أشكال المجرات
وقد صنفوا المجرات حسب اشكالها الى صنفين كبيرين ، ( أ ) منظومة لها شكل واضح Regular و (ب) منظومة لا شكل لها Irregular .
ووجدوا أن الصنف الأول يتضمن نحو ۹۷ في المائة من المجرات المعروفة .
ثم عادوا وقسموا هذا الصنف الأول الى قسمين : بيضي ( اهليلجي ) Elliptical . ولولبي Spiral . وللمجرة اللولبية ذراعان يمتدان حولها وفقا لدورانها .
وعادوا فقسموا المجرات البيضية الى أقسام ، مكورة أولا ، ثم تأخذ تتفرطح ، وكذلك قسموا المجرات اللولبية ، وهي تبدأ بيضية مفرطحة ، ثم تأخذ ترق ويكون لها ذراعان .
وقد رأى الفلكي المعروف هويل Hoyle أن لعل كل هذا التصنيف يرجع الى الصفات الفيزيائية التي لهذه المجرات .
وهذا التفرطح ، والتبيض في الشكل ، والتلولب ، قريب الارتباط بما لهذه المجرات من حركة حول محورها. فكلما زادت الحركة زادت المجرة تفرطحا ، وزادت تبيضا، ثم تلولبا .
- المجرات وما بينها من أبعاد :
علمنا ، عند ذكر النجوم في المجرة الواحدة ، كم تتباعد النجوم، بعضا عن بعض. ونؤكد هذا مرة اخرى فنقول : لو أن نجما قطره ياردة واحدة ، فان متوسط
( مجرة مفتوحة ، في 1300 Eridanus NGC ، طالت نواتها كالقضيب ، ومن طرفي القضيب خرج الذراعان الحلزونيان للمجرة وهي تعطيك فكرة الدوران حول نفسها ، وهذا حق . ولكنها تستغرق مئات الملايين من السنين لتلف لغة واحدة حول نفسها ، فليس هناك أمل في أن يرى أهل الأرض تغيرا يذكر في شكلها على مر السنين )
البعد بينه وبين سائر النجوم من حوله يبلغ نحو ۱۰۰۰۰ من الأميال . فالنجوم في أوضاع لا شك متباعدة داخل مجراتها .
وغير ذلك المجرات فيما بينها ، فالبعد بين مجرة وأختها قد لا يزيد على مسافة هي ۱۰۰ ضعف من قطر المجرة نفسها ، فاذا نحن رسمنا على الورق خطا طوله .. ياردة واحدة ، يمثل مجرة واحدة ، لرسمنا أختا لها ، ياردة مثلها أو نحو ذلك ، على بعد ۱۰۰ ياردة منها .
- المجرات تتألف في مجموعات :
وهناك من الظروف ما يجعل المجرات تتراءى أقرب فيما بينها من ذلك ، ذلك أن من شأن المجرات أنها تميل الى التجمع في مجموعات . وبعض هذه المجموعات يتألف من نحو عشر مجرات ، في حين أن هناك مجموعات أخرى تتألف من بضعة آلاف من المجرات .
وقد كشف الفلكيون عن بضعة آلاف من هذه المجموعات المجرية Galactic Clusters، من أكبرها مجموعة كوما Coma Cluster ، بالقرب من القطب الشمالي لمجرتنا . وهذه المجموعة تتألف من نحو ۱۰۰۰۰ مجرة ، متوسط بعدها عنا ۲۲۰ مليون سنة ضوئية .
والتلسكوب الكبير ، تلسكوب مرصد جبل بالومارة و مرآته قطرها ۲۰۰ بوصة ، يستطيع أن يرصد لنا من هذه المنظومات المجرية أخفتها ضياء ، بحيث تقع من درجات الالتماع في الدرجة الرابعة والعشرين . وبعدها عنها يبلغ بالسنين الضوئية آلاف الملايين . أي أننا نراها اليوم ، لا كما هي اليوم ، ولكن كما كانت والكرة الأرضية لا تزال في نشأتها الأولى ، ليس عليها حياة ، ولا في تربتها نبات .
- المجرات متوزعة في السماء توزعا واحدا :
والفلكي ينظر في الفضاء ، في أي اتجاه ، فيجده من حيث توزع المجرات فيه ، فضاء واحدا ، لا يختلف بعضه عن بعض . ومعنى هذا ، أن الفضاء صفاته الفزيائية واحدة ، أينما رمى الرامي بنظره .
صورة فوتغرافية المنظر عام شامل لمجرتنا ، درب اللبانة ، تألفت من عديد من الصور الفوتغرافية ضم بعضها الى بعض . ويرى الناظر فيها الفجوات السوداء التي ظنها الفلكي الانجليزي ( هرشل ) منافذ في السماء ، وما هي الا غازات وأتربة حجبت ما وراءها ، وفي الصورة ما يشبه خط الاستواء وخطوط الطول والعرض ، كالتي صنعناها للأرض ، لتحديد مواقع النجوم .. وفي الصورة الأجرام السماوية الخارجة عن مجرتنا . انها المجرات )
( المجرة التي رقمها الجدولي 51 Messier ، ومستواها واجه وجه الناظر فظهر شكلها دائريا . وخرج ذراعا الحلزون من نواتها الكبيرة مباشرة والتف بها . ومن المجرات ما لا يواجه بمستواه البصر ، فيظهر في الرسم الفوتغرافي وكانه بيضاوي الشكل لا مستديره )
- أما بعد :
فان علم السماء يعطي الانسان المعرفة ، والمعرفة لا شك غذاء نفسي . والنفس تجوع الى المعرفة كما يجوع الجسم الى الطعام . وآية ذلك التطلع الى كشف كل مجهول .
ولكن معرفة السماء تعطي شيئا فوق المعرفة . انها تعطي الفطنة ، ومع الفطنة تعطي ما هو أعلى منها ، تلك الحكمة .
والحكمة الكبرى المستفادة من علم السماء تلك الوحدة الضاربة أطنابها في كل هذا الوجود . والناس تذكر الانسان عندما تتحدث عن الوجود . والانسان ، لا بد من اسقاطه بحسبانه جرما ، ونحن نتحدث عن الوجود فأين هو من الوجود ؟ أين هو من الكواكب ومن النجوم ؟ ومن تلك الصور التي لا تزال تأتينا عبر الملايين من السنين فيما ترسمه المراصد وتصوره تلسكوباتها ؟
ان خطر الانسان الأكبر، على الرغم من صفر جرمه هو في انه يستطيع أن يعقل ، وأن يفطن ، وأن يتصور : وأن يدرك الوحدة الجارية فيه ، تلك التي تصله بوحدة الكون بخيط ، قد يكون رفيعا ، ولكنه شديد من حديد .
هذه الوحدة هى ان كل هذه الأجرام تدور. الدوران صفتها . الدوران حول نفسها . والدوران حول جرم أكبر من جرمها . القمر يدور حول نفسه مرة في الشهر وهو يدور حول الأرض مرة في الشهر . والكواكب تدور حول الشمس . والشمس ، وذريتها التسع ، تدور مع المجرة ، مجرتنا ، اذ هي تدور حول محور لها وتتم الدورة في نحو ۲۰۰ مليون من السنين . وكل نجم في هذه المجرة، وهي نجوم عددها مئات الألوف من الملايين، يدور مع المجرة كما تدور الشمس .
والشمس تدور حول نفسها في نحو ٢٥ يوما أو تزيد . وكذا تفعل النجوم . وقد كشف العلماء عن مجرات تدور حول نفسها كما تدور مجرتنا .
كون لا يعرف الا الحركة . ميت ولكن الحركة حياة . ميت ولكن في أطوائه الحياة ، صورا ، بعضها الذي ظهر وبعضها الذي لا يزال خافيا .
الدائرة سمة هذا الوجود .
اشراق وغروب ، ثم اشراق .
بذور تنبت ، ونبات يزهر . وزهرة تثمر . ويموت النبات ولكن تبقى منه بذور تجري دورة الحياة .
طفولة ، ثم صبوة ورجولة ، ثم كهولة وشيخوخة. وتمضي الشيخوخة ولكن بعد أن تخلف وراءها حياة تدور .
وما الدائرة الا وجه من الوحدة واحد .
( المجرة اللولبية في Come Berenices NGC 4565 وهي ترى ، ومستواها في مستوى البصر ، فظهرت كانها خط واحد )
وقد صنفوا المجرات حسب اشكالها الى صنفين كبيرين ، ( أ ) منظومة لها شكل واضح Regular و (ب) منظومة لا شكل لها Irregular .
ووجدوا أن الصنف الأول يتضمن نحو ۹۷ في المائة من المجرات المعروفة .
ثم عادوا وقسموا هذا الصنف الأول الى قسمين : بيضي ( اهليلجي ) Elliptical . ولولبي Spiral . وللمجرة اللولبية ذراعان يمتدان حولها وفقا لدورانها .
وعادوا فقسموا المجرات البيضية الى أقسام ، مكورة أولا ، ثم تأخذ تتفرطح ، وكذلك قسموا المجرات اللولبية ، وهي تبدأ بيضية مفرطحة ، ثم تأخذ ترق ويكون لها ذراعان .
وقد رأى الفلكي المعروف هويل Hoyle أن لعل كل هذا التصنيف يرجع الى الصفات الفيزيائية التي لهذه المجرات .
وهذا التفرطح ، والتبيض في الشكل ، والتلولب ، قريب الارتباط بما لهذه المجرات من حركة حول محورها. فكلما زادت الحركة زادت المجرة تفرطحا ، وزادت تبيضا، ثم تلولبا .
- المجرات وما بينها من أبعاد :
علمنا ، عند ذكر النجوم في المجرة الواحدة ، كم تتباعد النجوم، بعضا عن بعض. ونؤكد هذا مرة اخرى فنقول : لو أن نجما قطره ياردة واحدة ، فان متوسط
( مجرة مفتوحة ، في 1300 Eridanus NGC ، طالت نواتها كالقضيب ، ومن طرفي القضيب خرج الذراعان الحلزونيان للمجرة وهي تعطيك فكرة الدوران حول نفسها ، وهذا حق . ولكنها تستغرق مئات الملايين من السنين لتلف لغة واحدة حول نفسها ، فليس هناك أمل في أن يرى أهل الأرض تغيرا يذكر في شكلها على مر السنين )
البعد بينه وبين سائر النجوم من حوله يبلغ نحو ۱۰۰۰۰ من الأميال . فالنجوم في أوضاع لا شك متباعدة داخل مجراتها .
وغير ذلك المجرات فيما بينها ، فالبعد بين مجرة وأختها قد لا يزيد على مسافة هي ۱۰۰ ضعف من قطر المجرة نفسها ، فاذا نحن رسمنا على الورق خطا طوله .. ياردة واحدة ، يمثل مجرة واحدة ، لرسمنا أختا لها ، ياردة مثلها أو نحو ذلك ، على بعد ۱۰۰ ياردة منها .
- المجرات تتألف في مجموعات :
وهناك من الظروف ما يجعل المجرات تتراءى أقرب فيما بينها من ذلك ، ذلك أن من شأن المجرات أنها تميل الى التجمع في مجموعات . وبعض هذه المجموعات يتألف من نحو عشر مجرات ، في حين أن هناك مجموعات أخرى تتألف من بضعة آلاف من المجرات .
وقد كشف الفلكيون عن بضعة آلاف من هذه المجموعات المجرية Galactic Clusters، من أكبرها مجموعة كوما Coma Cluster ، بالقرب من القطب الشمالي لمجرتنا . وهذه المجموعة تتألف من نحو ۱۰۰۰۰ مجرة ، متوسط بعدها عنا ۲۲۰ مليون سنة ضوئية .
والتلسكوب الكبير ، تلسكوب مرصد جبل بالومارة و مرآته قطرها ۲۰۰ بوصة ، يستطيع أن يرصد لنا من هذه المنظومات المجرية أخفتها ضياء ، بحيث تقع من درجات الالتماع في الدرجة الرابعة والعشرين . وبعدها عنها يبلغ بالسنين الضوئية آلاف الملايين . أي أننا نراها اليوم ، لا كما هي اليوم ، ولكن كما كانت والكرة الأرضية لا تزال في نشأتها الأولى ، ليس عليها حياة ، ولا في تربتها نبات .
- المجرات متوزعة في السماء توزعا واحدا :
والفلكي ينظر في الفضاء ، في أي اتجاه ، فيجده من حيث توزع المجرات فيه ، فضاء واحدا ، لا يختلف بعضه عن بعض . ومعنى هذا ، أن الفضاء صفاته الفزيائية واحدة ، أينما رمى الرامي بنظره .
صورة فوتغرافية المنظر عام شامل لمجرتنا ، درب اللبانة ، تألفت من عديد من الصور الفوتغرافية ضم بعضها الى بعض . ويرى الناظر فيها الفجوات السوداء التي ظنها الفلكي الانجليزي ( هرشل ) منافذ في السماء ، وما هي الا غازات وأتربة حجبت ما وراءها ، وفي الصورة ما يشبه خط الاستواء وخطوط الطول والعرض ، كالتي صنعناها للأرض ، لتحديد مواقع النجوم .. وفي الصورة الأجرام السماوية الخارجة عن مجرتنا . انها المجرات )
( المجرة التي رقمها الجدولي 51 Messier ، ومستواها واجه وجه الناظر فظهر شكلها دائريا . وخرج ذراعا الحلزون من نواتها الكبيرة مباشرة والتف بها . ومن المجرات ما لا يواجه بمستواه البصر ، فيظهر في الرسم الفوتغرافي وكانه بيضاوي الشكل لا مستديره )
- أما بعد :
فان علم السماء يعطي الانسان المعرفة ، والمعرفة لا شك غذاء نفسي . والنفس تجوع الى المعرفة كما يجوع الجسم الى الطعام . وآية ذلك التطلع الى كشف كل مجهول .
ولكن معرفة السماء تعطي شيئا فوق المعرفة . انها تعطي الفطنة ، ومع الفطنة تعطي ما هو أعلى منها ، تلك الحكمة .
والحكمة الكبرى المستفادة من علم السماء تلك الوحدة الضاربة أطنابها في كل هذا الوجود . والناس تذكر الانسان عندما تتحدث عن الوجود . والانسان ، لا بد من اسقاطه بحسبانه جرما ، ونحن نتحدث عن الوجود فأين هو من الوجود ؟ أين هو من الكواكب ومن النجوم ؟ ومن تلك الصور التي لا تزال تأتينا عبر الملايين من السنين فيما ترسمه المراصد وتصوره تلسكوباتها ؟
ان خطر الانسان الأكبر، على الرغم من صفر جرمه هو في انه يستطيع أن يعقل ، وأن يفطن ، وأن يتصور : وأن يدرك الوحدة الجارية فيه ، تلك التي تصله بوحدة الكون بخيط ، قد يكون رفيعا ، ولكنه شديد من حديد .
هذه الوحدة هى ان كل هذه الأجرام تدور. الدوران صفتها . الدوران حول نفسها . والدوران حول جرم أكبر من جرمها . القمر يدور حول نفسه مرة في الشهر وهو يدور حول الأرض مرة في الشهر . والكواكب تدور حول الشمس . والشمس ، وذريتها التسع ، تدور مع المجرة ، مجرتنا ، اذ هي تدور حول محور لها وتتم الدورة في نحو ۲۰۰ مليون من السنين . وكل نجم في هذه المجرة، وهي نجوم عددها مئات الألوف من الملايين، يدور مع المجرة كما تدور الشمس .
والشمس تدور حول نفسها في نحو ٢٥ يوما أو تزيد . وكذا تفعل النجوم . وقد كشف العلماء عن مجرات تدور حول نفسها كما تدور مجرتنا .
كون لا يعرف الا الحركة . ميت ولكن الحركة حياة . ميت ولكن في أطوائه الحياة ، صورا ، بعضها الذي ظهر وبعضها الذي لا يزال خافيا .
الدائرة سمة هذا الوجود .
اشراق وغروب ، ثم اشراق .
بذور تنبت ، ونبات يزهر . وزهرة تثمر . ويموت النبات ولكن تبقى منه بذور تجري دورة الحياة .
طفولة ، ثم صبوة ورجولة ، ثم كهولة وشيخوخة. وتمضي الشيخوخة ولكن بعد أن تخلف وراءها حياة تدور .
وما الدائرة الا وجه من الوحدة واحد .
( المجرة اللولبية في Come Berenices NGC 4565 وهي ترى ، ومستواها في مستوى البصر ، فظهرت كانها خط واحد )
تعليق