حافّة الأرق للكاتبة رفاه حبيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حافّة الأرق للكاتبة رفاه حبيب

    سأُحدِثُ ثقباً في ذاكرة الوجع؛
    لعلّ غيمة ً هاربةً من سماءِ البوحِ ، تمطرُ أشواقاً في صحرائِك القاحلة..
    خَواءٌ يعبر كياني ؛
    وحيدةً أسترجعُ طيفَك،
    وهو يمرُّ بمحاذاة تفاصيلَ متعبةٍ
    وعطرِكَ الّذي انسكبَ مع كلِّ كلمة...
    أسترجعُ بقايا حديثِنا الأخير ومشاغباتِنا الطّفوليّة،
    وصهيلُ أرواحِنا على ضفاف الأبرش ، ومساكب النّعناع البريّ تحيطُ بأنفاسنا أنّى اتّجهنا.
    تعبتُ من استحضار الماضي في كؤوسٍ من وجع.
    غاضبةٌ قصيدتي هذا المساء،
    سأُغلِقُ نوافذ الذّكرى وأُسدِلُ ستائر الزّمن على قصّة لم تكتمل.
    لم أتوقَّع يوماً أن تصيرَ الدُّروبُ إليكَ مفخّخةً بالألمِ و أشلاءِ الذِّكريات، منسيةً على قارعةِ الخيبة.
    لم أتخيلْ أنْ يعاندَني الحرفُ عندما أنوي الكتابة عنك،
    وتذوي الكلماتُ هاربةً خلفَ أنينِ الزّعل!
    ليتكَ تأتي لأتلوَ عليكَ قصائدَ الصّمت الّتي زارتْني هذا المساء، وتَرَكَتْ عطرَ جنونِها على وسادتي ثم حَزَمَت حقائبها وغادرتْ..
    سأخبرُك عن وجعٍ يتربَّص بوتيني ، ويرفضُ الاستسلامَ.
    سأعودُ هذا المساءَ إلى دفاتري، وأرضِ قيامتي ، وأطرّزُ مناديلَ البوحِ من جديدٍ.
    سأتّكئُ على حافّةِ الأرَقِ، وأنتظرُ هبوبَ النَّوم حتّى يجيءَ الصًباحُ ، أو تأتي.
يعمل...
X