الكُلِرَة ..
مَرض القرون الماضية
ووَباء العصور الحاضرة
الفكرة الشائعة اليوم في الناس عن الكلرة هي أنها مرض وبائي يصيب الناس ، أظهر أعراضه الاسهال الشديد . وأنه مرض ينتهي عادة بالموت . ومن الآراء الشائعة عنه أيضا أن العدوى بهذا المرض تأتي غالبا عن طريق الماء يشربه الشارب .
وهذه الأفكار الشائعة عن مرض الكلرة صحيحة الا في القليل اليسير .
مثال ذلك أنه مرض ينتهي عادة بالموت . فهذا القول كان صحيحا في الأزمنة الخالية . كان يموت ثلاثة من كل أربعة من مرضاه . أما اليوم ، فمع العناية الوقائية المنتشرة اليوم ، يقول لنا المختصون انه ، حتى في الوباءات الشديدة ، يموت عادة واحد في كل أربعة من المرضى .
كذلك الاسهال الشديد . انه اسهال متعاقب يهد المريض هذا ، وهذا الاسهال يدخل بنا الى التاريخ ، الى تاريخ المرض ، في كلمة نقولها قصيرة .
- في التاريخ ؛
ان التاريخ ذكر الكثير من الأمراض. والكلرة ذكرها التاريخ ، ذكر وقوعها في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد . وذكرتها المأثورات الهندية في القرن السابع بعد الميلاد . ذكرتها لا على أنها الكلرة المعروفة اليوم ، ولكن على أنها مرض ذو اسهال شديد . ومن أجل هذا لا يستطيع أحد أن يجزم بأنها كانت هذه الكلرة ، كما نفهمها اليوم ، أو أنها مرض من الأمراض الكثيرة التي يصحبها الاسهال ، لا سيما الدوسنطاريا الباشلية .
حتى اذا جاء القرن الخامس عشر وصف التاريخ لنا وباء وقع فيه كان الاحتمال بأنه كلرة احتمالا كبيرا .
ومضى التاريخ يأتي بالوباءات التي امتدت فشملت العالم .
ومنها الوباء الذي بدأ في الهند عام ۱۸۱۸ .
ومنها الوباء الذي بدأ في الهند عام ١٨٢٦ .
والوباء العالمي ما بين عام ١٨٤٠ وعام ١٨٤٩ ، وذلك
الذي تلاه عام ١٨٦٣ وعام ١٨٦٦ وهي وباءات انتشرت شرقا ، وغربا ، فوصلت من الشرق الى الصين ، ومن الغرب الى مصر فأوروبا فكندا فالولايات المتحدة .
ونذكر خاصة الوباء العالمي الذي بدأ في الهند عام ۱۸۷۹ . ووصل الى مصر عام ۱۸۸۳ . وهناك درسه العالم البكتريولوجي الألماني الشهير روبرت كوخ Robert Koch و فصل مكروبه لأول مرة .
ولعل من أواخر الأوبئة العالمية وباء عام ۱۹۰۲ ، وقد يذكره الى اليوم بعض الأحياء من الرجال الأشياخ في الشرق العربي .
وانقطعت منذ عام ۱۹۱۰ كل وباءات الكلرة العالمية بسبب تقدم العلم ، واتساع الرقابة الدولية والحجر
الصحي الذي شمل كل الأمم تقريبا .
ومع هذا لا يزال مرض الكلرة مرضا مستوطنا في بعض البلاد وأخصها الهند والصين ، وهو يثور ويمتد أحيانا ، ويهدأ ويسكن في موطنه أحيانا . وفي الهند يموت كل عام بمرض الكلرة نحو من ۲۰۰۰٠٠ نسمة .
- كلرة الحيوانات ؛
ان المعروف أن الدجاج يصاب بداء وبائي اسمه كلرة الدجاج Chicken Cholera ، وسببه نوع من البكتير له شكل العصي الصغيرة .
وكذلك تصاب الخنازير بكلرة تحمل اسمها ، فهي كلرة الخنازير Hog Cholera سببها ، لا البكتير ، ولكن الفيروس . ولا علاقة لهذه الأمراض بمرض الكلرة الذي يصيب الانسان . والانسان لا يصاب بكلرة الدجاج ولا بكلرة الخنازير .
- مكروب الكلرة ؛
مكروب الكلرة نوع من البكتير ، له شكل العصا أو البشلة Bacillus كما يسميها العلماء . واسمه الخاص به Bacillus Vibrio .
وشكل البكتيرة الواحدة هي شكل العصا التي التوت حتى اتخذت شكل حرف الواو .
وقد كان كشف عن وجودها العالم الفرنسي بوشه Felix Pouchet عام ١٨٤٩ ، ولكن فصلها من براز المرضى بالكلرة ودرسها واستزرعها العالم الألماني كوخ ، وقد سبق ذكره .
ومن صفة هذا البكتير سرعة نموه ، وحاجته الى الكثير من الأكسجين ، واحتماله الوسط القلوي . وهو لا يصمد للعيش كثيرا ، فهو على الورق
الأخضر وأشباهه من الطعام يموت في بضعة أيام ، وهو في الماء لا يعيش الا بمقدار ما تعيش بشلة التيفود .
- دخول المكروب الى جسم الانسان ؛
يدخل المكروب الى القناة الهضمية في الانسان عن طريق الفم ، في ماء الشرب ، أو في الطعام . والذي يحمله الى ماء الشرب تلويثه، ويأتي أصلا من براز مريض وقد تأتي به ذبابة حطت على براز ومنه على الطعام .
والمكروب يتكاثر في المعاء الدقيق ، وهو لا يكاد يخترق جدران المعاء . والمكروب لا يفرز السم ، ولكنه عندما يموت يخرج من جوفه السم القتال .
ومدة الحضانة ، أو المدة التي تمضي بين دخول المرض وظهور أعراضه ، تتراوح بين يوم أو يومين وخمسة أيام .
والكلرة مرض يختص بالانسان وحده في الظروف العادية .
وتختلف حساسية الناس في تقبل المرض .
من الناس من لا يحس الحاجة حتى الى اللجوء الى الفراش ومنهم من يقضي عليه المرض في ٢٤ ساعة .
مَرض القرون الماضية
ووَباء العصور الحاضرة
الفكرة الشائعة اليوم في الناس عن الكلرة هي أنها مرض وبائي يصيب الناس ، أظهر أعراضه الاسهال الشديد . وأنه مرض ينتهي عادة بالموت . ومن الآراء الشائعة عنه أيضا أن العدوى بهذا المرض تأتي غالبا عن طريق الماء يشربه الشارب .
وهذه الأفكار الشائعة عن مرض الكلرة صحيحة الا في القليل اليسير .
مثال ذلك أنه مرض ينتهي عادة بالموت . فهذا القول كان صحيحا في الأزمنة الخالية . كان يموت ثلاثة من كل أربعة من مرضاه . أما اليوم ، فمع العناية الوقائية المنتشرة اليوم ، يقول لنا المختصون انه ، حتى في الوباءات الشديدة ، يموت عادة واحد في كل أربعة من المرضى .
كذلك الاسهال الشديد . انه اسهال متعاقب يهد المريض هذا ، وهذا الاسهال يدخل بنا الى التاريخ ، الى تاريخ المرض ، في كلمة نقولها قصيرة .
- في التاريخ ؛
ان التاريخ ذكر الكثير من الأمراض. والكلرة ذكرها التاريخ ، ذكر وقوعها في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد . وذكرتها المأثورات الهندية في القرن السابع بعد الميلاد . ذكرتها لا على أنها الكلرة المعروفة اليوم ، ولكن على أنها مرض ذو اسهال شديد . ومن أجل هذا لا يستطيع أحد أن يجزم بأنها كانت هذه الكلرة ، كما نفهمها اليوم ، أو أنها مرض من الأمراض الكثيرة التي يصحبها الاسهال ، لا سيما الدوسنطاريا الباشلية .
حتى اذا جاء القرن الخامس عشر وصف التاريخ لنا وباء وقع فيه كان الاحتمال بأنه كلرة احتمالا كبيرا .
ومضى التاريخ يأتي بالوباءات التي امتدت فشملت العالم .
ومنها الوباء الذي بدأ في الهند عام ۱۸۱۸ .
ومنها الوباء الذي بدأ في الهند عام ١٨٢٦ .
والوباء العالمي ما بين عام ١٨٤٠ وعام ١٨٤٩ ، وذلك
الذي تلاه عام ١٨٦٣ وعام ١٨٦٦ وهي وباءات انتشرت شرقا ، وغربا ، فوصلت من الشرق الى الصين ، ومن الغرب الى مصر فأوروبا فكندا فالولايات المتحدة .
ونذكر خاصة الوباء العالمي الذي بدأ في الهند عام ۱۸۷۹ . ووصل الى مصر عام ۱۸۸۳ . وهناك درسه العالم البكتريولوجي الألماني الشهير روبرت كوخ Robert Koch و فصل مكروبه لأول مرة .
ولعل من أواخر الأوبئة العالمية وباء عام ۱۹۰۲ ، وقد يذكره الى اليوم بعض الأحياء من الرجال الأشياخ في الشرق العربي .
وانقطعت منذ عام ۱۹۱۰ كل وباءات الكلرة العالمية بسبب تقدم العلم ، واتساع الرقابة الدولية والحجر
الصحي الذي شمل كل الأمم تقريبا .
ومع هذا لا يزال مرض الكلرة مرضا مستوطنا في بعض البلاد وأخصها الهند والصين ، وهو يثور ويمتد أحيانا ، ويهدأ ويسكن في موطنه أحيانا . وفي الهند يموت كل عام بمرض الكلرة نحو من ۲۰۰۰٠٠ نسمة .
- كلرة الحيوانات ؛
ان المعروف أن الدجاج يصاب بداء وبائي اسمه كلرة الدجاج Chicken Cholera ، وسببه نوع من البكتير له شكل العصي الصغيرة .
وكذلك تصاب الخنازير بكلرة تحمل اسمها ، فهي كلرة الخنازير Hog Cholera سببها ، لا البكتير ، ولكن الفيروس . ولا علاقة لهذه الأمراض بمرض الكلرة الذي يصيب الانسان . والانسان لا يصاب بكلرة الدجاج ولا بكلرة الخنازير .
- مكروب الكلرة ؛
مكروب الكلرة نوع من البكتير ، له شكل العصا أو البشلة Bacillus كما يسميها العلماء . واسمه الخاص به Bacillus Vibrio .
وشكل البكتيرة الواحدة هي شكل العصا التي التوت حتى اتخذت شكل حرف الواو .
وقد كان كشف عن وجودها العالم الفرنسي بوشه Felix Pouchet عام ١٨٤٩ ، ولكن فصلها من براز المرضى بالكلرة ودرسها واستزرعها العالم الألماني كوخ ، وقد سبق ذكره .
ومن صفة هذا البكتير سرعة نموه ، وحاجته الى الكثير من الأكسجين ، واحتماله الوسط القلوي . وهو لا يصمد للعيش كثيرا ، فهو على الورق
الأخضر وأشباهه من الطعام يموت في بضعة أيام ، وهو في الماء لا يعيش الا بمقدار ما تعيش بشلة التيفود .
- دخول المكروب الى جسم الانسان ؛
يدخل المكروب الى القناة الهضمية في الانسان عن طريق الفم ، في ماء الشرب ، أو في الطعام . والذي يحمله الى ماء الشرب تلويثه، ويأتي أصلا من براز مريض وقد تأتي به ذبابة حطت على براز ومنه على الطعام .
والمكروب يتكاثر في المعاء الدقيق ، وهو لا يكاد يخترق جدران المعاء . والمكروب لا يفرز السم ، ولكنه عندما يموت يخرج من جوفه السم القتال .
ومدة الحضانة ، أو المدة التي تمضي بين دخول المرض وظهور أعراضه ، تتراوح بين يوم أو يومين وخمسة أيام .
والكلرة مرض يختص بالانسان وحده في الظروف العادية .
وتختلف حساسية الناس في تقبل المرض .
من الناس من لا يحس الحاجة حتى الى اللجوء الى الفراش ومنهم من يقضي عليه المرض في ٢٤ ساعة .
تعليق