لقد خلقنا الإنسَانَ في أحسَن تقويم
هكذا يجري اللفظ الكريم . كل حيوان يسير على أربع ، وسار الانسان على قدمين ، ومن أجل هذا استقام . استقام استقامة كالعود في قوامه وجماله .
( خَلَق فسوَّى )
ولكن كم من الناس نلقاهم على الطريق ماشين ، قد خرجوا عن هذا الجمال الذي اختصت به الطبيعة ، واختص خالق الخلق ، الانسان . كل منهم يمشي ، لا يحمل شيئا ، ولكنه يمشي كمن حمل على ظهره الاثقال .
وآخرون يمشون ، فكأنما حملوا الأثقال عند بطونهم .
ويقعدون ، فاذا برؤوسهم وأيديهم الى أمام فكأنهم القردة جالسين .
( خَلَق فسوَّى ) ، وأفسد الانسان بنفسه لنفسه هذا الاستواء .
وترى هذا في الرجال ، فيسوءك ، ثم أنت تراه في النساء فيسوءك ضعفين . وتراه في الطفل والطفلة فتقول ما أسرع ما جرى اليهما السوء .
ذلك ان الطفل يخرج من بطن أمه كأنه الألف استقامة ، ثم هو يتعوج ، ولات حين اعوجاج .
ان هذه الدنيا فيها القبح الكثير الدائم ، وفيها الجمال يأتي لمعا . والذي يزيد في حظ هذه الدنيا من جمال ، في نفسه أو في الناس ، يستحق شكر الدنيا ، وعلى الزاهدين في جمالها العفاء .
وقوام الأجسام ليس جمالا فحسب . انه جمال وصحة . واعوجاج الأجسام يصيبها بشتيت من أسقام . ان الجمال والصحة صنوان ، في رجال ونساء .
وحتى المتحجبات المتلقفات ، في سواد من اللفائف أو بياض ، تلمح فيهن القوام الفارع ، ومع القوام الفارع الخطو القوي .
- تبعة المنزل والمدرسة في استقامة الأجسام
ان استقامة الجسم أو تعوجه يبدآن في البيت ، ثم ينتقلان الى المدرسة . والصبي يتوزع زمانه بین بیت ومدرسة ، فتتوزع تبعة استقامة جسمه بمقدار ما يصرف من زمن في مدرسة أو بيت .
والصبي يقضي أكثـر زمــانه في اللعب . واللعب . وانما يتعوج الجسم أكثر ما يتعوج وهو قاعد ، حركة او واقف ساكن .
- مقعد في البيت
والأم يجب أن تهيىء لولدها أو ابنتها في البيت استقامة جسم . وخير ما تعنى به الأم في البيت المقعد الذي يصفر على قدر صغره ، ثم هو يكبر بكبره . المقعد الذي اذا جلس عليه الطفل وجد على الأقل فيه سندا لظهره . ان ظهره هذا هو محك الاستقامة والتعوج .
لتنتهي وفقرات الظهر ، وهي تبدأ من عند الجمجمة ، عند العصعص من مقعده ، فيها حرية من حركة ، تجيز للجسم عند اللعب أو العمل أن يتشكل أوضاعا شتى .
ولكنها ، على السكون ، يجب أن تظل مستـقيمة وإلا صار اعوجاجها عادة .
- ومقعد في المدرسة
وأخطر من مقعد البيت مقعد المدرسة ، ورقعة الخشب التي أمامه وعليها يكتب الصبي أو يرسم أو يلعب . وتسمى بالتختة أو الدرج .
فالمقعد في حجر ة . الدرس لا بد أن يكون له مسند يسند الظهر ، والا تعب فتقوس . والتختة التي هي امام المقعد يجب أن لا تنخفض انخفاضا يؤدي بالطالب الى أن يميل عليها كل الميل فيتقوس ظهره ويتقارب كتفاه ، ويتراجع الظهر فيصفر الصدر ، وينبعج البطن ويزدحم بأحشائه . والتختة يجب أن لا ترتفع ارتفاعا يؤدي بالطالب الى رفع ذراعيه اليها رفعا يؤذى عضله وجريان دمه ، فضلا عن قوامه .
والتختة يجب أن لا تبعد عن المقعد ، ولا تقترب منه اقترابا .
- المدارس تصنع المقاعد والتخت حجما واحدا لصبية مختلفي الأحجام
والمدارس تصنع المقاعد وتختها حجما واحدا ، و تنسی أن الأطفال والصبية لم يخلقوا خلقا واحدا .
وقل من المدارس ما يعني بتصميم المقاعد والتخت . في حين أن تصميمها أمر خطير . وهي لا بد أن تختلف بمقدار ما يختلف البنين والبنات طولا وعرضا .
اننا ننعى على الصبي الرفيع أن يلبس الثياب الواسعة ، وعلى الصبي والصبية السمينة أن تلبس اللباس الضيق الذي يكاد يخنق ، وننسى أن المقاعد والتخت كاللباس ، يجب أن تلبس الطفل أو الطفلة التي تجلس اليها بقدر الامكان .
انك اذا رأيت ظهور تلاميذ بمدرسة ، فوجدت بها بعض انحناء ، الى أمام أو وراء ، فادخل فصولها ، فأغلب الظن انك واجد تختها ساء تصميمها ، أو هي واحدة في تصميمها ، فما فرقت بين صبي قصير وآخر طويل ، أو بين رفيع وآخر بدين .
ان من المدارس الحديثة اليوم ما تصنع تختهــــا والمقاعد متحركة الأجزاء تتعدل في دقيقة وفقا لحال الطفل الذي يجلس عليها واليها .
- الصبية تمل السكون
والمدرسة لا شك مراعية أن الأطفال والصبية لا يستطيعون أن يظلوا ساكنين طويلا . لا بد من حركة . هكذا هم على الطبيعة . والذهاب الى المدرسة ، والجلوس الى مقاعدها مدة طويلة ، حالة خلقها الانسان ضرورة ، وهي تناقض طبع الطفل والصبي . انها مصنوعة . من اجل هذا لا يلبث الصبية والأطفال أن يضيقوا بها اذا . جلسوا الى مقاعد الدروس طويلا ، فلا يلبثوا ان يترامو على التخت في أوضاع لا تؤدي الى حسن القوام .
من أجل هذا كانت دروس الصفار ، في رياض الأطفال ومن بعدها ، مليئة بالحركة ، ومنها دروس الأشغال : أوراق تقص ، أوطينة تعجن فتشكل .
- الفسحة بين الدروس
ومن أجل هذا كانت أيضا الفسحة بين الدروس .
والفسحة للصبية يجب أن تكون حركة ، والا فما أدت غرضها . انه اللعب ، واللعب حركة ، ولكنها حركة غير مرسومة . ومن المدارس الحديثة ما يضيف اليها خمس دقائق : ثم خمس أخرى ، يؤدي فيها التلاميذ حركـات رياضية مرسومة ، هدفها اصلاح ما أصاب الجسم في سكون حجرة الدراسة من أضرار عند الصبية والأطفال .
- والوقوف كالجلوس ، منه ما يجوز وما لا يجوز
والوقوف سكون . ويضيق به الطفل ، ويضيق الصبي ، وكذلك يضيق الرجل اذا وقف على رجليـــه جميعا طويلا . ان توزيع ثقل الجسم بالمساواة على الرجلين يتعب عضلات الرجلين سريعا . من أجل هذا يقف الصبي على رجل ، ولتكن اليمنى ، يعمد عليها ثقله كله ، ولكي
لا يضيع اتزانه على الرجل الواحدة هو يخرج رجله اليسرى الى اليسار يمس بها الأرض مسا هينا يمنع من الميل . وفي هذا الوضع يميل العمود الفقاري كذلك .
وهذا أول خطوة نحو انحراف العمود الفقاري وما يتسبب عنه من أمراض . يعر فها الأطباء والخير في خروج الرجل اليسرى إلى الأمام ، أو الى خلف .
- وكما في المدارس ، فكذلك في الكليات والجامعات
وتصحيح الأوضاع الجسمانية كما يبدأ في المدرسة الابتدائية ، فكذلك يجب أن يستمر في الثانوية والجامعة . وفي الجامعة تدخل الرياضة . ويجب أن يكون من أهدافها تصحيح لم يكن تصحح من أوضاع الجسم . والتربية العسكرية في الجامعات ، وشبه العسكرية ، كلها تعدل ما اعوج في الجسم . ولكن هذا الهدف يجب أن يكون واضحا عند من يعطيه ويأخذه . والشاب الجامعي في سن تجعل اثارة الاعجاب بالجسم المعتدل والسامق الممشوق سهلة عند الشباب .
- حاجة الفتيات الى الاعتدال اشد من حاجة الفتيان
وهذا شيء لا يحتاج الى بيان . فالجمال والاعتدال ان طلبا في الرجل فهما أشد مطلبا عند النساء . والفتاة قد لا يبلغ وجهها من الجمال ما تريد ، أو لا يبلغ شعرها أو سائر مفاتنها الفاية التي تحب ، فيقوم القوام المعتدل يعزز فيها جمالا تم ، أو جمالا أعوزه التمام . وكم فتن الجسم الفارع فوق ما فتنت عين ، أو فتن تزجج أو استدارة ثغر .
- طاقة الجسم كخزانة المال ، لا بد فيها من اقتصاد في النفقة
وهذا قول يصدق في كل زمان وكل مكان ، ولكنه أكثر صدقا في الحياة المدنية الحاضرة ، لكثرة أعمالها ، وتعدد واجباتها ، وتلاحق هذه الواجبات بحيث يأخذ بعضها برقاب بعض . وان صدق هذا في شأن الرجل ، فهو أصدق في شأن المرأة ، لاسيما في البيت .
والرقاد هو الوضع الذي ينفق الجسم فيه من طاقته أقل نفقة . والجلوس يزيد نفقة الجسم من طاقة فوق ما يبذل في الرقاد . والوقوف اكثر من القعود نفقة من طاقة ، ولكن كل هذه الأوضاع قد تتشكل أشكالا تزيد نفقة الجسم من طاقته ، وهي عدا هذا تجعل من الجسم الذي شاءه الله أن يكون كالرمح اعتدالا ، شيئا كذنب الضب تعقدا واعوجاجا .
هكذا يجري اللفظ الكريم . كل حيوان يسير على أربع ، وسار الانسان على قدمين ، ومن أجل هذا استقام . استقام استقامة كالعود في قوامه وجماله .
( خَلَق فسوَّى )
ولكن كم من الناس نلقاهم على الطريق ماشين ، قد خرجوا عن هذا الجمال الذي اختصت به الطبيعة ، واختص خالق الخلق ، الانسان . كل منهم يمشي ، لا يحمل شيئا ، ولكنه يمشي كمن حمل على ظهره الاثقال .
وآخرون يمشون ، فكأنما حملوا الأثقال عند بطونهم .
ويقعدون ، فاذا برؤوسهم وأيديهم الى أمام فكأنهم القردة جالسين .
( خَلَق فسوَّى ) ، وأفسد الانسان بنفسه لنفسه هذا الاستواء .
وترى هذا في الرجال ، فيسوءك ، ثم أنت تراه في النساء فيسوءك ضعفين . وتراه في الطفل والطفلة فتقول ما أسرع ما جرى اليهما السوء .
ذلك ان الطفل يخرج من بطن أمه كأنه الألف استقامة ، ثم هو يتعوج ، ولات حين اعوجاج .
ان هذه الدنيا فيها القبح الكثير الدائم ، وفيها الجمال يأتي لمعا . والذي يزيد في حظ هذه الدنيا من جمال ، في نفسه أو في الناس ، يستحق شكر الدنيا ، وعلى الزاهدين في جمالها العفاء .
وقوام الأجسام ليس جمالا فحسب . انه جمال وصحة . واعوجاج الأجسام يصيبها بشتيت من أسقام . ان الجمال والصحة صنوان ، في رجال ونساء .
وحتى المتحجبات المتلقفات ، في سواد من اللفائف أو بياض ، تلمح فيهن القوام الفارع ، ومع القوام الفارع الخطو القوي .
- تبعة المنزل والمدرسة في استقامة الأجسام
ان استقامة الجسم أو تعوجه يبدآن في البيت ، ثم ينتقلان الى المدرسة . والصبي يتوزع زمانه بین بیت ومدرسة ، فتتوزع تبعة استقامة جسمه بمقدار ما يصرف من زمن في مدرسة أو بيت .
والصبي يقضي أكثـر زمــانه في اللعب . واللعب . وانما يتعوج الجسم أكثر ما يتعوج وهو قاعد ، حركة او واقف ساكن .
- مقعد في البيت
والأم يجب أن تهيىء لولدها أو ابنتها في البيت استقامة جسم . وخير ما تعنى به الأم في البيت المقعد الذي يصفر على قدر صغره ، ثم هو يكبر بكبره . المقعد الذي اذا جلس عليه الطفل وجد على الأقل فيه سندا لظهره . ان ظهره هذا هو محك الاستقامة والتعوج .
لتنتهي وفقرات الظهر ، وهي تبدأ من عند الجمجمة ، عند العصعص من مقعده ، فيها حرية من حركة ، تجيز للجسم عند اللعب أو العمل أن يتشكل أوضاعا شتى .
ولكنها ، على السكون ، يجب أن تظل مستـقيمة وإلا صار اعوجاجها عادة .
- ومقعد في المدرسة
وأخطر من مقعد البيت مقعد المدرسة ، ورقعة الخشب التي أمامه وعليها يكتب الصبي أو يرسم أو يلعب . وتسمى بالتختة أو الدرج .
فالمقعد في حجر ة . الدرس لا بد أن يكون له مسند يسند الظهر ، والا تعب فتقوس . والتختة التي هي امام المقعد يجب أن لا تنخفض انخفاضا يؤدي بالطالب الى أن يميل عليها كل الميل فيتقوس ظهره ويتقارب كتفاه ، ويتراجع الظهر فيصفر الصدر ، وينبعج البطن ويزدحم بأحشائه . والتختة يجب أن لا ترتفع ارتفاعا يؤدي بالطالب الى رفع ذراعيه اليها رفعا يؤذى عضله وجريان دمه ، فضلا عن قوامه .
والتختة يجب أن لا تبعد عن المقعد ، ولا تقترب منه اقترابا .
- المدارس تصنع المقاعد والتخت حجما واحدا لصبية مختلفي الأحجام
والمدارس تصنع المقاعد وتختها حجما واحدا ، و تنسی أن الأطفال والصبية لم يخلقوا خلقا واحدا .
وقل من المدارس ما يعني بتصميم المقاعد والتخت . في حين أن تصميمها أمر خطير . وهي لا بد أن تختلف بمقدار ما يختلف البنين والبنات طولا وعرضا .
اننا ننعى على الصبي الرفيع أن يلبس الثياب الواسعة ، وعلى الصبي والصبية السمينة أن تلبس اللباس الضيق الذي يكاد يخنق ، وننسى أن المقاعد والتخت كاللباس ، يجب أن تلبس الطفل أو الطفلة التي تجلس اليها بقدر الامكان .
انك اذا رأيت ظهور تلاميذ بمدرسة ، فوجدت بها بعض انحناء ، الى أمام أو وراء ، فادخل فصولها ، فأغلب الظن انك واجد تختها ساء تصميمها ، أو هي واحدة في تصميمها ، فما فرقت بين صبي قصير وآخر طويل ، أو بين رفيع وآخر بدين .
ان من المدارس الحديثة اليوم ما تصنع تختهــــا والمقاعد متحركة الأجزاء تتعدل في دقيقة وفقا لحال الطفل الذي يجلس عليها واليها .
- الصبية تمل السكون
والمدرسة لا شك مراعية أن الأطفال والصبية لا يستطيعون أن يظلوا ساكنين طويلا . لا بد من حركة . هكذا هم على الطبيعة . والذهاب الى المدرسة ، والجلوس الى مقاعدها مدة طويلة ، حالة خلقها الانسان ضرورة ، وهي تناقض طبع الطفل والصبي . انها مصنوعة . من اجل هذا لا يلبث الصبية والأطفال أن يضيقوا بها اذا . جلسوا الى مقاعد الدروس طويلا ، فلا يلبثوا ان يترامو على التخت في أوضاع لا تؤدي الى حسن القوام .
من أجل هذا كانت دروس الصفار ، في رياض الأطفال ومن بعدها ، مليئة بالحركة ، ومنها دروس الأشغال : أوراق تقص ، أوطينة تعجن فتشكل .
- الفسحة بين الدروس
ومن أجل هذا كانت أيضا الفسحة بين الدروس .
والفسحة للصبية يجب أن تكون حركة ، والا فما أدت غرضها . انه اللعب ، واللعب حركة ، ولكنها حركة غير مرسومة . ومن المدارس الحديثة ما يضيف اليها خمس دقائق : ثم خمس أخرى ، يؤدي فيها التلاميذ حركـات رياضية مرسومة ، هدفها اصلاح ما أصاب الجسم في سكون حجرة الدراسة من أضرار عند الصبية والأطفال .
- والوقوف كالجلوس ، منه ما يجوز وما لا يجوز
والوقوف سكون . ويضيق به الطفل ، ويضيق الصبي ، وكذلك يضيق الرجل اذا وقف على رجليـــه جميعا طويلا . ان توزيع ثقل الجسم بالمساواة على الرجلين يتعب عضلات الرجلين سريعا . من أجل هذا يقف الصبي على رجل ، ولتكن اليمنى ، يعمد عليها ثقله كله ، ولكي
لا يضيع اتزانه على الرجل الواحدة هو يخرج رجله اليسرى الى اليسار يمس بها الأرض مسا هينا يمنع من الميل . وفي هذا الوضع يميل العمود الفقاري كذلك .
وهذا أول خطوة نحو انحراف العمود الفقاري وما يتسبب عنه من أمراض . يعر فها الأطباء والخير في خروج الرجل اليسرى إلى الأمام ، أو الى خلف .
- وكما في المدارس ، فكذلك في الكليات والجامعات
وتصحيح الأوضاع الجسمانية كما يبدأ في المدرسة الابتدائية ، فكذلك يجب أن يستمر في الثانوية والجامعة . وفي الجامعة تدخل الرياضة . ويجب أن يكون من أهدافها تصحيح لم يكن تصحح من أوضاع الجسم . والتربية العسكرية في الجامعات ، وشبه العسكرية ، كلها تعدل ما اعوج في الجسم . ولكن هذا الهدف يجب أن يكون واضحا عند من يعطيه ويأخذه . والشاب الجامعي في سن تجعل اثارة الاعجاب بالجسم المعتدل والسامق الممشوق سهلة عند الشباب .
- حاجة الفتيات الى الاعتدال اشد من حاجة الفتيان
وهذا شيء لا يحتاج الى بيان . فالجمال والاعتدال ان طلبا في الرجل فهما أشد مطلبا عند النساء . والفتاة قد لا يبلغ وجهها من الجمال ما تريد ، أو لا يبلغ شعرها أو سائر مفاتنها الفاية التي تحب ، فيقوم القوام المعتدل يعزز فيها جمالا تم ، أو جمالا أعوزه التمام . وكم فتن الجسم الفارع فوق ما فتنت عين ، أو فتن تزجج أو استدارة ثغر .
- طاقة الجسم كخزانة المال ، لا بد فيها من اقتصاد في النفقة
وهذا قول يصدق في كل زمان وكل مكان ، ولكنه أكثر صدقا في الحياة المدنية الحاضرة ، لكثرة أعمالها ، وتعدد واجباتها ، وتلاحق هذه الواجبات بحيث يأخذ بعضها برقاب بعض . وان صدق هذا في شأن الرجل ، فهو أصدق في شأن المرأة ، لاسيما في البيت .
والرقاد هو الوضع الذي ينفق الجسم فيه من طاقته أقل نفقة . والجلوس يزيد نفقة الجسم من طاقة فوق ما يبذل في الرقاد . والوقوف اكثر من القعود نفقة من طاقة ، ولكن كل هذه الأوضاع قد تتشكل أشكالا تزيد نفقة الجسم من طاقته ، وهي عدا هذا تجعل من الجسم الذي شاءه الله أن يكون كالرمح اعتدالا ، شيئا كذنب الضب تعقدا واعوجاجا .
تعليق