عيد عشتار، الأم الكبرى - عيد الطبيعة / عيد الأنثى .Sizeef Syrian
----------------
لا يوجد تاريخ يذكر بالتحديد متى بدأ السوريون الاحتفال بهذا العيد، عيد الأم الكبرى عشتار في 21 آذار ، ربة الخصب و الحب و الجنس و التكاثر و النماء ، الذي أصبح لاحقاً عيد الأمهات السوريات بشكل عام ، لكنه يعود على الأقل إلى عشرة آلاف عام قبل الميلاد، يوم كان الإله في نظرهم و عباداتهم أنثى، و قد فقده السوريون لاحقاً خاصة ً بعدما دخل الفكر الإسلامي ( وقبله اليهودي ) إلى المنطقة ، فأصبح هذا العيد ( وثنياً ! ) و محرّما ً ، لكن الغرب تلقفه و تبنّاه ، ثم أعدنا استيراده في العصر الحديث، و تم تسميته بعيد الأم، مع عدم معرفة الكثيرين أنه عيد سوري بالأصل.
.
من عشتار و عيدها هذا ، انبثقت أعياد كثيرة، فقدناها لفترة من الزمن ثم عدنا و تبنيناها من الغرب، مثل عيد الحب السوري، كما يوجد عيد مرتبط آخر هو عيد رأس السنة السورية في الأول من نيسان ( و ما زال أخوتنا الآشوريون السوريون يعملون به )، الذي كان عالمياً حتى ما قبل حوالي 400 سنة بسبب اعتماد التقويم الغريغوري، ثم أصبحت هذه المناسبة تسمى بكذبة نيسان ( و لهذا قصة أخرى تحدثت عنها بالتفصيل في مقال آخر ) فقط لمحو التأثير السوري، و إعادة جميع جذور الحضارة للغرب.
.
كانوا قد نجحوا بذلك إلى حين، كان من يأخذ و ينسب لنفسه ، يحاول دائماً تكفير صاحب الفكرة و الإبداع الأساسي، و تشويه و تحريف فكره و حضارته، ليتمكن من محو أثره، و ليكون هو الأصل، و لولا المكتشفات الأثرية خصوصاً في القرن الماضي، لما عرفنا كثيراً من الأشياء المطموسة و المشوهة بشكل مقصود، و لصدّقنا أننا كسوريين كنا نعيش في خيام إلى زمن قريب ...
.
هناك أعياد أخرى أخذت عن هذا العيد، مثل عيد النيروز ( النوروز ) ، أو عيد النار، و شم النسيم في مصر، و كلها من أعياد الربيع، الذي ينبعث مع عودة أدونيس أو تموز، بعد توسّط عشتار لدى أختها أريشكيجال ربة العالم السفلي لتعيده ، و بعودته يعود الربيع ليحيي الأرض كل عام، حسب تلك الأسطورة.
.
من الأعياد التي استمرت في سوريا و التي ترتبط أيضاً بهذا العيد، عيد الرابع ، الذي يمكن أن يعني الرابع من نيسان أو ( الرابع = الربيع ) ، أو عيد الزهور، الذي لا يزال مستمراً في بعض مناطق سوريا
.
أما عشتار، الأم الكبرى ، فقد كانت في البدء و لا أحد معها تمثّل أمومة تنضوي على المبادئ الأولى، ثم تبّدت فخلقت و أعطت.
.
و عشتار تتحدث عن نفسها قائلة:
.
" أنا الأول، و أنا الآخر
أنا البغي، و أنا القديسة
أنا الزوجة، و أنا العذراء
أنا الأم، و أنا الابنة
أنا العاقر ،
وكُثُرٌ هم أبنائي
أنا في عرس كبير و لم أتخذ زوجاً
أنا القابلة و لم أنجب أحداً
و أنا سلوة أتعاب حَملي
أنا العروس و أنا العريس
و زوجي مَنْ أنجبني
أنا أم أبي، و أخت زوجي
و هو من نسلي"
.
يوجد نص لإيزيس (السورية المصرية) تتحدث عن نفسها، يتشابه مع هذا النص إلى حد يقترب من التطابق، مع الأخذ بالاعتبار أن نص عشتار يسبق بسنوات كثيرة، هذا كمثال.
.
هنا لا بد من الإشارة لتسميات عشتار أو أستار أو عشتروت، و أحد رموزها ( الأسد ) ، وعرفت بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ و هوالنجمة الثمانية التي تشير إلى كوكب الزهرة ( لذلك سيسميها الرومان لاحقاً فينوس ) ، ألمع الكواكب بالنسبة للأرض ، كان كل شعب يأخذها مع رمزيتها و فعالياتها أو بعضها، أو يضيف لها قصصاً و قدرات أخرى، و يعطيها اسماً جديداً، فمثلاً ( مع عدم مراعاة الأسبقية الزمنية لما يلي ) سماها السومريون إنانا، و الأوغاريتيون عناة ، و العرب عثتر ، و اليونان أفروديت ، و الرومان فينوس، و تبنى اليهود أستار أو أستير من الأصل السوري ( أو أستارت ، عشتروت الفينيقية ) ، و سماها المصريون إيزيس ، التي أعاد العرب أخذها من المصريين أو السوريين و سموها العُزّى الخ .
.
أخيراً ، بهذه المناسبة، نقول لجميع الأمهات، و خصوصاً أمهات الشهداء، و الجرحى ، والمهجرين، و المفقودين ، نقول دمتنّ بخير ، و عساها تندمل جراحكنّ، ولمن مات منكنّ، فلينعم بالراحة و السكينة و الرحمة.
.
و لسوريا، أمنا الكبرى، و أبونا، و أم التاريخ و الحضارة و الزمان، و المعلم الأول، نقول ، ستعودين، و ستبقين، فأنت الأول و الآخر ..
.
بوركت الأرحام التي أنجبت كل سوري ( و سوريّ تشمل السوريّات أيضاً ) حقيقي و أولهم الشهداء ، و الأمهات اللاتي ربتهم ..
.
-----------------------------------------------------------------------------
هامش:
- كلمة البغي اعتمدت في نص الأسطورة، نتيجة ترجمة المؤرخين الغربيين للنصوص السورية، ثم جاء ( مؤرخونا ) و أخذوها حرفياً كعادتهم ، و لهذا أيضاً حديثٌ أخر
- تم اقتباس هذا المقال ( و غيره العديد ) جزئياً أو كلياً مرات عديدة من قبل عدة أشخاص خلال السنوات الماضية ، و لم أشر لذلك بالاسم ، إذ يكفيني أنني حرّضت البعض ليكتب عن سوريتنا .
----------------
لا يوجد تاريخ يذكر بالتحديد متى بدأ السوريون الاحتفال بهذا العيد، عيد الأم الكبرى عشتار في 21 آذار ، ربة الخصب و الحب و الجنس و التكاثر و النماء ، الذي أصبح لاحقاً عيد الأمهات السوريات بشكل عام ، لكنه يعود على الأقل إلى عشرة آلاف عام قبل الميلاد، يوم كان الإله في نظرهم و عباداتهم أنثى، و قد فقده السوريون لاحقاً خاصة ً بعدما دخل الفكر الإسلامي ( وقبله اليهودي ) إلى المنطقة ، فأصبح هذا العيد ( وثنياً ! ) و محرّما ً ، لكن الغرب تلقفه و تبنّاه ، ثم أعدنا استيراده في العصر الحديث، و تم تسميته بعيد الأم، مع عدم معرفة الكثيرين أنه عيد سوري بالأصل.
.
من عشتار و عيدها هذا ، انبثقت أعياد كثيرة، فقدناها لفترة من الزمن ثم عدنا و تبنيناها من الغرب، مثل عيد الحب السوري، كما يوجد عيد مرتبط آخر هو عيد رأس السنة السورية في الأول من نيسان ( و ما زال أخوتنا الآشوريون السوريون يعملون به )، الذي كان عالمياً حتى ما قبل حوالي 400 سنة بسبب اعتماد التقويم الغريغوري، ثم أصبحت هذه المناسبة تسمى بكذبة نيسان ( و لهذا قصة أخرى تحدثت عنها بالتفصيل في مقال آخر ) فقط لمحو التأثير السوري، و إعادة جميع جذور الحضارة للغرب.
.
كانوا قد نجحوا بذلك إلى حين، كان من يأخذ و ينسب لنفسه ، يحاول دائماً تكفير صاحب الفكرة و الإبداع الأساسي، و تشويه و تحريف فكره و حضارته، ليتمكن من محو أثره، و ليكون هو الأصل، و لولا المكتشفات الأثرية خصوصاً في القرن الماضي، لما عرفنا كثيراً من الأشياء المطموسة و المشوهة بشكل مقصود، و لصدّقنا أننا كسوريين كنا نعيش في خيام إلى زمن قريب ...
.
هناك أعياد أخرى أخذت عن هذا العيد، مثل عيد النيروز ( النوروز ) ، أو عيد النار، و شم النسيم في مصر، و كلها من أعياد الربيع، الذي ينبعث مع عودة أدونيس أو تموز، بعد توسّط عشتار لدى أختها أريشكيجال ربة العالم السفلي لتعيده ، و بعودته يعود الربيع ليحيي الأرض كل عام، حسب تلك الأسطورة.
.
من الأعياد التي استمرت في سوريا و التي ترتبط أيضاً بهذا العيد، عيد الرابع ، الذي يمكن أن يعني الرابع من نيسان أو ( الرابع = الربيع ) ، أو عيد الزهور، الذي لا يزال مستمراً في بعض مناطق سوريا
.
أما عشتار، الأم الكبرى ، فقد كانت في البدء و لا أحد معها تمثّل أمومة تنضوي على المبادئ الأولى، ثم تبّدت فخلقت و أعطت.
.
و عشتار تتحدث عن نفسها قائلة:
.
" أنا الأول، و أنا الآخر
أنا البغي، و أنا القديسة
أنا الزوجة، و أنا العذراء
أنا الأم، و أنا الابنة
أنا العاقر ،
وكُثُرٌ هم أبنائي
أنا في عرس كبير و لم أتخذ زوجاً
أنا القابلة و لم أنجب أحداً
و أنا سلوة أتعاب حَملي
أنا العروس و أنا العريس
و زوجي مَنْ أنجبني
أنا أم أبي، و أخت زوجي
و هو من نسلي"
.
يوجد نص لإيزيس (السورية المصرية) تتحدث عن نفسها، يتشابه مع هذا النص إلى حد يقترب من التطابق، مع الأخذ بالاعتبار أن نص عشتار يسبق بسنوات كثيرة، هذا كمثال.
.
هنا لا بد من الإشارة لتسميات عشتار أو أستار أو عشتروت، و أحد رموزها ( الأسد ) ، وعرفت بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ و هوالنجمة الثمانية التي تشير إلى كوكب الزهرة ( لذلك سيسميها الرومان لاحقاً فينوس ) ، ألمع الكواكب بالنسبة للأرض ، كان كل شعب يأخذها مع رمزيتها و فعالياتها أو بعضها، أو يضيف لها قصصاً و قدرات أخرى، و يعطيها اسماً جديداً، فمثلاً ( مع عدم مراعاة الأسبقية الزمنية لما يلي ) سماها السومريون إنانا، و الأوغاريتيون عناة ، و العرب عثتر ، و اليونان أفروديت ، و الرومان فينوس، و تبنى اليهود أستار أو أستير من الأصل السوري ( أو أستارت ، عشتروت الفينيقية ) ، و سماها المصريون إيزيس ، التي أعاد العرب أخذها من المصريين أو السوريين و سموها العُزّى الخ .
.
أخيراً ، بهذه المناسبة، نقول لجميع الأمهات، و خصوصاً أمهات الشهداء، و الجرحى ، والمهجرين، و المفقودين ، نقول دمتنّ بخير ، و عساها تندمل جراحكنّ، ولمن مات منكنّ، فلينعم بالراحة و السكينة و الرحمة.
.
و لسوريا، أمنا الكبرى، و أبونا، و أم التاريخ و الحضارة و الزمان، و المعلم الأول، نقول ، ستعودين، و ستبقين، فأنت الأول و الآخر ..
.
بوركت الأرحام التي أنجبت كل سوري ( و سوريّ تشمل السوريّات أيضاً ) حقيقي و أولهم الشهداء ، و الأمهات اللاتي ربتهم ..
.
-----------------------------------------------------------------------------
هامش:
- كلمة البغي اعتمدت في نص الأسطورة، نتيجة ترجمة المؤرخين الغربيين للنصوص السورية، ثم جاء ( مؤرخونا ) و أخذوها حرفياً كعادتهم ، و لهذا أيضاً حديثٌ أخر
- تم اقتباس هذا المقال ( و غيره العديد ) جزئياً أو كلياً مرات عديدة من قبل عدة أشخاص خلال السنوات الماضية ، و لم أشر لذلك بالاسم ، إذ يكفيني أنني حرّضت البعض ليكتب عن سوريتنا .