كيف تتكاثر الخمائر
تتكاثر الخمائر عادة بالتبرعم ، اذ يخرج من الخلية زر أو برعم ، لا يلبث أن يكبر حتى يقاسم الخلية الأم ما احتوته ، ثم قد يستقل بنفسه .
وهناك طرق أخرى للتكاثر يصحبها تكون البذور المحفظية Ascospores . وتمثل لذلك بطائفة من خلايا الخمائر ، تجتمع في مستعمرة واحدة ، ثم تلتحم وتتحد نوياتها ، ثم يتلو ذلك انقسام هذه النواة الكبيرة الجديدة ثم انقسامها مرة ، فأخرى ، حتى تصبح أجزاء ، ويحيط كل جزء منها مادة بلزمية يلفها حائط غشائي . فيتم بذلك تكون البذور .
( خميرة خرجت بالتبرعم من خميرة أم ، وانفصلت منها عند أ ( وتركت سطحا محدبا ) . ثم خرج منها برعم وانفصل ، فهي لهذا البرعم أم )
( وذلك عند ب حيث السطح مقعر ) .
وقد تبقى هذه البذور في محافظها ، حتى يتيسر للبذور أن تعود الى التكاثر الخلوي العادي بتحسن البيئة .
ومن الخمائر ما يتكاثر بالانشقاق العادي المعروف. اذ تنشق النواة الى نواتين ، والخلية الى خليتين .
- لا بد للخمائر من غذاء ؛
ان الخمائر ككل كائن حي ، لا بد لها من غذاء .
ومن غذائها السكر والسكريات ، والمواد الآزوتية ، والأملاح المعدنية .
وهي تهضم ما تأكل .
والانسان يهضم ما يأكل بتكسير طعامه ، وتحويل المركب منه الى بسيط. وكذلك تفعل الخمائر . ان السكر والسكريات تتحول الى كحول وهو مادة أبسط . والى ثاني أكسيد الكربون ، وهو مركب أكثر بساطة . ولسنا ننسى أن ثاني أكسيد الكربون هو أبسط ما يتحول اليه غذاء الانسان .
والخمائر تصنع نفسها . تصنع بلزمة الخلية ، وحائط الخلية ، وتواتها . وكل هذه مركبات عضوية ليست بسيطة . وهي أكثر تعقدا من غذاء هي تعيش عليه ، سكر وأملاح . ومن هذه البسائط هي تصنع المركبات .
وهكذا يفعل الانسان . اذ يبني كيانه .
انها وحدة الحياة ، في أبسط درجاتها ، واعقد الدرجات .
والخميرة تتوسل الى هذه العمليات بمواد عضوية معقدة هي تصنعها ، تعرف بالأنزيمات Enzymes .
وقد عرفنا ما الأنزيمات ، وما يصنع بها الانسان . في الهضم مثلا ، الببسين هاضم اللحم ، التربين واشتات كثيرة عرفناها ودرسناها .
وما كان يخيل لنا أن أحياء في هذه البساطة ، كالخمائر ، تتألف من خلية واحدة ، عندها هذه القدرة ، أن تصنع الأنزيمات ، وتتوسل بها ، في عملية التخمير التي بها تحيا ، وفي ممارسة شتى ضروب عمليات الحياة.
ولقد يخال الانسان أن الخميرة تدرك أنها تصنع لنا الخمر . وهي ليس لها في أمر الخمر شيء ، ولا تدري ما الخمر . انه شيء يجري نتيجة ما أعطاه لها الله من أسلوب حياة .
ان كان في الأمر تخطيط ، وكان فيه بين ضروب الحيوات الكونية موازنة ، فهو يقينا ليس من تخطيط الخمائر ، انما هو من تخطيط من هيمن على الخمائر والأحياء جميعا ، ورسم للحيوات ، على اختلافها ، مجاريها ، ورسم لها أصولها والأهداف جميعا .
( خميرة بدأت تتكاثر بالتبرعم وبعضها تبرعم وانفصل البرعم منها . وبعضها تبرعم وقبل أن ينفصل البرعم اخذت تتبرعم مرة أخرى وهكذا دواليك وقد تتجمع من الخميرة اعداد كثيرة )
- الخمائر تعمل في هواء وبمعزل عن هواء ؛
ان الخمائر هي أول الأحياء التي عرفها الانسان تعيش وتحيا بمعزل عن الهواء .
وقد أدهشت هذه الحقيقة بستور Pasteur .
وهو الذي لاحظ أن الخمائر ، في غيبة الهواء ، تستهلك السكر لتنتج منه أساسا الكحول وثاني أكسيد الكربون ، أما والهواء حاضر ، فالناتج ثاني أكسيد الكربون والماء . وفي هذه الحالة الثانية تسرع الخميرة في التكاثر ، والخلايا الجديدة الناتجة تكون أكثر .
وتستخدم هذه الحقيقة في الصناعة .
ففي التحضير التجاري للخمائر ، بقصد بيعها ، يجري التخمير في حضرة الأكسجين الكثير .
ولكن اذا كان الغرض من التخمير انتاج الكحول ، كما هي الحال في صناعة البيرة والنبيذ ، أجري التخمير في غيبة الهواء .
- أنواع الخمائر ؛
انها أنواع كثيرة .
وهم يقسمونها أحيانا وفقا لطريقة تكاثرها، وعندئذ تتبع هذه الأقسام أبوابا مختلفة في التقسيم النباتي ، ولو أنها جميعا فطر Fungi .
على أن أشهر هذه الخمائر وأهمها في الصناعة هي التي تسمى Saccharomyces وان كان لا بد من ترجمة هذا اللفظ فهو الفطر السكري Saccharo = سكر و Myces = فطر .
- الخمائر في الصناعة ؛
أول ما يذكره الذاكر في أمر الصناعة التخمير الكحولي ، وذلك لقدمه . كان الانسان يمارسه منذ آلاف السنين ، ولو أنه لم يفهمه أحسن الفهم ، ويطبقه أحسن التطبيق ، الا منذ نحو تسعين عاما ، وذلك بعد أن كشف العلم سر التخمير .
وفي التخمير لصناعة البيرة تستخدم ضروب من Saccharomyces تعرف باسم Cereviciae وهي تنتج بيرة بها ما بين ٤ الى ٦ في المائة من الكحول .
وضروب أخرى من نفس الخميرة توصف بأنها Ellipsoideus ، توجد عادة على العنب ، وهو على شجره ، وعلى فواكه أخرى ، وهي تنتج من النبيذ ، نبيذا يحتوي نسبة تصل الى ١٦ في المائة من الكحول .
ومن الصناعات التخميرية صناعة الكحول الخالص نفسه ، وهي صناعة ليست بالصغيرة . ومع الكحول ينتج ثاني أكسيد الكربون، وهو يباع على شكل Dry Ice أو الثلج الجاف . وذلك أنه يعطيك من البرودة ما يعطي الثلج ، ولكنه لا يبل ، لأن ثاني أكسيد الكربون يتطاير ، وليس به ماء .
- وصناعة الجلسرين ؛
وصناعة الجلسرين ، اكتشفوا قبيل الحرب العالمية الأولى أن وجود ثاني كبرتيت الصديوم في وعاء التخمير يغير من نتائج التخمير ، فينتج منه الجلسرين على حساب الكحول وثاني أكسيد الكربون ، وبحصيلة ٢٥ في المائة من الجلسرين ، واستخدم الألمان هذه الحقيقة في صناعة المفرقعات .
- التخمير ونكبة فلسطين ؛
وكان ويزمان Chaim Weisman ، الذي صار بعد ذلك أول رئيس لدولة اسرائيل ، قبل الحرب العالمية محاضرا في الكيمياء العضوية بانجلترا . وبدأ عمله بجامعة منشستر Manchester . وكانت له بحوث في الكيمياء أغدقت عليه مالا . وعمل أثناء الحرب العالمية الأولى في مختبرات البحرية البريطانية ، ودرس طريقة انتاج الجلسرين من السكر بالتخمير ، فيسر للحكومة البريطانية في أمر المفرقعات مثل ما كان تيسر للألمان .
واشترط على الحكومة البريطانية ، وكان رئيسها اذ ذاك لويد جورج ، أن يكون ثمن ذلك وعد بلفور
Balfour بالوطن اليهودي بفلسطين .
فوعد بلفور اشتراه ويزمان العالم الكيماوي الصهيوني الناجح بعملية في صناعة تخمير .
وهذا ماعرفته من أفواه أصحاب له عرفوه وصحبوه في جامعة منشستر ، حيث كنت أتابع بحوثي الكيماوية في العشرينيات من هذا القرن .
تتكاثر الخمائر عادة بالتبرعم ، اذ يخرج من الخلية زر أو برعم ، لا يلبث أن يكبر حتى يقاسم الخلية الأم ما احتوته ، ثم قد يستقل بنفسه .
وهناك طرق أخرى للتكاثر يصحبها تكون البذور المحفظية Ascospores . وتمثل لذلك بطائفة من خلايا الخمائر ، تجتمع في مستعمرة واحدة ، ثم تلتحم وتتحد نوياتها ، ثم يتلو ذلك انقسام هذه النواة الكبيرة الجديدة ثم انقسامها مرة ، فأخرى ، حتى تصبح أجزاء ، ويحيط كل جزء منها مادة بلزمية يلفها حائط غشائي . فيتم بذلك تكون البذور .
( خميرة خرجت بالتبرعم من خميرة أم ، وانفصلت منها عند أ ( وتركت سطحا محدبا ) . ثم خرج منها برعم وانفصل ، فهي لهذا البرعم أم )
( وذلك عند ب حيث السطح مقعر ) .
وقد تبقى هذه البذور في محافظها ، حتى يتيسر للبذور أن تعود الى التكاثر الخلوي العادي بتحسن البيئة .
ومن الخمائر ما يتكاثر بالانشقاق العادي المعروف. اذ تنشق النواة الى نواتين ، والخلية الى خليتين .
- لا بد للخمائر من غذاء ؛
ان الخمائر ككل كائن حي ، لا بد لها من غذاء .
ومن غذائها السكر والسكريات ، والمواد الآزوتية ، والأملاح المعدنية .
وهي تهضم ما تأكل .
والانسان يهضم ما يأكل بتكسير طعامه ، وتحويل المركب منه الى بسيط. وكذلك تفعل الخمائر . ان السكر والسكريات تتحول الى كحول وهو مادة أبسط . والى ثاني أكسيد الكربون ، وهو مركب أكثر بساطة . ولسنا ننسى أن ثاني أكسيد الكربون هو أبسط ما يتحول اليه غذاء الانسان .
والخمائر تصنع نفسها . تصنع بلزمة الخلية ، وحائط الخلية ، وتواتها . وكل هذه مركبات عضوية ليست بسيطة . وهي أكثر تعقدا من غذاء هي تعيش عليه ، سكر وأملاح . ومن هذه البسائط هي تصنع المركبات .
وهكذا يفعل الانسان . اذ يبني كيانه .
انها وحدة الحياة ، في أبسط درجاتها ، واعقد الدرجات .
والخميرة تتوسل الى هذه العمليات بمواد عضوية معقدة هي تصنعها ، تعرف بالأنزيمات Enzymes .
وقد عرفنا ما الأنزيمات ، وما يصنع بها الانسان . في الهضم مثلا ، الببسين هاضم اللحم ، التربين واشتات كثيرة عرفناها ودرسناها .
وما كان يخيل لنا أن أحياء في هذه البساطة ، كالخمائر ، تتألف من خلية واحدة ، عندها هذه القدرة ، أن تصنع الأنزيمات ، وتتوسل بها ، في عملية التخمير التي بها تحيا ، وفي ممارسة شتى ضروب عمليات الحياة.
ولقد يخال الانسان أن الخميرة تدرك أنها تصنع لنا الخمر . وهي ليس لها في أمر الخمر شيء ، ولا تدري ما الخمر . انه شيء يجري نتيجة ما أعطاه لها الله من أسلوب حياة .
ان كان في الأمر تخطيط ، وكان فيه بين ضروب الحيوات الكونية موازنة ، فهو يقينا ليس من تخطيط الخمائر ، انما هو من تخطيط من هيمن على الخمائر والأحياء جميعا ، ورسم للحيوات ، على اختلافها ، مجاريها ، ورسم لها أصولها والأهداف جميعا .
( خميرة بدأت تتكاثر بالتبرعم وبعضها تبرعم وانفصل البرعم منها . وبعضها تبرعم وقبل أن ينفصل البرعم اخذت تتبرعم مرة أخرى وهكذا دواليك وقد تتجمع من الخميرة اعداد كثيرة )
- الخمائر تعمل في هواء وبمعزل عن هواء ؛
ان الخمائر هي أول الأحياء التي عرفها الانسان تعيش وتحيا بمعزل عن الهواء .
وقد أدهشت هذه الحقيقة بستور Pasteur .
وهو الذي لاحظ أن الخمائر ، في غيبة الهواء ، تستهلك السكر لتنتج منه أساسا الكحول وثاني أكسيد الكربون ، أما والهواء حاضر ، فالناتج ثاني أكسيد الكربون والماء . وفي هذه الحالة الثانية تسرع الخميرة في التكاثر ، والخلايا الجديدة الناتجة تكون أكثر .
وتستخدم هذه الحقيقة في الصناعة .
ففي التحضير التجاري للخمائر ، بقصد بيعها ، يجري التخمير في حضرة الأكسجين الكثير .
ولكن اذا كان الغرض من التخمير انتاج الكحول ، كما هي الحال في صناعة البيرة والنبيذ ، أجري التخمير في غيبة الهواء .
- أنواع الخمائر ؛
انها أنواع كثيرة .
وهم يقسمونها أحيانا وفقا لطريقة تكاثرها، وعندئذ تتبع هذه الأقسام أبوابا مختلفة في التقسيم النباتي ، ولو أنها جميعا فطر Fungi .
على أن أشهر هذه الخمائر وأهمها في الصناعة هي التي تسمى Saccharomyces وان كان لا بد من ترجمة هذا اللفظ فهو الفطر السكري Saccharo = سكر و Myces = فطر .
- الخمائر في الصناعة ؛
أول ما يذكره الذاكر في أمر الصناعة التخمير الكحولي ، وذلك لقدمه . كان الانسان يمارسه منذ آلاف السنين ، ولو أنه لم يفهمه أحسن الفهم ، ويطبقه أحسن التطبيق ، الا منذ نحو تسعين عاما ، وذلك بعد أن كشف العلم سر التخمير .
وفي التخمير لصناعة البيرة تستخدم ضروب من Saccharomyces تعرف باسم Cereviciae وهي تنتج بيرة بها ما بين ٤ الى ٦ في المائة من الكحول .
وضروب أخرى من نفس الخميرة توصف بأنها Ellipsoideus ، توجد عادة على العنب ، وهو على شجره ، وعلى فواكه أخرى ، وهي تنتج من النبيذ ، نبيذا يحتوي نسبة تصل الى ١٦ في المائة من الكحول .
ومن الصناعات التخميرية صناعة الكحول الخالص نفسه ، وهي صناعة ليست بالصغيرة . ومع الكحول ينتج ثاني أكسيد الكربون، وهو يباع على شكل Dry Ice أو الثلج الجاف . وذلك أنه يعطيك من البرودة ما يعطي الثلج ، ولكنه لا يبل ، لأن ثاني أكسيد الكربون يتطاير ، وليس به ماء .
- وصناعة الجلسرين ؛
وصناعة الجلسرين ، اكتشفوا قبيل الحرب العالمية الأولى أن وجود ثاني كبرتيت الصديوم في وعاء التخمير يغير من نتائج التخمير ، فينتج منه الجلسرين على حساب الكحول وثاني أكسيد الكربون ، وبحصيلة ٢٥ في المائة من الجلسرين ، واستخدم الألمان هذه الحقيقة في صناعة المفرقعات .
- التخمير ونكبة فلسطين ؛
وكان ويزمان Chaim Weisman ، الذي صار بعد ذلك أول رئيس لدولة اسرائيل ، قبل الحرب العالمية محاضرا في الكيمياء العضوية بانجلترا . وبدأ عمله بجامعة منشستر Manchester . وكانت له بحوث في الكيمياء أغدقت عليه مالا . وعمل أثناء الحرب العالمية الأولى في مختبرات البحرية البريطانية ، ودرس طريقة انتاج الجلسرين من السكر بالتخمير ، فيسر للحكومة البريطانية في أمر المفرقعات مثل ما كان تيسر للألمان .
واشترط على الحكومة البريطانية ، وكان رئيسها اذ ذاك لويد جورج ، أن يكون ثمن ذلك وعد بلفور
Balfour بالوطن اليهودي بفلسطين .
فوعد بلفور اشتراه ويزمان العالم الكيماوي الصهيوني الناجح بعملية في صناعة تخمير .
وهذا ماعرفته من أفواه أصحاب له عرفوه وصحبوه في جامعة منشستر ، حيث كنت أتابع بحوثي الكيماوية في العشرينيات من هذا القرن .
تعليق