التكنية في اللغة
والتكنية لفظ معرب عن أصل اللفظ الافرنجي الذي ابتدعه مبتدعوها . فالتكنية الحديثة غربية لا شك فيها. ونحن عندما نقول ذلك ندع السياسة جانبا . وندع كذلك الجهالة ، وندع العصبية في أكذب وأسخف صورها . وترتفع بكلمة الحق نقولها ، ولو بديهية ، الى مستوى الكرامة التي أرادها الله لانسان هذه الأرض .
واللفظ الافرنجي هو Technology وتستطيع أن تداوره على أكثر من لغة أوروبية . وعلى عادتنا نقطع الكلمة، وهي يونانية الأصل، الى نصفيها، وهما Techn و Logy . أما Logy فمعناه العلم ، أو الحديث ، وأما Techn فالطريقة أو نحو ذلك ، فأنا أكتب حيث لا مراجع عندي الآن . وتكون معنى الكلمة (علم الطريقة أو علم الوسيلة ، التي يتوسل بها الانسان لبلوغ شيء .
على ان اللفظ اكتسب ، معنى اصطلاحيا هو الذي سبق ان شرحناه في المقارنة بالعلم ، فلا داعي للرجوع الى معناه الأصيل الذي منه نبع . وهو أشبه بمعنى علم الحيل » الذي كان عند العرب ، وقصدوا به علم الميكانيكا .
على كل حال صار اللفظ لفظا دوليا ، تقول به كل الأمم .
وعربناه فصار التكنية . ولا حاجة لتضمين لوجي Logy ففي صيغة المصدر الصناعي ما يدل عليها . ولكن مركز التعريب التابع للجامعة العربية، ومحله وهو الدولة المغربية ، عرب هذا اللفظ فجعله التقنية مركز للتعريب له مكان ملحوظ لجهود له بذلها مشكورة. والتقنية عليها اعتراضان . أولهما أنه لفظ بالقاف ثقيل في النطق . وثانيهما أننا ما دمنا قد رضينا بالتعريب فلماذا نبعد عن اللفظ الافرنجي وهو « كاف » خفيفة ، لا « قاف » ثقيلة .
قيل لأنهم اكتشفوا في قواميس اللغة ، في مادة القاف والنون والياء ، لفظا له معنى يشابه معنى اللفظ الافرنكي .
حجة تراءت لي كأحكام المحللات في الزواج. فصنت نفسي عن النزول الى هذا السبيل ، فلم أحاول أن أفتح قاموسا لأتحقق مما يقولون .
أبلغ من حرصنا على أن تكون كلمات نستخدمها ، حتى فيما لم يستخدمه العرب ، له أصول عربية ، أن نسلك في ذلك سبيلا نفتعل فيه الصلات افتعالا يشير الضحك والسخرية . أيجوز عندنا ، في آخر الدهر ، ان لا تصح في لفتنا كلمة الا اذا هي ولدت تحت خيمة وعلى رمال الصحراء ، وقرآننا الكريم ، في أول الدهر ، ارتضى كلمات من الفرس . ولدت على أسرة النعمة ، وحاطتها الرفاهة من كل جانب .
يذكرني هذا بالصديق الكريم الراحل ، الأستاذ علي الجارم . كنا في مجمع اللغة العربية نبحث عن كلمة عربية لكلمة Machine فقلت نحن في القاهرة تقول مكنة ، بفتح الميم والكاف ، ونجمعها فنقول مكنا أو مكنات .
وبعد نقاش ، واعتراض الأخ الجارم ، ارتضي أخيرا لفظة مكنة ، على أن تكون مكنة ، بضم الميم وتسكين الكاف ، وذلك لأن هذا اللفظ موجود في القاموس بمعنى تمكين الانسان من عمل شيء . وهذا هو المراد قلت له : ولكن الناس تقول مكنة لا مكنة قال نكتبها بدون شكل ، وليقرأها الناس كما يريدون فانطلقت مني ضحكة عالية ، تبعتها منه ضحكة أعلى . كان رحمه الله لطيفا ظريفا يضحك للنكتة حتى على نفسه .
والتكنية لفظ معرب عن أصل اللفظ الافرنجي الذي ابتدعه مبتدعوها . فالتكنية الحديثة غربية لا شك فيها. ونحن عندما نقول ذلك ندع السياسة جانبا . وندع كذلك الجهالة ، وندع العصبية في أكذب وأسخف صورها . وترتفع بكلمة الحق نقولها ، ولو بديهية ، الى مستوى الكرامة التي أرادها الله لانسان هذه الأرض .
واللفظ الافرنجي هو Technology وتستطيع أن تداوره على أكثر من لغة أوروبية . وعلى عادتنا نقطع الكلمة، وهي يونانية الأصل، الى نصفيها، وهما Techn و Logy . أما Logy فمعناه العلم ، أو الحديث ، وأما Techn فالطريقة أو نحو ذلك ، فأنا أكتب حيث لا مراجع عندي الآن . وتكون معنى الكلمة (علم الطريقة أو علم الوسيلة ، التي يتوسل بها الانسان لبلوغ شيء .
على ان اللفظ اكتسب ، معنى اصطلاحيا هو الذي سبق ان شرحناه في المقارنة بالعلم ، فلا داعي للرجوع الى معناه الأصيل الذي منه نبع . وهو أشبه بمعنى علم الحيل » الذي كان عند العرب ، وقصدوا به علم الميكانيكا .
على كل حال صار اللفظ لفظا دوليا ، تقول به كل الأمم .
وعربناه فصار التكنية . ولا حاجة لتضمين لوجي Logy ففي صيغة المصدر الصناعي ما يدل عليها . ولكن مركز التعريب التابع للجامعة العربية، ومحله وهو الدولة المغربية ، عرب هذا اللفظ فجعله التقنية مركز للتعريب له مكان ملحوظ لجهود له بذلها مشكورة. والتقنية عليها اعتراضان . أولهما أنه لفظ بالقاف ثقيل في النطق . وثانيهما أننا ما دمنا قد رضينا بالتعريب فلماذا نبعد عن اللفظ الافرنجي وهو « كاف » خفيفة ، لا « قاف » ثقيلة .
قيل لأنهم اكتشفوا في قواميس اللغة ، في مادة القاف والنون والياء ، لفظا له معنى يشابه معنى اللفظ الافرنكي .
حجة تراءت لي كأحكام المحللات في الزواج. فصنت نفسي عن النزول الى هذا السبيل ، فلم أحاول أن أفتح قاموسا لأتحقق مما يقولون .
أبلغ من حرصنا على أن تكون كلمات نستخدمها ، حتى فيما لم يستخدمه العرب ، له أصول عربية ، أن نسلك في ذلك سبيلا نفتعل فيه الصلات افتعالا يشير الضحك والسخرية . أيجوز عندنا ، في آخر الدهر ، ان لا تصح في لفتنا كلمة الا اذا هي ولدت تحت خيمة وعلى رمال الصحراء ، وقرآننا الكريم ، في أول الدهر ، ارتضى كلمات من الفرس . ولدت على أسرة النعمة ، وحاطتها الرفاهة من كل جانب .
يذكرني هذا بالصديق الكريم الراحل ، الأستاذ علي الجارم . كنا في مجمع اللغة العربية نبحث عن كلمة عربية لكلمة Machine فقلت نحن في القاهرة تقول مكنة ، بفتح الميم والكاف ، ونجمعها فنقول مكنا أو مكنات .
وبعد نقاش ، واعتراض الأخ الجارم ، ارتضي أخيرا لفظة مكنة ، على أن تكون مكنة ، بضم الميم وتسكين الكاف ، وذلك لأن هذا اللفظ موجود في القاموس بمعنى تمكين الانسان من عمل شيء . وهذا هو المراد قلت له : ولكن الناس تقول مكنة لا مكنة قال نكتبها بدون شكل ، وليقرأها الناس كما يريدون فانطلقت مني ضحكة عالية ، تبعتها منه ضحكة أعلى . كان رحمه الله لطيفا ظريفا يضحك للنكتة حتى على نفسه .
تعليق