الفِلاَحَة في الماء
علم جديد ، يطلقون عليه احيانا « الزراعة من غير تربة » .
- تبرير الاسم
والاسم الافرنجي Hydroponics" وهو على وزن Geoponics . وكلاهما اغريقي الأصل .
اما جيوبونكس فهي الزراعة العادية المعروفة ، والكلمة مؤلفة من مقطعين ، جيو ومعناها الأرض ، وبونكس ومعناها الشغل . فهي اذن شغل الأرض أو فلاحة الأرض .
اما هيدروبونكس فمؤلفة كذلك من قطعتين، هيدرو ومعناها الماء ، وبونكس ومعناها الشغل ، فهي اذن فلاحة الماء ، مثل ما كان اللفظ الأول فلاحة الأرض .
- المقصود بفلاحة الماء :
والمقصود بالطبع هو الاستغناء عن التربة في الزرع، والاكتفاء بالماء . واذا نحن استخدمنا الحصو أو الرمل الخالص . فما ذاك الا ليسند أعواد النبات عندما يخرج فيقيمها . وليس يسمى الرمل عندئذ بالتربة ، فالتربة تسند النبات لا شك ، ولكن لها وظائف أخرى هامة غير ذلك .
( خس افرنجي لم ير التربة الزراعية قط وضعت بذرته على سطح صوف زجاجي ، ثم غطي الصوف ، ثم سقي النبات بالمحاليل المناسبة لغذائه فنما وترعرع كخير ما ينمو في الأرض الصالحة )
- وظائف التربة :
من وظائف التربة أنها تسند جذوع النباتات وما تحمل من أفرع ومن أوراق ، وذلك بواسطة الجذور التي تخرج وتتفرع في التربة فتمسك بها امساكا .
وهذا السند يقوم به الرمل الخالص . وما الرمل بتربة زراعية .
والتربة الزراعية تخزن فوق ذلك الماء وتحتفظ به للذي بها من طفل ومن دبال . والتربة الزراعية مصدر كذلك للاملاح اللازمة لتغذية النبات وهي عديدة . والتربة الزراعية مستودع للبكتير الذي يحل المواد العضوية التي بها ويصنع منها الأملاح الأزوتية اللازمة لغذاء النبات . والبكتير يصنع كذلك الدبال .
ولو نظرنا لكل هذه مليا وجدنا أن هذه الوظائف تنتهي بتحضير الغذاء للنبات.
واذن فلم لا نستغني عن التربة ، ونوفر للنبات الأملاح التي هو في حاجة اليها غذاء ، لا سيما وسطح : الأرض ليس فيه دائما تلك التربة الجيدة التي تقوم بهذه الوظائف كاملة .
وكثير من سطح الأرض الرمل، وكثيرة هي الصحراء في سطح الأرض ، فلم لا نتخذ من الرمل ، وهو ليس بتربة زراعية ، سندا ونوفر للنبات ، في هذا العصر الصناعي كل ما يحتاج اليه من غذاء ؟
- في منتصف القرن الماضي :
وبدأت هذه الفكرة تتنفذ في منتصف القرن الماضي بعد أن فقه الانسان من وظائف أعضاء النبات ما كان استغلق عليه طويلا .
ولم تكن الفكرة فكرة استغناء عن تربة ، ولا خطرت الصحاري المترامية في خاطر .
كانت الفكرة بحثا علميا صرفا . أراد العلماء بالاكتفاء بالماء أن تنبت فيه جذور النبات وهو ماء صرف ، يضاف اليه من الأملاح التي زعموا أنها موجودة بالتربة الزراعية ما يضاف ، ثم هم ينظرون في أثرها ، مفردة ، ومجتمعة ، في نمو النبات .
ولما نما النبات في الماء اسندوا أعواده ، أي جذوعه بحاملات شتى . ثم تراءى لهم أن يقوم بهذا السند الحصو ، من أي شيء ، ولو من زجاج . فهو شيء جامد يقف على الحياد ، لا يتفاعل مع زرع أو ماء .
وخطوا بذلك خطوات نافعة ، وعرفوا أي الغذاء النافع ، ولأي نبات ، وبأي مقدار .
وظهرت للعلماء حقيقة لا شك فيها ، هي جواز الزرع في الماء الخالص ، أو ومعه الحصى .
- في عام ١٩٣٦ :
ولكن لم تبدأ تجربة هذه الفلاحة المائية في المساحات الكبيرة الا في عام ١٩٣٦ . ففي هذا العام أخذ العلماء يبحثون الأسلوب الذي يتبع في الخروج بالتجارب من المقدار الاختباري القليل الى المقدار التجاري الكثير .
وتلقفت الصحف الخبر وأذاعت أن العلماء في السبيل الى استبدال الماء بالتربة ، وأنه لن يمضي زمن طويل حتى يستغني أهل الأرض عنها .
وبذيوع هذه الشائعة السخيفة فقد المشروع كثيرا من الحوافز والدوافع .
ثم عاد العمل يجري فيه .
- املاح في ماء هي كل الغذاء :
أما الماء فالماء النقي ، يذاب فيه كل ملح يحتاجه النبات الغذائه . فهي أملاح تحتوي العناصر الضرورية الآتية : الأزوت ، الفسفور ، البوتسيوم ، الكبريت ، الكلسيوم ، المغنسيوم ، بمقادير مناسبة ، يبلغ مجموعها ما بين ٠،٧ و ٢،٥ من الجرام في اللتر الواحد . ويكون المحلول قليل الحموضة .
وكذلك يكون في المحلول مقادير من أملاح تعرف عناصرها المطلوبة بالأثرية للقلة القليلة التي تحتاجها النباتات منها Trace elements . انها لا تحتاج منها الا الى آثار قليلة .
ومنها أملاح الحديد والبورون والنحاس والزنك والمنجنيز ، وهي بنسب أقل من نسب الأملاح المذكورة آنها بنحو مائة أو الف مرة .
- في الصحراء الكبرى :
وقد أجريت حديثا تجارب في الصحراء الكبرى ، استخدم فيها الرمل الخالص سندا للنبات وغذي بغذاء من هذه المحاليل يجري في طبقة الرمل، وهي في أحواضها، في أسفلها ، فلا يصل الى سطحة حتى لا يتبخر ، وتتغدى منه جذور النبات وما احتوى عليه من محاليل فينمو ويطيب .
ووجدوا أن هذه الزراعة ، على هذا النحو تحتاج إلى مقدار يبلغ ما بين الثلث الى العشر مما يحتاجه مثل هذا النبات لو انه زرع في الواحات في التربة العادية الخصبة .
- التكلفة :
ان النتائج التي خرجوا بها من الفلاحة المائية ، من حيث الجودة ، لا تقل عن جودة النباتات التي تزرع بالفلاحة التربوية ، ان لم تزد .
بقيت مسألة التكلفة .
وهي بالطبع أعلى من تكلفة الفلاحة العادية . ولهذا تقتصر الفلاحة المائية على بعض الخضراوات والطماطم ، وعلى الأزهار ، وأحيانا على أنواع من الفواكه ، أي على تلك الأشياء ذات الثمن المرتفع ، لا سيما في الأماكن البعيدة عن التربة الزراعية ، تلك الأماكن التي تحمل اليها هذه الأشياء فتتكلف في النقل نفقة كبيرة .
وهي للأراضي القحلة على كل حال .
علم جديد ، يطلقون عليه احيانا « الزراعة من غير تربة » .
- تبرير الاسم
والاسم الافرنجي Hydroponics" وهو على وزن Geoponics . وكلاهما اغريقي الأصل .
اما جيوبونكس فهي الزراعة العادية المعروفة ، والكلمة مؤلفة من مقطعين ، جيو ومعناها الأرض ، وبونكس ومعناها الشغل . فهي اذن شغل الأرض أو فلاحة الأرض .
اما هيدروبونكس فمؤلفة كذلك من قطعتين، هيدرو ومعناها الماء ، وبونكس ومعناها الشغل ، فهي اذن فلاحة الماء ، مثل ما كان اللفظ الأول فلاحة الأرض .
- المقصود بفلاحة الماء :
والمقصود بالطبع هو الاستغناء عن التربة في الزرع، والاكتفاء بالماء . واذا نحن استخدمنا الحصو أو الرمل الخالص . فما ذاك الا ليسند أعواد النبات عندما يخرج فيقيمها . وليس يسمى الرمل عندئذ بالتربة ، فالتربة تسند النبات لا شك ، ولكن لها وظائف أخرى هامة غير ذلك .
( خس افرنجي لم ير التربة الزراعية قط وضعت بذرته على سطح صوف زجاجي ، ثم غطي الصوف ، ثم سقي النبات بالمحاليل المناسبة لغذائه فنما وترعرع كخير ما ينمو في الأرض الصالحة )
- وظائف التربة :
من وظائف التربة أنها تسند جذوع النباتات وما تحمل من أفرع ومن أوراق ، وذلك بواسطة الجذور التي تخرج وتتفرع في التربة فتمسك بها امساكا .
وهذا السند يقوم به الرمل الخالص . وما الرمل بتربة زراعية .
والتربة الزراعية تخزن فوق ذلك الماء وتحتفظ به للذي بها من طفل ومن دبال . والتربة الزراعية مصدر كذلك للاملاح اللازمة لتغذية النبات وهي عديدة . والتربة الزراعية مستودع للبكتير الذي يحل المواد العضوية التي بها ويصنع منها الأملاح الأزوتية اللازمة لغذاء النبات . والبكتير يصنع كذلك الدبال .
ولو نظرنا لكل هذه مليا وجدنا أن هذه الوظائف تنتهي بتحضير الغذاء للنبات.
واذن فلم لا نستغني عن التربة ، ونوفر للنبات الأملاح التي هو في حاجة اليها غذاء ، لا سيما وسطح : الأرض ليس فيه دائما تلك التربة الجيدة التي تقوم بهذه الوظائف كاملة .
وكثير من سطح الأرض الرمل، وكثيرة هي الصحراء في سطح الأرض ، فلم لا نتخذ من الرمل ، وهو ليس بتربة زراعية ، سندا ونوفر للنبات ، في هذا العصر الصناعي كل ما يحتاج اليه من غذاء ؟
- في منتصف القرن الماضي :
وبدأت هذه الفكرة تتنفذ في منتصف القرن الماضي بعد أن فقه الانسان من وظائف أعضاء النبات ما كان استغلق عليه طويلا .
ولم تكن الفكرة فكرة استغناء عن تربة ، ولا خطرت الصحاري المترامية في خاطر .
كانت الفكرة بحثا علميا صرفا . أراد العلماء بالاكتفاء بالماء أن تنبت فيه جذور النبات وهو ماء صرف ، يضاف اليه من الأملاح التي زعموا أنها موجودة بالتربة الزراعية ما يضاف ، ثم هم ينظرون في أثرها ، مفردة ، ومجتمعة ، في نمو النبات .
ولما نما النبات في الماء اسندوا أعواده ، أي جذوعه بحاملات شتى . ثم تراءى لهم أن يقوم بهذا السند الحصو ، من أي شيء ، ولو من زجاج . فهو شيء جامد يقف على الحياد ، لا يتفاعل مع زرع أو ماء .
وخطوا بذلك خطوات نافعة ، وعرفوا أي الغذاء النافع ، ولأي نبات ، وبأي مقدار .
وظهرت للعلماء حقيقة لا شك فيها ، هي جواز الزرع في الماء الخالص ، أو ومعه الحصى .
- في عام ١٩٣٦ :
ولكن لم تبدأ تجربة هذه الفلاحة المائية في المساحات الكبيرة الا في عام ١٩٣٦ . ففي هذا العام أخذ العلماء يبحثون الأسلوب الذي يتبع في الخروج بالتجارب من المقدار الاختباري القليل الى المقدار التجاري الكثير .
وتلقفت الصحف الخبر وأذاعت أن العلماء في السبيل الى استبدال الماء بالتربة ، وأنه لن يمضي زمن طويل حتى يستغني أهل الأرض عنها .
وبذيوع هذه الشائعة السخيفة فقد المشروع كثيرا من الحوافز والدوافع .
ثم عاد العمل يجري فيه .
- املاح في ماء هي كل الغذاء :
أما الماء فالماء النقي ، يذاب فيه كل ملح يحتاجه النبات الغذائه . فهي أملاح تحتوي العناصر الضرورية الآتية : الأزوت ، الفسفور ، البوتسيوم ، الكبريت ، الكلسيوم ، المغنسيوم ، بمقادير مناسبة ، يبلغ مجموعها ما بين ٠،٧ و ٢،٥ من الجرام في اللتر الواحد . ويكون المحلول قليل الحموضة .
وكذلك يكون في المحلول مقادير من أملاح تعرف عناصرها المطلوبة بالأثرية للقلة القليلة التي تحتاجها النباتات منها Trace elements . انها لا تحتاج منها الا الى آثار قليلة .
ومنها أملاح الحديد والبورون والنحاس والزنك والمنجنيز ، وهي بنسب أقل من نسب الأملاح المذكورة آنها بنحو مائة أو الف مرة .
- في الصحراء الكبرى :
وقد أجريت حديثا تجارب في الصحراء الكبرى ، استخدم فيها الرمل الخالص سندا للنبات وغذي بغذاء من هذه المحاليل يجري في طبقة الرمل، وهي في أحواضها، في أسفلها ، فلا يصل الى سطحة حتى لا يتبخر ، وتتغدى منه جذور النبات وما احتوى عليه من محاليل فينمو ويطيب .
ووجدوا أن هذه الزراعة ، على هذا النحو تحتاج إلى مقدار يبلغ ما بين الثلث الى العشر مما يحتاجه مثل هذا النبات لو انه زرع في الواحات في التربة العادية الخصبة .
- التكلفة :
ان النتائج التي خرجوا بها من الفلاحة المائية ، من حيث الجودة ، لا تقل عن جودة النباتات التي تزرع بالفلاحة التربوية ، ان لم تزد .
بقيت مسألة التكلفة .
وهي بالطبع أعلى من تكلفة الفلاحة العادية . ولهذا تقتصر الفلاحة المائية على بعض الخضراوات والطماطم ، وعلى الأزهار ، وأحيانا على أنواع من الفواكه ، أي على تلك الأشياء ذات الثمن المرتفع ، لا سيما في الأماكن البعيدة عن التربة الزراعية ، تلك الأماكن التي تحمل اليها هذه الأشياء فتتكلف في النقل نفقة كبيرة .
وهي للأراضي القحلة على كل حال .
تعليق