افلات السفينة من مدارها حول الأرض ...
وتدور السفينة في مدارها حول الأرض مرة وبعض مرة ، وعلى العموم لا أكثر من ٣ مرات . ويغتنم رجال الفضاء هذه الفرصة فيختبرون الأجهزة والآلات داخل السفينة . ويختبرها رجال المراقبة في الأرض ، في مركز المراقبة Control Center في بلدة هوستن Houston بولاية تكساس وهي الى الغرب من مركز فضاء كندي الذي منه أطلقت السفينة .
ان مركز المراقبة هذا هو همزة الوصل بين السفينة والأرض وأهل الأرض . والمواصلة السلكية جارية بين رجال هذا المركز ورجال السفينة ، وهم على علم دائم بالذي يجري فيها ، وعلى علم بأخبارهم ، وهم الذين يذيعون أخبار الرحلة وصورها في العالم وهي تأتيهم من أعماق الفضاء .
بعد دورة ونصف دورة حول الأرض ، استعد رجال الفضاء لأن ينفلتوا من مدار الأرض وأن ينطلقوا بسفينتهم الى القمر متخذين اليه سبيلا .
ان القمر على بعد ۳٨٤٠٠٠ کیلومتر . ولكي يفلتوا لا بد من اشعال الصاروخ الثالث من جديد حتى يبلغ بالسفينة سرعة الافلات اللازمة وهي نحو ٣٩٢٦٠ كيلومترا في الساعة .
( قاعدة بحر الهدوء : هذا منظر عام لقاعدة الهدوء Tranquility Base على سطح القمر كما صورها ( نيل أرمسترنج ( رجل فضاء أبولو ۱۱ في ٢١ يوليو ١٩٦٩ ، وترى في الصورة رجل الفضاء ( ادوين الدرين ) يمشي قريبا من شحنة أجهزة التجارب الشمسية ، التي تسجل ارتجاج السطح ، ومن بعدها تجد جهاز اللازار Laser. وفي أعمق الصورة من اليسار ، تجد الكمرة التلفازية لأخذ الصور غير الملونة ، تلك التي مكنت مئات الملايين من المشاهدين على سطح الأرض من متابعة ما كان يجري على سطح القمر ، ومن بعد الكمرة تجد المركبة القمرية التي هبطت على القمر )
( المحرك الصاروخي لوحدة الخدمة وهو يشعل ليكبح سفينة الفضاء وينزل بسرعتها الى سرعة تتفق واتخاذها فلكا تدور فيه حول القمر )
ولكن متى يصدر الأمر الى الصاروخ بالعمل للافلات وفي أي نقطة من مدار السفينة حول الأرض ؟
ان تحديد هذه النقطة ، وتلك الثانية ، من الخطورة بمكان ، لأن بهما يتحدد اتجاه المركبة الصحيح لتلقى القمر ويلقاه رجال السفينة ، في الموضع الذي يريدون ، وعلى الوضع الذي يريدون . انها حسابات عويصة يقوم بها مركز المراقبة في الأرض ، وهو يرسل بها الى الوحدة الموجهة بالسفينة تلك التي أسموها ( مخ السفينة » ، وهي في اللمحة الحاسمة تأمر الصاروخ بالعمل ، فينطلق بالسفينة خارج نطاق الأرض في المسار الصحيح .
و قلنا خارج نطاق الأرض ، ولم نقل خارج جاذبيتها، فالسفينة لا تستطيع الخروج من جاذبية الأرض ، وانما تخف الجاذبية كلما بعدت السفينة عن الأرض. والسفينة اذ تقترب من القمر ، تبدأ تحس بجاذبية القمر .
وسؤال لا بد يخطر للقارىء : لم لم يطلقوا السفينة الفضائية من سطح الأرض الى القمر مباشرة ؟
والجواب : ان الخطأ في توجيه السفينة للقمر قد يحدث على الأرض ، فيتأخر الاطلاق أو يتقدم ولو دقائق خمس أو عشر .
وتصعد السفينة وقد كانوا جمدوها على مسار يتفق والاطلاق الصحيح ، فتصل السفينة فلا تجد القمر هناك . لهذا ابتدع الروس فكرة افلاك السفينة حول الأرض أولا ، ثم تصحيح ما قد يكون وقع من خطأ في فترة الافلاك هذه . وكان من نتيجة ذلك أن استطاع الروس اصابة كوكب الزهرة بمركبتهم الفضائية ، والزهرة على بعد ۱۰۸ مليون كيلومتر من الأرض .
- أثناء الرحلة :
بين الأرض والقمر أفلتت السفينة من فلكها حول الأرض واتخذت مسيرتها نحو القمر ، وسرعتها كما ذكرنا نحو ٣٩٢٦٠ كيلومترا في الساعة . والقوانين الطبيعية تقتضي بأنها تحتفظ بهذه السرعة في الفراغ ، ما لم يؤثر فيها مؤثر خارجي ، أو مؤثر داخلي كان يشغل رجال الفضاء صاروخهم الثالث .
ولكن ...
لا تزال جاذبية الأرض تفعل في السفينة ، فتجذبها اليها ، واذن فهي تضعف سرعتها الى أمام . ومع هذا فمقدار هذا التخفيض في السرعة يقل كلما بعدت السفينة عن الأرض . وتهبط سرعة السفينة إلى نحو ٧٦٠٠ كيلومتر في الساعة عندما يكون بعدها عن الأرض ۱۲۸۰۰۰ كيلومتر . وتبلغ سرعتها حدها الأدنى في الهبوط وهو ٣٤٠٠ كيلومتر عندما يكون بعدها عن الأرض ۳۲۰۰۰۰ كيلومتر . وعندئذ تأخذ السفينة تحس جاذبية القمر اياها ، واذن تأخذ سرعتها تزيد ، ناحية القمر طبعا . حتى اذا بلغت سفينة الفضاء النقطة التي تقطع فيها مدار القمر حول الأرض ، أي بعد نحو ٣ أيام ، كانت سرعتها نحو ٩۰۰۰ کیلومتر .
- اجراء في أثناء الرحلة والمسيرة الى القمر في أولها :
انه اجراء واجب ، تغير فيه أجزاء المركبة أوضاعها فيما بينها .
وهم أجروه ولم يكن مضى على اطلاق السفينة غیر ٣ ساعات زادت ۱۲ دقيقة ، والسفينة على بعد غير بعيد من سطح الأرض . أن المسألة أشبه شيء بأربعة ركبوا سيارة ، رتبوا أنفسهم فيها وفق المهمة التي سوف يقومون بها . ثم بعد أن أتموا نصف المهمة ، وجدوا أن باقيها يحتاج الى تغيير مواضع الركاب ليكونوا أصلح في أداء ما تبقى من المهمة الخطيرة . كأن يكون في ركاب المقعد الخلفي من هو أخبر في القيادة او أهدى الى الطريق ، واذن يقدمونه ليحتل محل سائق السيارة .
ولنبدأ بذكر الترتيب الذي بدأت به السفينة مسيرتها الى القمر .
مركبة القيادة في الصدر .
تليها وحدة الخدمة ومنها تتزود السفينة بالطاقة من كهرباء وغير ذلك وبها أيضا محرك صاروخي ، يعمل من فوهته عند الحاجة ، وكذا صواريخ جانبية به تدور بالمركبة رأسا على عقب . ووحدة الخدمة هذه تظل مرتبطة بمكنة القيادة في هذه العملية الحاضرة كأنهما شيء واحد .
ثم يأتي النصف الثاني من السفينة وفيه بالترتيب التنازلي ٣ أشياء ، المركبة القمرية وقد لفتها ظاهرا فأخفتها اربع صفائح انضمت من الخارج عليها من السهل فتحها نسفا فتظهر من أوسطها المركبة القمرية كما تظهر الموزة وقد نزعت عنها قشرتها أقساما أربعة ( وهذا ما سوف يحدث ) . ويلي المركبة القمرية وحدة التوجيه ( مخ السفينة )
ويلي هذه الوحدة الصاروخ الثالث .
( تشعل المحركات الصاروخية التي بالمركبة القمرية لتفصلها عن المركبة الأم وما اتصل بها من وحدة الخدمة . وفي المركبة القمرية الرائدان أرمسترنج والدرين ، وفي مركبة القيادة الرائد كولنز ، وقد بقي يفليك حول القمر حتى يعود اليه صاحباه )
انه ترتيب وافق أغراض الرحلة فيما سبق منها . مثال ذلك أن مركبة القيادة وجب أن تتقدم وعليها صاروخ النجاة الذي ينجو بها لو تعرض رجال الفضاء عند الاطلاق لخطر كما سبق أن ذكرنا .
ولكنه ترتيب أصبح لا يتفق والأغراض القادمة . كذلك انفصلت ، في هذا الوضع ، مركبة القيادة عن المركبة القمرية ، وكان لا بد أن يتصلا ، ليصل رجلان من الثلاثة من المركبة الأولى الى الثانية عبر نفق بينهما ، لينزلا بها معا الى القمر .
مثال ذلك أن مركبة القيادة حال بينها وبين المركبة القمرية وجود وحدة الخدمة بينهما ، وقد وجب الآن اتصال المركبتين لينتقل الرجلان الى المركبة القمرية ليهبطا بها الى القمر .
فالتغيير المراد الآن هو :
۱ - فصل مركبة الفضاء ووحدة الخدمة المتصلة بها عن سائر السفينة ، وذلك باطلاق شحنة متفجرة تحدث هذا الفصل ، وهي في نفس الوقت تفتح الأغلفة الأربعة التي كانت تغطي المركبة القمرية ، وتنسفها في الفضاء ، وبذلك تنكشف المركبة القمرية انكشافا .
۲ - اطلاق صواريخ صغيرة جانبية من الصواريخ الـ ١٦ التي تتمنطق بها وحدة الخدمة ، تجعل هذه الوحدة ومركبة القيادة الملتحمة تدور في الفضاء رأسا على عقب ، مقدار نصف دورة ، فيصبح أنف مركبة القيادة يواجه المركبة القمرية .
٣ - ربط مركبة القيادة بالمركبة القمرية ، بوصل أنف الأولى بفتحة في الثانية ، وبهذا يتهيأ الاتصال بينهما بواسطة نفق صمموه لذلك .
كل هذا والمركبة القمرية ما زالت متصلة من خلفها بوحدة التوجيه والصاروخ الثالث وذلك ليعطيا المركبة القمرية شيئا من الاتزان الى ان يتم رائد الفضاء وصلها بمركبة القيادة . وعندما يتم ذلك يفصل رائد الفضاء الصاروخ الثالث ومعه وحدة التوجيه عن السفينة .
ويكون الذي تبقى من السفينة بعد هذا الانفلات شيئان : المركبة القمرية تتقدمها في السير مركبة القيادة وهي مرتبطة بها . وتتقدم مركبة القيادة وحدة الخدمة ، وتراها في الصورة وقد ظهرت في مقدمتها فتحة مخروطية الشكل هي فتحة الصاروخ القابع في داخل هذه الوحدة. وهو لم يستخدم بعد . وسيأتي دور استخدامه .
وتدور السفينة في مدارها حول الأرض مرة وبعض مرة ، وعلى العموم لا أكثر من ٣ مرات . ويغتنم رجال الفضاء هذه الفرصة فيختبرون الأجهزة والآلات داخل السفينة . ويختبرها رجال المراقبة في الأرض ، في مركز المراقبة Control Center في بلدة هوستن Houston بولاية تكساس وهي الى الغرب من مركز فضاء كندي الذي منه أطلقت السفينة .
ان مركز المراقبة هذا هو همزة الوصل بين السفينة والأرض وأهل الأرض . والمواصلة السلكية جارية بين رجال هذا المركز ورجال السفينة ، وهم على علم دائم بالذي يجري فيها ، وعلى علم بأخبارهم ، وهم الذين يذيعون أخبار الرحلة وصورها في العالم وهي تأتيهم من أعماق الفضاء .
بعد دورة ونصف دورة حول الأرض ، استعد رجال الفضاء لأن ينفلتوا من مدار الأرض وأن ينطلقوا بسفينتهم الى القمر متخذين اليه سبيلا .
ان القمر على بعد ۳٨٤٠٠٠ کیلومتر . ولكي يفلتوا لا بد من اشعال الصاروخ الثالث من جديد حتى يبلغ بالسفينة سرعة الافلات اللازمة وهي نحو ٣٩٢٦٠ كيلومترا في الساعة .
( قاعدة بحر الهدوء : هذا منظر عام لقاعدة الهدوء Tranquility Base على سطح القمر كما صورها ( نيل أرمسترنج ( رجل فضاء أبولو ۱۱ في ٢١ يوليو ١٩٦٩ ، وترى في الصورة رجل الفضاء ( ادوين الدرين ) يمشي قريبا من شحنة أجهزة التجارب الشمسية ، التي تسجل ارتجاج السطح ، ومن بعدها تجد جهاز اللازار Laser. وفي أعمق الصورة من اليسار ، تجد الكمرة التلفازية لأخذ الصور غير الملونة ، تلك التي مكنت مئات الملايين من المشاهدين على سطح الأرض من متابعة ما كان يجري على سطح القمر ، ومن بعد الكمرة تجد المركبة القمرية التي هبطت على القمر )
( المحرك الصاروخي لوحدة الخدمة وهو يشعل ليكبح سفينة الفضاء وينزل بسرعتها الى سرعة تتفق واتخاذها فلكا تدور فيه حول القمر )
ولكن متى يصدر الأمر الى الصاروخ بالعمل للافلات وفي أي نقطة من مدار السفينة حول الأرض ؟
ان تحديد هذه النقطة ، وتلك الثانية ، من الخطورة بمكان ، لأن بهما يتحدد اتجاه المركبة الصحيح لتلقى القمر ويلقاه رجال السفينة ، في الموضع الذي يريدون ، وعلى الوضع الذي يريدون . انها حسابات عويصة يقوم بها مركز المراقبة في الأرض ، وهو يرسل بها الى الوحدة الموجهة بالسفينة تلك التي أسموها ( مخ السفينة » ، وهي في اللمحة الحاسمة تأمر الصاروخ بالعمل ، فينطلق بالسفينة خارج نطاق الأرض في المسار الصحيح .
و قلنا خارج نطاق الأرض ، ولم نقل خارج جاذبيتها، فالسفينة لا تستطيع الخروج من جاذبية الأرض ، وانما تخف الجاذبية كلما بعدت السفينة عن الأرض. والسفينة اذ تقترب من القمر ، تبدأ تحس بجاذبية القمر .
وسؤال لا بد يخطر للقارىء : لم لم يطلقوا السفينة الفضائية من سطح الأرض الى القمر مباشرة ؟
والجواب : ان الخطأ في توجيه السفينة للقمر قد يحدث على الأرض ، فيتأخر الاطلاق أو يتقدم ولو دقائق خمس أو عشر .
وتصعد السفينة وقد كانوا جمدوها على مسار يتفق والاطلاق الصحيح ، فتصل السفينة فلا تجد القمر هناك . لهذا ابتدع الروس فكرة افلاك السفينة حول الأرض أولا ، ثم تصحيح ما قد يكون وقع من خطأ في فترة الافلاك هذه . وكان من نتيجة ذلك أن استطاع الروس اصابة كوكب الزهرة بمركبتهم الفضائية ، والزهرة على بعد ۱۰۸ مليون كيلومتر من الأرض .
- أثناء الرحلة :
بين الأرض والقمر أفلتت السفينة من فلكها حول الأرض واتخذت مسيرتها نحو القمر ، وسرعتها كما ذكرنا نحو ٣٩٢٦٠ كيلومترا في الساعة . والقوانين الطبيعية تقتضي بأنها تحتفظ بهذه السرعة في الفراغ ، ما لم يؤثر فيها مؤثر خارجي ، أو مؤثر داخلي كان يشغل رجال الفضاء صاروخهم الثالث .
ولكن ...
لا تزال جاذبية الأرض تفعل في السفينة ، فتجذبها اليها ، واذن فهي تضعف سرعتها الى أمام . ومع هذا فمقدار هذا التخفيض في السرعة يقل كلما بعدت السفينة عن الأرض . وتهبط سرعة السفينة إلى نحو ٧٦٠٠ كيلومتر في الساعة عندما يكون بعدها عن الأرض ۱۲۸۰۰۰ كيلومتر . وتبلغ سرعتها حدها الأدنى في الهبوط وهو ٣٤٠٠ كيلومتر عندما يكون بعدها عن الأرض ۳۲۰۰۰۰ كيلومتر . وعندئذ تأخذ السفينة تحس جاذبية القمر اياها ، واذن تأخذ سرعتها تزيد ، ناحية القمر طبعا . حتى اذا بلغت سفينة الفضاء النقطة التي تقطع فيها مدار القمر حول الأرض ، أي بعد نحو ٣ أيام ، كانت سرعتها نحو ٩۰۰۰ کیلومتر .
- اجراء في أثناء الرحلة والمسيرة الى القمر في أولها :
انه اجراء واجب ، تغير فيه أجزاء المركبة أوضاعها فيما بينها .
وهم أجروه ولم يكن مضى على اطلاق السفينة غیر ٣ ساعات زادت ۱۲ دقيقة ، والسفينة على بعد غير بعيد من سطح الأرض . أن المسألة أشبه شيء بأربعة ركبوا سيارة ، رتبوا أنفسهم فيها وفق المهمة التي سوف يقومون بها . ثم بعد أن أتموا نصف المهمة ، وجدوا أن باقيها يحتاج الى تغيير مواضع الركاب ليكونوا أصلح في أداء ما تبقى من المهمة الخطيرة . كأن يكون في ركاب المقعد الخلفي من هو أخبر في القيادة او أهدى الى الطريق ، واذن يقدمونه ليحتل محل سائق السيارة .
ولنبدأ بذكر الترتيب الذي بدأت به السفينة مسيرتها الى القمر .
مركبة القيادة في الصدر .
تليها وحدة الخدمة ومنها تتزود السفينة بالطاقة من كهرباء وغير ذلك وبها أيضا محرك صاروخي ، يعمل من فوهته عند الحاجة ، وكذا صواريخ جانبية به تدور بالمركبة رأسا على عقب . ووحدة الخدمة هذه تظل مرتبطة بمكنة القيادة في هذه العملية الحاضرة كأنهما شيء واحد .
ثم يأتي النصف الثاني من السفينة وفيه بالترتيب التنازلي ٣ أشياء ، المركبة القمرية وقد لفتها ظاهرا فأخفتها اربع صفائح انضمت من الخارج عليها من السهل فتحها نسفا فتظهر من أوسطها المركبة القمرية كما تظهر الموزة وقد نزعت عنها قشرتها أقساما أربعة ( وهذا ما سوف يحدث ) . ويلي المركبة القمرية وحدة التوجيه ( مخ السفينة )
ويلي هذه الوحدة الصاروخ الثالث .
( تشعل المحركات الصاروخية التي بالمركبة القمرية لتفصلها عن المركبة الأم وما اتصل بها من وحدة الخدمة . وفي المركبة القمرية الرائدان أرمسترنج والدرين ، وفي مركبة القيادة الرائد كولنز ، وقد بقي يفليك حول القمر حتى يعود اليه صاحباه )
انه ترتيب وافق أغراض الرحلة فيما سبق منها . مثال ذلك أن مركبة القيادة وجب أن تتقدم وعليها صاروخ النجاة الذي ينجو بها لو تعرض رجال الفضاء عند الاطلاق لخطر كما سبق أن ذكرنا .
ولكنه ترتيب أصبح لا يتفق والأغراض القادمة . كذلك انفصلت ، في هذا الوضع ، مركبة القيادة عن المركبة القمرية ، وكان لا بد أن يتصلا ، ليصل رجلان من الثلاثة من المركبة الأولى الى الثانية عبر نفق بينهما ، لينزلا بها معا الى القمر .
مثال ذلك أن مركبة القيادة حال بينها وبين المركبة القمرية وجود وحدة الخدمة بينهما ، وقد وجب الآن اتصال المركبتين لينتقل الرجلان الى المركبة القمرية ليهبطا بها الى القمر .
فالتغيير المراد الآن هو :
۱ - فصل مركبة الفضاء ووحدة الخدمة المتصلة بها عن سائر السفينة ، وذلك باطلاق شحنة متفجرة تحدث هذا الفصل ، وهي في نفس الوقت تفتح الأغلفة الأربعة التي كانت تغطي المركبة القمرية ، وتنسفها في الفضاء ، وبذلك تنكشف المركبة القمرية انكشافا .
۲ - اطلاق صواريخ صغيرة جانبية من الصواريخ الـ ١٦ التي تتمنطق بها وحدة الخدمة ، تجعل هذه الوحدة ومركبة القيادة الملتحمة تدور في الفضاء رأسا على عقب ، مقدار نصف دورة ، فيصبح أنف مركبة القيادة يواجه المركبة القمرية .
٣ - ربط مركبة القيادة بالمركبة القمرية ، بوصل أنف الأولى بفتحة في الثانية ، وبهذا يتهيأ الاتصال بينهما بواسطة نفق صمموه لذلك .
كل هذا والمركبة القمرية ما زالت متصلة من خلفها بوحدة التوجيه والصاروخ الثالث وذلك ليعطيا المركبة القمرية شيئا من الاتزان الى ان يتم رائد الفضاء وصلها بمركبة القيادة . وعندما يتم ذلك يفصل رائد الفضاء الصاروخ الثالث ومعه وحدة التوجيه عن السفينة .
ويكون الذي تبقى من السفينة بعد هذا الانفلات شيئان : المركبة القمرية تتقدمها في السير مركبة القيادة وهي مرتبطة بها . وتتقدم مركبة القيادة وحدة الخدمة ، وتراها في الصورة وقد ظهرت في مقدمتها فتحة مخروطية الشكل هي فتحة الصاروخ القابع في داخل هذه الوحدة. وهو لم يستخدم بعد . وسيأتي دور استخدامه .
تعليق