فيرمير.. مصور فوتوغرافي قبل اختراع الكاميرا بقرنين!
رغم غزارة إنتاج فيرمير إلا أن شهرته ترتبط بلوحته "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" والملقبة بـ"موناليزا الشمال".
الأربعاء 2024/04/03
ShareWhatsAppTwitterFacebook
لوحات مميزة
إن المتأمل للوحات الرسام الهولندي يوهانس فيرمير (1632-1675) يلاحظ دائما أن هناك شخصا ومراقبا للشخصيات المرسومة أو كاميرا مصور فوتواغرفي تلتقط لحظة فعل عفوي لها كلوحة “فن الرسم” أو لوحة “فتاة تقرأ رسالة عند الشباك” وفي الوقت نفسه ترى أن هذه الشخصيات تفاجأت بحضور شخص ما وهي تقوم بعمل كلوحة “سيدة تعزف على البيانو” و”الفتاة مع كأس النبيذ” كما نلاحظ أيضا أن المكان يضاء من نافذة وحيدة قام فيرمير برسم معظم شخصياته بقربها! كما أن الغرفة التي توجد بها تلك النافذة استخدمت كلوكيشن (مكان) واحد لرسم معظم الشخصيات بتنوع اهتماماتها وأفعالها.
كما نلاحظ اهتمام فيرمير بتكوين اللقطات وتنوع أحجامها وتوزيع الإضاءة لذلك لقب بسيد الضوء ويظهر ذلك جليا في لوحته الشهيرة “الضابط والمرأة الضاحكة” حيث نرى ظهر الضابط الذي يجلس في الظل دلالة على غموض الشخصية أو رفعتها، بينما الفتاة تجلس قبالة النافذة التي يأتي منها الضوء مبتسمة والسعادة ظاهرة على وجهها وكأنما الكاميرا وضعت خلف ظهر الضابط في لقطة تسمى over shut فنشعر أن رسامنا سينماتوغرافيا قبل اختراع السينما بقرنين.
فيرمير من أجمل الفنانين الذين عرفهم التاريخ والأكثر غموضا بأعماله بعد ليوناردو دافنشي
كما أن المدقق في وجوه النساء المرسومة في لوحاته يلاحظ تشابها كبيرا بينها في أكثر من لوحة وكأنه وجه لامرأة واحدة يرسمها في كل مرة بوضع وزي مختلفين.
ورغم غزارة إنتاج فيرمير الفني إلا أن شهرته ترتبط بلوحته “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” 1665 والملقبة بـ”موناليزا الشمال” وهي لوحة لفتاة مبتسمة ترتدي عمامة عربية زرقاء وتضع في أذنها قرطا من اللؤلؤ. وظلت التكهنات والغموض حول هوية هذه الفتاة حتى يومنا هذا فهناك من اعتبر أنها خادمة تعمل في منزل الرسام دفعها مرض والدها للعمل عنده فاختارها فيرمير موديلا للوحته هذه وقد ألبسها قرط زوجته وملابسها ومن ثم لاحقا أصبحت عشيقته وقد قام بتعليمها فن الرسم لكي تصبح مساعدته.
من أصحاب هذه الفرضية الروائية الأميركية تريسي شوفاليه التي ألفت رواية عنها بعنوان “الفتاة ذات اللؤلؤ” وتحولت لاحقا إلى فيلم سينمائي من إخراج بيتر ويبر وبطولة سكارليت جوهانسون، أما الاعتقاد الثاني لعدد من الباحثين والنقاد الأوربيين فيقول إن هذه الفتاة ليست سوى ابنة من بنات فيرمير فمن يعرف شخصيته ويتتبع تاريخه الأسري يستبعد أن تكون له عشيقة وهو رب الأسرة الملتزم الذي يحب زوجته كثيرا وأنجب منها أحد عشر ولدا وبنتا.
ولم يخرج فيرمير من الأستوديو الخاص به إلا لرسم لوحتين فقط هما “الشارع الصغير” و”مشهد من دلفت” لمدينته التي أحبها وترعرع بها. واللوحة هي مشهد عام لميناء المدينة الصغير الذي ترسو به بضعة سفن وامرأتان تتحدثان وعدة أشخاص يقفون على رصيف الميناء والغيوم تملأ السماء. وتعتبر هذه اللوحة من أجمل لوحاته وذاع صيتها بعد أن تناولها الروائي الفرنسي الكبير في الفصل السادس من روايته الشهيرة “البحث عن الزمن المفقود” حيث اعتبرها بروست إحدى أجمل اللوحات في العالم إن لم تكن أجملها.
ويبقى فيرمير من أجمل الفنانين الذين عرفهم التاريخ والأكثر غموضا بأعماله بعد ليوناردو دافنشي.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
إلياس حموي
كاتب سوري
رغم غزارة إنتاج فيرمير إلا أن شهرته ترتبط بلوحته "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" والملقبة بـ"موناليزا الشمال".
الأربعاء 2024/04/03
ShareWhatsAppTwitterFacebook
لوحات مميزة
إن المتأمل للوحات الرسام الهولندي يوهانس فيرمير (1632-1675) يلاحظ دائما أن هناك شخصا ومراقبا للشخصيات المرسومة أو كاميرا مصور فوتواغرفي تلتقط لحظة فعل عفوي لها كلوحة “فن الرسم” أو لوحة “فتاة تقرأ رسالة عند الشباك” وفي الوقت نفسه ترى أن هذه الشخصيات تفاجأت بحضور شخص ما وهي تقوم بعمل كلوحة “سيدة تعزف على البيانو” و”الفتاة مع كأس النبيذ” كما نلاحظ أيضا أن المكان يضاء من نافذة وحيدة قام فيرمير برسم معظم شخصياته بقربها! كما أن الغرفة التي توجد بها تلك النافذة استخدمت كلوكيشن (مكان) واحد لرسم معظم الشخصيات بتنوع اهتماماتها وأفعالها.
كما نلاحظ اهتمام فيرمير بتكوين اللقطات وتنوع أحجامها وتوزيع الإضاءة لذلك لقب بسيد الضوء ويظهر ذلك جليا في لوحته الشهيرة “الضابط والمرأة الضاحكة” حيث نرى ظهر الضابط الذي يجلس في الظل دلالة على غموض الشخصية أو رفعتها، بينما الفتاة تجلس قبالة النافذة التي يأتي منها الضوء مبتسمة والسعادة ظاهرة على وجهها وكأنما الكاميرا وضعت خلف ظهر الضابط في لقطة تسمى over shut فنشعر أن رسامنا سينماتوغرافيا قبل اختراع السينما بقرنين.
فيرمير من أجمل الفنانين الذين عرفهم التاريخ والأكثر غموضا بأعماله بعد ليوناردو دافنشي
كما أن المدقق في وجوه النساء المرسومة في لوحاته يلاحظ تشابها كبيرا بينها في أكثر من لوحة وكأنه وجه لامرأة واحدة يرسمها في كل مرة بوضع وزي مختلفين.
ورغم غزارة إنتاج فيرمير الفني إلا أن شهرته ترتبط بلوحته “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” 1665 والملقبة بـ”موناليزا الشمال” وهي لوحة لفتاة مبتسمة ترتدي عمامة عربية زرقاء وتضع في أذنها قرطا من اللؤلؤ. وظلت التكهنات والغموض حول هوية هذه الفتاة حتى يومنا هذا فهناك من اعتبر أنها خادمة تعمل في منزل الرسام دفعها مرض والدها للعمل عنده فاختارها فيرمير موديلا للوحته هذه وقد ألبسها قرط زوجته وملابسها ومن ثم لاحقا أصبحت عشيقته وقد قام بتعليمها فن الرسم لكي تصبح مساعدته.
من أصحاب هذه الفرضية الروائية الأميركية تريسي شوفاليه التي ألفت رواية عنها بعنوان “الفتاة ذات اللؤلؤ” وتحولت لاحقا إلى فيلم سينمائي من إخراج بيتر ويبر وبطولة سكارليت جوهانسون، أما الاعتقاد الثاني لعدد من الباحثين والنقاد الأوربيين فيقول إن هذه الفتاة ليست سوى ابنة من بنات فيرمير فمن يعرف شخصيته ويتتبع تاريخه الأسري يستبعد أن تكون له عشيقة وهو رب الأسرة الملتزم الذي يحب زوجته كثيرا وأنجب منها أحد عشر ولدا وبنتا.
ولم يخرج فيرمير من الأستوديو الخاص به إلا لرسم لوحتين فقط هما “الشارع الصغير” و”مشهد من دلفت” لمدينته التي أحبها وترعرع بها. واللوحة هي مشهد عام لميناء المدينة الصغير الذي ترسو به بضعة سفن وامرأتان تتحدثان وعدة أشخاص يقفون على رصيف الميناء والغيوم تملأ السماء. وتعتبر هذه اللوحة من أجمل لوحاته وذاع صيتها بعد أن تناولها الروائي الفرنسي الكبير في الفصل السادس من روايته الشهيرة “البحث عن الزمن المفقود” حيث اعتبرها بروست إحدى أجمل اللوحات في العالم إن لم تكن أجملها.
ويبقى فيرمير من أجمل الفنانين الذين عرفهم التاريخ والأكثر غموضا بأعماله بعد ليوناردو دافنشي.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
إلياس حموي
كاتب سوري