الأرض في التاريخ .. عند البابليين و قدماء المصريين و اليونان ..
ولندخل بعد هذه المقدمة في الموضوع الذي قصدناه ، ذلك كيف تخيل الانسان صورة هذه الأرض التي عاش عليها القرون الطوال .
- الأرض عند البابليين :
خال البابليون الأرض قرصا مفرطحا منبسطا طافيا فوق ماء وأحاط الماء القرص الأرضي ، فتلك هي ومن وراء البحار قامت جبال تحمل قبة البحار السماء هذه من أطرافها .
ونجوم السماء ، كيف تظهر وتختفي ؟ تدخل من ثقوب في القبة السماوية ، ومنها تخرج .
وخارج القبة السماوية كان ماء ، ودليله المطر الهابط من السماء . وبمثل هذا الرأي أخذ العبرانيون .
والبابليون رصدوا الشمس والكواكب والنجوم في حركاتها رصدا مرضيا ، ولكنهم لم يذكروا لماذا كانت تتحرك هكذا النجوم .
ورأوا حول القمر شيئا كالضباب فسموه هالة وكانت عندهم هالة حول القمر نفسه ، فهي ظاهرة سماء، ونحن اليوم نعلم أنها ظاهرة هواء .
والمذنب ، رأسه وذيله ، ظنوه ظاهرة هواء . وهكذا خالوا الشهب ، ونحن نعلم اليوم أنهما جميعا آتيان من السماء .
- الأرض عند قدماء المصريين :
والأرض عند قدماء المصريين لم تختلف كثيرا عما كانت عند البابليين ، وكان بينهما تجارة واتصال . وذلك بالرغم من سبق المصريين في صناعة وفن وهندسة وحساب .
خالوا الأرض قرصا بيضاويا مبسوطا ، ومن فوقه قبة حملت الشمس والقمر والنجوم ، وزركشوا هذا الخيال بأن أدخلوا الى الصورة شيئا من عقائدهم الدينية، وصورا من آلهتهم ، سماوية وأرضية . ولعلهم أدخلوا الآلهة لحاجتهم الى القوة التي تحمل السماء ، والقدرة التي تثبت بها الأرض .
هذا على الرغم من أنهم عرفوا ما السنة ، وأنها ٣٦٥ يوما ، وقسموها اثني عشر شهرا ، کل شهر ۳۰ يوما ، وزادوا خمسة أيام يستتم فيها العام . وأدركوا كذلك أن العام لا يكتمل بغروب النجم سوئيس Sothis ( النجم سيريوس Serius عند الاغريق ، أو الشعري اليمانية ، وهي ألمع نجوم السماء ، وكوكب الزهرة المع منه )
( هذه صورة الكون التي تصورها المصريون القدماء : السماء قبة ترفعها الآلهة نط بجسمها وامتداد ذراعيها ورجليها . ويعمد الآلهة نط في هذا الوضع اله الهواء شو ، وهكذا خلط المصريون الرصين من علمهم ، بغير الرصين من تعاليم دينهم )
لا يكتمل بغروب هذا النجم الا اذا أضافوا الى ال ٣٦٥ يوما ربع يوم ، فصار ٣٦٥ ١/٤ ( معنى السنة الكبيسة اليوم ) . وهم أدركوا فوق ذلك أن دورة السماء لا تعود سيرتها الأولى فتطلع النجوم ساعة أن كانت تطلع ، وتغرب ساعة أن كانت تغرب الا بعد دورة كاملة تستغرق ١٥٠٠ عام ( ٣٦٥ × ٤ ) . وأسموها الدورة السوثيسية ، أي التي في آخرها يغرب النجم سوثيس ( أو الشعرى اليمانية ) في نفس الوقت الذي كان يغرب فيه في أول الدورة .
تقدم في الحساب الفلكي ، يتناقض مع صور خالوها عن الأرض والسماء ، دخلت الآلهة فيها تحمل وترفع ، وتسد الثغرات .
أفكان للمصريين علمان ، علم الكهنوت ، وعلم الأفلاك؟ وافترق العلمان ، ومع هذا تعايشا ، مثل هذا التعايش السلمي الذي يراد أن يقام اليوم بين الروس والأمريكان .
- الارض عند اليونان :
بدأ اليونان ، في العهد الهومري Homer ( في نحو القرن التاسع قبل الميلاد ) يتصورون الأرض والكون كما تصورهما المصريون والبابليون : قرصا قد استقر فوق ماء، ومن فوقه قبة السماء . ولكن، بما انه من عمد الجمال عند اليونان ، تماثل الأشكال ، والكون لا بد أن يكون جميلا ، فمتماثلا ، فقد تراءى لهم أنه ، بما أن فوق قرص الأرض قبة ، فلا بد أن يكون من تحتها قبة مثلها تماما ، واليها تذهب أرواح البشر عند الموت .
وعلى هذا النحو بدأت فكرة الأرض التي تتوسط كونا مكورا ، هي مركز الكرة فيه .
وجاء فيلسوفهم الأول ثاليز Thales وتبعه الفيلسوف أنا كسیمندر Anaximander ولم يغيرا من هذه الصورة كثيرا : أرض مبسوطة كالقرص ، من فوقها قبة ، ومن تحتها قبة .
( ثاليز ، أبو الفلسفة اليونانية ، في دلتا النيل فقد زار مصر في شبابه ، وعاد الى بلده ميليتس ( مليئا بالروعة لما شاهد هناك وعاد من مصر القديمة بتلك المعرفة التي بنى عليها اليونايون علم الهندسة » . وينكر أهل الغرب اليوم ذلك وأمثاله ، لأن عندهم أن علم الاغريق انما نبت شيطانيا وبقدرة قادر في ارض الاغارقة . وكيف يثبت في أرض الشرق علم عليه بنى أهل أوروبا ، أهل الغرب ، حضارتهم الحاضرة !! ولد تاليس في نحو ٦٢٥ قبل الميلاد )
ولندخل بعد هذه المقدمة في الموضوع الذي قصدناه ، ذلك كيف تخيل الانسان صورة هذه الأرض التي عاش عليها القرون الطوال .
- الأرض عند البابليين :
خال البابليون الأرض قرصا مفرطحا منبسطا طافيا فوق ماء وأحاط الماء القرص الأرضي ، فتلك هي ومن وراء البحار قامت جبال تحمل قبة البحار السماء هذه من أطرافها .
ونجوم السماء ، كيف تظهر وتختفي ؟ تدخل من ثقوب في القبة السماوية ، ومنها تخرج .
وخارج القبة السماوية كان ماء ، ودليله المطر الهابط من السماء . وبمثل هذا الرأي أخذ العبرانيون .
والبابليون رصدوا الشمس والكواكب والنجوم في حركاتها رصدا مرضيا ، ولكنهم لم يذكروا لماذا كانت تتحرك هكذا النجوم .
ورأوا حول القمر شيئا كالضباب فسموه هالة وكانت عندهم هالة حول القمر نفسه ، فهي ظاهرة سماء، ونحن اليوم نعلم أنها ظاهرة هواء .
والمذنب ، رأسه وذيله ، ظنوه ظاهرة هواء . وهكذا خالوا الشهب ، ونحن نعلم اليوم أنهما جميعا آتيان من السماء .
- الأرض عند قدماء المصريين :
والأرض عند قدماء المصريين لم تختلف كثيرا عما كانت عند البابليين ، وكان بينهما تجارة واتصال . وذلك بالرغم من سبق المصريين في صناعة وفن وهندسة وحساب .
خالوا الأرض قرصا بيضاويا مبسوطا ، ومن فوقه قبة حملت الشمس والقمر والنجوم ، وزركشوا هذا الخيال بأن أدخلوا الى الصورة شيئا من عقائدهم الدينية، وصورا من آلهتهم ، سماوية وأرضية . ولعلهم أدخلوا الآلهة لحاجتهم الى القوة التي تحمل السماء ، والقدرة التي تثبت بها الأرض .
هذا على الرغم من أنهم عرفوا ما السنة ، وأنها ٣٦٥ يوما ، وقسموها اثني عشر شهرا ، کل شهر ۳۰ يوما ، وزادوا خمسة أيام يستتم فيها العام . وأدركوا كذلك أن العام لا يكتمل بغروب النجم سوئيس Sothis ( النجم سيريوس Serius عند الاغريق ، أو الشعري اليمانية ، وهي ألمع نجوم السماء ، وكوكب الزهرة المع منه )
( هذه صورة الكون التي تصورها المصريون القدماء : السماء قبة ترفعها الآلهة نط بجسمها وامتداد ذراعيها ورجليها . ويعمد الآلهة نط في هذا الوضع اله الهواء شو ، وهكذا خلط المصريون الرصين من علمهم ، بغير الرصين من تعاليم دينهم )
لا يكتمل بغروب هذا النجم الا اذا أضافوا الى ال ٣٦٥ يوما ربع يوم ، فصار ٣٦٥ ١/٤ ( معنى السنة الكبيسة اليوم ) . وهم أدركوا فوق ذلك أن دورة السماء لا تعود سيرتها الأولى فتطلع النجوم ساعة أن كانت تطلع ، وتغرب ساعة أن كانت تغرب الا بعد دورة كاملة تستغرق ١٥٠٠ عام ( ٣٦٥ × ٤ ) . وأسموها الدورة السوثيسية ، أي التي في آخرها يغرب النجم سوثيس ( أو الشعرى اليمانية ) في نفس الوقت الذي كان يغرب فيه في أول الدورة .
تقدم في الحساب الفلكي ، يتناقض مع صور خالوها عن الأرض والسماء ، دخلت الآلهة فيها تحمل وترفع ، وتسد الثغرات .
أفكان للمصريين علمان ، علم الكهنوت ، وعلم الأفلاك؟ وافترق العلمان ، ومع هذا تعايشا ، مثل هذا التعايش السلمي الذي يراد أن يقام اليوم بين الروس والأمريكان .
- الارض عند اليونان :
بدأ اليونان ، في العهد الهومري Homer ( في نحو القرن التاسع قبل الميلاد ) يتصورون الأرض والكون كما تصورهما المصريون والبابليون : قرصا قد استقر فوق ماء، ومن فوقه قبة السماء . ولكن، بما انه من عمد الجمال عند اليونان ، تماثل الأشكال ، والكون لا بد أن يكون جميلا ، فمتماثلا ، فقد تراءى لهم أنه ، بما أن فوق قرص الأرض قبة ، فلا بد أن يكون من تحتها قبة مثلها تماما ، واليها تذهب أرواح البشر عند الموت .
وعلى هذا النحو بدأت فكرة الأرض التي تتوسط كونا مكورا ، هي مركز الكرة فيه .
وجاء فيلسوفهم الأول ثاليز Thales وتبعه الفيلسوف أنا كسیمندر Anaximander ولم يغيرا من هذه الصورة كثيرا : أرض مبسوطة كالقرص ، من فوقها قبة ، ومن تحتها قبة .
( ثاليز ، أبو الفلسفة اليونانية ، في دلتا النيل فقد زار مصر في شبابه ، وعاد الى بلده ميليتس ( مليئا بالروعة لما شاهد هناك وعاد من مصر القديمة بتلك المعرفة التي بنى عليها اليونايون علم الهندسة » . وينكر أهل الغرب اليوم ذلك وأمثاله ، لأن عندهم أن علم الاغريق انما نبت شيطانيا وبقدرة قادر في ارض الاغارقة . وكيف يثبت في أرض الشرق علم عليه بنى أهل أوروبا ، أهل الغرب ، حضارتهم الحاضرة !! ولد تاليس في نحو ٦٢٥ قبل الميلاد )
تعليق