كيف ينجح هذا التحويل ، فخروج هذه الطاقة الهائلة .. أعظم وأرخص مصادر القوة
لنجاح هذا التحويل شروط ، أهمها شرط أول عظيم ، ذلك تحريك ذرات الأدروجين الثقيل ( أو ان شئت الدقة قنوياته ) بسرعة هائلة ، حتى اذا اصطدمت ذرة هائلة السرعة بأخت لها هائلة السرعة أيضا ، حصل الاندماج ، وتكونت منها نواة ذرة الهليوم ، وخرجت من ذلك الطاقة الهائلة .
- ۱۰۰ مليون درجة حرارة ؛
ان السرعة الهائلة المطلوبة تتحقق في الغاز ، غاز الأدروجين الثقيل ، عندما ترفع درجة حرارته الى ١٠٠ ملیون درجة مئوية أو فوق ذلك قدرا .
ان كل طالب يعلم أن حرارة الغازات ما هي الا حركة ذراته أو جزيئاته فكلما ازداد الغاز حرارة ازداد حركة .
وروسيا تدعي الى اليوم أنها بلغت بنواة الأدروجين الثقيل الى درجة ٤٠ مليون درجة !
بقي ٦٠ مليون درجة أو فوق ذلك درجات ، لا بد أن يبلغها الروس . أو من يدري ، فلعل الأمريكان هم بالغوها .
- حصر الغاز في (( زجاجات )) مغناطيسية :
ولكن هذا لا يكفي اذا لم يكن في الزجاجة التي يجري فيها التفاعل كفاية من ذرات أعني الكفاية التي تجعل التقاء ذرة بذرة أكثر احتمالا .
وهنا لا بد أن نذكر أن هذه الزجاجة ليست من زجاج ، ولا هي مصنوعة من شيء ، فما من شيء الا يتبخر في لمحة عند هذه الدرجات العالية . وانما هي من مجالات مغناطيسية تحصر الغاز في حدود مثل ما تحجز الزجاجات فيما تعودنا من غازات في حياتنا العادية ومع هذا فللقارىء أن ينسى هذا .
وقد وصل الروس في ذلك الى أن بلغوا في التركيز الی ایجاد ۱۰۰۰ ذرة ( نواة ) في السنتي متر المكعب الواحد داخل ) الزجاجة » المغناطيسية . ولكن هذا لا يكفي . لا بد من عدد أكبر من النويات حتى يكون احتمال التصادم بينها أكثر .
ثم أمر ثالث .
انهم بلغوا درجة حرارة مقدارها ٤٠ مليون درجة مئوية . ولكن كم من الزمن بقي الغاز على اتزانه ، وعلى انحصاره في زجاجته المغناطيسية ، عند هذه الدرجة ؟
بقي بضعة أجزاء من مائة جزء من الثانية .
مدة صغيرة ؟
نعم ، ولكن العلماء رأوا في بلوغ الروس هذا تقدما عظيما . ان الهدف هو الوصول الى الابقاء على الشروط السالفة نحو ثانية واحدة ، تزيد أو تنقص ، قد تكفي ، وفق الظروف .
- المهم : أن يبدأ الاندماج :
المهم هو أن يبدأ الاندماج .
فهو اذا بدأ ، أخرج هو من نفسه من الحرارة ما يغني عن مجهودات العلماء كلها . انه عندئذ يغذي نفسه بنفسه فيستمر . يستمر الاندماج ويتسلل .
(.هكذا تتكون نواة الهليوم ، من حاصل اندماج نواتي الأدروجين الثقيل ، ومع الاندماج تخرج طاقة عظيمة )
ان القنبلة الأدروجينية ، بها أدروجين ثقيل كما ذكرنا . وبها زناد يجعلها تنفجر . زناد القصد منه أن يرفع حرارة هذا الأدروجين فينفجر . وهذا الزناد هو قنبلة ذرية صغيرة من اليورنيوم ، تنطلق أولا ، وترفع حرارة الأدروجين الى بضع مئات من ملايين الدرجات واذ يبدأ الأدروجين في الاندماج ، فالانفجار ، لا يقف اندماجه شيء ، ذلك انه ينتج باندماجه الحرارة التي يريدها ليستمر الاندماج ويكتمل .
- حقائق لا بد من عرفانها :
ان هذا الذي قلناه ، في أمر الذرة ، وتركيب الذرة، وتفاعل الذرات لانتاج القوة ، والبروتونات والالكترونات والنيوترونات ، كلها الفاظ و معان دخلت في لغة العصر الحاضر ، وهي لغة يتكلمها ويفهمها غلمان النصف الثاني من القرن العشرين ، في الأمم المتقدمة . أولئك الغلمان الذين هم اليوم غلمان وغدا رجال .
انها لغة لازمة لكل من يريد أن لا يتخلف عن الركب .
انها لغة المستقبل القريب ، لكل من يريد أن يلاحق الزمن .
- عالم الذرات ، عالم غريب :
ونتحدث عن الذرات ، ونصفها بأنها كرات ، تقريبا لأفهامنا ، تلك التي لم تتعود الا رؤية الأشياء الكبيرة ، تلك التي تراها العين .
والذرات شيء صغر عن أن تراه العين ، وعن أن تراه المجاهر ، من أي صنف .
ان عالم الذرات لا تدركه العقول الا تشبيها .
ان ذرة كذرة الأكسجين مثلا ، قطرها يبلغ نحو جزأين من عشرة ملايين جزء من الملليمتر الواحد . أعني أننا لو صففنا هذه الذرات صفا واحدا ، وصففنا منها خمسة ملايين ذرة وقسنا الصف لكان طوله ملليمترا واحدا .
وكذلك ثقل الذرة . أن الجرام الواحد من الأكسجين يحتوي على نحو ٤٠ ألف مليون مليون مليون ذرة .
ونقول ان الالكترون يدور حول نواة الذرة . وقد يحسب حاسب أنه يدور بسرعة الثور وهو في الساقية . ان بعض هذه الالكترونات يدور بسرعة عشرين ألف ميل في الثانية !..
أو تدرك معنى هذا ؟
معناه أن الالكترون ، في مداره الصغير جدا حول نواة الذرة الصغيرة جدا ، يدور ، في الثانية الواحدة ، عشرة آلاف مليون مليون مليون ذرة .
حقائق مذهلة ، تعجز عن تصورها العقول .
أمامها تقف العقول حيرى ، عاجزة .
والوقوف والحيرة أمام أسرار الكون أول عبادة ، وآصل عبادة .
والذين يرمون العلم بأنه مادة ، لا روحانية فيها ، قوم يجهلون .
لنجاح هذا التحويل شروط ، أهمها شرط أول عظيم ، ذلك تحريك ذرات الأدروجين الثقيل ( أو ان شئت الدقة قنوياته ) بسرعة هائلة ، حتى اذا اصطدمت ذرة هائلة السرعة بأخت لها هائلة السرعة أيضا ، حصل الاندماج ، وتكونت منها نواة ذرة الهليوم ، وخرجت من ذلك الطاقة الهائلة .
- ۱۰۰ مليون درجة حرارة ؛
ان السرعة الهائلة المطلوبة تتحقق في الغاز ، غاز الأدروجين الثقيل ، عندما ترفع درجة حرارته الى ١٠٠ ملیون درجة مئوية أو فوق ذلك قدرا .
ان كل طالب يعلم أن حرارة الغازات ما هي الا حركة ذراته أو جزيئاته فكلما ازداد الغاز حرارة ازداد حركة .
وروسيا تدعي الى اليوم أنها بلغت بنواة الأدروجين الثقيل الى درجة ٤٠ مليون درجة !
بقي ٦٠ مليون درجة أو فوق ذلك درجات ، لا بد أن يبلغها الروس . أو من يدري ، فلعل الأمريكان هم بالغوها .
- حصر الغاز في (( زجاجات )) مغناطيسية :
ولكن هذا لا يكفي اذا لم يكن في الزجاجة التي يجري فيها التفاعل كفاية من ذرات أعني الكفاية التي تجعل التقاء ذرة بذرة أكثر احتمالا .
وهنا لا بد أن نذكر أن هذه الزجاجة ليست من زجاج ، ولا هي مصنوعة من شيء ، فما من شيء الا يتبخر في لمحة عند هذه الدرجات العالية . وانما هي من مجالات مغناطيسية تحصر الغاز في حدود مثل ما تحجز الزجاجات فيما تعودنا من غازات في حياتنا العادية ومع هذا فللقارىء أن ينسى هذا .
وقد وصل الروس في ذلك الى أن بلغوا في التركيز الی ایجاد ۱۰۰۰ ذرة ( نواة ) في السنتي متر المكعب الواحد داخل ) الزجاجة » المغناطيسية . ولكن هذا لا يكفي . لا بد من عدد أكبر من النويات حتى يكون احتمال التصادم بينها أكثر .
ثم أمر ثالث .
انهم بلغوا درجة حرارة مقدارها ٤٠ مليون درجة مئوية . ولكن كم من الزمن بقي الغاز على اتزانه ، وعلى انحصاره في زجاجته المغناطيسية ، عند هذه الدرجة ؟
بقي بضعة أجزاء من مائة جزء من الثانية .
مدة صغيرة ؟
نعم ، ولكن العلماء رأوا في بلوغ الروس هذا تقدما عظيما . ان الهدف هو الوصول الى الابقاء على الشروط السالفة نحو ثانية واحدة ، تزيد أو تنقص ، قد تكفي ، وفق الظروف .
- المهم : أن يبدأ الاندماج :
المهم هو أن يبدأ الاندماج .
فهو اذا بدأ ، أخرج هو من نفسه من الحرارة ما يغني عن مجهودات العلماء كلها . انه عندئذ يغذي نفسه بنفسه فيستمر . يستمر الاندماج ويتسلل .
(.هكذا تتكون نواة الهليوم ، من حاصل اندماج نواتي الأدروجين الثقيل ، ومع الاندماج تخرج طاقة عظيمة )
ان القنبلة الأدروجينية ، بها أدروجين ثقيل كما ذكرنا . وبها زناد يجعلها تنفجر . زناد القصد منه أن يرفع حرارة هذا الأدروجين فينفجر . وهذا الزناد هو قنبلة ذرية صغيرة من اليورنيوم ، تنطلق أولا ، وترفع حرارة الأدروجين الى بضع مئات من ملايين الدرجات واذ يبدأ الأدروجين في الاندماج ، فالانفجار ، لا يقف اندماجه شيء ، ذلك انه ينتج باندماجه الحرارة التي يريدها ليستمر الاندماج ويكتمل .
- حقائق لا بد من عرفانها :
ان هذا الذي قلناه ، في أمر الذرة ، وتركيب الذرة، وتفاعل الذرات لانتاج القوة ، والبروتونات والالكترونات والنيوترونات ، كلها الفاظ و معان دخلت في لغة العصر الحاضر ، وهي لغة يتكلمها ويفهمها غلمان النصف الثاني من القرن العشرين ، في الأمم المتقدمة . أولئك الغلمان الذين هم اليوم غلمان وغدا رجال .
انها لغة لازمة لكل من يريد أن لا يتخلف عن الركب .
انها لغة المستقبل القريب ، لكل من يريد أن يلاحق الزمن .
- عالم الذرات ، عالم غريب :
ونتحدث عن الذرات ، ونصفها بأنها كرات ، تقريبا لأفهامنا ، تلك التي لم تتعود الا رؤية الأشياء الكبيرة ، تلك التي تراها العين .
والذرات شيء صغر عن أن تراه العين ، وعن أن تراه المجاهر ، من أي صنف .
ان عالم الذرات لا تدركه العقول الا تشبيها .
ان ذرة كذرة الأكسجين مثلا ، قطرها يبلغ نحو جزأين من عشرة ملايين جزء من الملليمتر الواحد . أعني أننا لو صففنا هذه الذرات صفا واحدا ، وصففنا منها خمسة ملايين ذرة وقسنا الصف لكان طوله ملليمترا واحدا .
وكذلك ثقل الذرة . أن الجرام الواحد من الأكسجين يحتوي على نحو ٤٠ ألف مليون مليون مليون ذرة .
ونقول ان الالكترون يدور حول نواة الذرة . وقد يحسب حاسب أنه يدور بسرعة الثور وهو في الساقية . ان بعض هذه الالكترونات يدور بسرعة عشرين ألف ميل في الثانية !..
أو تدرك معنى هذا ؟
معناه أن الالكترون ، في مداره الصغير جدا حول نواة الذرة الصغيرة جدا ، يدور ، في الثانية الواحدة ، عشرة آلاف مليون مليون مليون ذرة .
حقائق مذهلة ، تعجز عن تصورها العقول .
أمامها تقف العقول حيرى ، عاجزة .
والوقوف والحيرة أمام أسرار الكون أول عبادة ، وآصل عبادة .
والذين يرمون العلم بأنه مادة ، لا روحانية فيها ، قوم يجهلون .
تعليق