#فرحان_بلبل
لم يكن فرحان بلبل بالنسبة لي صديقاً مقرباً بل كان ومازال معلماً وعلماً من أعلام مدينة حمص...أقف أمامه بإجلال واحترام وقفة طالب أمام معلم.
هو شخص ذو ملامح طيبة هادئة يُشعرك دائماً بأبوّته ، ويمنحك صداقته ومحبته وهو ذو عقل منفتح، وأفق رحب، وثقافة موسوعية.
في عام ٢٠٢١ صار هذا الأديب الفنان قريباً وأثيراً فما يمر يومان أو ثلاثة إلا وأراه حاضراً... أجلس أمامه... أستمع لحكاياته وذكرياته وعمله. فإذا ما سألتُ أو استفسرتُ أجابَ بكلّ تواضع وموضوعية، وإن تكلّمت استمعَ بكلّ جوارحه، لا تفوته شاردة أو واردة ولا إشارة.
وإن حضر نشاطاً ثقافياً كان مستمعاً يقظاً حريصاً على سماع كلّ كلمة، صريحاً حدّ الوجع أحياناً إن لم يعجبه ماسمع.
ولربما صرت قادرة على قراءة تعابير وجهه وهو يتابع مايقوم به فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص من أنشطة وفعاليات.
هذا الرجل الذي لم يفقد شغفه بالشعر والقصة والمسرح والدراسات ولم يفقد شغفه بالأصدقاء فترى بيته مشرّع الأبواب مثلما قلبه مشرّع لكلّ صديق وأديب ولكلّ شاب راغب بالمعرفة.
في بيته ستجلس وعيناك تدوران من جهة إلى أخرى حيث شهادات التكريم والأوسمة والصور وكل ما يتعلّق بعمله المسرحي.... ستأتي زوجته أم عمار محمّلة بالحب والبهجة تقدّم لك فنجان القهوة المحلّى بابتسامتها التي رافقت مسيرة فرحان بلبل منذ زمن بعيد.وأجزم أنها كانت له ولكل من عرفها أمّاً حنون تتابع النجاحات وتفرح لكل ما يحصدونه. وإلا كيف استطاع أن يحتفظ بكلّ هذه الطاقة الإيجابية وبكلّ هذا الود لأصدقائه ولكتبه ولمسرحه ولفرقته التي إن تحدث عنها خلته يتحدث عن أولاده. والحقيقة إن فرقة المسرح العمالي كانت عائلته وكان قائدها وسندها ومديرها الناجح.
في كتابه #المسرح_وحكايةالعمر يروي سيرته الذاتيه وسيرة فرقته متناولاً شؤوناً وشجوناً مازالت تشغله حتى الآن ومازال يسعى كي يتجاوز كل المؤرقات والمصاعب.
أتساءل دائماً كيف استطاع فرحان بلبل ابن الميتم الإسلامي في حمص أن يبني نفسه فكرياً وثقافياً ويطوّر مواهبه الأدبية والمسرحية حتى يحتل هذه المكانة التي يغبطه عليها كل من يعرفه.
كيف استطاع أن يؤلف القلوب كي لا تنساه أبدا.
يتحدث في كتابه المسرح وحكاية العمر عن طفولته في الميتم.. عن دراسته وعن مختلف الأعمال التي عمل بها... عن إقامته في دمشق خلال دراسته الجامعية وعمله في الشركة الخماسية. عن تعيينه في القامشلي والنشاط الثقافي...عن الأصدقاء والشعر... وعن تحوّله إلى المسرح في ٢٧٠ صفحة من السرد الماتع الذي لا تمل منه بل تطلب الاستزادة والمتابعة حيث يمضي بنا في سيرة العمل والشغف والنجاح والإخفاق والزمان والمكان وحمص الأثيرة ودمشق الجميلة والمهرجانات في مختلف محافظات سورية وفي أبعد التجمعات العمالية.
لفرحان بلبل أكثر من خمسة عشر كتاباً في الدراسات النقدية
أما الأعمال الكاملة فهي تضم خمسة مجلدات تلاها عدد من المسرحيات ومسرحيات المونودراما ومسرحيات الأطفال
أما كتابه #رسالة_الغفران_صياغة_معاصرة_لنص__أبي_العلاء_المعري الصادر عن دار ممدوح عدوان فهو يعتبر زاداً معرفياً وثقافياً لكلّ طالب علم وأدب.
مازال #فرحان_بلبل يكتب ويتابع ويفيض بالألفة ومازلنا نحن معشر معارفه نسعى إليه نستمتع بفيض محبته وننهل من معارفه و خبراته وتجاربه.