منع الحمل بالأقراص .. تتعاطاها المرأة بالفم
إن الكيمياء تتحكم في الجسم كله . في هضمه ، ودمه ، وعصبه ، وفي الحياة وفي الموت . وهي تتحكم في الاخصاب .
قلنا ان البويضة تنضج أولا في مبيض المرأة قبل أن تخرج منه. فما الذي ينضجها ؟ انه مركب كيماوي يصنعه الجسم ، من تلك المركبات التي تسمى بالهرمونات، والغدد هي التي تصنع الهرمونات . والغدة التي تصنع هذا الهرمون لا توجد في المبيض كما قد يتبادر الى الأذهان. انها غدة تقع من الجسم بعيدة جدا عن المبيض . انها الغدة النخامية الصغيرة التي توجد بالرأس تحت الدماغ. وتفرز هذه الغدة هذا الهرمون فيجري في الدم ، فاذا وصل الى المبيض أنضج البويضة المطلوبة كل شهر .
واسم هذا الهرمون غريب على اللسان العربي . انه الفولكيولين Folliculin .
ولنسمه لغرضنا الحاضر ( بالهرمون منضج البويضة ) .
ثم لا تلبث هذه البويضة من بعد اخصاب ، أن تستقر في جدار الرحم ، حتى تكف الغدة النخامية عن فرز هذا الهرمون . أن عمله قد انتهى .
ويظهر في الدم هرمون آخر .
واسم هذا الهرمون غريب على اللسان العربي كذلك . انه البروجسترون Progestrone
وهذا الهرمون يقف انضاج البويضات في المبيض ، ما دام قد حصل اخصاب . ما دام قد حصل تلقيح . اذ ما فائدة بويضة أخرى تلحق بالأولى ..؟
ولنسم هذا الهرمون ( واقف انضاج البويضة ) .
هما هرمونان اذن : واحد فاعل ، والآخر مانع فعله.
- القرص الذي يمنع الحمل :
كان من الطبيعي جدا أن يتجه البحاث، لمنع الحمل، الى الهرمون الذي يمنع البويضة من أن تنضج في المبيض ، أي أن يتجهوا الى البروجسترون .
وقد فعلوا .
خلقوا في المعمل مادة كيماوية تشبه البروجسترون . أقراصا تتعاطاها المرأة بلعا فيقف الحمل .
- التجربة :
انهما رجلان عملا في هذا الحقل ، وانتجا ما أنتجا . أولهما الدكتور Dr. Gregory Pinsus بمدينة ورستر Worcester بالولايات المتحدة .
وثانيهما الدكتور جون رك John Rock - بمدينة بسطن ، بالولايات المتحدة أيضا .
وجربوا هذه الأقراص في ٨٥٠ من النساء ، في كل : من برتوريكو Porto Rico وهايتي Haiti . ولم يحدث أن احداهن حملت قط . ولما توقف تعاطي الأقراص ، عاد الحمل الى ما كان عليه .
ولقد أقر الطبيبان الباحثان أنهما لقيا متاعب في أول الأمر في الأشهر الأولى من التجربة : ميل للقيء . آلام في . عدم انتظام في مواعيد العادة الشهرية . ولكن المعدة هذه الأعراض ما لبثت أن اختفت .
- الأقراص في الأسواق :
وتباع هذه الأقراص عند الصيادلة في الولايات المتحدة .
وهي صنفان : الصنف الأول يسمى انوفيد Enovial و تصنعه معامل Searle & Parke
والصنف الثاني ويسمى نورلوتين Norlutin وتصنعه معامل دافیز Davis .
وصنف ثالث يصنع في انجلترا ، تصنعه The British Drug House
- طريقة تعاطي هذه الأقراص :
تبدأ الزوجة ببلع قرص في اليوم الخامس من الدورة ، وقرص في السادس ، وهلم جرا ، الى أن يبلغ ما بلعت ۲۰ قرصا . وآخر قرص يبلع في اليوم الرابع والعشرين .
وترى من ذلك ان هذه الأقراص تغطي الزمن الذي يمكن أن يكون فيه تبويض وتلقيح .
- موقف الحكومات من هذه الأقراص :
أباحت حكومة الولايات المتحدة بيعها للجمهور .
وأباحت الحكومة البريطانية بيعها للجمهور ، ثم جعلتها من العقاقير التي يصفها الطبيب فيما يصف من العقاقير تحت نظام التأمين الصحي . وبذلك لا تدفع المرأة فيها أكثر من شلنين في الشهر الواحد ، بينا ثمنها خارج نظام التأمين ١٧ شلنا .
فلا بد اذن من وصفة طبيب .
وعندما أباح وزير الصحة في بريطانيا وصف الأطباء لهذه الأقراص ، تحت نظام التأمين الصحي ، قال انها توصف « لحاجات طبية » ، وترك للطبيب أن يحدد هذه الحاجات الطبية .
سأل طبيب : هل من الحاجات الطبية أن امراة تأتي ، وعندها من الذرية ستة أطفال ، وتطلب وقف الجمل ، فتكون هذه حاجة طبية؟ أم هي حاجة اجتماعية؟ أم هي مزيج من الاثنتين .
وتساءل آخر : كيف نعطي هذه الأقراص ونحن لا ندري ما يكون من أثرها في المرأة بعد سنين من تعاطيها؟ انه لا بد من الزمن الطويل لمعرفة أثرها الطويل ، فلعل فيه ضرا .
واجابه آخر : ولكن هذا لا يظهر الا مع التجريب ، وانت تمنع التجريب . والحق أن التجارب التي حدثت الى الآن لم يظهر منها سوء .
- طبيب يخطب في ۸۰۰ من أعضاء رابطة التخطيط العائلي :
كان هذا في انجلترا .
أما الطبيب فهو الدكتور سواير Gerald Sweyer، وهو أحد أعضاء اللجنة التي تشكلت لبحث شئون الاخصاب والتحكم فيه في انجلترا .
وخطب في هذا الجمع فقال ان الدلائل التي جاءتنا من بقاع من الأرض متفرقة دلت على أن هذه الأقراص لمنع الحمل لا ضرر منها قط ، وأنه لم تظهر فيمن جربنها شواهد تشير ، ولو من بعيد ، على احتمال الاصابة بالسرطان أو بغيره من الأمراض . وكذلك لم يكن هناك ما يدل على أن اخصاب المرأة من بعد استخدام هذه الأقراص يقل . ان النتيجة عكس ذلك ، فان هذه الأقراص عندما يتوقف استخدامها تزداد خصوبة المرأة عما كانت أولا .
- معارضة الكنيسة :
والكنيسة الكاثوليكية تقف من استخدام هذه الأقراص موقف المعارضة ، لا لأن المسيح ، صلوات الله عليه ، صدع في هذا الأمر برأي او وحي ، ولكن لأن رجال الكهنوت يرون أن كل تدخل في الطبيعة تدخل في ارادة الله .
فهم لا يرتضون غير منع الحمل المؤسس على تاريخ الدورة ، وامتناع الرجل عن المعاشرة في أوسطها .
وغير ذلك موقف الكنيسة البروتستانتية .
وحتى بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية أحنوا رؤوسهم أخيرا لواقع الحياة ، فأجازوا ما حرم غيرهم .
إن الكيمياء تتحكم في الجسم كله . في هضمه ، ودمه ، وعصبه ، وفي الحياة وفي الموت . وهي تتحكم في الاخصاب .
قلنا ان البويضة تنضج أولا في مبيض المرأة قبل أن تخرج منه. فما الذي ينضجها ؟ انه مركب كيماوي يصنعه الجسم ، من تلك المركبات التي تسمى بالهرمونات، والغدد هي التي تصنع الهرمونات . والغدة التي تصنع هذا الهرمون لا توجد في المبيض كما قد يتبادر الى الأذهان. انها غدة تقع من الجسم بعيدة جدا عن المبيض . انها الغدة النخامية الصغيرة التي توجد بالرأس تحت الدماغ. وتفرز هذه الغدة هذا الهرمون فيجري في الدم ، فاذا وصل الى المبيض أنضج البويضة المطلوبة كل شهر .
واسم هذا الهرمون غريب على اللسان العربي . انه الفولكيولين Folliculin .
ولنسمه لغرضنا الحاضر ( بالهرمون منضج البويضة ) .
ثم لا تلبث هذه البويضة من بعد اخصاب ، أن تستقر في جدار الرحم ، حتى تكف الغدة النخامية عن فرز هذا الهرمون . أن عمله قد انتهى .
ويظهر في الدم هرمون آخر .
واسم هذا الهرمون غريب على اللسان العربي كذلك . انه البروجسترون Progestrone
وهذا الهرمون يقف انضاج البويضات في المبيض ، ما دام قد حصل اخصاب . ما دام قد حصل تلقيح . اذ ما فائدة بويضة أخرى تلحق بالأولى ..؟
ولنسم هذا الهرمون ( واقف انضاج البويضة ) .
هما هرمونان اذن : واحد فاعل ، والآخر مانع فعله.
- القرص الذي يمنع الحمل :
كان من الطبيعي جدا أن يتجه البحاث، لمنع الحمل، الى الهرمون الذي يمنع البويضة من أن تنضج في المبيض ، أي أن يتجهوا الى البروجسترون .
وقد فعلوا .
خلقوا في المعمل مادة كيماوية تشبه البروجسترون . أقراصا تتعاطاها المرأة بلعا فيقف الحمل .
- التجربة :
انهما رجلان عملا في هذا الحقل ، وانتجا ما أنتجا . أولهما الدكتور Dr. Gregory Pinsus بمدينة ورستر Worcester بالولايات المتحدة .
وثانيهما الدكتور جون رك John Rock - بمدينة بسطن ، بالولايات المتحدة أيضا .
وجربوا هذه الأقراص في ٨٥٠ من النساء ، في كل : من برتوريكو Porto Rico وهايتي Haiti . ولم يحدث أن احداهن حملت قط . ولما توقف تعاطي الأقراص ، عاد الحمل الى ما كان عليه .
ولقد أقر الطبيبان الباحثان أنهما لقيا متاعب في أول الأمر في الأشهر الأولى من التجربة : ميل للقيء . آلام في . عدم انتظام في مواعيد العادة الشهرية . ولكن المعدة هذه الأعراض ما لبثت أن اختفت .
- الأقراص في الأسواق :
وتباع هذه الأقراص عند الصيادلة في الولايات المتحدة .
وهي صنفان : الصنف الأول يسمى انوفيد Enovial و تصنعه معامل Searle & Parke
والصنف الثاني ويسمى نورلوتين Norlutin وتصنعه معامل دافیز Davis .
وصنف ثالث يصنع في انجلترا ، تصنعه The British Drug House
- طريقة تعاطي هذه الأقراص :
تبدأ الزوجة ببلع قرص في اليوم الخامس من الدورة ، وقرص في السادس ، وهلم جرا ، الى أن يبلغ ما بلعت ۲۰ قرصا . وآخر قرص يبلع في اليوم الرابع والعشرين .
وترى من ذلك ان هذه الأقراص تغطي الزمن الذي يمكن أن يكون فيه تبويض وتلقيح .
- موقف الحكومات من هذه الأقراص :
أباحت حكومة الولايات المتحدة بيعها للجمهور .
وأباحت الحكومة البريطانية بيعها للجمهور ، ثم جعلتها من العقاقير التي يصفها الطبيب فيما يصف من العقاقير تحت نظام التأمين الصحي . وبذلك لا تدفع المرأة فيها أكثر من شلنين في الشهر الواحد ، بينا ثمنها خارج نظام التأمين ١٧ شلنا .
فلا بد اذن من وصفة طبيب .
وعندما أباح وزير الصحة في بريطانيا وصف الأطباء لهذه الأقراص ، تحت نظام التأمين الصحي ، قال انها توصف « لحاجات طبية » ، وترك للطبيب أن يحدد هذه الحاجات الطبية .
سأل طبيب : هل من الحاجات الطبية أن امراة تأتي ، وعندها من الذرية ستة أطفال ، وتطلب وقف الجمل ، فتكون هذه حاجة طبية؟ أم هي حاجة اجتماعية؟ أم هي مزيج من الاثنتين .
وتساءل آخر : كيف نعطي هذه الأقراص ونحن لا ندري ما يكون من أثرها في المرأة بعد سنين من تعاطيها؟ انه لا بد من الزمن الطويل لمعرفة أثرها الطويل ، فلعل فيه ضرا .
واجابه آخر : ولكن هذا لا يظهر الا مع التجريب ، وانت تمنع التجريب . والحق أن التجارب التي حدثت الى الآن لم يظهر منها سوء .
- طبيب يخطب في ۸۰۰ من أعضاء رابطة التخطيط العائلي :
كان هذا في انجلترا .
أما الطبيب فهو الدكتور سواير Gerald Sweyer، وهو أحد أعضاء اللجنة التي تشكلت لبحث شئون الاخصاب والتحكم فيه في انجلترا .
وخطب في هذا الجمع فقال ان الدلائل التي جاءتنا من بقاع من الأرض متفرقة دلت على أن هذه الأقراص لمنع الحمل لا ضرر منها قط ، وأنه لم تظهر فيمن جربنها شواهد تشير ، ولو من بعيد ، على احتمال الاصابة بالسرطان أو بغيره من الأمراض . وكذلك لم يكن هناك ما يدل على أن اخصاب المرأة من بعد استخدام هذه الأقراص يقل . ان النتيجة عكس ذلك ، فان هذه الأقراص عندما يتوقف استخدامها تزداد خصوبة المرأة عما كانت أولا .
- معارضة الكنيسة :
والكنيسة الكاثوليكية تقف من استخدام هذه الأقراص موقف المعارضة ، لا لأن المسيح ، صلوات الله عليه ، صدع في هذا الأمر برأي او وحي ، ولكن لأن رجال الكهنوت يرون أن كل تدخل في الطبيعة تدخل في ارادة الله .
فهم لا يرتضون غير منع الحمل المؤسس على تاريخ الدورة ، وامتناع الرجل عن المعاشرة في أوسطها .
وغير ذلك موقف الكنيسة البروتستانتية .
وحتى بعض رجال الكنيسة الكاثوليكية أحنوا رؤوسهم أخيرا لواقع الحياة ، فأجازوا ما حرم غيرهم .
تعليق