القاسمي (جمال الدين ـ)
(1283ـ 1332هـ/1861ـ 1914م)
أبو محمد سعيد بن قاسم الحلاق، إمام الشام في عصره علماً بالدين، وخبرةً وفهماً بعلوم وفنون الأدب، من سلالة الحسين السبط، وُلد وتوفي في مدينة دمشق، كان سلفي العقيدة، لا يقول بالتقليد، قرأ القرآن الكريم وجوّده، وحضر الدروس العلمية لدى العديد من علماء دمشق في حينه، ودرس العلوم بهمةٍ ونشاط، وقد أجاز له العديد من أولئك الرهط من علماء عصره، كان آيةً في المحافظة على الوقت، والمواظبة على العمل، أجهد نفسه في دراسة التفاسير الكبيرة والمتعددة، وكتب السنة الشريفة، وشروحها، ومؤلفات أصول الدين، وأمهات الفقه وأصوله، ومطولات التاريخ والأدب، وكتب المقالات والنحل، وكان يمعن النظر في تلك المؤلفات ويستخرج منها كثيراً من الحقائق التي كان يبذل كثيراً من الجهد والوقت للوصول إليها، وكان ينشر مقالاته ودراساته في عددٍ من الصحف والمجلات العربية منها «المنار»، «المقتبس»، «العرفان»، له شعر كثير في فنونٍ متباينة، منها قوله في مختار الصحاح:
لمختار الصحاح على الألبا
عوارف حقٍ أن تُراعى وتُشكر
وإن كان الصحاح له أيادٍ
فللمختار فضلٌ ليس يُنكر
وله:
أقول كما قال الأئمة قبلنا
صحيح حديث المصطفى هو مذهبي
أألبس ثوب القيل والقال بالياً
ولا أتحلى بالرداء المذهب
ومن شعره:
جزى الله عنا الكتب خيراً
فإنها تضم أحاديث الحبيب بلفظه
فموقفها أحلى من الماء الذي
به ظمأ وقت الهجير وقيظه
انتدبته الحكومة للقيام برحلة تعليمية بغية إلقاء الدروس العامة في عددٍ من القرى المجاورة، والبلاد السورية، واستمر في عمله أربع سنوات (1308ـ1312هـ)، ثم رحل إلى مصر، وزار المدينة المنورة، اتّهم بتأسيس المذهب الجمالي، إلا أنه لم تثبت تلك التهمة عليه واعتذر إليه والي دمشق، عندها انقطع في بيته للدرس والتأليف، في التفسير، وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب، له اثنان وسبعون مصنفاً، طبع القسم الأكبر منها: «دلائل التوحيد»، و«ديوان خطب»، و«الفتوى في الإسلام»، و«إرشاد الخلق إلى العمل بخير البرق»، و«شرح لقطعة العجلان»، و«نقد النصائح الكافية»، و«شرف الأسباط»، و«تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب»، و«مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن»، و«موعظة المؤمنين» اختصر به كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام أبي حامد الغزالي، و«جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب»، و«إصلاح المساجد من البدع والعوائد»، و«تعطير المشام في محاسن دمشق الشام» في أربعة مجلدات، و«قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث»، و«محاسن التأويل في التفسير» طبع في سبعة عشر مجلداً بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في دار إحياء التراث بمصر، وله أبياتٌ شعرية كثيرة، وتعاليق ورسائل لطيفة، وتحقيقات عديدة.
توفى بمدينة دمشق، ودفن في مقبرة باب الصغير. ووضع ابنه ظافر القاسمي[ر] كتاباً باسم: «جمال الدين القاسمي وعصره».
عبد الله محمود حسين
(1283ـ 1332هـ/1861ـ 1914م)
أبو محمد سعيد بن قاسم الحلاق، إمام الشام في عصره علماً بالدين، وخبرةً وفهماً بعلوم وفنون الأدب، من سلالة الحسين السبط، وُلد وتوفي في مدينة دمشق، كان سلفي العقيدة، لا يقول بالتقليد، قرأ القرآن الكريم وجوّده، وحضر الدروس العلمية لدى العديد من علماء دمشق في حينه، ودرس العلوم بهمةٍ ونشاط، وقد أجاز له العديد من أولئك الرهط من علماء عصره، كان آيةً في المحافظة على الوقت، والمواظبة على العمل، أجهد نفسه في دراسة التفاسير الكبيرة والمتعددة، وكتب السنة الشريفة، وشروحها، ومؤلفات أصول الدين، وأمهات الفقه وأصوله، ومطولات التاريخ والأدب، وكتب المقالات والنحل، وكان يمعن النظر في تلك المؤلفات ويستخرج منها كثيراً من الحقائق التي كان يبذل كثيراً من الجهد والوقت للوصول إليها، وكان ينشر مقالاته ودراساته في عددٍ من الصحف والمجلات العربية منها «المنار»، «المقتبس»، «العرفان»، له شعر كثير في فنونٍ متباينة، منها قوله في مختار الصحاح:
لمختار الصحاح على الألبا
عوارف حقٍ أن تُراعى وتُشكر
وإن كان الصحاح له أيادٍ
فللمختار فضلٌ ليس يُنكر
وله:
أقول كما قال الأئمة قبلنا
صحيح حديث المصطفى هو مذهبي
أألبس ثوب القيل والقال بالياً
ولا أتحلى بالرداء المذهب
ومن شعره:
جزى الله عنا الكتب خيراً
فإنها تضم أحاديث الحبيب بلفظه
فموقفها أحلى من الماء الذي
به ظمأ وقت الهجير وقيظه
انتدبته الحكومة للقيام برحلة تعليمية بغية إلقاء الدروس العامة في عددٍ من القرى المجاورة، والبلاد السورية، واستمر في عمله أربع سنوات (1308ـ1312هـ)، ثم رحل إلى مصر، وزار المدينة المنورة، اتّهم بتأسيس المذهب الجمالي، إلا أنه لم تثبت تلك التهمة عليه واعتذر إليه والي دمشق، عندها انقطع في بيته للدرس والتأليف، في التفسير، وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب، له اثنان وسبعون مصنفاً، طبع القسم الأكبر منها: «دلائل التوحيد»، و«ديوان خطب»، و«الفتوى في الإسلام»، و«إرشاد الخلق إلى العمل بخير البرق»، و«شرح لقطعة العجلان»، و«نقد النصائح الكافية»، و«شرف الأسباط»، و«تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب»، و«مذاهب الأعراب وفلاسفة الإسلام في الجن»، و«موعظة المؤمنين» اختصر به كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام أبي حامد الغزالي، و«جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب»، و«إصلاح المساجد من البدع والعوائد»، و«تعطير المشام في محاسن دمشق الشام» في أربعة مجلدات، و«قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث»، و«محاسن التأويل في التفسير» طبع في سبعة عشر مجلداً بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في دار إحياء التراث بمصر، وله أبياتٌ شعرية كثيرة، وتعاليق ورسائل لطيفة، وتحقيقات عديدة.
توفى بمدينة دمشق، ودفن في مقبرة باب الصغير. ووضع ابنه ظافر القاسمي[ر] كتاباً باسم: «جمال الدين القاسمي وعصره».
عبد الله محمود حسين