قرية " التنّاخة "... موقع أكسبها التميّز"...قرية ذات موقع هام وجمال ساحر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تعدّ من القرى الاستثنائية في منطقة "القدموس" من حيث موقعها في ظل الجبال على سفح يتجه شمالاً، إضافة إلى ملاصقتها للطريق الواصل بين الساحل والداخل؛ وهذا أكسبها أهمية اقتصادية كبيرة..
.
كما يدل موقع القرية على أهمية الممرّ الجبلي بين مدينة "حماة" والساحل السوري، الذي كان أحد أهم جسور الاتصال بين طريق الحرير البري وتكملته البحرية.
تقع القرية إلى جهة الشرق من مدينة "القدموس"، وهي تابعة لها من الناحية الإدارية، وتبعد عنها مسافة تقدر بـ2كم فقط، تحيط بها مجموعة من القرى:
▪︎ من جهة الشمال ناحية "الطواحين"،
▪︎ ومن الجنوب قرية "السعدانة"،
▪︎ ومن جهة الشرق "الحاطرية"،
▪︎ ومن الجنوب الشرقي قرية "كاف الجاع"،
▪︎ أما من الجهة الغربية، فتحدّها مدينة "القدموس".
.
لقد اغنى القرية موقعها بين ثلاث قمم بركانية، وهي: "زغرين"، و"المولى حسن"، و"النبي شيث"؛ وهذا ماأغناها بالرماد البركاني وبعض العناصر المعدنية لتصبح من أهم الترب، خاصة لزراعة محصول الثوم الذي تشتهر به وغيره من المحاصيل بالإضافة لزراعة مادة التبغ، وهو المحصول الرئيس بالإضافة للقمح، والحمّص، وأيضاً زراعة بعض الخضراوات، وأنواع من الأشجار المثمرة، كاللوز والجوز والخوخ والعنب والتين والمشمش.
ويعتمدون في سقايتها على النبع الوحيد الموجود في القرية، وحصاد الأمطار عن سطوح المنازل عن طريق تجميعها في خزانات خاصة بذلك
.
لا يتجاوز عدد سكانها 1700 نسمة. وتتكوّن من حارتين إحداهما "الفوقانية"، وهي ملاصقة لطريق (القدموس - مصياف)، و"التحتانية"
.
"التناخة" كلمة عربية من الفعل تنخ؛ أي أقام في المكان، وهي قرية مسكونة منذ العصر الروماني، ويدل على ذلك المدافن الجماعية التي تعود في تاريخها إلى تلك الفترة .
تمتد القرية بين ارتفاع سبعمئة وأربعين متراً في أخفض نقاطها، وارتفاع ألف ومئة وأربعين متراً كأعلى نقطة فيها؛ وهذا أكسبها مناخاً شديد البرودة وغزير الأمطار في الشتاء، ومعتدلاً صيفاً، حيث تقع على سفح بين جبلي "زغرين" من الشرق، و"المولى حسن" من الغرب،
ويتجه هذا السفح نحو الشمال، ويعدّ هذا استثناء في مثل هذه المنطقة الجبلية، حيث تتوضع معظم القرى على السفوح الجنوبية المشمسة، ونادراً ما نجد قرية تقع بما يسمى محلياً باسم "الميسرة" لما تتميز به من برودة في الشتاء لوقوعها في ظل الجبال.
.
وحتى يتكيف السكان مع البرودة الشديدة في الشتاء، نجد أن أكثر من تسعين بالمئة من البيوت حالياً قد بنيت باستخدام حجارة ثخينة اقتطعت من المنطقة نفسها لتكون عازلاً من البرد والرطوبة المرتفعة شتاءً، التي تمتاز بها منطقة "القدموس" وريفها بوجه عام..
.
ويوجد فيها بقايا لغابة سنديان دائمة الخضرة، وتعود بعض أشجارها إلى مئات السنين، إضافة إلى غناها بشجيرات الحور والبطم وبعض النباتات المتسلقة عليها كـ"الباطور"، ويوجد فيها أحراج ما يعرف ببقايا الغابة المتدهورة، إضافة إلى غابة "المولى حسن" المحمية، التي تمثّل مقصداً مهماً للسياحة لما تتميز به من ضخامة أشجار الصنوبر، وتنوعها الحيوي الطبيعي، وكثرة السناجب، إضافة إلى سحر الإطلالات.
.
تطل على قرية "التناخة" وعلى بعد أمتار قليلة منها على الطريق الرئيس (مصياف - القدموس)، جامعة "الأندلس"؛ وهذا أدى إلى وجود عدد من المطاعم والمحال التجارية والاستراحات وأفران التنور على جانبي الطريق.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
مدونة وطن ومصادر اخرى