الرسم بالرمل فن حديث بتقنيات مختلفة
.................................................. .............
إذا كنت من زائري سوق "القباقبية" بدمشق،والواقع بجانب الجامع الاموي، فلابد أن يجذبك مشهد بانورامي في غاية الروعة، حيث هناك رسامون عدتهم رمل ملون وزجاجات فارغة يرسمون مباشرة وأمامك لوحة فنية في غاية الجمال.
.
إنه فن في غاية الإبداع والحرفية، لأنهم يقومون بالرسم أمامك مباشرةً ودون تحضير مسبق ما يعجز عن رسمه أكثر الرسامين في العالم شهرةً، فكان هذا أشبه بعرض سحري
.
ان الزائر لاحد اماكن تواجد هؤلاء الفنانين تأخذه عيناه إلى تلك الألوان الزاهية والبراقة عبر الرمال المصفوفة داخل قارورة زجاجية أعدت لهذه الغاية فيقف منذهلا أمام الحرفي الفنان وعيناة تراقب دك الرمل الملون بدقة وبراعه متناهية وكأنة يرسم بالفرشاة ويبدو الأمر في غاية البساطة إلا أن المتمعن يدرك صعوبة العملية في البناء حيث تحتاج إلى نفس طويل وعين حدقة في مزج الألوان حتى لايطغى لون أو شكل على آخر وإلا وجب عليه إعادة البناء من جديد وهذا نادرا ما يحصل مع المتمرس لهذا الفن .
.
ان الرسم بالرمل هو فن صناعة أشكال ولوحات فنية مختلفة عن طريق سكب الرمل ذي ألوان معبرة عن الحالة أو الشكل المراد رسمه داخل زجاجة مخصصة لهذا الغرض..
.
ويعتبر الرسم بالرمل الملون أحد الفنون القديمة التي عرفها العرب مع اكتشاف الساعة الرملية التي كانت ملهماً لهذا الفن الرائع.. ولكن أجمالاً لم ينتشر هذا الفن "الرسم بالرمل" في "دمشق" إلا قبل حوالي 20-25 عاماً عندما هاجر بعض الشبان العراقيين المتقنين لهذا الفن الجميل من بلدهم إلى سورية بحثاً عن العمل، وأخذوا من سوق "القباقبية" مكاناً لعرض هذا الفن الذي شهد إقبالاً كبيراً من أبناء دمشق وزوارها من بقية المدن السورية وسياحها، وبعد مغادرة الشبان العراقيين لسورية وعودتهم إلى بلدهم، كان عدد من الشبان الدمشقيين قد استهواهم هذا الفن اليدوي الجميل، فقرروا متابعة ما بدأ به هؤلاء الشبان العراقيين وفي نفس المكان الذي عرضوا فيه فنهم الراقي، لهذا يعتبر "سوق القباقبية" مركزاً لهذا الفن..
.
وينتشر هذا الفن بشكل مخصوص في المناطق التي تتوفر فيها المادة الأساسية (رمل الكوارتز أو رمل المازار).
ولوجود هذا النوع من الرمال في سوريا في جبال القلمون شمال دمشق (القطيفة) جعل أصحاب هذه المنطقة يمارسون هذه الحرفة.
وقد كانت النساء قديما وبشكل خاص في تلك المنطقة (القطيفة) يمارسن هذه الحرفة بهدف الزينة والتسلية.
.
وقد أخذ هذا الفن شهرة كبيرة في دمشق، ومنهم من قام بدراسته في معهد الفنون التطبيقية "بدمشق"، وهناك أكثر من 5 رسامين يقدمون خدماتهم لزائري المدينة القديمة مباشرةً وحسب رغبتهم.
.
أدواتهم هي "طاولة صغيرة، رمل، قمعة وريشة"، أولاً يأتون بالرمل المازار أو الرمل البحري وبعدها يقومون بطحن الرمل حتى يصبح ناعماً جداً، ثم تضاف إليه الألوان الترابية وتخلط جيداً حتى نحصل على اللون الذي نريده، ثم يحضرون القنينة الزجاجية الفارغة التي تكون عريضة من أسفلها ويسكب الرمل بداخلها، ثم يبدأ بالرسم بالريشة التي تحتوي على شريط رفيع بداخلها لكتابة الأسماء ورسم الأشكال الفنية التي نريد رسمها.
ويعتبر لونا الأحمر والموف من أجمل الألوان وأكثرها استخداماً، فيستخدم اللون الأحمر مع البرتقالي والأخضر، والبنفسجي مع الزهر والأبيض، الأخضر يعبر به عن الخضار، والأزرق عن البحر، والأسود يستخدم لرسم الأشخاص وكتابة الأسماء والأحرف.
ويختلف سعر هذه اللوحات الفنية حسب حجم وشكل القنينة الزجاجية.
.
وقد شكلت هذه المنتجات التي تباع في محال بيع التحف والأماكن السياحية واحدة من الهدايا التذكارية التي كان يبتاعها السياح من كافة دول العالم.
حيث يعد زجاج الرمل واحدا من أهم الهدايا التي كانت تشهد إقبالا واسعا من قبل السياح على اختلاف جنسياتهم