مورجان فريمان .. الواثق صاحب النظرة العميقة
«سينماتوغراف» ـ أميرة لطفى
يعد الممثل المبدع والكبير مورجان فريمان واحدا من أكثر الشخصيات احتراماً وموهبة فى السينما الامريكية. لمعت موهبته خلال الـ 50 عاماً الماضية ليصبح كما يقول النقاد عنه كاللاعب المحترف فى التمثيل والانتاج أيضاً، وواحداً من أهم نجوم الصف الأول فى هوليوود الذين اعتلت أفلامهم قائمه البوكس أوفيس. وبالرغم من ذلك، يعتبر مظلوما جداً في نصيبه من الجوائز سواء الأوسكار أو غيرها. فقد تم ترشيحه لجائزة الأوسكار خمس مرات وفاز بواحدة فقط. ويطلق على النجم مورجان صاحب الصوت العميق والهاديء، وصاحب الشخصية المسيطرة والقائدة، الرزين.
ولد مورجان بورترفيلد فريمان في مدينة ممفيس بولاية تينيسي عام 1937 أي أنه يبلغ من العمر 87 عاماً.
ونشأ في بيئة فقيرة لكن ذلك لم يمنعه من دخول السينما. فقد كان يحصل على قيمة التذكرة من بيع علب البيبسي والكوكاكولا التي يعود ليلتقطها مرة أخرى بعد أن يرميها الناس ليكسب بعض السنتات من قيمة استرجاعها.
إنه ممثل بالفطرة، بدأ يؤدي بعض الأدوار التمثيلية منذ طفولته وكان يحلم بأن يصبح مثل الممثلين المشهورين الذين كان يشاهدهم في السينما عندما كان يذهب اليها كل يوم ويعتبرها والافلام ملجأه الآمن.
بدأ التمثيل فى فتره السبعينيات من القرن الماضي، وكان أول أفلامه «من يقول إنني لا أستطيع ركوب قوس قزح؟» إلا أنه لم يقم بعد ذلك بأي دور سينمائى لفترة طويلة.
ومن يتابع الأعمال الأولى لفريمان بشكل عام يجد أنه لعب أدواراً بارزة في العديد من الأفلام الروائية وأغلبها كان يقوم فيها بدور الممثل المساعد وليس البطل الرئيسى للفيلم. إلا أن أداءه جعله يكتسب سمعة جيدة لرؤيته الثاقبة والحكيمة، للشخصيات التى يوافق على أن يؤديها على الشاشة والتى جعلت منه نجماً كبيراً.
وتعتبر بداية مورجان فريمان والتى لفتت اليه إنتباه النقاد ورفعت من شعبيتة علي مستوي الجمهور دوره في فيلم «Street Smart ـ ابن الشارع» عام 1987 والذى تدور أحداثه حول قصة حقيقية تتعلق بحياه الجريمة ورُشح عنه لأول جائزة أوسكار فى حياته. وبعد هذا الفيلم توالت إبداعات مورجان فريمان التمثيلية فى افلامه المتوالية ولكنه بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم «ابن الشارع» اسندت له ادوار البطوله فى الافلام التى يشارك بها ومنها فيلمه الناجح «Driving Miss Daisy» أو «قيادة الانسة ديزى» عام 1989والذى حصل عنه على جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل وترشح عنه لجائزة الأوسكار أيضا.
كان«Se7en» عام 1995 من أهم الافلام التى مثل فيها مورجان فريمان. وفى تقييم النقاد انه فيلم اكثر من رائع وأنه من الافلام التى لن تمحى من الذاكرة أبدا، وأن أداء مورجان فى دور المحقق المخضرم كان بمثابة التون الخاص الذى حدد نغمة وايقاع الفيلم. فقد كان بارعا فى أداء دور المحقق بنظراته العميقة الواثقة واستطاع أن يكشف لنا ما يمتلكه من حدس سوداوي صائب تجاه ما يقابله من جرائم، وكأنه استطاع النفاذ لذلك الشر القاتم داخل النفس الإنسانية.
ويذكرنا ذلك الحدس الغامض المنذر بالنهاية القاتمة التى كان يرددها بصوته الهادىء طوال أحداث الفيلم بتلك الموسيقى التصويرية التي كانت تسبق ظهور القرش دائما في أفلام المخرج الكبير «ستيفن سبيلبيرج».
وكتب عن هذا الفيلم انه نادراً ما كان هناك فيلم مع مثل هذا الجو المظلم الذى إقشعرت له الأبدان. وعلق عليه البعض بالقول إن أحداثه المثيرة توحى بأنه فيلم رعب أكثر من أن يكون فيلما دراميا. ويشير الفيلم في حكايته الى سبع خطايا مميتة حول قيام سفاح مثقف ومحنك بمعاقبة سبعة اشخاص كل واحد منهم يمثل واحدة من تلك الخطايا.
وقد كتبت النيويورك تايمز ان وجود مورجان زعيم السجناء في فيلم «Shawshank Redemption ـ اصلاحية شوشانك» هو ما أعطى الفيلم عمقاً وتأثيراً حيث أبدع في كل كلمة قالها ويعتبر هذا العمل من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما الأمريكية. ولايزال الكثيرون حتى الان يرددون بعض جمل مورجان بطريقة ادائه المبهرة والتى كانت الأفضل فى كل ألامه.
والمتابع لأفلام فريمان يجده يتميز فى أداور المحقق. فأداؤه كالعادة واثق، وهادئ ووقور، وقوي بصوته المميز العميق القادر على أن يسلب المشاهد حواسه ويجبره على التركيز في كل مشهد يظهر به وأن يعجب به لا إرادياً.
وفريمان ملائم جداً لهذا النوعية من الأدوار، فهو يعشق تلك الشخصيات القوية المسيطرة الحكيمة الهادئة ويعرف كيف يقدمها في كل فيلم بوجه مختلف عن الآخر. وقد قدمها بعدة أشكال سابقاً، فمن قائد عسكري في جلوري إلى سائق متفان في قيادة السيدة ديزي الى الفارس العربي في روبين هود أمير اللصوص.
كما استطاع مورجان فريمان أن يخطف الأضواء عند تجسيده لشخصية الزعيم الإفريقى الراحل «نيلسون مانديلا» فى فيلم «Invictus».
فلا يمكن لأحد أن ينسى أداء النجم الاسمر مورجان الصوتي والحركي الرائع كمدرب ملاكمة في فيلم «Million Dollar Baby ـ فتاة المليون دولار» 2004، من إخراج وبطولة كلينت إيستوود، والذي تدور أحداثه حول مدرب الملاكمة كبير السن الذى يحاول مساعدة فتاة ملاكمة هاوية لتصبح محترفة. وقد فاز الفيلم بأربع جوائز أكاديمية من بينها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة لهيلاري سوانك وأفضل مخرج لكلينت إيستوودو وأفضل ممثل مساعد لمورجان فريمان.
وقد قام مورجان فى عام 1993 بإخراج الفيلم الدرامى «بوبها» الذى تقع أحداثه فى جنوب أفريقيا أثناء مرحلة الفصل العنصرى وحقق الفيلم نجاحاً فنياً كبيراً، وضم مجموعة من الممثلين الأمريكيين السود المهمين، وفى مقدمتهم دنزل واشنطن ودانى جلوفر وألفرى وودارد، وهو الفيلم الوحيد الذى أخرجه فريمان حتى الآن.
وعن حياته، يقول مورجان فريمان «أنا اؤمن بأن هناك لحظات في حياتنا تحتم علينا تغيير الطريق، نحن لدينا الحرية لنختار الطريق الذي نريد أن نسلكه ولكن الطريق الواحد دائماً ينقسم ويتفرع لعدة طرق. في اللحظة التي تختار فيها طريقك إعلم أن العناية الالهية ستكون هي مرشدك».
ويحافظ فريمان دائماً على أناقة شعره الفضي اللون والذقن الصغيرة المميزة، كما أن لديه أسلوباً خاصاً في الملابس كما لو كان يسير يومياً على السجادة الحمراء.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
«سينماتوغراف» ـ أميرة لطفى
يعد الممثل المبدع والكبير مورجان فريمان واحدا من أكثر الشخصيات احتراماً وموهبة فى السينما الامريكية. لمعت موهبته خلال الـ 50 عاماً الماضية ليصبح كما يقول النقاد عنه كاللاعب المحترف فى التمثيل والانتاج أيضاً، وواحداً من أهم نجوم الصف الأول فى هوليوود الذين اعتلت أفلامهم قائمه البوكس أوفيس. وبالرغم من ذلك، يعتبر مظلوما جداً في نصيبه من الجوائز سواء الأوسكار أو غيرها. فقد تم ترشيحه لجائزة الأوسكار خمس مرات وفاز بواحدة فقط. ويطلق على النجم مورجان صاحب الصوت العميق والهاديء، وصاحب الشخصية المسيطرة والقائدة، الرزين.
ولد مورجان بورترفيلد فريمان في مدينة ممفيس بولاية تينيسي عام 1937 أي أنه يبلغ من العمر 87 عاماً.
ونشأ في بيئة فقيرة لكن ذلك لم يمنعه من دخول السينما. فقد كان يحصل على قيمة التذكرة من بيع علب البيبسي والكوكاكولا التي يعود ليلتقطها مرة أخرى بعد أن يرميها الناس ليكسب بعض السنتات من قيمة استرجاعها.
إنه ممثل بالفطرة، بدأ يؤدي بعض الأدوار التمثيلية منذ طفولته وكان يحلم بأن يصبح مثل الممثلين المشهورين الذين كان يشاهدهم في السينما عندما كان يذهب اليها كل يوم ويعتبرها والافلام ملجأه الآمن.
بدأ التمثيل فى فتره السبعينيات من القرن الماضي، وكان أول أفلامه «من يقول إنني لا أستطيع ركوب قوس قزح؟» إلا أنه لم يقم بعد ذلك بأي دور سينمائى لفترة طويلة.
ومن يتابع الأعمال الأولى لفريمان بشكل عام يجد أنه لعب أدواراً بارزة في العديد من الأفلام الروائية وأغلبها كان يقوم فيها بدور الممثل المساعد وليس البطل الرئيسى للفيلم. إلا أن أداءه جعله يكتسب سمعة جيدة لرؤيته الثاقبة والحكيمة، للشخصيات التى يوافق على أن يؤديها على الشاشة والتى جعلت منه نجماً كبيراً.
وتعتبر بداية مورجان فريمان والتى لفتت اليه إنتباه النقاد ورفعت من شعبيتة علي مستوي الجمهور دوره في فيلم «Street Smart ـ ابن الشارع» عام 1987 والذى تدور أحداثه حول قصة حقيقية تتعلق بحياه الجريمة ورُشح عنه لأول جائزة أوسكار فى حياته. وبعد هذا الفيلم توالت إبداعات مورجان فريمان التمثيلية فى افلامه المتوالية ولكنه بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم «ابن الشارع» اسندت له ادوار البطوله فى الافلام التى يشارك بها ومنها فيلمه الناجح «Driving Miss Daisy» أو «قيادة الانسة ديزى» عام 1989والذى حصل عنه على جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل وترشح عنه لجائزة الأوسكار أيضا.
كان«Se7en» عام 1995 من أهم الافلام التى مثل فيها مورجان فريمان. وفى تقييم النقاد انه فيلم اكثر من رائع وأنه من الافلام التى لن تمحى من الذاكرة أبدا، وأن أداء مورجان فى دور المحقق المخضرم كان بمثابة التون الخاص الذى حدد نغمة وايقاع الفيلم. فقد كان بارعا فى أداء دور المحقق بنظراته العميقة الواثقة واستطاع أن يكشف لنا ما يمتلكه من حدس سوداوي صائب تجاه ما يقابله من جرائم، وكأنه استطاع النفاذ لذلك الشر القاتم داخل النفس الإنسانية.
ويذكرنا ذلك الحدس الغامض المنذر بالنهاية القاتمة التى كان يرددها بصوته الهادىء طوال أحداث الفيلم بتلك الموسيقى التصويرية التي كانت تسبق ظهور القرش دائما في أفلام المخرج الكبير «ستيفن سبيلبيرج».
وكتب عن هذا الفيلم انه نادراً ما كان هناك فيلم مع مثل هذا الجو المظلم الذى إقشعرت له الأبدان. وعلق عليه البعض بالقول إن أحداثه المثيرة توحى بأنه فيلم رعب أكثر من أن يكون فيلما دراميا. ويشير الفيلم في حكايته الى سبع خطايا مميتة حول قيام سفاح مثقف ومحنك بمعاقبة سبعة اشخاص كل واحد منهم يمثل واحدة من تلك الخطايا.
وقد كتبت النيويورك تايمز ان وجود مورجان زعيم السجناء في فيلم «Shawshank Redemption ـ اصلاحية شوشانك» هو ما أعطى الفيلم عمقاً وتأثيراً حيث أبدع في كل كلمة قالها ويعتبر هذا العمل من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما الأمريكية. ولايزال الكثيرون حتى الان يرددون بعض جمل مورجان بطريقة ادائه المبهرة والتى كانت الأفضل فى كل ألامه.
والمتابع لأفلام فريمان يجده يتميز فى أداور المحقق. فأداؤه كالعادة واثق، وهادئ ووقور، وقوي بصوته المميز العميق القادر على أن يسلب المشاهد حواسه ويجبره على التركيز في كل مشهد يظهر به وأن يعجب به لا إرادياً.
وفريمان ملائم جداً لهذا النوعية من الأدوار، فهو يعشق تلك الشخصيات القوية المسيطرة الحكيمة الهادئة ويعرف كيف يقدمها في كل فيلم بوجه مختلف عن الآخر. وقد قدمها بعدة أشكال سابقاً، فمن قائد عسكري في جلوري إلى سائق متفان في قيادة السيدة ديزي الى الفارس العربي في روبين هود أمير اللصوص.
كما استطاع مورجان فريمان أن يخطف الأضواء عند تجسيده لشخصية الزعيم الإفريقى الراحل «نيلسون مانديلا» فى فيلم «Invictus».
فلا يمكن لأحد أن ينسى أداء النجم الاسمر مورجان الصوتي والحركي الرائع كمدرب ملاكمة في فيلم «Million Dollar Baby ـ فتاة المليون دولار» 2004، من إخراج وبطولة كلينت إيستوود، والذي تدور أحداثه حول مدرب الملاكمة كبير السن الذى يحاول مساعدة فتاة ملاكمة هاوية لتصبح محترفة. وقد فاز الفيلم بأربع جوائز أكاديمية من بينها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وجائزة أفضل ممثلة لهيلاري سوانك وأفضل مخرج لكلينت إيستوودو وأفضل ممثل مساعد لمورجان فريمان.
وقد قام مورجان فى عام 1993 بإخراج الفيلم الدرامى «بوبها» الذى تقع أحداثه فى جنوب أفريقيا أثناء مرحلة الفصل العنصرى وحقق الفيلم نجاحاً فنياً كبيراً، وضم مجموعة من الممثلين الأمريكيين السود المهمين، وفى مقدمتهم دنزل واشنطن ودانى جلوفر وألفرى وودارد، وهو الفيلم الوحيد الذى أخرجه فريمان حتى الآن.
وعن حياته، يقول مورجان فريمان «أنا اؤمن بأن هناك لحظات في حياتنا تحتم علينا تغيير الطريق، نحن لدينا الحرية لنختار الطريق الذي نريد أن نسلكه ولكن الطريق الواحد دائماً ينقسم ويتفرع لعدة طرق. في اللحظة التي تختار فيها طريقك إعلم أن العناية الالهية ستكون هي مرشدك».
ويحافظ فريمان دائماً على أناقة شعره الفضي اللون والذقن الصغيرة المميزة، كما أن لديه أسلوباً خاصاً في الملابس كما لو كان يسير يومياً على السجادة الحمراء.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك