أبرزت دراسات قامت بها مجموعة من العلماء لشواهد قبور تعود لفينيقيين /كنعانيو الساحل السوري / عاشوا على سواحل المتوسط أفقاً جديداً لمعتقداتهم التي يدينون بها ، ليميطوا بذلك اللثام عن حقائق بقيت غامضة لوقت طويل. وتوصل علماء الآثار من خلال دراساتهم إلى أن الشعوب الفينيقية تمتعت بإيمان عميق بالحياة بعد الموت، وبعقاب الأرواح، إضافة إلى الخوف من قوى الشر الخفية. وفي ظل ازدهار الحِرَف والصناعات اليدوية، اعتاد الفينيقيون كتابة نصوصهم الدينية على ورق البردى تحقيقاً للسرعة في النسخ، فيما أشارت الدراسات إلى أنهم لم يستخدموا الحفر على الصخر إلا في الكتابة على شواهد القبور والتعاويذ.
وبينت الدراسات أن عوامل الزمن أتلفت ورق البردى لتبقى شواهد القبور شاهداً على عراقة ديانة تناهز 3000 عام، ما يثير الأسف لأن الحضارة التي اكتشفت الأبجدية سطّرت الكثير عن نفسها إلا أن قليلاً من تاريخها فقط وصل إلينا بلغتها. ويقول أحد العلماء الباحثين في الحضارة الفينيقية أن المعتقد الذي دانت به شعوب الساحل السوري القديمة شمل ثلاثة مكونات أساسية هي : الضوء والشعلة والنار، كما يتضح أن لهذا الدين تقويماً زمنياً خاصاً به تتداخل فيه الطقوس والمراسيم الدينية.
وعلى شاهدة أحد القبور المكتشفة في قرطاج، تقول الكتابة: "من يقرأ الاسم سيعطيك مياهاً لتشربها" ما معناه أن الروح التي تسكن شاهد القبر لن يصيبها مصير الأرواح "الضائعة - العطشى"، وتلك كانت لعنة تطلق على البشر في حياتهم ويخافون أن تصيبهم بعد مماتهم. وكان الخوف من الأرواح الشريرة جلياً في حياة الفينيقيين، إذ كانوا يعتمدون على الرسوم وخصوصاً العين الحامية، ولايزال هذا المعتقد سائداً حتى يومنا عند الشعوب السامية.
وقد بينت الدراسات أن معظم الكلمات الفينيقية تشبه إلى حد كبير اللغة العربية، التي تعد الأساس في كل اللغات السامية القديمة، وقد تُرجم على شواهد القبور حرفا "رح" التي كانت تُقرأ "روح" والتي كانت تقترن بالتعاويذ التي تواجهها في الحياة والموت - الذي كان يعد مرحلة اللانهاية - وكانت الروح تُعاقب في الحياة بعد الموت على أفعالها، وكان هناك تمييز واضح بين الروح والنفًس الذي هو الهواء الذي يتنفسه المرء. والتزم دفن الموتى عند الفينيقيين طريقتين اثنتين، فإما أن يوضع الجثمان في القبر، أو يحرق وتوضع العظام في جرتين مدفنيتين الأولى للعظام الكبيرة والثانية للصغيرة. وأشار العلماء إلى أن الفينيقيين أقاموا المآدب أمام القبور، وبعد مشاركة الطعام تُكسر الصحون الفخارية وتُرمى القطع حول القبر.
منقول
وبينت الدراسات أن عوامل الزمن أتلفت ورق البردى لتبقى شواهد القبور شاهداً على عراقة ديانة تناهز 3000 عام، ما يثير الأسف لأن الحضارة التي اكتشفت الأبجدية سطّرت الكثير عن نفسها إلا أن قليلاً من تاريخها فقط وصل إلينا بلغتها. ويقول أحد العلماء الباحثين في الحضارة الفينيقية أن المعتقد الذي دانت به شعوب الساحل السوري القديمة شمل ثلاثة مكونات أساسية هي : الضوء والشعلة والنار، كما يتضح أن لهذا الدين تقويماً زمنياً خاصاً به تتداخل فيه الطقوس والمراسيم الدينية.
وعلى شاهدة أحد القبور المكتشفة في قرطاج، تقول الكتابة: "من يقرأ الاسم سيعطيك مياهاً لتشربها" ما معناه أن الروح التي تسكن شاهد القبر لن يصيبها مصير الأرواح "الضائعة - العطشى"، وتلك كانت لعنة تطلق على البشر في حياتهم ويخافون أن تصيبهم بعد مماتهم. وكان الخوف من الأرواح الشريرة جلياً في حياة الفينيقيين، إذ كانوا يعتمدون على الرسوم وخصوصاً العين الحامية، ولايزال هذا المعتقد سائداً حتى يومنا عند الشعوب السامية.
وقد بينت الدراسات أن معظم الكلمات الفينيقية تشبه إلى حد كبير اللغة العربية، التي تعد الأساس في كل اللغات السامية القديمة، وقد تُرجم على شواهد القبور حرفا "رح" التي كانت تُقرأ "روح" والتي كانت تقترن بالتعاويذ التي تواجهها في الحياة والموت - الذي كان يعد مرحلة اللانهاية - وكانت الروح تُعاقب في الحياة بعد الموت على أفعالها، وكان هناك تمييز واضح بين الروح والنفًس الذي هو الهواء الذي يتنفسه المرء. والتزم دفن الموتى عند الفينيقيين طريقتين اثنتين، فإما أن يوضع الجثمان في القبر، أو يحرق وتوضع العظام في جرتين مدفنيتين الأولى للعظام الكبيرة والثانية للصغيرة. وأشار العلماء إلى أن الفينيقيين أقاموا المآدب أمام القبور، وبعد مشاركة الطعام تُكسر الصحون الفخارية وتُرمى القطع حول القبر.
منقول