانية.

    وأكثر ما ميز محمد الأمين هو قدراته العالية في التلحين والتأليف الموسيقي التي انعكست في أكثر من 50 عملا فنيا.

    وقد جذبه إلى عالم الموسيقى والغناء منذ نعومة أظافره، خاله بله يوسف الازيرق فأجاد آلة المزمار ثم آلة العود التي تمكن منها وهو لم يتعد 12 عاماً.

    وانتقل ود الأمين من ود مدني إلى الخرطوم في 1962، ويعتبر أول من غنى لثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964، التي أطاحت بحكم الرئيس السابق إبراهيم عبود، وقدم للثورة عددا من الأغنيات حتى أطلق على أغانيه "أكتوبريات" وأبرزها "أكتوبر 21" للشاعر فضل الله محمد، ثم قدم الملحمة "قصة ثورة" للشاعر هاشم صديق كأقوى عمل وطني ملحمي وثق لثورة أكتوبر، وظلت تردد مع كل ثورة وانتفاضة ويرددها الشباب في كل مناسبة ودعوة للحرية والتحرر.

    وقادته بعض أعماله إلى الحبس في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري حين غنى أغنية المبادئ فكان نصيبه السجن مع الفنان الراحل محمد وردي في العام 1971.

    وظل ود الأمين مرتبطاً بقضايا الوطن رغم تقدمه في العمر فصعد على مسرح الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم في العام 2019 الذي انتهى بإطاحة حكم الرئيس المعزول عمر البشير، كما تغنى محمد الأمين للشاعر محجوب شريف بأغنيتين رمزيتين للحرية هما "السودان الوطن الواحد" و"مساجينك تغرد في زنازينك"، كما تغنى بنشيد سياسي "المتاريس" من كلمات مبارك حسن خليفة.


    أغان للحب:


    كما أجاد ود الأمين الأغاني الوطنية فقد برع في العاطفية الكلاسيكية وغنى للحب والجمال، وأبرزها "قلنا ما ممكن تسافر" و"زاد الشجون" للشاعر فضل الله محمد، والأغنية الخفيفة التي أبرزت قدرته في عزف العود وهي "أسمر ياساحر المنظر" للشاعر الراحل خليفة الصادق، ثم "5 سنين" للشاعر عمر محمود خالد.

    ويقول الشاعر إسحاق الحلنقي الملقب بـ"رئيس جمهورية الحب إن السودان فقد مطرباً عملاقاً وعبقرياً فنياً لن يتكرر قريباً كرس حياته للفن والموسيقى، وغني له منذ السبعينيات بعدد من النصوص، أبرزها "شال النور"، و"جيناكم يا حباينا" و"تتعلم من الأيام" التي اعتبرتها الإذاعة السودانية أفضل أغنية سودانية في منتصف السبعينيات.

    ويعتقد الموسيقار وأبزر أعضاء فرقة ود الأمين الفنية العازف أسامة بيكلو أن لونية ألحان المطرب الراحل كلاسيكية في شكلها من وجود المقدمات الموسيقية والمقاطع المختلفة، وأنه متأثر جدا بالمدرسة اللحنية للموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب.

    وغنى المطرب الراحل لأكثر من 20 شاعراً سودانياً وشاعراً عربياً واحداً هو نزار قباني أغنية "تقولين الهوى".

    ومع تفوقه في الأغاني الحديثة لم يغفل ود الأمين أغاني التراث والموروث الشعبي، وبرع في تلحين وأداء أغاني التراث التي جدد ألحانها مثل "عيال أب جويلي"، و"زورق الألحان" و"العديل والزين" وغيرها.
    ****&&&****
    المصدر : الجزيرة

  • #2

    "فلذة كبد أمة كاملة".. في ذكر مآثر الموسيقار السوداني محمد الأمين حمد النيل

    أيقونة الموسيقى والغناء السوداني الراحل محمد الأمين حمد النيل الطاهر الإزيرق (مواقع التواصل)تاج السر الملك
    14/11/2023-آخر تحديث: 16/11/2023-07:53 ص (بتوقيت مكة المكرمة)

    توفي أمس الاثنين في الولايات المتحدة أيقونة الموسيقى والغناء السوداني محمد الأمين حمد النيل الطاهر الإزيرق عن عمر ناهز الـ80 عاما، والذي توثق مسيرته الفنية ملامح تاريخ وواقع السودان السياسي والاجتماعي والثقافي.

    تميز محمد الأمين -الذي ولد في مدينة ود مدني جنوب الخرطوم عام 1943- بقدرات صوتية ولحنية توصف بالسهل الممتنع، والقليل جدا من أغاني الموسيقار الكبير لحنها له آخرون، فأي لحن يضعه محمد الأمين يحمل بصماته الفنية الخاصة.

    وكتب الفنان التشكيلي السوداني المقيم في أميركا تاج السر الملك هذه الكلمات في رثاء الموسيقار الراحل:

    خرجت عصر ذلك اليوم مثقلا بالأسى أعبر أبهاء مستشفى "نوفا الكساندريا"، الأبهاء المستقيمة النظيفة اللامعة، وقطع رخامها التي تنعكس عنها الأضواء، فكأنما قد رصت للتو، رصا، تمتد من أمامي ومن خلفي وكأنها صراط دهري.

    خرجت إلى الطريق العام وعيناي غارقتان في الدمع، خلفت ورائي في غرفة بالطابق الثاني هادئة يجللها السلام والسكون وتحف بها الملائك الأستاذ وقد أضنى النضال بدنه، كان مستلقيا يرفل في أبهى حلل الطمأنينة وعلى وجهه ابتسامة باتجاه السماء، وموظف الاستقبال المنحدر من القرن الأفريقي تتسع عيناه من الدهشة، يسائلني: محمد الأمين.. الفنان، يا إلهي، سأزوره بعد انتهاء نوبتي.

    قلت أحدّث نفسي: وهل يعلم الأطباء ذوو المعاطف والقسمات العاطفة وجيش الممرضات الحسناوات أن هذا المريض ذا الملامح الوادعة الساكن بين أياديهم الخبيرة المدربة على أحابيل دمل الجراح وكبح الآلام إنما هو فلذة كبد أمة كاملة؟

    هل يعلمون أن هذا الساكن إلى مباضعهم هو سيناترا (أحد أكثر الموسيقيين الأميركيين شعبية) بلادنا، وراي تشارلس وجيمي هندريكس وديلان مجتمعين؟

    عبد الوهاب وبليغ والطويل، وعبادي الجوهر، محمد عبده، فريد وبلان، ووديع الصافي، وعجرم، وشارل أزنافور وديميس روسوس، وتلاهون، ومارلي.. فريد عصره ونسيج وحده، العلم في تاريخ موسيقى الوطن الواحد، السودان، ليتهم
    ولكنهم كانوا رفقاء به كما ينبغي للعرفاء، يهزون رؤوسهم من عجب حين يعلمون وحين يشع جبينه بذلك الألق الذهبي الذي لا تراه العين، فتدركه البصيرة هالة فوق رؤوس المبدعين.

    ثم الشارع يحتضنني ويأخذ بيدي من يأس فوق أرصفة المشاة المنمقة المهندسة، وسائق الأوبر على الجانب المقابل يحادث عبر الهاتف محبوبته، ظننت ذلك، فأحسنت به الظن، فيبتسم، وكأني به هامسا.. من يوم ما شفتك وكأني بالكون كله يغني، قلبي للدنيا ابتسم.

    وكأني بالفنان في استغراقه الوجودي يسترق السمع إلى موسيقى السماء

    وأنه يود لو أن الناس استمعوا إلى آخر ألحانه

    ولكن جبروت الحرب حال بينه وبيننا، فارتد إليه فؤاده

    كسيرا أسيفا.

    واحتبس صوته الذي كان يهدر كالعاصفة

    مبشرا بالثورة التي انطلقت، ويوصي باليقظة والحذر والاستعداد، ويرحب بشهر عشرة، حبابو عشرة، ويغرد من داخل السجن بشعر محجوب شريف:

    عصافير مجرحة بسكاكينك.. مساجينك!

    وأوقف حركة المجرة بلحن الملحمة، فصنع مجدا لإنسان السودان، ذلك صارم القسمات حي الشعور.

    هل يعلمون كم نحن نحبه وكم سنذكره؟!

    سنذكره كلما برق بارق في سماء الجزيرة، وكلما احتدم أفقها وأرعدت فضاءاتها وهطلت مدرارا.

    سنذكره كلما اشتعلت الشوارع بالغضب، كالمرجل يغلي، وأشرق نبلها.

    كلما أطل في فجرنا ظالم، وكلما سقط طاغية وتداعى من منسأة مهترئة نخرة.

    سنعاين الشارع ونراه في عيون المغلوبين

    قادما من بوابة سنار يحمل مصلاة من جلد الجاموس، والإبريق الجمجمة ومسبحة من أسنان الموتى.

    سنجده في رسم البردي ونحوت الأهرامات وسيرة أبادماك (إله الحرب لدى النوبيين)

    في الغابة والصحراء وسهل السافنا وشمس المدار والنرفانا.

    سيؤمنا يوم الشدة حين يتجلى البأس

    سيخلده الخماسي، والسباعي، والمردوم، والحومبي، والدليب، والمارشات العسكرية.

    سيصدح لحنه في الأورغن وتراتيل الكمانات ومقدمة زاد الشجون الأثيرية، والتي لا تنتجها إلا روح عبقرية.

    ستستشف روحه وترق في مدائح العركيين التي تسامر القلوب والقباب، في عزلة الفراغ العريض.

    سيولد منا وفينا حتى الأزل

    باهرا في اخضرار العَسِين وشموس الأصائل وسحر البكور

    سيذكره أهل التُقَّابة والمسيد

    وأهل الكلم والقصيد

    سيظل في وجداننا

    موسيقار الأجيال ومفجر النضال، الفريد في سمو وجدانه، المتوشح بهموم شعبه، خصيب الإلهام، عميق الشجو، مبلغ ومنتهى فنون أهل السودان والإنسانية جمعاء

    فخرنا بين العالمين

    محمد الأمين حمد النيل الطاهر الإزيرق

    ها نحن نحييك بتحية مدني، حسناء الجزيرة وغادتها نحييك، مدني السُّني الراقدة على شاطئ النيل الأزرق مستحمة من مائه، مستجمة على رماله، مستدفئة بحبابه، مستكنة في رحابه، متوسدة تربه وترابه، حرفه وجرفه، منها، هي الجزيرة، مبتدؤك وخبرك ومنتهاك.

    فلترقد في سلامك الأبدي

    وليسبغ عليك الله رحمة تخصك من فضله

    وإنا لفراقك لمحزونون.

    وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    وبعد،

    فلولا أن الكلام يعاد لنفد.

    المصدر : الجزيرة


    تعليق

    يعمل...
    X