الذّرَّة ..
تحصي على المخلوقات أعمارها ...
نعم فكأنما هذه الأحياء جميعا، من حيوان او انسان أو نبات ساعة تموت، وحتى الجمادات ، وهي لا تحيا ولا تموت ، تحمل في ذراتها ساعات ، تبدأ مليئة باشتداد زنبركها ، ثم تأخذ تفرغ ببطء على الزمان . حتى اذا جاءها عالم الذرة بعد ألف من السنين وألف ، بحث زنبركها المشدود ، وقدر كم هو ارتخى ، وكم به الساعة فرغت . ومن هذا التقدير يخرج بحساب كم قضت هذه الساعة وهي تفرغ ، وكم من سنين ، بل كم من قرون .
- زيارة في مختبر الذرة :
حضر الأستاذ عالم الآثار ، الى الأستاذ عالم الذرة في مختبره ، وفي يده حقيبة ، ففتحها ، وأخرج منها قطعة من خشب .
أستاذ الذرة : هذه هي العينة ؟
أستاذ الآثار : نعم هي ، قد حصلنا عليها ..
أستاذ الذرة : لا تخبرني ، فتفسد علي الأمر فيها .
أستاذ الآثار : وهذه عينة أخرى تختلف عن تلك الأخرى ..
أستاذ الذرة : اتركهما جميعا معي ، وسأخبرك عند الفراغ من تقدير أعمارهما .
- من الفحم كل شيء حي :
( من الماء كل شيء حي )
وهذا حق . فالماء يدخل ، بعنصرية (الأدروجين والأكسجين ) في تراكيب كل حي . ولكن كذلك يدخل عنصر آخر ، ذلك الكربون. وما الكربون الا الفحم نقيا غاية النقاء . والنباتات تستمد كربونها ( فحمها ) من أكسيده الذي يوجد خلقة في الجو، على صورة يسميها الكيماويون ثاني أكسيد الكربون ولكن ما عليك من هذه التسمية ومن أسبابها . انه أكسيد فحم وكفى .
ومن أجل هذا اذا احترق الخشب مثلا ، ولم يتم احتراقه ، تفحم ، وظهر كربونه الأسود لقد صح بالطبع أن نقول : ( من الماء كل شيء حي » . ولكن كذلك صح أن نقول : ( ومن الفحم كل شيء حي ) .
للشجر اذن مصدران : انه يستمد ماءه من تربة الأرض ، وهو يستمد كربونه أي فحمه من هواء الجو .
- عينة الخشب الأولى بين أيدي العلماء :
دفع أستاذ الذرة بعينة الخشب الأولى ، التي ناوله اياها أستاذ الآثار ، الى أعوانه في المختبر ، فكان أول شيء أجروه عليها عمليات كيماوية استخرجوا بها كربونا ( فحما نقيا ) من هذه العينة .
وهم قد علموا أن هذا الكربون ، ککل کربون يستخرج من نبات حي ( وحتى الكربون الذي يوجد على صورة أكسيد الكربون في الهواء ) ، صنفان :
صنف ، لیس به نشاط اشعاعي ، فهو خامل .
وصنف ناشط ، يخرج منه الاشعاع ، نبضات وانت تسلط الكربون على كشافات مخصوصة ، فتكشف عن هذه النبضات كشفا ، وتجعلك تسمعها دقة من بعد دقة . أو هي تتحول الى حركة في عقرب يدل عليها ، أو الى جهاز للعد فيعدها. ويسمى الكشاف هذا « بعداد جيجر » ، نسبة الى مخترعه . واذا انت جئت بکربون به اشعاع كثير ، دق العداد دقات كثيرة، واذا انت جئت بکربون به اشعاع قلیل ، دق العداد عددا من الدقات قليلا .
وسلط العلماء مقدارا من الكربون الذي استخرجوه من العينة الخشبية الأولى ، على عداد من عدادات جيجر ، فأخذ العداد يدق . وعدوا دقاته ، فكانت
( ۱۰۰۰ ) دقة أو نبضة في الساعة ، تخرج من كل جرام واحد من الكربون .
وأعادوا التجربة على مقدار آخر من نفس العينة ، فآخر ، وعدوا الدقات ، فكانت كلها .۱۰۰ دقة أو نحو
ذلك تقريبا ، لكل جرام واحد منها ونظر بعض العلماء الى بعض ، وفي أعينهم ريبة ، وعلى شفاههم ابتسامة .
ان هذه الدقات الألف ، تخرج من الجرام الواحد،
( الذري . و به ۳ عينات يؤرخ لها عدا في الوقت العداد الألكتروني الذي يعد نبضات الاشعاع الواحد . وهو محصن دون الاشعاعات الهوجاء التي تصله من الخارج لا سيما الاشعاعات الكونية )
انما تكون لخشب حديث ، اقتطع هذا العام ، أو العام الأسبق أو الأسبق ( فالسنين القليلة لا تضعف الاشعاع كثيرا ) ، وليست هي لخشب من مخلفات الآثار عتيق أستاذ الآثار اذن قد دس عليهم هذه الدسيسة من الخشب ، ولا بد أنه راح وهو يضحك ملء فيه .
- عينة الخشب الثانية بين أيدي العلماء :
وقاموا الى العينة الثانية يصنعون بها ما صنعوا بالأولى . وعدوا الدقات ، للجرام الواحد من الكربون ، فكان متوسط الأعداد ٥٠٠ دقة . وكان معنى هذا عندهم أن الكربون الذي بهذه العينة من الخشب ، وهو اقتطع من شجرته من عهد بعيد ، ظل هذه السنوات كلها يفقد من اشعاعه ، نبضا ، حتى فقد نصف اشعاعه .
نزلت الدقات من ألف دقة في الساعة ، وهي الدقات التي تخرج من الكربون يؤتى به من الخشب الحديث ، الى ٥٠٠ ، وهي نصف الألف .
ولكنهم علموا من تجارب عديدة أخرى سابقة ، وما صحبها من حساب ، أن الكربون الناشط المشع ، يفقد نصف اشعاعه بعد ٥٥٦٨ سنة !
اذن فهذه العينة الأثرية الثانية من الخشب عمرها ٥٥٦٨ سنة !
وكان العام عام ١٩٤٧ ميلادية . فعينة الخشب الأثرية هذه كانت اقتطعت من شجرتها قبل الميلاد بنحو ٥٥٦٨ - ١٩٤٧ - ٣٦٢١ عاما .
- أستاذ الآثار يعود :
وجاء أستاذ الآثار الى المختبر الذري .
نعم ، نعم ، انه جعل العينة الأولى من خشب حديث عمدا ، وأراد أن يقول هذا لأستاذ الذرة عندما جاء بالعينة ، فقاطعه أستاذ الذرة، ولم يأذن له باستكمال الحديث ، أما العينة الثانية فقد وجدت حقا في مقبرة لأحد قدماء المصريين ، تحقق عند علماء الآثار أنه عاش حول هذا التاريخ من الزمان ، حول القرن الثامن والثلاثين والقرن الأربعين قبل الميلاد .
- مثل يضرب :
هذا مثل ضربته ، قدمته للايضاح . لم يقع بالضبط بهذه التفاصيل ، ولكن وقعت أصوله ، ووقعت أشباه أرقامه .
تحصي على المخلوقات أعمارها ...
نعم فكأنما هذه الأحياء جميعا، من حيوان او انسان أو نبات ساعة تموت، وحتى الجمادات ، وهي لا تحيا ولا تموت ، تحمل في ذراتها ساعات ، تبدأ مليئة باشتداد زنبركها ، ثم تأخذ تفرغ ببطء على الزمان . حتى اذا جاءها عالم الذرة بعد ألف من السنين وألف ، بحث زنبركها المشدود ، وقدر كم هو ارتخى ، وكم به الساعة فرغت . ومن هذا التقدير يخرج بحساب كم قضت هذه الساعة وهي تفرغ ، وكم من سنين ، بل كم من قرون .
- زيارة في مختبر الذرة :
حضر الأستاذ عالم الآثار ، الى الأستاذ عالم الذرة في مختبره ، وفي يده حقيبة ، ففتحها ، وأخرج منها قطعة من خشب .
أستاذ الذرة : هذه هي العينة ؟
أستاذ الآثار : نعم هي ، قد حصلنا عليها ..
أستاذ الذرة : لا تخبرني ، فتفسد علي الأمر فيها .
أستاذ الآثار : وهذه عينة أخرى تختلف عن تلك الأخرى ..
أستاذ الذرة : اتركهما جميعا معي ، وسأخبرك عند الفراغ من تقدير أعمارهما .
- من الفحم كل شيء حي :
( من الماء كل شيء حي )
وهذا حق . فالماء يدخل ، بعنصرية (الأدروجين والأكسجين ) في تراكيب كل حي . ولكن كذلك يدخل عنصر آخر ، ذلك الكربون. وما الكربون الا الفحم نقيا غاية النقاء . والنباتات تستمد كربونها ( فحمها ) من أكسيده الذي يوجد خلقة في الجو، على صورة يسميها الكيماويون ثاني أكسيد الكربون ولكن ما عليك من هذه التسمية ومن أسبابها . انه أكسيد فحم وكفى .
ومن أجل هذا اذا احترق الخشب مثلا ، ولم يتم احتراقه ، تفحم ، وظهر كربونه الأسود لقد صح بالطبع أن نقول : ( من الماء كل شيء حي » . ولكن كذلك صح أن نقول : ( ومن الفحم كل شيء حي ) .
للشجر اذن مصدران : انه يستمد ماءه من تربة الأرض ، وهو يستمد كربونه أي فحمه من هواء الجو .
- عينة الخشب الأولى بين أيدي العلماء :
دفع أستاذ الذرة بعينة الخشب الأولى ، التي ناوله اياها أستاذ الآثار ، الى أعوانه في المختبر ، فكان أول شيء أجروه عليها عمليات كيماوية استخرجوا بها كربونا ( فحما نقيا ) من هذه العينة .
وهم قد علموا أن هذا الكربون ، ککل کربون يستخرج من نبات حي ( وحتى الكربون الذي يوجد على صورة أكسيد الكربون في الهواء ) ، صنفان :
صنف ، لیس به نشاط اشعاعي ، فهو خامل .
وصنف ناشط ، يخرج منه الاشعاع ، نبضات وانت تسلط الكربون على كشافات مخصوصة ، فتكشف عن هذه النبضات كشفا ، وتجعلك تسمعها دقة من بعد دقة . أو هي تتحول الى حركة في عقرب يدل عليها ، أو الى جهاز للعد فيعدها. ويسمى الكشاف هذا « بعداد جيجر » ، نسبة الى مخترعه . واذا انت جئت بکربون به اشعاع كثير ، دق العداد دقات كثيرة، واذا انت جئت بکربون به اشعاع قلیل ، دق العداد عددا من الدقات قليلا .
وسلط العلماء مقدارا من الكربون الذي استخرجوه من العينة الخشبية الأولى ، على عداد من عدادات جيجر ، فأخذ العداد يدق . وعدوا دقاته ، فكانت
( ۱۰۰۰ ) دقة أو نبضة في الساعة ، تخرج من كل جرام واحد من الكربون .
وأعادوا التجربة على مقدار آخر من نفس العينة ، فآخر ، وعدوا الدقات ، فكانت كلها .۱۰۰ دقة أو نحو
ذلك تقريبا ، لكل جرام واحد منها ونظر بعض العلماء الى بعض ، وفي أعينهم ريبة ، وعلى شفاههم ابتسامة .
ان هذه الدقات الألف ، تخرج من الجرام الواحد،
( الذري . و به ۳ عينات يؤرخ لها عدا في الوقت العداد الألكتروني الذي يعد نبضات الاشعاع الواحد . وهو محصن دون الاشعاعات الهوجاء التي تصله من الخارج لا سيما الاشعاعات الكونية )
انما تكون لخشب حديث ، اقتطع هذا العام ، أو العام الأسبق أو الأسبق ( فالسنين القليلة لا تضعف الاشعاع كثيرا ) ، وليست هي لخشب من مخلفات الآثار عتيق أستاذ الآثار اذن قد دس عليهم هذه الدسيسة من الخشب ، ولا بد أنه راح وهو يضحك ملء فيه .
- عينة الخشب الثانية بين أيدي العلماء :
وقاموا الى العينة الثانية يصنعون بها ما صنعوا بالأولى . وعدوا الدقات ، للجرام الواحد من الكربون ، فكان متوسط الأعداد ٥٠٠ دقة . وكان معنى هذا عندهم أن الكربون الذي بهذه العينة من الخشب ، وهو اقتطع من شجرته من عهد بعيد ، ظل هذه السنوات كلها يفقد من اشعاعه ، نبضا ، حتى فقد نصف اشعاعه .
نزلت الدقات من ألف دقة في الساعة ، وهي الدقات التي تخرج من الكربون يؤتى به من الخشب الحديث ، الى ٥٠٠ ، وهي نصف الألف .
ولكنهم علموا من تجارب عديدة أخرى سابقة ، وما صحبها من حساب ، أن الكربون الناشط المشع ، يفقد نصف اشعاعه بعد ٥٥٦٨ سنة !
اذن فهذه العينة الأثرية الثانية من الخشب عمرها ٥٥٦٨ سنة !
وكان العام عام ١٩٤٧ ميلادية . فعينة الخشب الأثرية هذه كانت اقتطعت من شجرتها قبل الميلاد بنحو ٥٥٦٨ - ١٩٤٧ - ٣٦٢١ عاما .
- أستاذ الآثار يعود :
وجاء أستاذ الآثار الى المختبر الذري .
نعم ، نعم ، انه جعل العينة الأولى من خشب حديث عمدا ، وأراد أن يقول هذا لأستاذ الذرة عندما جاء بالعينة ، فقاطعه أستاذ الذرة، ولم يأذن له باستكمال الحديث ، أما العينة الثانية فقد وجدت حقا في مقبرة لأحد قدماء المصريين ، تحقق عند علماء الآثار أنه عاش حول هذا التاريخ من الزمان ، حول القرن الثامن والثلاثين والقرن الأربعين قبل الميلاد .
- مثل يضرب :
هذا مثل ضربته ، قدمته للايضاح . لم يقع بالضبط بهذه التفاصيل ، ولكن وقعت أصوله ، ووقعت أشباه أرقامه .
تعليق