علاج الكلرة
هذا أمره متروك للطبيب المعالج ...
ولكن لا بأس من اعطاء فكرة عامة ..
ان العلاج القائم اليوم يقوم على معالجة أعراض المرض ، ومن أخطرها مقدار الماء الذي فقده الجسم بالاسهال الشديد المتعاقب ، ومع الماء الملح الذي بالدم . والطبيب يهرع في أوائل ما يهرع اليه الى تعويض الجسم عما فقد من هذه الناحية، فيحقن في الوريد المقادير الكافية من الماء والملح المقدر لعودة الدم الى حالته الطبيعية . وبما أن سوائل الجسم تصبح تميل الى الحموضة ، فيضع الطبيب مع الماء المالح المحقون في الوريد مقدارا من قلوي يعيد الى الدم اعتداله .
هذه طريقة ابتدعها روجر Roger ، وهي تتضمن الحصول على نقطة دم من اصبع المريض ، من حين لحين، يدرك منها المحلل مقدار كثافة الدم . فاذا هي زادت على ٦٣. را عمد الطبيب الى حقن المريض بالماء والملح كما ذكرنا .
والذي يحدث من جراء ذلك أن الماء الذي كان يخرج من الدم الى المعاء في الاسهال ، ينعكس اتجاهه ، فيدخل الى الدم من المعاء ، للذي في الدم من ملح له قدرة على اجتذاب الماء .
وجربت هذه الطريقة في بعض وباءات الصين فكان لها أثر مدهش عجيب . ومن ثم بقيت في العلاج وسيلة كبرى في مصارعة المرض .
ومن معالجة أعراض المرض علاج ما يصيب عضلات المريض من التقلص والألم . وكذلك تخفيف وقع القيء على المريض .
أما من حيث معالجة الداء نفسه ، وجها لوجه ، بالقضاء على مكروبه ، فقد خيبت اكثر العقاقير ، حتى المخلقة كيماويا ، الظنون .
- التطعيم للوقاية من الكلرة ؛
انه التطعيم بلقاح بكتير الكلرة .
واللقاح يتألف من البكتير الذي قتلته الحرارة أو مادة الفينول، وهو معلق في سائل به الملح بنسبة كالنسبة التي هو موجود عليها في دم الانسان Isotonic Saline ( حتى اذا دخل الى الدم دخل اليه بمثل ضغط الأزموزي الذي بالدم فلا تنفع بسببه في الدم كراته الحمراء ) .
ويوجد في هذا اللقاح ٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠، ٨ من هذا البكتير في كل سنتيمتر منه . أي ثمانية آلاف مليون واللقاح تعطى منه حقنتان ، نصف سنتيمتر و سنتيمتر كامل ، يفصل بينهما أسبوع .
وتظهر الحصانة سريعا في اليوم الثالث أو الخامس بعد الحقن ولكن مفعولها لا يدوم عاما كاملا ، ولهذا لا بد من اعادة التلقيح كل ستة أشهر .
وقد قام المختصون بدراسة أثر التلقيح في مدينة مدراس بالهند ، وذلك في وباء عام ١٩٤١ - ١٩٤٢ فوجدوا أن الاصابات انخفضت بنسبة ٩٠ في المائة .
- احتمال الحياة والموت ؛
في الظروف المثالية ، وحيث العلاج حاضر سريع ، لا يموت من المرضى غير خمسة في المائة أو دون ذلك ، ولكن ، بسبب بعد مسافة المناطق التي يحدث فيها الوباء ، وبسبب أن التسهيلات عند الطوارىء اقرارها يدخله دائما التوفيق بين متعارضات ، وبسبب أن العلاج الفوري يتعوق بكثرة المصابين من الأهالي ، بسبب كل هذا لا يزال رجال الصحة ينتظرون نسبة مرتفعة لضحايا المرض تبلغ نحو ٥٠ في المائة من مرضاه لا سيما في الفترة الأولى من الوباء .
- التوقي من الكلرة في المنازل ؛
بعد ما ذكرنا من أمر هذا الداء ، ومن أصوله ، وسبل انتقاله ، تصبح واضحة سبل توقيه في المنازل وأول ذلك الماء ، ماء الشرب . فان كان في المدن ، في الأنابيب ، تقوم عليه السلطات المدنية بالتطهير فيها ، فيها . والا فلا بد من غليه ، ثم تبریده قبل شربه والأطعمة كل ما طبخ منها قد تطهر ، فالنار تقتل المكروب . يدخل في ذلك اللحم والخضر والفاكهة والحلوى ، على أن لا يمسها من بعد برودة يد حامل للمكروب أو يقع عليها ذباب ، لعله جاء من مصادر بها المكروب .
ثم الخضر والفواكه الطازجة ، فهذه لها الغسل بالصابون والماء ، أو التطهير بمحلول مطهر ، كأن يكون ماء به كلور ، وهو عند الصيادلة ، وكذا طريقة استخدامه .
والخبز له التقديد بالنار .
هذا بالطبع والوباء قائم ، أو قد أعلن رجال الصحة أن المرض ظهر في الناس .
- حيث الداء دائم مستوطن ؛
ان الداء يقيم في الأنحاء من الأرض حيث الظروف التي ينشأ عنها دائما مقيمة ، مثال ذلك حيث يعيش الناس ، فيختلط ماء يشربونه ، ببر از يتبرزونه وفيه مكروب الداء . مثال ذلك قوم يتفوطون في العراء ، ثم هم يتخذون من غائطهم بعد ذلك سمادا للارض ، وتروى الأرض بالماء ، ويشرب الناس من مجاري الماء .
ان مجرى واحدا للماء ، حلت به العدوى ، يشرب منه الجماعة ، ثم ينتشرون ، ينشرون المرض معهم حيثما ذهبوا . واذا به وباء منتشر .
كذلك الأنهر ، في الهند مثلا حيث ينزل الآلاف المؤلفة من الناس في مائها عرايا استتماما لمراسم دينية ، وتبركا ، هذه مصادر للعدوى فالوباء لا شك فيها .
أما حيث الأنماط الحديثة للعيش جارية ، وحيث قواعد الصحة قائمة ، لا سيما من حيث ماء الشرب الذي يأتي المنازل في أنابيبه ، والبراز الذي يجري منفصلا عن دورة المياه في مجاريه فلا يراه راء ، ثم الانسان المثقف المتنور الذي يعمل عن فهم ، ويستطيع من عمله أن يف بحاجات الحياة الحديثة وتكاليفها ، في هذه البلاد ، ان زارتها الكلرة فما أسرع ما تختفي اختفاء كاملا لا استيطان معه ، لأن ظروف استيطان المكروب غير متوافرة .
ونعود فنقول ان المسألة دائما مسألة تخلف، تخلف في علم ، وتخلف في فهم ، وتخلف في عمل وفي حذق الأعمال ، وتخلف في كسب . فهذه الحياة ما خلقت لفقير أو جاهل أو عاجز . انها الأمراض النفسية والعقلية والخلقية تتفتق فتخرج عنها الأمراض الجسمية كائنة ما كانت .
هذا أمره متروك للطبيب المعالج ...
ولكن لا بأس من اعطاء فكرة عامة ..
ان العلاج القائم اليوم يقوم على معالجة أعراض المرض ، ومن أخطرها مقدار الماء الذي فقده الجسم بالاسهال الشديد المتعاقب ، ومع الماء الملح الذي بالدم . والطبيب يهرع في أوائل ما يهرع اليه الى تعويض الجسم عما فقد من هذه الناحية، فيحقن في الوريد المقادير الكافية من الماء والملح المقدر لعودة الدم الى حالته الطبيعية . وبما أن سوائل الجسم تصبح تميل الى الحموضة ، فيضع الطبيب مع الماء المالح المحقون في الوريد مقدارا من قلوي يعيد الى الدم اعتداله .
هذه طريقة ابتدعها روجر Roger ، وهي تتضمن الحصول على نقطة دم من اصبع المريض ، من حين لحين، يدرك منها المحلل مقدار كثافة الدم . فاذا هي زادت على ٦٣. را عمد الطبيب الى حقن المريض بالماء والملح كما ذكرنا .
والذي يحدث من جراء ذلك أن الماء الذي كان يخرج من الدم الى المعاء في الاسهال ، ينعكس اتجاهه ، فيدخل الى الدم من المعاء ، للذي في الدم من ملح له قدرة على اجتذاب الماء .
وجربت هذه الطريقة في بعض وباءات الصين فكان لها أثر مدهش عجيب . ومن ثم بقيت في العلاج وسيلة كبرى في مصارعة المرض .
ومن معالجة أعراض المرض علاج ما يصيب عضلات المريض من التقلص والألم . وكذلك تخفيف وقع القيء على المريض .
أما من حيث معالجة الداء نفسه ، وجها لوجه ، بالقضاء على مكروبه ، فقد خيبت اكثر العقاقير ، حتى المخلقة كيماويا ، الظنون .
- التطعيم للوقاية من الكلرة ؛
انه التطعيم بلقاح بكتير الكلرة .
واللقاح يتألف من البكتير الذي قتلته الحرارة أو مادة الفينول، وهو معلق في سائل به الملح بنسبة كالنسبة التي هو موجود عليها في دم الانسان Isotonic Saline ( حتى اذا دخل الى الدم دخل اليه بمثل ضغط الأزموزي الذي بالدم فلا تنفع بسببه في الدم كراته الحمراء ) .
ويوجد في هذا اللقاح ٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠، ٨ من هذا البكتير في كل سنتيمتر منه . أي ثمانية آلاف مليون واللقاح تعطى منه حقنتان ، نصف سنتيمتر و سنتيمتر كامل ، يفصل بينهما أسبوع .
وتظهر الحصانة سريعا في اليوم الثالث أو الخامس بعد الحقن ولكن مفعولها لا يدوم عاما كاملا ، ولهذا لا بد من اعادة التلقيح كل ستة أشهر .
وقد قام المختصون بدراسة أثر التلقيح في مدينة مدراس بالهند ، وذلك في وباء عام ١٩٤١ - ١٩٤٢ فوجدوا أن الاصابات انخفضت بنسبة ٩٠ في المائة .
- احتمال الحياة والموت ؛
في الظروف المثالية ، وحيث العلاج حاضر سريع ، لا يموت من المرضى غير خمسة في المائة أو دون ذلك ، ولكن ، بسبب بعد مسافة المناطق التي يحدث فيها الوباء ، وبسبب أن التسهيلات عند الطوارىء اقرارها يدخله دائما التوفيق بين متعارضات ، وبسبب أن العلاج الفوري يتعوق بكثرة المصابين من الأهالي ، بسبب كل هذا لا يزال رجال الصحة ينتظرون نسبة مرتفعة لضحايا المرض تبلغ نحو ٥٠ في المائة من مرضاه لا سيما في الفترة الأولى من الوباء .
- التوقي من الكلرة في المنازل ؛
بعد ما ذكرنا من أمر هذا الداء ، ومن أصوله ، وسبل انتقاله ، تصبح واضحة سبل توقيه في المنازل وأول ذلك الماء ، ماء الشرب . فان كان في المدن ، في الأنابيب ، تقوم عليه السلطات المدنية بالتطهير فيها ، فيها . والا فلا بد من غليه ، ثم تبریده قبل شربه والأطعمة كل ما طبخ منها قد تطهر ، فالنار تقتل المكروب . يدخل في ذلك اللحم والخضر والفاكهة والحلوى ، على أن لا يمسها من بعد برودة يد حامل للمكروب أو يقع عليها ذباب ، لعله جاء من مصادر بها المكروب .
ثم الخضر والفواكه الطازجة ، فهذه لها الغسل بالصابون والماء ، أو التطهير بمحلول مطهر ، كأن يكون ماء به كلور ، وهو عند الصيادلة ، وكذا طريقة استخدامه .
والخبز له التقديد بالنار .
هذا بالطبع والوباء قائم ، أو قد أعلن رجال الصحة أن المرض ظهر في الناس .
- حيث الداء دائم مستوطن ؛
ان الداء يقيم في الأنحاء من الأرض حيث الظروف التي ينشأ عنها دائما مقيمة ، مثال ذلك حيث يعيش الناس ، فيختلط ماء يشربونه ، ببر از يتبرزونه وفيه مكروب الداء . مثال ذلك قوم يتفوطون في العراء ، ثم هم يتخذون من غائطهم بعد ذلك سمادا للارض ، وتروى الأرض بالماء ، ويشرب الناس من مجاري الماء .
ان مجرى واحدا للماء ، حلت به العدوى ، يشرب منه الجماعة ، ثم ينتشرون ، ينشرون المرض معهم حيثما ذهبوا . واذا به وباء منتشر .
كذلك الأنهر ، في الهند مثلا حيث ينزل الآلاف المؤلفة من الناس في مائها عرايا استتماما لمراسم دينية ، وتبركا ، هذه مصادر للعدوى فالوباء لا شك فيها .
أما حيث الأنماط الحديثة للعيش جارية ، وحيث قواعد الصحة قائمة ، لا سيما من حيث ماء الشرب الذي يأتي المنازل في أنابيبه ، والبراز الذي يجري منفصلا عن دورة المياه في مجاريه فلا يراه راء ، ثم الانسان المثقف المتنور الذي يعمل عن فهم ، ويستطيع من عمله أن يف بحاجات الحياة الحديثة وتكاليفها ، في هذه البلاد ، ان زارتها الكلرة فما أسرع ما تختفي اختفاء كاملا لا استيطان معه ، لأن ظروف استيطان المكروب غير متوافرة .
ونعود فنقول ان المسألة دائما مسألة تخلف، تخلف في علم ، وتخلف في فهم ، وتخلف في عمل وفي حذق الأعمال ، وتخلف في كسب . فهذه الحياة ما خلقت لفقير أو جاهل أو عاجز . انها الأمراض النفسية والعقلية والخلقية تتفتق فتخرج عنها الأمراض الجسمية كائنة ما كانت .
تعليق