سامر محمد إسماعيل
الخميس 18 يناير 2024م
فريمولوجيا" و"أنتيغوني" مسرحيتان تنتصران للمرأة الضحية
عرضان أردنيان في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربي في بغداد
من مسرحية "فريمولوجيا" في مهرجان بغداد للمسرح العربي (خدمة المهرجان)
مثالان من الماضي والمعاصر عن صورة المرأة الضحية استحضرهما العرضان الأردنيان المشاركان في الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي في بغداد. العرض الأول جاء بعنوان "فريمولوجيا" لكاتبه عبد الرزاق مطرية ومخرجه والحاكم مسعود، بينما جاء العرض الثاني بعنوان "أنتيغوني" لمعدِّه ومخرجه وبطله حكيم حرب. في التجربتين نحن أمام قراءة لواقع المرأة العربية ولكن من وجهتي نظر مختلفتين. ولعل أبرزها أن الأولى ذهبت نحو يوميات الحياة الزوجية وهواجسها المضنية، بينما اقتبست الثانية نص مسرحية "أنتيغون" لكاتبها اليوناني سوفوكليس (497- 406 ق. م)، في إسقاط مباشر على الأنوثة التي تقدم ككبش فداء على مذبح الحرية.
في هذا السياق جاء عرض "فريمولوجيا" متكئاً على مسرح الحكي، وهو مسرح بدا منذ لحظات العرض الأولى على "مسرح الرشيد" وسط بغداد، مساحةً للهذر والوسواس القهري بين رجل وامرأة. ويتضح ذلك من النقاش المحتدم بين امرأة ورجل. المرأة منغمسة في تنظيف الحمّامات وغسل الصحون والثياب، أما الرجل فيقدم نفسه كفيلسوف وحالم كبير، فيما هو عاطل من العمل. وبينما نتعرف أكثر إلى شخصية المرأة (أداء مرام أبو الهيجا) التي تعمل خادمة في البيوت لإعالة زوجها المفكر، لا يمكن تحديد سمات الرجل إلا من مشيته التي تشبه مشية البطريق الآلي، وهي حركة متكلفة جسد فيها (الحاكم مسعود) صورة نمطية عن رجل متبطل يعيش على أكتاف امرأته.
تعليق