كتب الناقد:سعد القاسم.. تحية إلى راقصين. صفق الحضور لراقصين بمبارزة راقصة بالسيوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد:سعد القاسم.. تحية إلى راقصين. صفق الحضور لراقصين بمبارزة راقصة بالسيوف

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1715059356308.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	18.8 كيلوبايت 
الهوية:	208612
    تحية إلى راقصين
    سعد القاسم
    صفق الحضور بحرارة لراقصين شابين إثر أدائهما المتألق لمبارزة راقصة بالسيوف بالغة الحيوية والإمتاع. لم ينتبه أحد إلى أن أحد الراقصين أصيب بجرح نازف في يده إلا حين دخل عمال النظافة إلى خشبة المسرح بعد انتهاء الرقصة لتنظيفها من قطرات دم سالت عليها، فقد استمر الجريح في رقصته وكأن شيئاً لم يكن، فصفق الحضور مجدداً بحرارة أكبر، وفي اليوم التالي نشر أحد الزملاء الصحفيين خاطرة تحدث فيها عن الواقعة وعنونها ب (تحية إلى راقص).
    مثل هذه الواقعة حصل ما يشبهها الثلاثاء الماضي، إنما دون جرح ودم، حين سقطت المروحة من يد كارمن علي خلال أدائها لرقصة (صديقات كيتري)، فتابعت وكأن المروحة ما تزال في يدها، وبعد إتمام جملة راقصة انحنت من وضعية الحركة لتلتقطها برشاقة وتستكمل الرقصة.
    لم تستحضر الحركة البارعة من ذاكرتي حكاية الراقص الجريح فحسب، وإنما استحضرت (صديقات كيتري) المقتطفة من باليه (دونكشوت) رقصة سابقة مقتطفة من أوبرا (كارمن) أدتها ببراعة قبل أكثر من عشرين سنة الراقصتان الرائعتان مايا جناوي ويارا عيد، وبعض المشترك بين الرقصتين أنهما مأخوذتان من مؤلفات وتصاميم كبيرة، فأوبرا (كارمن) التي ألفها جورج بيزيه واحدة من أكثر الأوبرات شهرة وعرضاً في العالم. وباليه دون كيشوت (صممها اول مرة المصمم الروسي ماريوس بيتيبا لفرقة البولشوي، كما ذكر لي الأستاذ معتز ملاطيه لي).
    المشترك الأهم أن كلا الرقصتين قدمتا بكفاءة عالية، وكما كان التناغم كاملاً بين مايا جناوي ويارا عيد قبل عشرين سنة. كان بالأمس بين كارمن علي وروان الرحية. مايا ويارا كانتا ضمن الدفعات الأولى لقسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية، ودرّستا فيه بعد التخرج منه، وتولت مايا رئاسة القسم قبل سنوات قليلة. فيما تستعد روان وكارمن لتقديم مشروع تخرجهما بعد وقت قصير ضمن دفعة متميزة، شاهدناها، أو بعضها، في عروض ناجحة.
    (صديقات كيتري) واحدة من إحدى عشر لوحة راقصة تضمنها احتفال المعهد المسرحي بيوم الرقص العالمي، وهو الاحتفال الذي اعتدناه مميزاً وممتعاً، وقد ابتدأ بكلمة يوم الرقص التي كتبها لهذا العام الراقصة الأرجنتينية ماريانيلا نونيز وألقتها بلغة سليمة، وحضور أنيق: سوزان حافظ، طالبة السنة الثالثة. تلاها ما يشبه العرض الموجز لأنماط الرقص التي تُدرّس في المعهد قدمها، برفقة طلابهم، مدرسو هذه الأنماط (رهف الجابر، محمد طرابلسي، معتز ملاطيه لي، نورس عثمان)، ثم تتالت اللوحات الراقصة بمشاركة السنوات الأربع: فردية (محي الدين شبابيبي) وثنائية (روان الرحية – غفران حمادة وغزل البدر- مؤيد شاويش) وجماعية بدأت مع لوحة الرقص الشعبي (بانوراما الورد) التي أداها ببهجة طلاب السنة الأولى، وصولاً إلى لوحة (ارتداد) التي شاركت فيها كريستين واكيم (سنة ثالثة) راقصات السنة الرابعة.
    تنوع الأنماط ، والأساتذة المشرفين، والتصاميم، منح العرض غناه ورشاقته وحيويته وإمتاعه البصري، وهو ما دفع بعض من شاهدوه في اليوم الأول إلى العودة لمشاهدته ثانية، ويلفت الانتباه مشاركة بعض الطلاب في تصميم رقصات كما حال مؤيد شاويش (سنة ثالثة) في رقصة (مجرة أخرى) التي أداها طلاب دفعته بمشاركة دانا أبو حسون (سنة ثانية). وحال طالبات السنة الرابعة: آية القنواتي ودانة السيد ورانيا عيزوقي وشام سكر في رقصة (كل يوم) بإشراف: رهف الجابر.
    في احتفال العام الماضي وجه عدد من خريجي قسم الرقص المتألقين المقيمين خارج سورية رسائل محبة تلفزيونية إلى المعهد الذي أسسهم، وعلى ما في هذه الرسائل من فخر وحنين كان فيها شيء من الأسى. لأن الظرف العام حرم البلد من طاقاتهم، وحرم المعهد بالدرجة الأولى، ذلك أن قسم الرقص - كباقي أقسام المعهد - يعتمد بشكل رئيسي في عملية التدريس على خريجيه. ومع ذلك لا بد من القول إن الموجودين منهم في المعهد اليوم (نورس عثمان، رهف الجابر، نتالي رزق، غزل حمادة) أكدوا رسوخ التقاليد التدريسية، وهو ما يتيح لنا أن نشاهد باستمرار راقصين بارعين صُقلت مواهبهم بخبرات من سبقوهم. وهو ما ينسحب على باقي أقسام المعهد. وقد كان طلاب قسم الفنون الصوتية والبصرية شركاء حقيقيون في تألق العرض، ومعهم قسم السينوغرافيا ممثلا بمدرسة مادة المكياج خولة ونوس..
    بدأت هذه الخاطرة بتحية إلى راقصين، وما سبق يوجب ختمها بتحية إلى راقصين وتقنيين وإداريين.
    ولو ضاقت المساحة عن إيراد أسماء الجميع..
يعمل...
X