مشكلة التحلية، مشكلة اقتصادية
المشكلة في تحلية مياه البحار والمحيطات ليست اذن بعد الطرق التي وصفنا ، مشكلة فنية ، بمقدار ما هي مشكلة اقتصادية . انها ثمن التكلفة للمتر المكعب من الماء.
ان الهدف من تصنيع ماء البحار ، أي تحليته ، أو اعذابه ، هو النزول بثمن التكلفة للمتر المكعب الواحد الى الثمن المتعارف له في المنازل والمصانع والمزارع .
واختلفوا في تقدير ثمن تكلفة المتر المكعب من الماء المحلى بطريقة التبخير . قالوا انها شلن و ٦ بنسات. وقال آخرون بل ۹ بنسات ، وقالوا ان ثمن التكلفة بطريقة التثليج ٩ بنسات .
وهي أثمان قريبة من ثمن الماء المتعارف .
ومع هذا فهناك من يشك في هذا التقدير . فالبعض يقول بل ان الثمن للمتر المكعب ، من ماء البحر المحلي، ينتج بأرخص الطرق المعروفة الى اليوم ، لا يمكن أن يقع الا بين ثلاثة وأربعة شلنات للمتر المكعب الواحد .
- مقارنة الطرق الأربعة لتحلية الماء التي وصفنا :
أما تحلية الماء بالشمس فيمكن أن نخرجها من المقارنة لقلة انتاجها ، وبعثرة طاقتها ، والمساحة المطلوبة لمصنعها . وهي كما قلنا لا تصلح الا في الضرورات .
وأما تحلية الماء بفصله عن الملح بالألواح المسامية والكهرباء ، فطريقة يمكن كذلك ارجاؤها . لأنها لا تنفع ، الى اليوم ، الا للماء قليل الملح . ثم أن ماء البحر ، لو أن ثمن الكهرباء ارخص ارخاصا وجاز استخدامها لتحلية ماء البحر ، فان هذا الماء به أحياء عضوية صغيرة طافية Plankton لا تلبث أن تسد مسام تلك اللوحات التي هي روح الطريقة وعمادها ، وهي أغلى الأجزاء التي منها يتألف جهازها .
بقي تحلية الماء بالتبخير ، وفصله بالتثليج .
وكلاهما يتوقف على ارخاص ثمن الطاقة ، من حرارة كانت أو من كهرباء .
ففي هاتين الطريقتين يتركز رجاء الناس خاصة في المستقبل .
- وتدخل الذرة في الميدان فتنحني لها الرؤوس :
نعم . انها الذرة دائما يهرع اليها الناس للأحجام الكبيرة في كل شيء . أحجام كبيرة في سلام . وأحجام كبيرة في حرب وعند خصام .
والذرة عرفناها تنتج الحرارة . تخرج من أفرانها واليورنيوم ينشق فيها . وسمنيا الأفران بالمفاعلات Reactors .
والذرة عرفناها تنتج الكهرباء ، ولكن من الحرارة.
أعني أن الحرارة تسخن الماء تسخينا شديدا ، فيخرج بخار الماء حارا مندفعا قويا شديدا ، يدير التربينات turbines ، وهي تدور بلفائف أسلاكها في مجال مغناطيسات قوية ، فتتولد الكهرباء .
الذرة اذن تنتج الحرارة .
والذرة كذلك تنتج الكهرباء .
ولكن كم سعرها ؟ كم سعر الطاقة هذه أو تلك ؟ السعر ينقص بمقدار ما يزيد حجم المفاعل الذري. واذن هيا الى الأحجام الكبيرة جدا . الى الضخامة أكبر الضخامة في بناء المصانع الذرية .
- ولكن كيف نستخدم الذرة في تحلية الماء ؟
ان كانت التحلية تحتاج الى كهرباء فالذرة تنتج الكهرباء وهي مع ضخامة المصانع تنتجها رخيصة وحتى طريقة التحليل بالألواح المسامية والكهرباء ، هذه الطريقة ، بعد رخص الكهرباء ، قد تستخدم في تحلية ماء البحر نفسه ، لا الماء القليل الملح وحده .
وان كانت التحلية تحتاج الى حرارة ، فالبخار الحار الناتج من انشطار الذرة ، سوف يكون من العرامة بحيث لا يصلح لتحلية الماء بالتبخير . ولكنه بعد دفع التربينات سوف يمضي عنها وقد فقد الكثير من شدته وعرامته ، واذن يكون من حيث درجة الحرارة ومن حيث الضغط بحيث يصلح لتحلية الماء بالتبخير ، بنفس الطرق التي وصفناها .
فالمصنع الذري سوف يصبح ذا هدفين يقوم بهما معا :
أ - نتاج الكهرباء .
ب - تحلية ماء البحر .
- ووعدت الولايات المتحدة (اسرائيل ) ماء عذبا :
ونحن لا زلنا نذكر وعد الرئيس الأمريكي جونسون قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية ، أن يقيم لاسرائيل في اسرائيل أكبر مصنع للماء العذب في الدنيا . دفع الثمن وعدا ، ودفع له اليهود البضاعة في الانتخابات أصواتا. وبقي الوفاء بالوعد .
وليس في الذي سوف يقيمه الأمريكان في اسرائيل سر ، ولا هو من السحر . انما هو ما ذكرنا . مفاعل عظيم ، ينتج الكهرباء عظيمة ، وفي نفس الوقت ينتج الماء العذب من ماء البحر عظيما . فهو ينفع لاسرائيل في كهرباء ( والكهرباء طاقة صناعية هائلة ) ، وينفعها في مائها ، وفي زرعها واحياء مواتها .
وعد جونسون اسرائيل أن يقيم لها أكبر مصنع ذري للماء العذب في الدنيا . وقدر له ۱۹۰ مليون دولار .
وهم يتحدثون عن اقامة مصنع ذري في اسرائيل يعطي من الكهرباء ۲۰۰۰۰۰ كيلووط ، وهو يعطي من الماء في العام ۱۰۰ مليون متر .
وبهذه المناسبة تذكر أن ( مشروع العشر السنوات الاسرائيلي ) الخاص بتحويل مياه نهر الأردن يقضي بأن تأخذ اسرائيل من ماء النهر في العام ۷۰۰ ملیون متر مکعب من مياه الأردن ومياه بحيرة طبريا معا .
- و تحلية الماء في فرنسا :
وتقوم شركة فرنسية خططت لانشاء مصنع ينتج من الكهرباء ۲۰۰۰۰۰ كيلووط ، ويعطي من الماء في اليوم نحو ۱۲۰ ألف متر مكعب . ففي العام نحو ٤٣ مليون متر مكعب من الماء العذب .
- أنهار" تنبع عند سواحل البحار :
ولكن في خطة أمريكا أن تقيم مصنعا ذريا ينتج الكهرباء ، وينتج الماء العذب معا ، يتم في عام ١٩٦٧ والمفروض أن يعطي هذا المصنع من الكهرباء ما بين مليون الى مليون ونصف من الكيلووطات ، ومن الماء ما بين ٢ الى ملايين من الأمتار المكعبة من الماء العذب في اليوم ، واذن ما بين نحو ۷۰۰ الى ما فوق الف ، من ملايين الأمتار في العام .
وهذه مقادير تضارع ما تعطيه بعض الأنهار .
فاذا نحن قلنا ان الأنهار ، في المستقبل غير البعيد ، سوف تنبع من عند سواحل البحار ، وتصب في حيث كانت تنبع ، وتجري لري الأرض عكسا ، فما أبعدنا .
المشكلة في تحلية مياه البحار والمحيطات ليست اذن بعد الطرق التي وصفنا ، مشكلة فنية ، بمقدار ما هي مشكلة اقتصادية . انها ثمن التكلفة للمتر المكعب من الماء.
ان الهدف من تصنيع ماء البحار ، أي تحليته ، أو اعذابه ، هو النزول بثمن التكلفة للمتر المكعب الواحد الى الثمن المتعارف له في المنازل والمصانع والمزارع .
واختلفوا في تقدير ثمن تكلفة المتر المكعب من الماء المحلى بطريقة التبخير . قالوا انها شلن و ٦ بنسات. وقال آخرون بل ۹ بنسات ، وقالوا ان ثمن التكلفة بطريقة التثليج ٩ بنسات .
وهي أثمان قريبة من ثمن الماء المتعارف .
ومع هذا فهناك من يشك في هذا التقدير . فالبعض يقول بل ان الثمن للمتر المكعب ، من ماء البحر المحلي، ينتج بأرخص الطرق المعروفة الى اليوم ، لا يمكن أن يقع الا بين ثلاثة وأربعة شلنات للمتر المكعب الواحد .
- مقارنة الطرق الأربعة لتحلية الماء التي وصفنا :
أما تحلية الماء بالشمس فيمكن أن نخرجها من المقارنة لقلة انتاجها ، وبعثرة طاقتها ، والمساحة المطلوبة لمصنعها . وهي كما قلنا لا تصلح الا في الضرورات .
وأما تحلية الماء بفصله عن الملح بالألواح المسامية والكهرباء ، فطريقة يمكن كذلك ارجاؤها . لأنها لا تنفع ، الى اليوم ، الا للماء قليل الملح . ثم أن ماء البحر ، لو أن ثمن الكهرباء ارخص ارخاصا وجاز استخدامها لتحلية ماء البحر ، فان هذا الماء به أحياء عضوية صغيرة طافية Plankton لا تلبث أن تسد مسام تلك اللوحات التي هي روح الطريقة وعمادها ، وهي أغلى الأجزاء التي منها يتألف جهازها .
بقي تحلية الماء بالتبخير ، وفصله بالتثليج .
وكلاهما يتوقف على ارخاص ثمن الطاقة ، من حرارة كانت أو من كهرباء .
ففي هاتين الطريقتين يتركز رجاء الناس خاصة في المستقبل .
- وتدخل الذرة في الميدان فتنحني لها الرؤوس :
نعم . انها الذرة دائما يهرع اليها الناس للأحجام الكبيرة في كل شيء . أحجام كبيرة في سلام . وأحجام كبيرة في حرب وعند خصام .
والذرة عرفناها تنتج الحرارة . تخرج من أفرانها واليورنيوم ينشق فيها . وسمنيا الأفران بالمفاعلات Reactors .
والذرة عرفناها تنتج الكهرباء ، ولكن من الحرارة.
أعني أن الحرارة تسخن الماء تسخينا شديدا ، فيخرج بخار الماء حارا مندفعا قويا شديدا ، يدير التربينات turbines ، وهي تدور بلفائف أسلاكها في مجال مغناطيسات قوية ، فتتولد الكهرباء .
الذرة اذن تنتج الحرارة .
والذرة كذلك تنتج الكهرباء .
ولكن كم سعرها ؟ كم سعر الطاقة هذه أو تلك ؟ السعر ينقص بمقدار ما يزيد حجم المفاعل الذري. واذن هيا الى الأحجام الكبيرة جدا . الى الضخامة أكبر الضخامة في بناء المصانع الذرية .
- ولكن كيف نستخدم الذرة في تحلية الماء ؟
ان كانت التحلية تحتاج الى كهرباء فالذرة تنتج الكهرباء وهي مع ضخامة المصانع تنتجها رخيصة وحتى طريقة التحليل بالألواح المسامية والكهرباء ، هذه الطريقة ، بعد رخص الكهرباء ، قد تستخدم في تحلية ماء البحر نفسه ، لا الماء القليل الملح وحده .
وان كانت التحلية تحتاج الى حرارة ، فالبخار الحار الناتج من انشطار الذرة ، سوف يكون من العرامة بحيث لا يصلح لتحلية الماء بالتبخير . ولكنه بعد دفع التربينات سوف يمضي عنها وقد فقد الكثير من شدته وعرامته ، واذن يكون من حيث درجة الحرارة ومن حيث الضغط بحيث يصلح لتحلية الماء بالتبخير ، بنفس الطرق التي وصفناها .
فالمصنع الذري سوف يصبح ذا هدفين يقوم بهما معا :
أ - نتاج الكهرباء .
ب - تحلية ماء البحر .
- ووعدت الولايات المتحدة (اسرائيل ) ماء عذبا :
ونحن لا زلنا نذكر وعد الرئيس الأمريكي جونسون قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية ، أن يقيم لاسرائيل في اسرائيل أكبر مصنع للماء العذب في الدنيا . دفع الثمن وعدا ، ودفع له اليهود البضاعة في الانتخابات أصواتا. وبقي الوفاء بالوعد .
وليس في الذي سوف يقيمه الأمريكان في اسرائيل سر ، ولا هو من السحر . انما هو ما ذكرنا . مفاعل عظيم ، ينتج الكهرباء عظيمة ، وفي نفس الوقت ينتج الماء العذب من ماء البحر عظيما . فهو ينفع لاسرائيل في كهرباء ( والكهرباء طاقة صناعية هائلة ) ، وينفعها في مائها ، وفي زرعها واحياء مواتها .
وعد جونسون اسرائيل أن يقيم لها أكبر مصنع ذري للماء العذب في الدنيا . وقدر له ۱۹۰ مليون دولار .
وهم يتحدثون عن اقامة مصنع ذري في اسرائيل يعطي من الكهرباء ۲۰۰۰۰۰ كيلووط ، وهو يعطي من الماء في العام ۱۰۰ مليون متر .
وبهذه المناسبة تذكر أن ( مشروع العشر السنوات الاسرائيلي ) الخاص بتحويل مياه نهر الأردن يقضي بأن تأخذ اسرائيل من ماء النهر في العام ۷۰۰ ملیون متر مکعب من مياه الأردن ومياه بحيرة طبريا معا .
- و تحلية الماء في فرنسا :
وتقوم شركة فرنسية خططت لانشاء مصنع ينتج من الكهرباء ۲۰۰۰۰۰ كيلووط ، ويعطي من الماء في اليوم نحو ۱۲۰ ألف متر مكعب . ففي العام نحو ٤٣ مليون متر مكعب من الماء العذب .
- أنهار" تنبع عند سواحل البحار :
ولكن في خطة أمريكا أن تقيم مصنعا ذريا ينتج الكهرباء ، وينتج الماء العذب معا ، يتم في عام ١٩٦٧ والمفروض أن يعطي هذا المصنع من الكهرباء ما بين مليون الى مليون ونصف من الكيلووطات ، ومن الماء ما بين ٢ الى ملايين من الأمتار المكعبة من الماء العذب في اليوم ، واذن ما بين نحو ۷۰۰ الى ما فوق الف ، من ملايين الأمتار في العام .
وهذه مقادير تضارع ما تعطيه بعض الأنهار .
فاذا نحن قلنا ان الأنهار ، في المستقبل غير البعيد ، سوف تنبع من عند سواحل البحار ، وتصب في حيث كانت تنبع ، وتجري لري الأرض عكسا ، فما أبعدنا .
تعليق