العدوى .Contagion
"لا شيء كانتشار الخوف "
رحمن خضير عباس
سكوت بيرنز كاتب سيناريو فيلم (العدوى) الذي عُرِض لأول مرة عام٢٠١١، قد استشار قبل كتابته لسيناريو الفيلم فريقا من علماء الفايروسات ،حول إمكانية تفشي مثل هذه الفايروس الشديد العدوى ، وكانت إجابتهم بتأكيد ذلك.
"إنّ تفشّي المرض ليست مسألة ماذا لو؟ ، بل مسألة متى ؟ "
يدور فيلم العدوى عن امرأة أمريكية، أصيبت بمرض معدٍ في هونغ كونغ ، وينتقل إلى الكثير من الناس الذين التقوا بها ، أو تعاملوا معها ،وحسب سيناريو الفيلم فقد بدأ الفايروس من خلال الخفافيش ، والتي نقلتها بدورها إلى الخنازير. وانتقل إلى البشر من خلال هذه السيدة التي ذهبت عن طريق الصدفة لرؤية جزار صيني ، كان يُقطّع لحم الخنزير دون أن يستخدم القفازات البلاستيكية، فصافحها دون أنْ يغسل يديه .وهكذا فقد حملت فيروسا غريبا .
وقد اعتبرت من الناحية الطبية المريض رقم صفر لفايروس(ام أي ڤي١ )، ومن خلالها انتشرت عدوى هذا الوباء الغريب، والذي لم تعرف البشرية مثيلا له في العصر الحديث .
وحينما تعود سيدة الأعمال إلى مدينتها شيكاغو ،تموت متأثرة بالفايروس الذي يبدأ بالسعال والتقيء، ثمّ تنقل العدوى إلى طفلها الصغير ، والذي يموت بنفس الأعراض. ومع أنّ زوجها لم يتعرض إلى العدوى بفعل قوّة مناعته. فقد حصد هذا المرض الكثير من الناس. فغصت المستشفيات بالمرضى ، وفُرض منع التجوّل ، وأصبح الناس في حمّى شراء الغذاء والماء وأدوات التنظيف والتعقيم والكمامات. وتتعطل الحياة وتُغلق المطارات والحدود بين الدول ، وتُعلن حالة الطوارئ العامة.
وفي هذا الوقت العصيب ، كانت المختبرات تتسابق مع الزمن لإيجاد اللقاح الملائم. وحالما تنتشر الأنباء عن وجود اللقاح ، حتى تنشأ مشكلة توزيعه ،حيث إنّ عدد اللقاحات لا يستوعب العدد الهائل من المصابين. لذلك تنشأ مشكلة توزيعه ، فيتم اللجوء إلى القرعة التي وجدوا أنها الطريقة الأنجع للتوزيع العادل. ولكنّ فوضى المجتمع تنتشر من خلال السطو على الصيدليات والأماكن الصحية .
لقد كان فيلم (العدوى) عاديا في كل شيء ، فلم يسترع انتباه المشاهدين، وكان ترتيبه الفيلم ٢٧٠ لحظة ظهوره قبل عشر سنوات ، رغم أنّه من أفلام الإثارة.
ولكنًه أصبح في هذه الأيام من أكثر الأفلام مشاهدة حيث قفز إلى المرتبة الثامنة ، وذلك لأنّه تحدث عن فايروس وهمي ، وحجم تأثيراته على الإنسان ، وكأنّه يتناول فايروس كورونا .
الهلع العالمي من العدوى ، وانتشار الخوف العام ، وتنامي الأنانية بين البشر الذين أصبحوا ينظرون إلى المرضى من أحبائهم نظرة الخوف والخشية ،إضافة إلى المصادر التي تنبأ بها فيلم العدوى والذي يشير إلى الصين وبتأثير الخفافيش ، وكأن الفيلم يتحدث عن اللحظة الراهنة.
هذا الشريط السينمائي يجعلنا نتأمل جملة من الأمور ومنها :
الخيال الفني الذي يرى أبعد من العلم أحيانا ، فقد تنبأ هذا الفيلم بهذا الوباء قبل عقد من السنين، وكأنه جرس إنذار للإنسان بغض النظر عن دينه وعرقه وقومياته ، في فكرة التضامن البشري ، وذلك لأنّ العاصفة التي تغرق السفن الصغيرة قادرة على الإطاحة بالسفن العملاقة ، فالبشرية التي تضخ أموالا كبيرة في خدمة الأسلحة ووسائل التدمير ، لم تنفق سوى نسبة ضئيلة في خدمة البحوث الطبية .
قرأت تعليقا طريفا لأحدهم في وسائل التواصل الاجتماعي:
" كيف لا يصيبنا فايروس كورونا ونحن ندفع للاعب كرة القدم ملايين الدولارات ، ولا ندفع للعالم أو الباحث سوى دولارات معدودة "
لنشاهد فيلم العدوى ، كي نفهم ما فعله الفايروس الوهمي، كي نتدبر آثار ما سيفعله فايروس كورونا الحقيقي.
"لا شيء كانتشار الخوف "
رحمن خضير عباس
سكوت بيرنز كاتب سيناريو فيلم (العدوى) الذي عُرِض لأول مرة عام٢٠١١، قد استشار قبل كتابته لسيناريو الفيلم فريقا من علماء الفايروسات ،حول إمكانية تفشي مثل هذه الفايروس الشديد العدوى ، وكانت إجابتهم بتأكيد ذلك.
"إنّ تفشّي المرض ليست مسألة ماذا لو؟ ، بل مسألة متى ؟ "
يدور فيلم العدوى عن امرأة أمريكية، أصيبت بمرض معدٍ في هونغ كونغ ، وينتقل إلى الكثير من الناس الذين التقوا بها ، أو تعاملوا معها ،وحسب سيناريو الفيلم فقد بدأ الفايروس من خلال الخفافيش ، والتي نقلتها بدورها إلى الخنازير. وانتقل إلى البشر من خلال هذه السيدة التي ذهبت عن طريق الصدفة لرؤية جزار صيني ، كان يُقطّع لحم الخنزير دون أن يستخدم القفازات البلاستيكية، فصافحها دون أنْ يغسل يديه .وهكذا فقد حملت فيروسا غريبا .
وقد اعتبرت من الناحية الطبية المريض رقم صفر لفايروس(ام أي ڤي١ )، ومن خلالها انتشرت عدوى هذا الوباء الغريب، والذي لم تعرف البشرية مثيلا له في العصر الحديث .
وحينما تعود سيدة الأعمال إلى مدينتها شيكاغو ،تموت متأثرة بالفايروس الذي يبدأ بالسعال والتقيء، ثمّ تنقل العدوى إلى طفلها الصغير ، والذي يموت بنفس الأعراض. ومع أنّ زوجها لم يتعرض إلى العدوى بفعل قوّة مناعته. فقد حصد هذا المرض الكثير من الناس. فغصت المستشفيات بالمرضى ، وفُرض منع التجوّل ، وأصبح الناس في حمّى شراء الغذاء والماء وأدوات التنظيف والتعقيم والكمامات. وتتعطل الحياة وتُغلق المطارات والحدود بين الدول ، وتُعلن حالة الطوارئ العامة.
وفي هذا الوقت العصيب ، كانت المختبرات تتسابق مع الزمن لإيجاد اللقاح الملائم. وحالما تنتشر الأنباء عن وجود اللقاح ، حتى تنشأ مشكلة توزيعه ،حيث إنّ عدد اللقاحات لا يستوعب العدد الهائل من المصابين. لذلك تنشأ مشكلة توزيعه ، فيتم اللجوء إلى القرعة التي وجدوا أنها الطريقة الأنجع للتوزيع العادل. ولكنّ فوضى المجتمع تنتشر من خلال السطو على الصيدليات والأماكن الصحية .
لقد كان فيلم (العدوى) عاديا في كل شيء ، فلم يسترع انتباه المشاهدين، وكان ترتيبه الفيلم ٢٧٠ لحظة ظهوره قبل عشر سنوات ، رغم أنّه من أفلام الإثارة.
ولكنًه أصبح في هذه الأيام من أكثر الأفلام مشاهدة حيث قفز إلى المرتبة الثامنة ، وذلك لأنّه تحدث عن فايروس وهمي ، وحجم تأثيراته على الإنسان ، وكأنّه يتناول فايروس كورونا .
الهلع العالمي من العدوى ، وانتشار الخوف العام ، وتنامي الأنانية بين البشر الذين أصبحوا ينظرون إلى المرضى من أحبائهم نظرة الخوف والخشية ،إضافة إلى المصادر التي تنبأ بها فيلم العدوى والذي يشير إلى الصين وبتأثير الخفافيش ، وكأن الفيلم يتحدث عن اللحظة الراهنة.
هذا الشريط السينمائي يجعلنا نتأمل جملة من الأمور ومنها :
الخيال الفني الذي يرى أبعد من العلم أحيانا ، فقد تنبأ هذا الفيلم بهذا الوباء قبل عقد من السنين، وكأنه جرس إنذار للإنسان بغض النظر عن دينه وعرقه وقومياته ، في فكرة التضامن البشري ، وذلك لأنّ العاصفة التي تغرق السفن الصغيرة قادرة على الإطاحة بالسفن العملاقة ، فالبشرية التي تضخ أموالا كبيرة في خدمة الأسلحة ووسائل التدمير ، لم تنفق سوى نسبة ضئيلة في خدمة البحوث الطبية .
قرأت تعليقا طريفا لأحدهم في وسائل التواصل الاجتماعي:
" كيف لا يصيبنا فايروس كورونا ونحن ندفع للاعب كرة القدم ملايين الدولارات ، ولا ندفع للعالم أو الباحث سوى دولارات معدودة "
لنشاهد فيلم العدوى ، كي نفهم ما فعله الفايروس الوهمي، كي نتدبر آثار ما سيفعله فايروس كورونا الحقيقي.