أ.م سهيل فهمي شماس قراءة لغوية، جغرافية و ربط بالواقع.
?--------------- تأصيل لقب الفينيقيين ------------?
١- هناك الكثير من اللغط حول لقب الفينيقيين حيث يعتقد الكثيرين من أبناء أمتنا بأن فينيقيا إسم مرادف لإسم أسلافنا الكنعانيين، إلا أن لقب فينيقيا هو وصف أطلقه اليونانيين على بلاد كنعان التي هي جزء من بلاد الشام في الإقليم السوري من وطننا الشاسع، و لقد إشتهر هذا اللقب و تعولم من اليونانيين إلى كامل أرجاء أوروبا و عم على تاريخ أسلافنا الكنعانيين سكان الساحل الشرقي للبحر المتوسط و لذلك يوصف أسلافنا الكنعانيين في التاريخ العالمي بالفينيقيين.
٢-- إبان الحضارة الكنعانية التي سبقت كثيرا"حضارة اليونان ، صاغ الأدباء من أسلافنا الكنعانيين أسطورة عن طائر خرافي ذهبي اللون يشبه النسر له ريش فوق رأسه على شكل تاج، و وصفوه بالطائر الذي لا يموت و بالأحرى يموت و يحيا من جديد. كان أسلافنا الكنعانيين قد شبهوا أنفسهم بذلك الطائر الذي إن مات فسيحيا من جديد. دخلت هذه الأسطورة في الميثولجيا اليونانية القديمة ومن ثم شاعت في ميثولوجيا الكثير من حضارات الأمم القديمة.
٣- كذلك سمى اليونانيون شجر النخيل، التي تشتهر في وطننا ذات الطبيعة الحارة بشجرة الفينيق" (φοίνικ ) أيضا".
٤- هناك مدينة يونانية قديمة جدا" إسمها نيقيا ولا تزال آثار هذه المدينة التاريخية شاخصة ومكشوفة للعالم لليوم. تقع نيقيا التاريخية شرق بحر مرمره الذي يربط البحر المتوسط بالبحر الاسود، أي أنها تقع في غرب الاناضول.
لهذه المدينة مكانة هامة في تاريخ الكنيسة المسيحية، و ذلك بسبب إنعقاد المجمع المسكوني النيقي الأول فيها و الذي فيه تم تبني كافة العقائد المسيحية الرئيسية في حينها.
بإعتبار نيقيا كانت قد غدت مملكة مدينة في عصر ممالك المدن اليونانية، فإن مساحتها كمملكة كانت تساوي مساحة الجزء الواقع شرق بحر مرمرة من ولاية إسطنبول الحالية تقريبا".
وخلف مملكة نيقيا الموصوفة كانت تمتد بلاد كنعان في عصر الممالك اليونانية الأولى ، و لذلك سمى اليونانيون البلاد التي خلف مملكة مدينة نيقيا بالإسم فينيقا حيث الفاء اليونانية المضافة، تعني عكس و بعد و خلف ، أي أن "فينيقيا" تعني خلف نيقيا، بمعنى أن حدود ولاية نيقيا الشرقية كانت الحد الفاصل ما بين بلاد اليونان و بلاد كنعان ولذلك سميت بلاد كنعان بإسم فينيقيا أي خلف نيقيا في إتجاه الشرق لأن خلف نيقيا في إتجاه الغرب كانت بلاد اليونان، و منها أخذ سكان فينيقيا إسم الفينيقيين. هذا هو المعنى الجغرافي الحقيقي لإسم فينيقيا و الذي يؤكد بأن كافة سكان الأناضول ابتداءا" من شرق نيقيا و بخط أفقي يمتد شرقا" حتى شمال محافظة عينتاب السورية المغتصبة وجنوبا" حتى الحدود السورية هم من أصول كنعانية و هنا يجري الحديث عن الأرض الكنعانية الواقعة في تركيا الحالية. يمكن التأكد من ذلك بإجراء الفحص الجيني لنسبة كبيرة من السكان الحاليين للمنطقة الموصوفة من الأناضول.
٥- أسطورة طائر الفينيق: ما دامت هذه الأسطورة مشهورة في الميثولوجيا اليونانية و سميت و عرفت بإسم طائر الفينيق و الذي بدور يعني عند اليونانيين طائر كنعان، و من ثم شيوع هذه الإسطورة في بلاد اليونان و في حضارات الأمم المجاورة لها حينذاك، فهذا يؤكد أن الأسطورة ليست يونانية ول ا يمكن نسبها لأي حضارة قديمة غير الكنعانية حيث تعرف عليها اليونانيين من الأدب الكنعاني، و سموا النسر الكنعاني بالنسر الفينيقي أي الكنعاني، الذي تقول عنه الأسطورة أنه كان يعيش في جبال كنعان وعند موته كان يحيا من جديد وينطلق إلى الجنة وهكذا حيث كان يشتاق لبلاده ويعود إليها ليموت فيها و من ثم يحيا و ينطلق من جديد للجنة. إن هذه الأسطوة المجسدة في نسر الفينيق أي نسر كنعان تعكس:
١- حب الكنعانيين لوطنهم و تمسكهم به، و هو ما ينعكس اليوم في حب الفلسطينيين لوطنهم الفلسطيني و تدافعهم للإستشهاد من أجل تطهير أرضه من المحتلين.
٢- أن ما جاء فيها عن إنطلاق النسر للجنة بعد أن يحيا يعكس إيمانهم بالحياة و الخلود بعد الموت المرتبط بالجنة كمفهوم ديني، ترسخ لاحقا" فقط في دياناتنا السماوية بدءا" من عبادة الإله أيل الكنعاني حتى اليوم.
٣- كما أن عودة النسر الكنعاني إلى كنعان للموت فيها يمثل أيضا الكوارث التي كانت تقع على الكنعانيين كالزلازل و الأعاصير و غيرها، لم تكن لتدفعهم إلى الهجرة و التخلي عن أرض كنعان، إنما كانوا دائما يعودون ليأخذوا دورهم الحضاري العالمي على أرضهم بعد كل كارثة انتكاسة أ سقوط. نلاحظ تأصل ذلك في شخصية الشعب الفلسطيني الجبار حيث لقبوه بالجبارين ..
٣- لأن اليونان التاريخية عرفت ثمر النخيل من خلال التجارة مع بلاد كنعان التي اشتهرت بشجر النخيل و خاصة في جنوب كنعان منذ آلاف السنين، حيث نشر الكنعانيون الفلسطينيون زراعة النخيل في منطقة أريحا و الأغوار و قطاع غزة، لا سيما في مدينتي دير البلح، وخان يونس، و من المعروف أن مدينة أريحا تاريخياً أطلق عليها اسم "مدينة النخيل"؛ لكثرة مزارع النخيل فيها.
كانت شجرة النخيل و منذ آلاف السنين قد إرتبطت بتاريخ و إرثٍ مقدس في أرض فلسطين، إذ ترتبط بإحدى أهم المناسبات في الدين المسيحي وهي مناسبة "أحد الشعانين"، الذي يحتفل فيه أبناء شعبنا بذكرى إستقبال السيد المسيح بحمل سعف النخيل بينما كان يدخل إلى القدس.
كما أن للشجرة وثمارها قداسة كبيرة في الدين الإسلامي، إذ ذُكرت في القران الكريم في أحداث ميلاد السيد المسيح في مدينة بيت لحم في الآية الكريمة: “وهزّي اليكِ بجذع النخلة تساقِط عليكِ رُطباً جَنياً"). نتيجة لذلك سمى اليونانيون شجرة النخيل بشجرة الفينيق و لأن فينيقيا هي بلاد كنعان فإن الشجرة سميت بشجرة كنعان بالمفهوم اليوناني.
?--------------- تأصيل لقب الفينيقيين ------------?
١- هناك الكثير من اللغط حول لقب الفينيقيين حيث يعتقد الكثيرين من أبناء أمتنا بأن فينيقيا إسم مرادف لإسم أسلافنا الكنعانيين، إلا أن لقب فينيقيا هو وصف أطلقه اليونانيين على بلاد كنعان التي هي جزء من بلاد الشام في الإقليم السوري من وطننا الشاسع، و لقد إشتهر هذا اللقب و تعولم من اليونانيين إلى كامل أرجاء أوروبا و عم على تاريخ أسلافنا الكنعانيين سكان الساحل الشرقي للبحر المتوسط و لذلك يوصف أسلافنا الكنعانيين في التاريخ العالمي بالفينيقيين.
٢-- إبان الحضارة الكنعانية التي سبقت كثيرا"حضارة اليونان ، صاغ الأدباء من أسلافنا الكنعانيين أسطورة عن طائر خرافي ذهبي اللون يشبه النسر له ريش فوق رأسه على شكل تاج، و وصفوه بالطائر الذي لا يموت و بالأحرى يموت و يحيا من جديد. كان أسلافنا الكنعانيين قد شبهوا أنفسهم بذلك الطائر الذي إن مات فسيحيا من جديد. دخلت هذه الأسطورة في الميثولجيا اليونانية القديمة ومن ثم شاعت في ميثولوجيا الكثير من حضارات الأمم القديمة.
٣- كذلك سمى اليونانيون شجر النخيل، التي تشتهر في وطننا ذات الطبيعة الحارة بشجرة الفينيق" (φοίνικ ) أيضا".
٤- هناك مدينة يونانية قديمة جدا" إسمها نيقيا ولا تزال آثار هذه المدينة التاريخية شاخصة ومكشوفة للعالم لليوم. تقع نيقيا التاريخية شرق بحر مرمره الذي يربط البحر المتوسط بالبحر الاسود، أي أنها تقع في غرب الاناضول.
لهذه المدينة مكانة هامة في تاريخ الكنيسة المسيحية، و ذلك بسبب إنعقاد المجمع المسكوني النيقي الأول فيها و الذي فيه تم تبني كافة العقائد المسيحية الرئيسية في حينها.
بإعتبار نيقيا كانت قد غدت مملكة مدينة في عصر ممالك المدن اليونانية، فإن مساحتها كمملكة كانت تساوي مساحة الجزء الواقع شرق بحر مرمرة من ولاية إسطنبول الحالية تقريبا".
وخلف مملكة نيقيا الموصوفة كانت تمتد بلاد كنعان في عصر الممالك اليونانية الأولى ، و لذلك سمى اليونانيون البلاد التي خلف مملكة مدينة نيقيا بالإسم فينيقا حيث الفاء اليونانية المضافة، تعني عكس و بعد و خلف ، أي أن "فينيقيا" تعني خلف نيقيا، بمعنى أن حدود ولاية نيقيا الشرقية كانت الحد الفاصل ما بين بلاد اليونان و بلاد كنعان ولذلك سميت بلاد كنعان بإسم فينيقيا أي خلف نيقيا في إتجاه الشرق لأن خلف نيقيا في إتجاه الغرب كانت بلاد اليونان، و منها أخذ سكان فينيقيا إسم الفينيقيين. هذا هو المعنى الجغرافي الحقيقي لإسم فينيقيا و الذي يؤكد بأن كافة سكان الأناضول ابتداءا" من شرق نيقيا و بخط أفقي يمتد شرقا" حتى شمال محافظة عينتاب السورية المغتصبة وجنوبا" حتى الحدود السورية هم من أصول كنعانية و هنا يجري الحديث عن الأرض الكنعانية الواقعة في تركيا الحالية. يمكن التأكد من ذلك بإجراء الفحص الجيني لنسبة كبيرة من السكان الحاليين للمنطقة الموصوفة من الأناضول.
٥- أسطورة طائر الفينيق: ما دامت هذه الأسطورة مشهورة في الميثولوجيا اليونانية و سميت و عرفت بإسم طائر الفينيق و الذي بدور يعني عند اليونانيين طائر كنعان، و من ثم شيوع هذه الإسطورة في بلاد اليونان و في حضارات الأمم المجاورة لها حينذاك، فهذا يؤكد أن الأسطورة ليست يونانية ول ا يمكن نسبها لأي حضارة قديمة غير الكنعانية حيث تعرف عليها اليونانيين من الأدب الكنعاني، و سموا النسر الكنعاني بالنسر الفينيقي أي الكنعاني، الذي تقول عنه الأسطورة أنه كان يعيش في جبال كنعان وعند موته كان يحيا من جديد وينطلق إلى الجنة وهكذا حيث كان يشتاق لبلاده ويعود إليها ليموت فيها و من ثم يحيا و ينطلق من جديد للجنة. إن هذه الأسطوة المجسدة في نسر الفينيق أي نسر كنعان تعكس:
١- حب الكنعانيين لوطنهم و تمسكهم به، و هو ما ينعكس اليوم في حب الفلسطينيين لوطنهم الفلسطيني و تدافعهم للإستشهاد من أجل تطهير أرضه من المحتلين.
٢- أن ما جاء فيها عن إنطلاق النسر للجنة بعد أن يحيا يعكس إيمانهم بالحياة و الخلود بعد الموت المرتبط بالجنة كمفهوم ديني، ترسخ لاحقا" فقط في دياناتنا السماوية بدءا" من عبادة الإله أيل الكنعاني حتى اليوم.
٣- كما أن عودة النسر الكنعاني إلى كنعان للموت فيها يمثل أيضا الكوارث التي كانت تقع على الكنعانيين كالزلازل و الأعاصير و غيرها، لم تكن لتدفعهم إلى الهجرة و التخلي عن أرض كنعان، إنما كانوا دائما يعودون ليأخذوا دورهم الحضاري العالمي على أرضهم بعد كل كارثة انتكاسة أ سقوط. نلاحظ تأصل ذلك في شخصية الشعب الفلسطيني الجبار حيث لقبوه بالجبارين ..
٣- لأن اليونان التاريخية عرفت ثمر النخيل من خلال التجارة مع بلاد كنعان التي اشتهرت بشجر النخيل و خاصة في جنوب كنعان منذ آلاف السنين، حيث نشر الكنعانيون الفلسطينيون زراعة النخيل في منطقة أريحا و الأغوار و قطاع غزة، لا سيما في مدينتي دير البلح، وخان يونس، و من المعروف أن مدينة أريحا تاريخياً أطلق عليها اسم "مدينة النخيل"؛ لكثرة مزارع النخيل فيها.
كانت شجرة النخيل و منذ آلاف السنين قد إرتبطت بتاريخ و إرثٍ مقدس في أرض فلسطين، إذ ترتبط بإحدى أهم المناسبات في الدين المسيحي وهي مناسبة "أحد الشعانين"، الذي يحتفل فيه أبناء شعبنا بذكرى إستقبال السيد المسيح بحمل سعف النخيل بينما كان يدخل إلى القدس.
كما أن للشجرة وثمارها قداسة كبيرة في الدين الإسلامي، إذ ذُكرت في القران الكريم في أحداث ميلاد السيد المسيح في مدينة بيت لحم في الآية الكريمة: “وهزّي اليكِ بجذع النخلة تساقِط عليكِ رُطباً جَنياً"). نتيجة لذلك سمى اليونانيون شجرة النخيل بشجرة الفينيق و لأن فينيقيا هي بلاد كنعان فإن الشجرة سميت بشجرة كنعان بالمفهوم اليوناني.