الدمامل
الدمّل كيف ينشأ
بالمعنى الطبي الدقيق ، وهو مقابل اللفظ الطبي الانجليزي Furuncle ، أو الفرنسي Furoncle ، يتسبب عادة عندما يجد بكتير خاص يعرف بالبذور العنبية Staphylococcus طريقه الى حويصلة شعرة من الشعرات الكثيرة المنتشرة في جلد الانسان ففي هذه الحويصلة يفعل هذا البكتير فعله . ونتيجة هذا الفعل ورم في هذا الموضع ، وشيء من التهاب ثم يتكون قيح أبيض أو أصفر يعرف بالمدة ، يحاول الخروج الى سطح الجلد . وبخروجه يعود الجلد الى صحته الأولى ويلتئم الجرح ، ولا يكاد يترك ندبا .
وقد يصحب هذا الالتهاب ارتفاع في درجة الحرارة لا سيما عند الأطفال والصغار .
وقد يصحب ظهور الدمل في اليد أو في الرجل كبر في الغدد اللمفاوية التي تحت الابط ، أو في خن الورك وهو حيث يلتقي البطن بالفخذ . وتضخم الغدد هذا يدل على التهاب في الذراع أو في الرجل في الناحية التي توجد فيها الغدد اللمفاوية .
وهذه الدمامل تكثر في الشباب وعند البلوغ ، ولكنها تصيب كل الأعمار . وهي تظهر عادة في الوجه والرقبة والذراعين .
- دمل الجفن ؛
ومن المواضع الغريبة التي يظهر فيها الدمل جفن العين . وهو يظهر بطرف الجفن لأنه كسائر الدمامل يبدأ في حويصلة شعرة من شعرات رمش العين . وقد يظل على ما بدأ صغيرا ، وقد يكبر ويتورم بسببه الجفن . وهو كالدمامل ينتهي بأن يتكون له رأس يخرج منه القيح . وكثيرا ما يتلو الدمل ثان فثالث ، لأن المكروب كثيرا ما يحلو له أن يتخلف في الجفن زمنا .
- الدمل المركب ؛
والدمل في جلد الانسان قد يكون أعمق ، وقد يحتل من حيث المساحة رقعة أوسع ، ويمتد الالتهاب الى النسيج الذي هو تحت الجلد . وهو يتراءى من أجل ذلك كأنه دمل ودمل ودمل قد اجتمعت جميعا معا ، ويتأكد هذا الرأي اذا نضج الدمل فخرج قيحه من أكثر من موضع واحد .
وهو يعرف بالافرنجية بلفظ كربنكل Carbuncle وهي من Carbo وهو الفحم ، والمراد جمرته الحمراء، وهو اسم أطلق على كل حجر من الأحجار الثمينة له لون أحمر كالعقيق والياقوت ( الجمري ) . ولعل من هذه الحمرة مع الحرارة انتقل معنى اللفظ الى هذا الدمل .
ومن العرب من يسميه بالجمرة ، ومنهم من يضيف فيقول الجمرة الحميدة .
وهو بين الدمامل ليس بالنوع الشائع . ونحمد الله أنه لا يصيب الوجه عادة ، وانما يصيب الرقبة والظهر .
- علاج الدمل ؛
هو العلاج المعروف بوضع اللبخة الحارة فوق الدمل فهي تجعله ( ينضج ) ويكون رأسا ويخرج مدته .
وفي هذه الأثناء يجب غسل ما حول رأس الدمل بمطهر ، لا هو بالقوي الفعل ولا هو بضعيفه . واذا كان الدمل في الذراع أسرع في شفائه حمل الذراع في حمالة تعلقه بالرقبة . واذا كان الدمل في الرجل انتهز صاحبه الفرص ليرفع رجله ممتدة فوق كرسي .
وهناك طريقة أخرى أنفع للصبية ، لأنها أقل ألما وأمنع للعدوى من أن تنتشر ، وهي وضع لصقة من اللصقات اللزجة الشائعة اليوم على الدمل وما حوله ،
( الدورة اللمفاوية ، وهي دورة ثانوية الى جانب الدورة الدموية ، هي جهاز يتجمع فيه بعض ما يتخلف حول خلايا الجسم من سوائل خرجت من شعريات الشرايين ولم يتيسر دخولها في شعريات الأوردة . واللمف الذي يجري في هذه الدورة اللمفاوية أشبه بمصل الدم . وهو يصب في النهاية في أعالي الصدر في الدورة الدموية ذاتها . ويوجد في هذا الجهاز اللمفاوي عقد يحبس فيها المكروب ويتصفتى بذلك اللمف .. ومن اجل هذا هي تتضخم عند المرض . وقد أطلق عليها اسم الغدد Glands ، ولعل العقد Nodes اسم اوفق )
وتركها هناك أسبوعا أو نحو ذلك . فاذا هي بدأت تتسخ وضعت فوقها لصقة أخرى ، دون رفع اللصقة الأولى. وعندما ترفع اللصقتان آخر الأمر ينكشف الدمل وقد تم شفاؤه .
- الدمامل المتزامنة والمتلاحقة ؛
قد يحدث أحيانا أن يصاب الشخص بأكثر من دمل ، تظهر في نواح مختلفة من جسمه ، أو هي دمامل يلاحق بعضها بعضا ، فما يكاد يفرغ صاحبها من دمل حتى يبدأ آخر .
فأولا يجب أن يتأكد المريض من أنه ليس مريضا بالسكر . فان هو كان كذلك فعليه بالطبيب .
أما الدمامل المتكررة في غير ذلك فكثيرا ما يحسبها أصحابها أن سببها فساد في الدم . ولكن المعروف أن هذه الدمامل التي وصفنا لا تتعدى الجلد ، والمؤكد الذي لا شك فيه أيضاً أنها تكون بسبب المكروب الذي ذكرنا ، هذه البذور العنبية البكتيرية .
والسؤال : فما مصدر هذا البكتير اذن ، لا سيما اذا تكررت بظهور الدمامل عدواه ؟
والجواب : ان مصدره عادة الأنف . ففي الأنف هو يعيش، وقد يسبب اضطرابا فيه والتهابا، أو لا يسبب.. ولكنه من الأنف ينتقل بالاصبع أو يحمله المنديل الى سائر الجلد وهناك يقبع .
ومن المصادر المحتملة الآذان . وحتى أجفان العين .
وتكشف مخابىء المكروب هذه بأخذ عينات من الأنف وكل موضع يشتبه فيه ، وحملها الى مختبر البكتير ، وهناك يكشف عنه المختص بكشف البكتير .
ولكن الجاري في مثل هذه الأحوال أن يفرض أن المخبأ هو الأنف ، واذن يعطى المريض مرهما يحتوي أحد المبيدات العضوية ( مثل Neomycin أو Polymixin) ويطلب منه أن يدهن به داخل أنفه بضع مرات في اليوم .
واذا كان المخبأ جفون العين ، عاد الطبيب الى المراهم .
- الطبيب ، الطبيب !
ان من الدمامل ما لا يثير قلقا .
ولكن على الفرد منا أن يعلم أن كل الدمامل ليست كذلك . فمن الدمامل الخطير . وقد ذكرنا منها تلك التي تصحب المريض بالسكر . ومن هذه دمامل تنتشر في الجلد ويلتهب دون أن ينتهي الى رأس .
كذلك دمامل الوجه، لا سيما فيما بين الفم والعين وعلى الأخص التي تجري بحذاء الأنف . فخطر هذه أنها أحيانا تمتد الى داخل الرأس ولها عواقب وخيمة. فلهذه لا بد من الطبيب .
وبالطبع ليس المفروض في المواطن أن يجري الى الطبيب في كل صغيرة ، فليس في أمة من الأطباء ما يكفي لهذا أو بعض هذا ، ولكن على المواطن أن يتعود أن يفرق بين الصغير والخطير ، فيحمي نفسه بنفسه بالقدر المعقول . ويعطي الفرصة لسائر خلق الله ليحظوا بنصيبهم من وقت الأطباء .
الدمّل كيف ينشأ
بالمعنى الطبي الدقيق ، وهو مقابل اللفظ الطبي الانجليزي Furuncle ، أو الفرنسي Furoncle ، يتسبب عادة عندما يجد بكتير خاص يعرف بالبذور العنبية Staphylococcus طريقه الى حويصلة شعرة من الشعرات الكثيرة المنتشرة في جلد الانسان ففي هذه الحويصلة يفعل هذا البكتير فعله . ونتيجة هذا الفعل ورم في هذا الموضع ، وشيء من التهاب ثم يتكون قيح أبيض أو أصفر يعرف بالمدة ، يحاول الخروج الى سطح الجلد . وبخروجه يعود الجلد الى صحته الأولى ويلتئم الجرح ، ولا يكاد يترك ندبا .
وقد يصحب هذا الالتهاب ارتفاع في درجة الحرارة لا سيما عند الأطفال والصغار .
وقد يصحب ظهور الدمل في اليد أو في الرجل كبر في الغدد اللمفاوية التي تحت الابط ، أو في خن الورك وهو حيث يلتقي البطن بالفخذ . وتضخم الغدد هذا يدل على التهاب في الذراع أو في الرجل في الناحية التي توجد فيها الغدد اللمفاوية .
وهذه الدمامل تكثر في الشباب وعند البلوغ ، ولكنها تصيب كل الأعمار . وهي تظهر عادة في الوجه والرقبة والذراعين .
- دمل الجفن ؛
ومن المواضع الغريبة التي يظهر فيها الدمل جفن العين . وهو يظهر بطرف الجفن لأنه كسائر الدمامل يبدأ في حويصلة شعرة من شعرات رمش العين . وقد يظل على ما بدأ صغيرا ، وقد يكبر ويتورم بسببه الجفن . وهو كالدمامل ينتهي بأن يتكون له رأس يخرج منه القيح . وكثيرا ما يتلو الدمل ثان فثالث ، لأن المكروب كثيرا ما يحلو له أن يتخلف في الجفن زمنا .
- الدمل المركب ؛
والدمل في جلد الانسان قد يكون أعمق ، وقد يحتل من حيث المساحة رقعة أوسع ، ويمتد الالتهاب الى النسيج الذي هو تحت الجلد . وهو يتراءى من أجل ذلك كأنه دمل ودمل ودمل قد اجتمعت جميعا معا ، ويتأكد هذا الرأي اذا نضج الدمل فخرج قيحه من أكثر من موضع واحد .
وهو يعرف بالافرنجية بلفظ كربنكل Carbuncle وهي من Carbo وهو الفحم ، والمراد جمرته الحمراء، وهو اسم أطلق على كل حجر من الأحجار الثمينة له لون أحمر كالعقيق والياقوت ( الجمري ) . ولعل من هذه الحمرة مع الحرارة انتقل معنى اللفظ الى هذا الدمل .
ومن العرب من يسميه بالجمرة ، ومنهم من يضيف فيقول الجمرة الحميدة .
وهو بين الدمامل ليس بالنوع الشائع . ونحمد الله أنه لا يصيب الوجه عادة ، وانما يصيب الرقبة والظهر .
- علاج الدمل ؛
هو العلاج المعروف بوضع اللبخة الحارة فوق الدمل فهي تجعله ( ينضج ) ويكون رأسا ويخرج مدته .
وفي هذه الأثناء يجب غسل ما حول رأس الدمل بمطهر ، لا هو بالقوي الفعل ولا هو بضعيفه . واذا كان الدمل في الذراع أسرع في شفائه حمل الذراع في حمالة تعلقه بالرقبة . واذا كان الدمل في الرجل انتهز صاحبه الفرص ليرفع رجله ممتدة فوق كرسي .
وهناك طريقة أخرى أنفع للصبية ، لأنها أقل ألما وأمنع للعدوى من أن تنتشر ، وهي وضع لصقة من اللصقات اللزجة الشائعة اليوم على الدمل وما حوله ،
( الدورة اللمفاوية ، وهي دورة ثانوية الى جانب الدورة الدموية ، هي جهاز يتجمع فيه بعض ما يتخلف حول خلايا الجسم من سوائل خرجت من شعريات الشرايين ولم يتيسر دخولها في شعريات الأوردة . واللمف الذي يجري في هذه الدورة اللمفاوية أشبه بمصل الدم . وهو يصب في النهاية في أعالي الصدر في الدورة الدموية ذاتها . ويوجد في هذا الجهاز اللمفاوي عقد يحبس فيها المكروب ويتصفتى بذلك اللمف .. ومن اجل هذا هي تتضخم عند المرض . وقد أطلق عليها اسم الغدد Glands ، ولعل العقد Nodes اسم اوفق )
وتركها هناك أسبوعا أو نحو ذلك . فاذا هي بدأت تتسخ وضعت فوقها لصقة أخرى ، دون رفع اللصقة الأولى. وعندما ترفع اللصقتان آخر الأمر ينكشف الدمل وقد تم شفاؤه .
- الدمامل المتزامنة والمتلاحقة ؛
قد يحدث أحيانا أن يصاب الشخص بأكثر من دمل ، تظهر في نواح مختلفة من جسمه ، أو هي دمامل يلاحق بعضها بعضا ، فما يكاد يفرغ صاحبها من دمل حتى يبدأ آخر .
فأولا يجب أن يتأكد المريض من أنه ليس مريضا بالسكر . فان هو كان كذلك فعليه بالطبيب .
أما الدمامل المتكررة في غير ذلك فكثيرا ما يحسبها أصحابها أن سببها فساد في الدم . ولكن المعروف أن هذه الدمامل التي وصفنا لا تتعدى الجلد ، والمؤكد الذي لا شك فيه أيضاً أنها تكون بسبب المكروب الذي ذكرنا ، هذه البذور العنبية البكتيرية .
والسؤال : فما مصدر هذا البكتير اذن ، لا سيما اذا تكررت بظهور الدمامل عدواه ؟
والجواب : ان مصدره عادة الأنف . ففي الأنف هو يعيش، وقد يسبب اضطرابا فيه والتهابا، أو لا يسبب.. ولكنه من الأنف ينتقل بالاصبع أو يحمله المنديل الى سائر الجلد وهناك يقبع .
ومن المصادر المحتملة الآذان . وحتى أجفان العين .
وتكشف مخابىء المكروب هذه بأخذ عينات من الأنف وكل موضع يشتبه فيه ، وحملها الى مختبر البكتير ، وهناك يكشف عنه المختص بكشف البكتير .
ولكن الجاري في مثل هذه الأحوال أن يفرض أن المخبأ هو الأنف ، واذن يعطى المريض مرهما يحتوي أحد المبيدات العضوية ( مثل Neomycin أو Polymixin) ويطلب منه أن يدهن به داخل أنفه بضع مرات في اليوم .
واذا كان المخبأ جفون العين ، عاد الطبيب الى المراهم .
- الطبيب ، الطبيب !
ان من الدمامل ما لا يثير قلقا .
ولكن على الفرد منا أن يعلم أن كل الدمامل ليست كذلك . فمن الدمامل الخطير . وقد ذكرنا منها تلك التي تصحب المريض بالسكر . ومن هذه دمامل تنتشر في الجلد ويلتهب دون أن ينتهي الى رأس .
كذلك دمامل الوجه، لا سيما فيما بين الفم والعين وعلى الأخص التي تجري بحذاء الأنف . فخطر هذه أنها أحيانا تمتد الى داخل الرأس ولها عواقب وخيمة. فلهذه لا بد من الطبيب .
وبالطبع ليس المفروض في المواطن أن يجري الى الطبيب في كل صغيرة ، فليس في أمة من الأطباء ما يكفي لهذا أو بعض هذا ، ولكن على المواطن أن يتعود أن يفرق بين الصغير والخطير ، فيحمي نفسه بنفسه بالقدر المعقول . ويعطي الفرصة لسائر خلق الله ليحظوا بنصيبهم من وقت الأطباء .
تعليق