القدس Al-Quds مدينة تحتل موقعاً جغرافياً مهماً على هضبة القدس والخليل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدس Al-Quds مدينة تحتل موقعاً جغرافياً مهماً على هضبة القدس والخليل

    القدس
    تحتل مدينة القدس موقعاً جغرافياً مهماً على هضبة القدس والخليل، ويشكل موقعها حداً فاصلاً بين الأراضي الجافة شرقاً والأراضي الرطبة الوافرة المياه غرباً. وهي تقع عند التقاء خط الطول 13 َ35 ْ شرقاًَ مع دائرة العرض 52 َ31 ْ شمالاً، وترتفع نحو 750متراً فوق مستوى سطح البحر، وتبعد 52كم عن البحر المتوسط. إن موقعها هذا جعل منها عقدة مواصلات مهمة ليس في فلسطين فحسب، بل في إقليم بلاد الشام أيضاً، وقد زاد من أهمية موقعها، مكانتها الدينية عند أتباع الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية.
    وبسبب موقعها فإن مناخ القدس ينتمي إلى مناخ البحر المتوسط الذي يتصف بأنه حار وجاف صيفاً، معتدل وماطر شتاءً، يبلغ معدل درجات الحرارة صيفاً في مدينة القدس نحو 25 ْم، في حين ينخفض في الشتاء إلى ما بين 7ْـ9ْم. ويبلغ معدل الأمطار في مدينة القدس نحو 550مم سنوياً، أما معدل الرطوبة النسبية فإنها تراوح ما بين 38% في شهر نيسان/أبريل و72% في شهر كانون الثاني/يناير.
    تطور الحجم السكاني في مدينة القدس: عند الحديث عن سكان مدينة القدس لابد من التعرض لتطورهم عددياً وأنتربولوجياً، لأن ذلك من الأدلة الرئيسية التي تؤكد شخصية المدينة عربياً وإسلامياً. وقد بدأ التخطيط الصهيوني لتهويد المدينة منذ بداية القرن التاسع عشر، لكنه أخذ نموذجاً مغايراً بالمقارنة مع المدن الفلسطينية الأخرى، خاصة في الفترة التي شهدت قيام دولة الكيان الصهيوني، أي في عام 1948 أولاً، ثم في الفترة التي أعقبت حرب حزيران/يونيو عام 1967 ثانياً، حين ضمت إسرائيل الجزء العربي من المدينة المقدسة تمهيداً لتهويدها ولتصفيتها حضارياً. وكما تشير الإحصاءات فإن عدد سكان مدينة القدس كان في عام 1831 نحو 11ألف نسمة، وكانت نسبة اليهود منهم 27.3% فقط في حين كانت نسبة العرب منهم 72.7%، وفي عام 1920 كان عدد سكان المدينة 61ألفاً، ونسبة اليهود منهم 49.2%، وفي عام 1931 زاد عدد السكان اليهود في المدينة عن نصف عدد السكان الذين وصلت أعدادهم إلى 90451نسمة، وارتفع هذا العدد إلى 164500نسمة عام 1947، وكانت نسبة اليهود 60.4% أي ما مجموعه (99400نسمة).
    القدس في عام 1937 بوابة دمشق إحدى بوابات القدس
    وفي سنة 1961 وصل عدد سكان مدينة القدس إلى 226788نسمة، كانت نسبة اليهود منهم 73.3% وارتفع عدد سكان المدينة إلى 266ألف نسمة عام 1967، وكانت نسبة اليهود منهم 75.2% ومع مطلع السبعينيات من القرن العشرين كان عدد سكان القدس 314100نسمة، وكانت نسبة اليهود منهم 73%.والعرب 27% وفي عام 1992 كان عدد سكان المدينة 560ألفاً، ونسبة اليهود 73% ويلاحظ من خلال الإحصاءات السابقة أن اليهود يحافظون على نسبتهم مرتفعة في المدينة، على الرغم من أن معدل المواليد بينهم هو أقل بكثير عما هو عليه عند السكان العرب في المدينة، ولكن عامل الهجرة اليهودية إلى المدينة يحافظ على نسبة مرتفعة لليهود فيها.
    إن التزايد الكبير في أعداد السكان أدى إلى ارتفاع الكثافة السكانية بوضوح في المدينة، ففي عام 1922 كانت الكثافة في المدينة تصل إلى 1803نسمة/كم2، ارتفعت إلى 3193 ن/كم2 عام 1952، وإلى 4764 ن/كم2 عام 1982.
    إن الزيادة المطردة للسكان في المدينة تركت آثارها على البنية الاقتصادية واستخدامات الأراضي فيها، حيث وضعت السلطات الإسرائيلية الخطط للسيطرة على الاقتصاد العربي وإخضاعه للاقتصاد الإسرائيلي تمهيداً لتصفيته، واستولت على الموارد الطبيعية وخاصة الأرض والمياه والحياة البرية والحيوانية، وربطت الاقتصاد العربي في المدينة بالاقتصاد الإسرائيلي، فحطمت بذلك البنية الاقتصادية للمدينة.
    منظر عام لمدينة القدس
    الزراعة: بلغت مساحة الأراضي الزراعية في لواء القدس عام 1936 ما نسبته 12% من مجمل المساحة المزروعة في فلسطين، والبالغة 9.205مليون دونم، وفي عام 1945 لم تزد ملكية اليهود للأراضي الزراعية على 3.9%، وبعد قيام «دولة إسرائيل» عام 1948 تناقصت مساحة الأراضي الزراعية بسبب إقامة إسرائيل المشروعات الاستيطانية من جهة، ومحاربتها تطوير الزراعة العربية من ناحية أخرى. كما عملت إسرائيل على خفض ميزانية الأبحاث الزراعية، وأقفلت دوائر الإرشاد والبحث العلمي، وعملت على تخفيض نسبة القوى العاملة الزراعية، ومع ذلك كله، مارس السكان في محيط المدينة زراعة المحاصيل الحقلية والزيتون وغيرهما.
    أما في المجال الصناعي فقد أُسس في القدس العديد من المصانع بعد الحرب العالمية الثانية، مثل مصانع الغزل والنسيج إلى جانب بعض الصناعات التقليدية، مثل صناعة الشمع بأشكال مختلفة وصناعة النقش والحفر على الخشب والأدوات المكتبية ولعب الأطفال، وبعد احتلال الإسرائيليين مدينة القدس العربية عام 1967، اضمحلت الصناعة، وتوقف كثير من الحرفيين عن العمل مما أدى إلى تفشي البطالة بين سكان المدينة، كما أغلقت إسرائيل جميع فنادق المدينة التي كانت مصدر دخل لسكانها وقامت بالهيمنة على الموارد السياحية، وصفت قطاع النقل والمواصلات العربي في مدينة القدس، وسمحت لشركات النقل الإسرائيلية بالعمل في مدينة القدس الشرقية، ومنعت شركات الباصات العربية من العمل بين القدس والمدن الأخرى في فلسطين، كما لاقت سيارات الأجرة المصير نفسه.
    نبذة تاريخية
    عملت إسرائيل بعد احتلالها مدينة القدس الشرقية عام 1967 على إصدار قرار ضم المدينة إلى إسرائيل، كما قامت بتوسيع حدود المدينة؛ لتبتلع المزيد من الأراضي العائدة للمواطنين الفلسطينيين؛ ولتقيم عليها سلسلة من المستوطنات على شكل أحزمة وأطواق؛ لتعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، كما قامت وتقوم بمحاولات لإعادة تخطيط المدينة لتغيير معالمها وتهويدها، وما زالت المدينة المقدسة تئن تحت وطأة الإجراءات والممارسات الصهيونية.
    ومن أبرز معالم المدينة المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب (وكنيسة القيامة والعديد من المساجد والكنائس والمدارس والزوايا والتكايا والربط والتحصينات وغيرها إضافة إلى سور المدينة الذي يبلغ محيطه 4كم؛ وفيه سبعة أبواب.
    تعرضت معالم المدينة الأثرية للتدمير بسبب الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل وكذلك الغارات المتكررة على المدينة من قبل المغول والصليبيين، ولم يبق في المدينة إلا المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومسجد قبة الصخرة والمباني التي بنيت زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي وما بعده.
    محمد صافيتا
يعمل...
X