ماهو مصير المماليك بعد دخول العثمانيين مصر :
يعتقد الكثير من الناس ان دولة المماليك انتهت مع دخول السلطان سليم الاول مصر و بشنق آخر سلاطين المماليك الشراكسة "طومان باي" على باب زويلة في القاهرة.
لكن الحقيقة عكس ذلك .
بعد سيطرته على مصر، ترك السلطان العثماني سليم الأول البلاد عائدا الى اسطنبول . وعين باشا عثماني ينوب عليه في ايالة مصر باعتبارها إيالة من الإمبراطورية العثمانية ، ورأى العثمانيُّون انه لحفظ الأمن واستتبابه، عليهم الاستعانة بطائفة المماليك التي حكمت البلاد لقرون ، فأعادت استخدامهم وإدراجهم في مناصبهم العسكرية و السياسية القديمة ..
وكان من اللافت والغريب أنَّ المماليك الذين كانوا على مدار أكثر من قرن المنافسين الشرسين للعثمانيِّين، قد أصبحوا في خدمة العثمانيِّين في مصر، وطوال عقود، ووَفْق استراتيجيَّةٍ هادئةٍ وفعَّالة؛ استطاع المماليك النفاذ والدخول في سلطة الحكم في مصر ، و استرجاع نفوذهم القديم ، و بمرور الوقت، ومع ضعف قبضة الآستانة على مصر، وأصبح المماليك يُسيطرون على مساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي ، فازدادت ثرواتهم واستغلُّوا هذه الأوضاع للعودة إلى نفوذهم العسكري والاقتصادي القديم في زمن دولة المماليك الشركس قبل دخول العثمانيِّين مصر، وأصبح الموظَّفون العثمانيُّون وعلى رأسهم الباشا أو الوالي مجرَّدَ دمًى للمماليك ونفوذهم المتنامي.
ووصل نفوذ أمراء المماليك الشركس إلى حدِّ عزل الولاة العثمانيِّين وتعيين من يرتضونه واليًا على مصر، وكان الولاة العثمانيِّين يضطرُّون إلى الاعتراف بسيادة المماليك و الخضوع لهم ، ويذكر المؤرخ المصري عمر الإسكندري كيف غالى المماليك في أواخر العصر العثماني في ابتزاز الأموال من المصريين ، وانغمسوا في الترف في مسكنهم وملبسهم ومعيشتهم، على غير عاداتهم الأولى المبنيَّة على الخشونة، وصار أهل البلاد هم العبيد الحقيقيُّون، والمماليك هم السادة .
وقد راقبت الأطماع الغربيَّة المماليك الشركس في مصر مراقبةً دقيقةً طوال القرن الثامن عشر، ورأوا أنَّهم الحكام الوحيدون في البلاد، وحين قام نابليون بحملته الفرنسية على مصر في صيف عام 1798م، كان نداؤه الأوَّل للمصريين بتذكيرهم بمدى ظلم المماليك الشركس للمصريين ، ثم كانت الهزيمة الفرنسية المذلَّة للشركس تحت سفح الأهرام، ودخولهم القاهرة، واستيلاؤهم على كافَّة قصور وأملاك وثروات الشركس ضربةً موجعةً للنفوذ الشركسي في مصر، وظلُّوا طوال سنوات الحملة الفرنسية غير قادرين على حماية مصر ومواجهة الاحتلال الفرنسي، حتى خرج الفرنسيون نتيجة ثورات المصريين والدعم العثماني القادم من الأستانة وعلى رأسه محمد علي باشا وفرقته الألبانية .
وبعد خروج الفرنسيين من مصر ، عاد الشركس موحِّدين صفوفهم، وواجهوا الولاة العثمانيِّين الذين تعاقبوا على البلاد ، حتى استطاع محمد علي باشا أن يرتقي إلى ولاية مصر ورأى أنَّ استيلاءه على مصر لن يكون إلَّا بالقضاء نهائيًّا على الأمراء المماليك الشركس، فدبَّر لهم مذ*بحة القلعة الشهيرة في (مارس سنة 1811م) ، فأُباد الالبان أغلب المماليك ، وصُودِرَت ممتلكاتهم، وزوَّج نساءهم إلى جنودهم ، والبقيَّة منهم كانوا بين الهرب والتخفِّي ، و بهذا انتهى امرهم للابد.
يعتقد الكثير من الناس ان دولة المماليك انتهت مع دخول السلطان سليم الاول مصر و بشنق آخر سلاطين المماليك الشراكسة "طومان باي" على باب زويلة في القاهرة.
لكن الحقيقة عكس ذلك .
بعد سيطرته على مصر، ترك السلطان العثماني سليم الأول البلاد عائدا الى اسطنبول . وعين باشا عثماني ينوب عليه في ايالة مصر باعتبارها إيالة من الإمبراطورية العثمانية ، ورأى العثمانيُّون انه لحفظ الأمن واستتبابه، عليهم الاستعانة بطائفة المماليك التي حكمت البلاد لقرون ، فأعادت استخدامهم وإدراجهم في مناصبهم العسكرية و السياسية القديمة ..
وكان من اللافت والغريب أنَّ المماليك الذين كانوا على مدار أكثر من قرن المنافسين الشرسين للعثمانيِّين، قد أصبحوا في خدمة العثمانيِّين في مصر، وطوال عقود، ووَفْق استراتيجيَّةٍ هادئةٍ وفعَّالة؛ استطاع المماليك النفاذ والدخول في سلطة الحكم في مصر ، و استرجاع نفوذهم القديم ، و بمرور الوقت، ومع ضعف قبضة الآستانة على مصر، وأصبح المماليك يُسيطرون على مساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي ، فازدادت ثرواتهم واستغلُّوا هذه الأوضاع للعودة إلى نفوذهم العسكري والاقتصادي القديم في زمن دولة المماليك الشركس قبل دخول العثمانيِّين مصر، وأصبح الموظَّفون العثمانيُّون وعلى رأسهم الباشا أو الوالي مجرَّدَ دمًى للمماليك ونفوذهم المتنامي.
ووصل نفوذ أمراء المماليك الشركس إلى حدِّ عزل الولاة العثمانيِّين وتعيين من يرتضونه واليًا على مصر، وكان الولاة العثمانيِّين يضطرُّون إلى الاعتراف بسيادة المماليك و الخضوع لهم ، ويذكر المؤرخ المصري عمر الإسكندري كيف غالى المماليك في أواخر العصر العثماني في ابتزاز الأموال من المصريين ، وانغمسوا في الترف في مسكنهم وملبسهم ومعيشتهم، على غير عاداتهم الأولى المبنيَّة على الخشونة، وصار أهل البلاد هم العبيد الحقيقيُّون، والمماليك هم السادة .
وقد راقبت الأطماع الغربيَّة المماليك الشركس في مصر مراقبةً دقيقةً طوال القرن الثامن عشر، ورأوا أنَّهم الحكام الوحيدون في البلاد، وحين قام نابليون بحملته الفرنسية على مصر في صيف عام 1798م، كان نداؤه الأوَّل للمصريين بتذكيرهم بمدى ظلم المماليك الشركس للمصريين ، ثم كانت الهزيمة الفرنسية المذلَّة للشركس تحت سفح الأهرام، ودخولهم القاهرة، واستيلاؤهم على كافَّة قصور وأملاك وثروات الشركس ضربةً موجعةً للنفوذ الشركسي في مصر، وظلُّوا طوال سنوات الحملة الفرنسية غير قادرين على حماية مصر ومواجهة الاحتلال الفرنسي، حتى خرج الفرنسيون نتيجة ثورات المصريين والدعم العثماني القادم من الأستانة وعلى رأسه محمد علي باشا وفرقته الألبانية .
وبعد خروج الفرنسيين من مصر ، عاد الشركس موحِّدين صفوفهم، وواجهوا الولاة العثمانيِّين الذين تعاقبوا على البلاد ، حتى استطاع محمد علي باشا أن يرتقي إلى ولاية مصر ورأى أنَّ استيلاءه على مصر لن يكون إلَّا بالقضاء نهائيًّا على الأمراء المماليك الشركس، فدبَّر لهم مذ*بحة القلعة الشهيرة في (مارس سنة 1811م) ، فأُباد الالبان أغلب المماليك ، وصُودِرَت ممتلكاتهم، وزوَّج نساءهم إلى جنودهم ، والبقيَّة منهم كانوا بين الهرب والتخفِّي ، و بهذا انتهى امرهم للابد.