عمران عبد الله
17/8/2023
فن التجليد و"التسفير".. مزيج حضارات المسلمين من شرق آسيا إلى الأندلس
"لا تحكم على الكتاب من غلافه"، هكذا يتكلم المثقفون عن أهمية مضمون الكتاب المعرفي مقارنة بشكله المادي.
لكن هذا التعبير لا يتماشى مع تطور فنون تجليد الكتب العريق أو "التسفير" كما كان يسمى، فقد كانت تقنيات تجليد الكتب التي صيغت خلال تاريخ الحضارة الإسلامية أكثر من مجرد حماية وغلاف للكتب، بل أصبحت شواهد على المعرفة والحرفية والتقدم التقني وتقدير العلم والتراث.
ويعتبر فن التجليد إحدى أهم حلقات صناعة المخطوطات ومؤشرا على "الوظيفية" التي تميّز بها الفن الإسلامي، فمنذ أن عرف العرب الورق وجلبوه من شرق آسيا، أضحت صنعة التجليد واحدة من فنون الحضارة الإسلامية وركنا رئيسيا في عملية صناعة المخطوطات والمجلدات، وقبل ذلك كان المصحف النبوي محفوظا في غلاف خشبي، وقد كتب الصحابي زيد بن ثابت المصحف واستخدم جلدا ذا مصدر حيواني لتغليفه.
وتميز تجليد المخطوطات العربية والإسلامية القديمة عن الكتب الغربية بالورق المقوى الناعم الذي يشبه القماش، وبالزوايا الدائرية التي تحتفظ بشواهد على الاستخدام الطويل والكثيف للمجلدات، وتتناغم الأغلفة مع حافة النص المكتوب، وتحيط بها لوحات ليست مصنوعة من الخشب أو المعادن كما كان سائدا، بل من طبقات ورقية غالبا.
تعليق