لافتة رمزية تشير إلى طريق تمبكتو التاريخي القديم عبر الصحراء الكبرى (شترستوك)عمران عبد الله
28/7/2023
"غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" في النيجر ومالي.. رحلة ابن بطوطة في مجاهل الصحراء الكبرى
رغم أنه زار معظم أنحاء المعمورة المعروفة في زمنه خلال رحلته إلى الحج التي استمرت 27 عاما، فإن رحلة ابن بطوطة الأفريقية في الصحراء الكبرى تعد واحدة من أخطر وأصعب الرحلات التي سجلها الرحّالة الكبير وكاد أن يفقد خلالها حياته مرات عدة، لكنه عاد إلى المغرب بعدها ليدوّن كتابه، ويصف الممالك الإسلامية في غرب أفريقيا والحياة الثقافية المزدهرة بها في العصور الوسطى.
ففي منتصف القرن الرابع عشر الميلادي (منتصف القرن الثامن الهجري)، تجهز ابن بطوطة للرحلة الشاقة بعد أن كان قد طاف بأنحاء المعمورة بما في ذلك شمال أفريقيا ومصر والشام والعراق وفارس والصومال والشرق الأقصى والصين والهند، واكتسب خلال رحلاته خبرات أفادته كثيرا في رحلته الأصعب.
سافر ابن بطوطة من مراكش إلى سلا، ثم إلى مدينة "مكناسة العجيبة الخضرة النضرة ذات البساتين والجنات.. ثم وصلنا إلى حضرة فاس حرسها الله تعالى" ومنها إلى مدينة سجلماسة "وهي من أحسن المدن وبها التمر الكثير الطيب وتشبهها البصرة في كثرة التمر لكن تمر سجلماسة أطيب ونصف إيرار منه لا نظير له في البلاد"، وهناك اشترى جمال الرحلة وتجهّز جيدا، وقام بتسمين الجمال لمدة 4 أشهر قبل أن ينطلق مع قافلة من الجمال مواجها مجموعة من التحديات، أولها كان الأمان في الصحراء المليئة بقطّاع الطرق واللصوص والقتلة.
ولحسن حظ ابن بطوطة، صادفت رحلته تحول قبائل صحراوية من لصوص إلى حماة القوافل بمقابل متفق عليه، وكانت قبيلة المسوفة من قبائل صنهاجة (واحدة من أكبر القبائل الأمازيغية) هي حماة القافلة، وكان حراسها وقادة القافلة وأدلتها من هذه القبيلة التي كان ابن بطوطة ومرافقوه في القافلة مجبرين على الوثوق بهم بدلا من الوقوع في أيديهم.
تعليق