الـمراكز التوراتية في تاريخ وآثارالمشرق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الـمراكز التوراتية في تاريخ وآثارالمشرق

    الـمراكز التوراتية في تاريخ وآثارالمشرق :

    كما كان للحركة الصهيونية، خططها ومؤامراتها الاغتصابية والسياسية والمالية والإرهابية، فقد انسحبت ذهنيتها هذه، على تراث المشرق العربي القديم. خصوصاً باستنادها على الركيزة التوراتية الميعادية (أرض اليعاد)، مما جعلها تحاول المرة تلو الأخرى، تشويه الحقائق التاريخية والآثارية، من أجل ايجاد مبرر تاريخي لاغتصابها الأرض العربية. ولا بأس من ذكر بعض المعاهد والدوائر الأثرية والتاريخية التوراتية، التي ساهمت وما تزال في محاولاتها تلك:
    1- American Palestine exploration society.
    ويعود تأسيسه إلى عام 1870
    2- American school of oriental researches.
    ويعود تأسيسه إلى عام 1900
    3- Ecole pratique d,etudes bibliques.
    ويعود تأسيسها إلى عام 1892
    4- Deutsch evangelische institut fur altertum wissenscheft des heigen landes.
    ويعود تأسيسها إلى عام 1902
    5- The british school of archaeology jerusalem.
    1919 . (33)
    والذي يـــلاحظ في هذا المجال، هو قدم زمن تأسيس هذه المعاهد والمراكز، بما يوحي بتلازم تأسيسها مع مجيء البعثات التبشيرية إلى منطقة المشرق العربي، واهتمام الغرب بهذه المنطقة، كمشروع استعماري.
    وكذلك استطاعة الحركة الصهيونية، من شمول دوائرها الأثرية، على لغات العالم الأساسية، الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية.
    وباستعراض لنشاطات هذه المراكز، يمكننا تحديد أساسيات مهامها:
    فحين تم اكتشاف نينوى، في القرن التاسع عشر، انصب جهد التوراتيين الآثاريين في البحث عن آثار يونس التوراتي.
    وعندما كشف في نفس الموقع، عن نص مسماري يروي قصة الطوفان، تم تجنيد حملة من الدوائر إياها، وبدعم صهيوني. لإثبات مالا يثبت.
    وعندما أعلن رولنصون أنه قرأ في أحد النقوش الآشورية، خبراً عن حصار أورشليم من قبل سنحاريب الآشوري، انهالت الاستفسارات والاستيضاحات من كل حدب وصوب.
    ويتم اكتشاف مدينة أوغاريت ومحفوظاتها، فتبدأ التقارير والدراسات التي تتحدث عن التشابه الكبير والمذهل بين نصوصها ونصوص التوراة. وتبين فيما بعد أن التوراة أصبحت مكشوفة أكثر لجهة السرقات من التراث المشرقي.
    ومع اكتشاف ماري، هاج أتباع المدرسة التوراتية، فقد أدى ظهور أسماء أشخاص وقبائل في وثائق ماري، إلى محاولات ميؤوس منها من أجل إعادة رسم الطريق الذي عبره ابراهيم الخليل، في ضوء المعطيات التوراتية.
    وجاء اكتشاف ايبلا، وهنا تكشفت الأقنعة بشكل سافر من قبل هذه المدرسة. وتبين أن ثمة لغويين غربيين يعملون عندنا، هم من ركائز المدرسة التوراتية. وهذا ما تبدى حين أعلن «جيوفاني بيتيناتو» قارئ رقم ايبلا، أنه ورد في نصوص ايبلا أسماء خمس مدن، وردت في التوراة وهي: مجيدو، شكيم، غزة، سودوم، عمورة.!!؟. ولكن بعد قراءة الرقم من قبل لجنة دولية متخصصة، تبين أن بيتيناتو، جافى الحقائق العلمية واللغوية لصالح بعد سياسي صهيوني. والمضحك في الأمر أن ما فسره ذلك العالم؟ لم يتعد أن يكون ذكر لسبائك معدنية!!؟. (34)
    فهل يضيع على العالم تمييز أسماء المدن عن السبائك المعدنية؟.
    طبعاً، لم تيأس تلك الدوائر في محاولاتها، لا بل تسعى إلى تجييش وسائل الإعلام الغربية، في حملتها، حيث تظهر في التايمز اللندنية في 18/10/1976، وفي نيويورك تايمز، مقالات تتحدث عن احتمال أن تكون ايبلا هي القدس بالذات.!!؟.(35)
    ثم تجند هذه الدوائر صحافيين، لنشر كتاب أسموه «ايبلا ثورة في عالم الآثار»، حيث تحدثا من خلاله، أن اللغة الايبلاوية هي لغة عبرية!!؟. وأن تاريخ ايبلا توراتي!! ثم توصلا في ادعائهما إلى القول أن اللغة الايبلاوية قريبة من العبرية ولا يمكن أن تكون جدّة اللغة العربية!!؟. (36)
    أيضاً، يمكننا ملاحظة كيف تعمد هذه الدوائر للتلاعب بما وقع من هفوات لدى كاتبي التوراة، فتحاول إصلاحها بما يلائم غاياتها ومؤامراتها، فقد لاحظت هذه الدوائر أن سفر اشعيا في التوراة يحوي في إصحاحه 19، الفقرة18، قولاً: تكلمت شفة كنعان، وهذا يثبت أن اليهود آنذاك قد تكلموا اللغة الكنعانية، وهذا لم يناسب المدرسة التوراتية الأثرية فأوعزت لتغيير هذه الجملة، لهذا تصدر طبعة جديدة للتوراة عن جمعية التوراة الأميركية في نيويورك بتاريخ 1976 سوف تقلب الجملة إلى «تكلمت اللغة العبرية»!! (37).
    ويورد د. محمد بهجت قبيسي في كتابه الهام «فقه اللهجات العربيات»، شواهد لأضاليل هذه الدوائر، حيث يذكر أن العالم درايفر المهتم باللغة«العبرية» والآراميات، صادر قاموس جيزينيوس والمسمى، القاموس العبري ـــ الكلداني، وحوله إلى قاموس جديد تحت عنوان: القاموس العبري ـــ الانكليزي للتوراة حيث أسقط اسم الكلداني!!. ويذكر الباحث قبيسي أن درايفر عمد إلى الغاء أكثر الكلمات العربية العدنانية الواردة في النص الأصلي.
    وفي دراسته للمعجم الأوغاريتي الذي وضعه جوردون، لاحظ قبيسي أن المؤلف يريد أن يقول أن أكثر الاسماء الشخصية وأسماء الأماكن والأسماء الكهنوتية، هي توراتية!! وقد بلغ تعداد هذه الكلمات، 2975 كلمة. ويصل الدكتور قبيسي للقول: ان النصوص الأوغاريتية ام تقرأ بعد بصورة صحيحة، رغم أن هذه الكلمات التي ردها جوردون إلى التوراة، ماهي في الحقيقة الا كلمات تمتُّ في 94.81% إلى اللهجة العربية العدنانية. (38)
    ولعل هذا غيض من فيض بما تقوم به دوائر التوراة الأثرية والتاريخية. عبر خطة منظمة، ومحكمة، تؤدي إلى مزيد من التهويد للذهنية الغربية من جهة، والى محاولات يائسة وغير مجدية لمصادرة تراثنا الكتابي واللغوي حسب غاياتها وأهدافها السياسية التوسعية.
    ويبدو أن المستشرقين الموضوعيين، استطاعوا أن يكشفوا ألاعيب وعدم علمية هذه الدوائر(39)، لهذا ونتيجة لكل ذلك يقول العالم لوريتس: لن يكون مستغرباً أن تعود الأشباح للظهور مجدداً (40). ويقصد أتباع المدرسة التوراتية.
    كما تقول الباحثة الألمانية هيلغا زيدن: ان علم الآثار التوراتي سبّب الكثير من الدمار والضرر في دراسة تاريخ المنطقة العربية، وكل إسرائيل قائمة على التوراة، وهم يقولون لقد جئنا إلى فلسطين لأن التوراة قالت ذلك، وهذا برأيي غير ممكن ولا يمكن القيام بذلك تحت أي ذريعة أو توهم أو احتمال.
    وتتابع زيدن القول: مأساة الإسرائيليين تكمن، في رغبتهم بأن يبرهنوا حقائق حديثة تاريخية وسياسية عن طريق التوراة /كتاب قديم/ ولا أظن أن هذا ممكناً من منطلق العلم(41).
يعمل...
X