تويت
#قصةٌ_وعِبرة
لِم استُبدلَ اسم مدرسة التجهيزالأولى إلى جودت الهاشمي؟
#جودت_الهاشمي : هو الاسم الذي اشتهر به الأستاذ :
أحمد الحسني الجزائري ..وهو سوري المولد والموطن والهوى والهوية ..وجزائري الأصل حيث وُلد في دمشق عام 1887م لأبوَين من أصل جزائري قدِما إلى دمشق مع الأمير :
عبد القادر الجزائري ..
ولجودت الهاشمي الفضل في بناء أول مدرسة ثانوية في دمشق ، وهو الذي أطلقَ عليها اسم مدرسة : التجهيز الأولى عام 1933م ..وهي أقدم وأعرق مدرسة في مدينة دمشق ..
ولعلَ لقصة تغيير تسمية مدرسة التجهيز الأولى باسم مدرسة جودت الهاشمي قصة تستحق المتابعة و القراءة .
ففي أحد الأيام جاء الطالب حسان إلى مدرسة التجهيز الأولى متأخرًا عن الدوام عشرَ دقائق !.. فلم يقبل مديرها الأستاذ جودت الهاشمي بإدخاله إلى الفصل ، بل قام باستجوابه وتأنيبه و إعطائه كتابًا رسميًا ممهورًا بخاتم المدرسة يطلب إليه إحضار وليِّ أمره إلى المدرسة للتداول في أمر تأخره عن الدوام لمدة عشر دقائق !!
لقد غلبَ الحياء والخوف على الطالب حسان مما حصل له وما عساه أن يفعل ، فهل يرفض و يدافع عن هيبته ؟!
أم ينفذ أوامر المدير المعروف عنه الجِد والحزم والعدل ..
لكن تربية حسان و أدبَه وحياءه وأخلاقه ، دفعته للقبول وإطاعة الأوامر ، وعادَ إلى البيت مكسور الخاطر ..
استغربَت أمّ حسان من عودة حسان في هذا الوقت المبكر ؟! وهو ولدها الوحيد والذي عهدته مؤدبًا وهادئًا وملتزمًا ..
مما آثار استغرابها .. وبدأت تستفسر عن سبب عودته ؟!
فأخرج حسان طلب استدعاء وليّ أمره إلى المدرسة ، وأعطاه لأمه .. وكان أبو حسان يتكلم بالهاتف وعندما سمع الحوار بين حسان وأمه مُفصَّلا أنهى مكالمته .. وطلبَ من أم حسان أن تعطيَه مفاتيح السيارة ..
فقالت له أم حسان إن سيارة الوظيفة تنتظره مع السائق أمام البيت .. فردّ عليها أبو حسان : ومتى كنت أستخدم سيارة الوظيفة لشؤوني الخاصة ؟!
فناولته أم حسان مفاتيح سيارته الخاصة وطلب من ابنه حسان الركوب معه ، واتجها نحو مدرسة التجهيز الأولى !
ودخل أبو حسان إلى المدرسة ويا لها من مفاجأة مذهلة للإدارة والمعلمين والطلاب الذين تجمعوا للترحيب به ومقابلته ، فأخذ يمازح الطلاب ويُسّلم على المعلمين فردًافردًا .
وفي الإدارة سأل أبو حسان المدير جودت الهاشمي عما حدث مع ابنه حسان !!!
فشرح الأستاذ جودت الهاشمي بوَقاره وحزمه المشكلة لأبي حسان وعبّر عن أسفه لتأخر حسان عشر دقائق بدون مبرّر شرعي !!!
فما كان من أبي حسان إلا أن أثنى على الأستاذ جودت الهاشمي وقال له : نحن نقف باحترام أمام إخلاصك وتفانيك بأداء الأمانة دون تمييز بين الناس ، وأنا فخور بك يا أستاذ جودت !!!
وطلب أبو حسان من المدير أن يجمع الطلاب ليتحدث إليهم !!!
وفعلًا اجتمع طلاب ومعلموا المدرسة وألقى بهم أبو حسان كلمة أهمّ ما قاله فيها :
« السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ....العلم أمانة وبه ترتقي الأمم ، والتعليم أمانة وبه نرتقي فوق القمم ، والمعلم باني الأجيال وخير من أدَّى الأمانة ....ومدرستكم منذ اليوم لم تعد مدرسة التجهيز الأولى بل أصبحت مدرسة #جودت_الهاشمي »
لعلكم متلهّفون لمعرفة من هو أبو حسان ؟؟؟
إنه رئيس الجمهورية السورية آنذاك : #شكري_القوتلي !!
وحسان ابن رئيس الجمهورية الوحيد ابن الأربعة عشَرَ ربيعًا
وجودت الهاشمي هو مدير مدرسة التجهيز الأولى بدمشق !!!
ولعلنا سنَحارُ من هو الرجل الأجدر بالاحترام والتقدير والاعجاب !!
هل هو الأستاذ جودت الهاشمي مدير المدرسة الذي يستدعي رئيس الجمهورية إلى المدرسة بصفته وليّ أمر ابنه الوحيد حسان الذي تأخر عن الدوام لعشر دقائق دون مبرر .. أم الرئيس شكري القوتلي (أبو حسان )رئيس الجمهورية السورية الذي أبى استخدام سيارة الدولة في قضاء شؤونه الخاصة ، و انصاع لأمر مدير مدرسة ابنه ، وذهب لمقابلته بكل لتواضع واحترام لتدارس أوضاع ابنه ومعالجتها بنفسه !!!
أم الطالب حسان ابن رئيس الجمهورية المؤدّب والخلوق والذي نفَّذ أمرَ مدير مدرسته بكلّ أدب و لباقة واحترام !!!!
----
منقول