السعودية تحمي تراثها الثقافي مستفيدة من التكنولوجيات الحديثة
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تنشئ أرشيفا رقميا ضخما للتراث السعودي.
التراث ملك للأجيال القادمة
تتواصل جهود المؤسسات الثقافية السعودية كافة، لحماية وترميم كنوز المملكة من الكتب والمخطوطات وغيرها من مقتنيات التراث الثقافي وأرشفتها رقميّا، وذلك في إطار حرص المملكة على حماية الكنوز والمقتنيات باعتبارها تمثل تراثا إنسانيا يجب تسجيله وحفظه للأجيال القادمة.
قطعت السعودية شوطا كبيرا في حماية إرثها الثقافي وترميمه، حيث نجحت في استغلال التطور التكنولوجي المتسارع، وأجادت في توظيفه في خدمة الثقافة والتراث، وذلك بفضل خطط ومحاور رؤية المملكة 2030، وهي الرؤية التي ألقت بظلال إيجابية على مختلف قطاعات الدولة السعودية، بما في ذلك القطاع الثقافي بوجه عام، والتراث وما يتصل به من خرائط ومخطوطات وكتب.
تعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أنموذجا لما تشهده المملكة من جهود لحماية المواد التراثية، وأرشفتها رقميّا، حيث شهدت المكتبة جهودا كبيرة في هذا المجال أسفرت عن ترميم وأرشفة لـ66476 من مقتنيات التراث الثقافي داخل المكتبة، والتي تتنوع ما بين صور ومخطوطات وكتب ومجلات وعملات وغير ذلك من المقتنيات النادرة.
وفي هذا الإطار، نجح مركز ترميم الوثائق والصور بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في ترميم وتعقيم أكثر من ثلاثة آلاف مادة علمية نادرة من أصول التراث الثقافي، تتضمن مجموعات من الصور والوثائق والخرائط والكتب النادرة والمخطوطات، حيث قام المركز الذي تم إنشاؤه قبل ثمانية أشهر بترميم صور نادرة لمدينة الدرعية القديمة، تمثل أطلال المدينة في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتبرز فيها بشكل كبير حالة الدرعية ووضعها، إضافة إلى ما يحيط بها من غابات النخيل الوارفة.
كما قام المركز بترميم 415 صورة نادرة لمدينة جدة، وترميم 117 كتابا نادرا، حيث تم ترميم الغلاف الجلدي والصفحات الداخلية. ومن أبرز الكتب التي تم ترميمها كتاب “مشعل المحمل”، وهو كتاب نادر عن سير الحاج المصري برّا من تأليف محمد صادق بيك، يحتوي على خارطة “سير المحمل” من القاهرة إلى مكة وإلى المدينة المنورة ثم إلى القاهرة في العام 1881م.
بالإضافة إلى ذلك رمم المركز مجموعة من العملات السعودية التي كانت تسمى إيصال الحج، تم إصدارها في الخامس والعشرين من يوليو 1953، حيث قامت مؤسسة النقد السعودي بإصدار ما عرف آنذاك بإيصالات الحجاج وطرحها للتداول، حيث بدأت بطرح فئة العشرة ريالات، والتي طبع منها خمسة ملايين إيصال كطباعة أولى، كتبت عليها عبارات متعددة باللغة العربية، واللغة الإنجليزية، لاقت استحسان وقبول الحجاج لخفه وزن الورقة.
العناية بالتراث
◙ محاولة لترميم الكتب النادرة
ومن خلال اهتمام مركز الترميم بالكتب النادرة والوثائق والمجلات القديمة وإعادة التالف منها إلى وضعه الطبيعي، قام مركز الترميم بتأهيل أكثر من 615 وثيقة نادرة وإعادة ترميم سلسلة من المجلات النادرة.
من جانب آخر قام المركز بتعقيم 2235 خارطة نادرة وقيمة، تمهيدا لترميمها وحفظها، ومن أبرز هذه الخرائط: خارطة قارة أفريقيا وشبه الجزيرة العربية التي رسمها أبراهام أورتوليوس سنة 1570، وخارطة بطليموس التي تغطي شبه الجزيرة العربية عام 1564، وخارطة جياكومو جاست لدي الذي رسم خارطة في العام 1554 عبارة عن جزئين، الجزء الأول بين الهند وسيرلانكا في حين يبين الثاني أجزاء من جنوب الجزيرة العربية والمحيط الهندي، إضافة إلى خرائط تعود لدلتا نهر النيل وقارة آسيا في عام 1799 وغيرها من مصادر التراث الثقافي التي تقتنيها المكتبة.
◙ بجانب جهود ترميم الآلاف من المقتنيات والمواد من التراث فإن جهودا أخرى بذلت لتوثيق وأرشفة العديد من الكنوز الثقافية
ويُذكر أن مركز الترميم قد تم تدشينه في العام 2022، ويعد عملا فنيا دقيقا يقوم على معالجة وترميم الأوعية التاريخية المختلفة القديمة والواجب صيانتها والحفاظ عليها للأجيال المقبلة. وبجانب جهود ترميم الآلاف من المقتنيات والمواد من تراث مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فإن جهودا أخرى بذلت لتوثيق وأرشفة كنوز المكتبة من الصور والمخطوطات وشتى المقتنيات النادرة، لتقدم لنا أنموذجا لما تشهده المملكة من نجاحات في مجال الأرشفة الرقمية لتراثها الفريد ومقتنيات مؤسساتها ومراكزها ومكتباتها، وهي الجهود التي امتدت كما أسلفنا لقطاعات شتى بالدولة.
وجرى في هذا السياق، دعم الأرشيف المعرفي للمكتبة بأحدث التقنيات المتطورة من أجل أن يستوعب المادة الثقافية الثرية التي تضمها المكتبة، خاصة في ما يتعلق بالذاكرة الوطنية من الإبداع والتاريخ وما يتعلق كذلك بالتراث العربي والإسلامي.
تهتم المكتبة بأرشفة مختلف مصادر المعرفة الوطنية والعربية والإسلامية، وهي تقتني عددا كبيرا من هذه المصادر، حيث تتجاوز المادة المعرفية بالمكتبة 3 ملايين مادة ما بين الكتب الحديثة وكتب العلوم العصرية، وكتب التراث والكتب النادرة والدوريات، والمخطوطات، والمنمنمات، والوثائق، والصور، والخرائط، والعملات والمسكوكات، وغيرها من المواد المعرفية ذات الأهمية البالغة تاريخيا وثقافيا واجتماعيا.
وقد بذل العاملون بالمكتبة جهودا كبيرة من أرشفة تلك المقتنيات التي تتشكل من مصادر معرفية متنوعة، حيث استوعبت المكتبة، خلال عملها على الحفاظ على أرشيفها المتفرد، التحولات الرقمية والتطور الكبير في حفظ المعلومات، واقتناء المواد المتنوعة من كتب ووثائق وصور نادرة وخرائط ومسكوكات وعملات نادرة، وغيرها من المواد المهمة التي يعود إليها الباحثون والدارسون والمؤرخون وطلاب العلم من أجل دراستها وبحثها علميا.
ومن خلال مبادرة التحول الرقمي بالمكتبة، فقد تم تنفيذ عدد من المشاريع الرقمية المختلفة شكلت في مجملها زيادة في عدد القنوات الرقمية، مع تطبيق معايير جودة الخدمات الرقمية وأتمتة الإجراءات التي تعزز من مجالات الأرشفة بمختلف الطرق العلمية، حيث بلغ عدد مقتنيات المكتبة من التراث الثقافي المحولة رقميا 63476 نسخة.
مصادر المعرفة
◙ مصادر هامة للمعرفة وجب حفظها
كما قامت المكتبة بتطوير بنيتها التحتية التقنية وإضافة سعة احتياطية تخزينية بشكل دوري لمواكبة النمو المتسارع في الخدمات والإجراءات الرقمية، حيث بلغ عدد الطلبات المعالجة في الخدمات الإلكترونية 103997 طلبا، فيما بلغ عدد الزوار للبوابات الرقمية المختلفة 418515 زائرا.
وتشكل المجموعات الخاصة بالمكتبة التي تمضي المكتبة قدما في أرشفتها، الأيقونة الثقافية الأهم في المكتبة، لأنها تشكل منظومة معرفية لا نظير لها في قراءة البعدين الحضاري والتاريخي القديم والمعاصر على مختلف المستويات الوطنية والعربية والإسلامية، حيث تقتني المكتبة نحو 218576 من المقتنيات المتنوعة تتوزع كالآتي: 128904 من الوثائق، و7645 من المخطوطات، و6318 من العملات والمسكوكات النادرة، و7811 من الصور، و617 خارطة، ومن الكتب النادرة تقتني المكتبة 34235 كتابا نادرا، ويحتوي مركز دراسات الفروسية على 4696 مادة متنوعة من الكتب والدراسات والصور، فيما تضم قاعدة الملك عبدالعزيز 28350 من مختلف المواد الأرشيفية والوثائقية والكتب والنوادر والمخطوطات والصور.
ومن المعروف أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة توفر ثقافة معرفية نوعية للقارئ العام والمتخصص، خاصة في مجال التراث، بما يجعلها واحدة من أهم المكتبات بالعالم التي تمتلك ذخيرة تراثية متنوعة في كافة المجالات من مخطوطات ووثائق وكتب نادرة ومسكوكات وصور، وخرائط نادرة تشكل رؤى ثقافية تتسق وتحولات العصر، فيما تعمل على تأكيد الهوية والثقافة السعوديتين، ما يجعلها حاضنة مميزة للتراث الوطني والذاكرة الوطنية.
ولم تكتف مكتبة الملك عبدالعزيز بإعداد مكتبة على طراز علمي وتقني منظم، ومفهرس وفقا لأحدث مناهج الفهرسة العالمية، ولكنها شكلت لنفسها فضاء معرفيا جسورا تمثل في القيام بإصدار مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة في تاريخ المملكة وفي العالمين العربي والإسلامي، وإبراز الأوجه المتميزة في الحضارة العربية الإسلامية، فيما تواصل تفعيل منظومتها المعرفية بما يتوافق ورؤية المملكة 2030 ويتوافق مع الإستراتيجية الثقافية التي طرحتها وزارة الثقافة.
حجاج سلامة
كاتب مصري
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تنشئ أرشيفا رقميا ضخما للتراث السعودي.
التراث ملك للأجيال القادمة
تتواصل جهود المؤسسات الثقافية السعودية كافة، لحماية وترميم كنوز المملكة من الكتب والمخطوطات وغيرها من مقتنيات التراث الثقافي وأرشفتها رقميّا، وذلك في إطار حرص المملكة على حماية الكنوز والمقتنيات باعتبارها تمثل تراثا إنسانيا يجب تسجيله وحفظه للأجيال القادمة.
قطعت السعودية شوطا كبيرا في حماية إرثها الثقافي وترميمه، حيث نجحت في استغلال التطور التكنولوجي المتسارع، وأجادت في توظيفه في خدمة الثقافة والتراث، وذلك بفضل خطط ومحاور رؤية المملكة 2030، وهي الرؤية التي ألقت بظلال إيجابية على مختلف قطاعات الدولة السعودية، بما في ذلك القطاع الثقافي بوجه عام، والتراث وما يتصل به من خرائط ومخطوطات وكتب.
تعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أنموذجا لما تشهده المملكة من جهود لحماية المواد التراثية، وأرشفتها رقميّا، حيث شهدت المكتبة جهودا كبيرة في هذا المجال أسفرت عن ترميم وأرشفة لـ66476 من مقتنيات التراث الثقافي داخل المكتبة، والتي تتنوع ما بين صور ومخطوطات وكتب ومجلات وعملات وغير ذلك من المقتنيات النادرة.
وفي هذا الإطار، نجح مركز ترميم الوثائق والصور بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة في ترميم وتعقيم أكثر من ثلاثة آلاف مادة علمية نادرة من أصول التراث الثقافي، تتضمن مجموعات من الصور والوثائق والخرائط والكتب النادرة والمخطوطات، حيث قام المركز الذي تم إنشاؤه قبل ثمانية أشهر بترميم صور نادرة لمدينة الدرعية القديمة، تمثل أطلال المدينة في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتبرز فيها بشكل كبير حالة الدرعية ووضعها، إضافة إلى ما يحيط بها من غابات النخيل الوارفة.
كما قام المركز بترميم 415 صورة نادرة لمدينة جدة، وترميم 117 كتابا نادرا، حيث تم ترميم الغلاف الجلدي والصفحات الداخلية. ومن أبرز الكتب التي تم ترميمها كتاب “مشعل المحمل”، وهو كتاب نادر عن سير الحاج المصري برّا من تأليف محمد صادق بيك، يحتوي على خارطة “سير المحمل” من القاهرة إلى مكة وإلى المدينة المنورة ثم إلى القاهرة في العام 1881م.
بالإضافة إلى ذلك رمم المركز مجموعة من العملات السعودية التي كانت تسمى إيصال الحج، تم إصدارها في الخامس والعشرين من يوليو 1953، حيث قامت مؤسسة النقد السعودي بإصدار ما عرف آنذاك بإيصالات الحجاج وطرحها للتداول، حيث بدأت بطرح فئة العشرة ريالات، والتي طبع منها خمسة ملايين إيصال كطباعة أولى، كتبت عليها عبارات متعددة باللغة العربية، واللغة الإنجليزية، لاقت استحسان وقبول الحجاج لخفه وزن الورقة.
العناية بالتراث
◙ محاولة لترميم الكتب النادرة
ومن خلال اهتمام مركز الترميم بالكتب النادرة والوثائق والمجلات القديمة وإعادة التالف منها إلى وضعه الطبيعي، قام مركز الترميم بتأهيل أكثر من 615 وثيقة نادرة وإعادة ترميم سلسلة من المجلات النادرة.
من جانب آخر قام المركز بتعقيم 2235 خارطة نادرة وقيمة، تمهيدا لترميمها وحفظها، ومن أبرز هذه الخرائط: خارطة قارة أفريقيا وشبه الجزيرة العربية التي رسمها أبراهام أورتوليوس سنة 1570، وخارطة بطليموس التي تغطي شبه الجزيرة العربية عام 1564، وخارطة جياكومو جاست لدي الذي رسم خارطة في العام 1554 عبارة عن جزئين، الجزء الأول بين الهند وسيرلانكا في حين يبين الثاني أجزاء من جنوب الجزيرة العربية والمحيط الهندي، إضافة إلى خرائط تعود لدلتا نهر النيل وقارة آسيا في عام 1799 وغيرها من مصادر التراث الثقافي التي تقتنيها المكتبة.
◙ بجانب جهود ترميم الآلاف من المقتنيات والمواد من التراث فإن جهودا أخرى بذلت لتوثيق وأرشفة العديد من الكنوز الثقافية
ويُذكر أن مركز الترميم قد تم تدشينه في العام 2022، ويعد عملا فنيا دقيقا يقوم على معالجة وترميم الأوعية التاريخية المختلفة القديمة والواجب صيانتها والحفاظ عليها للأجيال المقبلة. وبجانب جهود ترميم الآلاف من المقتنيات والمواد من تراث مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، فإن جهودا أخرى بذلت لتوثيق وأرشفة كنوز المكتبة من الصور والمخطوطات وشتى المقتنيات النادرة، لتقدم لنا أنموذجا لما تشهده المملكة من نجاحات في مجال الأرشفة الرقمية لتراثها الفريد ومقتنيات مؤسساتها ومراكزها ومكتباتها، وهي الجهود التي امتدت كما أسلفنا لقطاعات شتى بالدولة.
وجرى في هذا السياق، دعم الأرشيف المعرفي للمكتبة بأحدث التقنيات المتطورة من أجل أن يستوعب المادة الثقافية الثرية التي تضمها المكتبة، خاصة في ما يتعلق بالذاكرة الوطنية من الإبداع والتاريخ وما يتعلق كذلك بالتراث العربي والإسلامي.
تهتم المكتبة بأرشفة مختلف مصادر المعرفة الوطنية والعربية والإسلامية، وهي تقتني عددا كبيرا من هذه المصادر، حيث تتجاوز المادة المعرفية بالمكتبة 3 ملايين مادة ما بين الكتب الحديثة وكتب العلوم العصرية، وكتب التراث والكتب النادرة والدوريات، والمخطوطات، والمنمنمات، والوثائق، والصور، والخرائط، والعملات والمسكوكات، وغيرها من المواد المعرفية ذات الأهمية البالغة تاريخيا وثقافيا واجتماعيا.
وقد بذل العاملون بالمكتبة جهودا كبيرة من أرشفة تلك المقتنيات التي تتشكل من مصادر معرفية متنوعة، حيث استوعبت المكتبة، خلال عملها على الحفاظ على أرشيفها المتفرد، التحولات الرقمية والتطور الكبير في حفظ المعلومات، واقتناء المواد المتنوعة من كتب ووثائق وصور نادرة وخرائط ومسكوكات وعملات نادرة، وغيرها من المواد المهمة التي يعود إليها الباحثون والدارسون والمؤرخون وطلاب العلم من أجل دراستها وبحثها علميا.
ومن خلال مبادرة التحول الرقمي بالمكتبة، فقد تم تنفيذ عدد من المشاريع الرقمية المختلفة شكلت في مجملها زيادة في عدد القنوات الرقمية، مع تطبيق معايير جودة الخدمات الرقمية وأتمتة الإجراءات التي تعزز من مجالات الأرشفة بمختلف الطرق العلمية، حيث بلغ عدد مقتنيات المكتبة من التراث الثقافي المحولة رقميا 63476 نسخة.
مصادر المعرفة
◙ مصادر هامة للمعرفة وجب حفظها
كما قامت المكتبة بتطوير بنيتها التحتية التقنية وإضافة سعة احتياطية تخزينية بشكل دوري لمواكبة النمو المتسارع في الخدمات والإجراءات الرقمية، حيث بلغ عدد الطلبات المعالجة في الخدمات الإلكترونية 103997 طلبا، فيما بلغ عدد الزوار للبوابات الرقمية المختلفة 418515 زائرا.
وتشكل المجموعات الخاصة بالمكتبة التي تمضي المكتبة قدما في أرشفتها، الأيقونة الثقافية الأهم في المكتبة، لأنها تشكل منظومة معرفية لا نظير لها في قراءة البعدين الحضاري والتاريخي القديم والمعاصر على مختلف المستويات الوطنية والعربية والإسلامية، حيث تقتني المكتبة نحو 218576 من المقتنيات المتنوعة تتوزع كالآتي: 128904 من الوثائق، و7645 من المخطوطات، و6318 من العملات والمسكوكات النادرة، و7811 من الصور، و617 خارطة، ومن الكتب النادرة تقتني المكتبة 34235 كتابا نادرا، ويحتوي مركز دراسات الفروسية على 4696 مادة متنوعة من الكتب والدراسات والصور، فيما تضم قاعدة الملك عبدالعزيز 28350 من مختلف المواد الأرشيفية والوثائقية والكتب والنوادر والمخطوطات والصور.
ومن المعروف أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة توفر ثقافة معرفية نوعية للقارئ العام والمتخصص، خاصة في مجال التراث، بما يجعلها واحدة من أهم المكتبات بالعالم التي تمتلك ذخيرة تراثية متنوعة في كافة المجالات من مخطوطات ووثائق وكتب نادرة ومسكوكات وصور، وخرائط نادرة تشكل رؤى ثقافية تتسق وتحولات العصر، فيما تعمل على تأكيد الهوية والثقافة السعوديتين، ما يجعلها حاضنة مميزة للتراث الوطني والذاكرة الوطنية.
ولم تكتف مكتبة الملك عبدالعزيز بإعداد مكتبة على طراز علمي وتقني منظم، ومفهرس وفقا لأحدث مناهج الفهرسة العالمية، ولكنها شكلت لنفسها فضاء معرفيا جسورا تمثل في القيام بإصدار مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة في تاريخ المملكة وفي العالمين العربي والإسلامي، وإبراز الأوجه المتميزة في الحضارة العربية الإسلامية، فيما تواصل تفعيل منظومتها المعرفية بما يتوافق ورؤية المملكة 2030 ويتوافق مع الإستراتيجية الثقافية التي طرحتها وزارة الثقافة.
حجاج سلامة
كاتب مصري